أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير الخويلدي - ما سر حضور الأساطير في الفلسفة ؟














المزيد.....

ما سر حضور الأساطير في الفلسفة ؟


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 23:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



" الأسطورة هي أول مغامرة يقوم بها العقل البشري" أرنست كاسرر
هناك رأي شائع حول علاقة الأسطورة بالفلسفة يتحدث على ضرورة القطع بينهما باعتبار أن الفلسفة هي لوغوس ( قول برهاني يبحث عن الحقيقة ويعتمد العقل) والأسطورة هي خرافة تتحدث عن قصة خيالية.
غير أن هذا التصور خاطئ لأن القول الفلسفي انبجس منذ اللحظة الأولى من الأسطورة وتبلور عن طريق الشعر والتراجيديا كما أكد على ذلك فريديريك نيتشه في كتابيه مولد التراجيديا ومولد الفلسفة في العصر التراجيدي . كما تضمنت محاورات أفلاطون قصائد لهوميروس واقتباسات من ملحمة الإلياذة والأوديسة.
علاوة على أن أرسطو خفض من قيمة القول التخييلي الأسطوري في كتبه المنطقية وقربه من السفسطة والجدل ولكنه في كتاب فن الشعر رفع من دوره عند تطرقه إلى المحاكاة والحبكة والفعل وتمييزه بين الملحمي والمأساوي والكوميدي وتنصيصه على علاقة التشابك بين الفنان والطبيعة والصناعة والأخلاق.
بناء على ذلك تهتم الفلسفة بإنتاج الخطاب العقلاني وتستعمل لغة المفهوم وتتصيد طرق الكشف عن الحقائق وإيضاح المعاني وتشريع القيم وتأسيس المرجعيات ولكن أن تهتم بالأسطورة وما يرافق ذلك من تطرق إلى الخرافة والتفات إلى التقاليد والتاريخ الغابر واستنجاد بالخيال والذاكرة وتبرير حدوث الوهم والتلاعب بمقولات المنطق وإطاري الزمان والمكان يدعو الاستغراب ويحمل الدهشة ويمثل مفارقة من جهة السائد. فهل تنظر الفلسفة إلى الأسطورة مثلما تنظر إلى سائر المواضيع؟ وكيف يحدث اللّوغوس قطيعة مع الميتوس؟ لماذا تتضاد الأسطورة مع الفلسفة ؟ وهل يمكن أن تتحول الفلسفة إلى أسطورة؟
يحيل المعنى اللّغوي الإغريقي (Mûthos - ميتوس) إلى التعبير عن التفكير والقول الاستدلالي الذي يتحدث عن الماضي ولكن موقف أفلاطون صاغه وفق رؤية نقدية وبلوره في شكل حكاية تخبر عن أحداث الماضي بطريقة خيالية وتحمل رسالة تتناقلها الأجيال وتتضمن جملة من القصص والمغامرات.
من المعهود أن الشاعر يضطلع بدور حكائي ويقص الأساطير في شكل ملاحم وأناشيد ويتقن فن التأثير في الجمهور ويعمل على استمالة السامعين عن طريق التشبيه والتخييل وضرب الأمثال واستعمال المغالطات حينا وتقديم الحجج المنطقية والبراهين العلمية والقرائن الواقعية في سبيل الإقناع والإفحام.
في هذا الصدد طرحت الفلسفة مشكل تأويل الأساطير واشتغلت على اللغة الرمزية التي تشكلت منها وحاولت وضع جملة من الشروط والمعايير قصد الظفر بالدلالات والقبض على المعاني التي تزخر بها. غير أن المطلوب من مؤول الأساطير هو التحلي بالحكمة والحصول على خبرة السنوات والدراية بتقلبات الدهر والمعرفة الشاملة بشروط قيام الدول وانحطاط الحضارات وأمزجة الشعوب والتمثلات الثقافية. تتمثل المفارقة في توجيه الأساطير نحو الأطفال قصد توسيع ملكة الحلم لديهم وتشذيب القدرة على التجريد والاستطلاع والسفر بهم عبر عوالم الزمان والمكان وتمكينهم من زيارة العجائب والغرائب ولكن من جهة ثانية يطلب من المرء عند مرحلة النضج التخلص من الرؤية الأسطورية للعالم واعتماد الرؤية العلمية والتفسير العقلي وفي مستوى متأخر يختص الشيخ المسن بمهمة تأويل الأساطير وتبسيطها للعموم. فكيف تساعد الأسطورة الفكر العلمي على التقدم؟ وماهو دور التخييل والتوهم في بناء الأنساق الفلسفية؟ ألم تتحول الفلسفة الى أسطورة عقلية؟ أليست الأساطير هي الشذرات الأولى التي انبجس منها التفلسف؟
كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هاني فحص ...مصلح ترك بصمات
- حوار مع الفيلسوف الدكتور زهير الخويلدي
- الذنب العربي والغفران الصعب
- التجربة الفلسفية بين النقد والتأسيس
- الروح العلمي الجديد عند غاستون باشلار
- تقنيات العناية بالذات في النشاط الفلسفي
- سيرورة التثقف وتبدل الأطوار الحضارية
- المشكل الأنثربولوجي في فلسفة موريس مرلوبونتي
- العقلانية العربية بين إحياء التقليد والحداثة المعطوبة
- مفهوم الذاكرة بين الوعي الانساني والديمومة الزمانية
- هل من تناقض بين الرغبة والسعادة ؟
- فنومينولوجيا اللذة والألم
- الدلالة التاريخية للدولة الديمقراطية
- المنعطف الهرمينيطيقي لفلسفة للدين عند بول ريكور
- من التبعية الثقافية الى الاستقلال الحضاري
- كيف يمكن ممارسة فعل التفكير الفلسفي؟
- نقد الدعاية وتفكيك الخطاب الاعلامي
- واجب الدفاع عن الحق في الحقوق
- الحرية بين المعتقد والضمير، مقاربة فلسفية
- فلسفة الدستور ومرونة التأسيس


المزيد.....




- لأجل غير مسمى.. إدارة ترامب توقف برنامج تأشيرة التنوع بعد حا ...
- -لماذا تقف على العتبة؟-.. بوتين يسخر من زيارة زيلينسكي لمدين ...
- اعترافات تُنشر لأول مرة للأسير اللبناني عماد أمهز.. هذا ما ك ...
- زعيم كوريا الشمالية يشن هجوماً حاداً على إسرائيل: مشروع إرها ...
- ماكرون يفقد تركيزه وسط -الميكروفونات الراقصة- قبل قمة الاتحا ...
- آرني سلوت يعلن طي صفحة الخلاف مع محمد صلاح
- بريطانيا تفرض عقوبات على أفراد ومنظمات بتهمة الارتباط بأعمال ...
- الوسطاء يبحثون المرحلة الثانية من خطة ترامب في غزة وسط رفض إ ...
- الحرب في أوكرانيا.. بين خطة ترامب للسلام والبحث عن تمويل الح ...
- إسرائيل ترفع مستوى تمثيلها في المحادثات مع لبنان


المزيد.....

- معجم الأحاديث والآثار في الكتب والنقدية – ثلاثة أجزاء - .( د ... / صباح علي السليمان
- ترجمة كتاب Interpretation and social criticism/ Michael W ... / صباح علي السليمان
- السياق الافرادي في القران الكريم ( دار نور للنشر 2020) / صباح علي السليمان
- أريج القداح من أدب أبي وضاح ،تقديم وتنقيح ديوان أبي وضاح / ... / صباح علي السليمان
- الادباء واللغويون النقاد ( مطبوع في دار النور للنشر 2017) / صباح علي السليمان
- الإعراب التفصيلي في سورتي الإسراء والكهف (مطبوع في دار الغ ... / صباح علي السليمان
- جهود الامام ابن رجب الحنبلي اللغوية في شرح صحيح البخاري ( مط ... / صباح علي السليمان
- اللهجات العربية في كتب غريب الحديث حتى نهاية القرن الرابع ال ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في علم الصرف ( كتاب مخطوط ) . رقم التصنيف 485/252 ف ... / صباح علي السليمان
- محاضرات في منهجية البحث والمكتبة وتحقيق المخطوطات ( كتاب مخط ... / صباح علي السليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - زهير الخويلدي - ما سر حضور الأساطير في الفلسفة ؟