|
داعش ..بعبع صهيوني
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 20:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت فكرة هذا المقال ،تناول دور تنظيم الخوارج الجدد الذي يدعى داعش، في ترسيم حدود الدولة الكردية ليس في العراق فحسب ،بل في الإقليم كله ،بدليل أنه يعبث في الساحة الكردية في العراق وسوريا ولعابه يسيل للدخول إليهم في تركيا ،ناهيك عن العبث في أوضاع الأقليات وفي مقدمتهم الأخوة العرب المسيحيين ومن بعدهم الأيزيديين . لكن ما حدث في اليومين الماضيين من إستنفار أمريكي غربي ،بدعم من عدد من الدول العربية ،ضد هذا التنظيم العبثي الجديد الذي لفظته لنا مختبرات مجمع المخابرات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية، جعلتني أتوسع في الطرح ،ليشمل داعش ومن صنعه ومن ثم إنقض عليه ،لزوم إتقان التخطيط،وصولا إلى الهدف المزدوج المرجو وهو تقسيم الوطن العربي إلى كانتونات إثنية وعرقية ،مربوطة في وتد بتل أبيب ،بعد إدخال الرعب في قلوب العرب ،من أجل إستمرار الهيمنة على مقدراتهم ،كما يقول الناشط الأمريكي اليهودي مدير موقع الشرق الأوسط الإليكترو ني والمناهض لإسرائيل والسياسة الأمريكية الخارجية مارك بروزونسيكي ،الذي قال قبل أيام أن السي آي إيه هي التي دربت داعش ،وأن اللوبي الصهيوني الذي يتحكم في مفاصل السياسة الأمريكية ومراكز صنع القرار ،هو الذي يسير الرئيس أوباما في سياسته في الشرق الأوسط،مؤكدا أن اللوبي الصهيوني وإسرائيل بطبيعة الحال يريدان إبتزاز العرب والهيمنة المستمرة على مقدراتهم. وافقه في هذا المجال وكيل السي آي إيه الهارب إلى موسكو إدوارد سنودن الذي قال أن السي آي إيه والإم آي سيكس البريطانية والموساد الإسرائيلي هم الذين خلقوا داعش ،وأن الموساد الإسرائيلي أعطى دورات مكثفة ولمدة عام لرئيس داعش أبو بكر البغدادي حول اللاهوت وفن الخطابة من أجل إيجاد عدو جديد للعرب غير إسرائيل،وقد عززت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينون هذا القول في كتابها الأخير بعنوان "كلمة السر 360" ،أن امريكا هي التي صنعت داعش لتقسيم العرب وتننفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد. أولى المهام المناطة بتنظيم الخوارج الجدد داعش ،هي طرد العرب المسيحيين من ديارهم بالقوة وشعار "جئناكم بالذبح"،وهذا بطبيعة الحال مناقض للمعتقدات افسلامية ،ودليل ساطع على أن هذا التنظيم ليس مسلما وليس من الإسلام في شيء،ولا جدال في أن طرد العرب المسيحيين من ديارهم يوافق الهدف الإسرائيلي القاضي بتخليص المنطقة من العرب المسيحيين ،لتقول إسرائيل للغرب المسيحي ،أن الصراع الدائر في المنطقة هو في جوهره ومظهره بين اليهود والعرب المسلمين ،وبالتالي لا دخل للغرب به،حتى يتم قطع الطريق على الغرب وتمكينهم من الضغط على إسرائيل لتحقيق نوع من المصالحة مع الفلسطينيين. أما الهدف الثاني لتأسيس داعش فهو تحقيق رغبة الكنيسة الغربية المتصهينة ،في طرد العرب المسيحيين وتخليص الشرق منهم ،وصولا إلى طرد الكنيسة الشرقية التي تتبع موسكو ولما تتساوق مع الأهداف الصهيونية بعد،حتى تؤول المنطقة بأسرها إلى نفوذ الكنيسة الغربية. بيد أن من أخطر مهام داعش الموكلة إليه في هذا السياق ،فهي إثارة قضية الأكراد ،من خلال التحرش بهم ،ليجد الغرب الأمريكي وإسرائيل الذريعة المناسبة بضرورة منح الأكراد دولة خاصة بهم تتعدى حدود دولة كردستان العراق. السؤال الفاضح هنا،هو لماذا لم يسمح صانعو داعش لهؤلاء الخوارج الجدد بالعبث في أمن الدول الخرى العربية طبعا والقريبة من العراق؟ ويتبعه سؤال خطير آخر :لماذا لم يعثر هؤلاء الخوارج الجدد على الطريق المؤدية لفلسطين؟وقد غرد أحد قياداتهم على التويتر أن الله لم يأمرهم بمحاربة إسرائيل؟؟؟!!!!! ومن الأسئلة الفاضحة ايضا :لماذا حصروا نشاط هذا التنظيم الإستكلابي المسعور في العراق وسوريا فقط والتحرش في لبنان أحيانا ؟ الجواب المنطقي على هذا لسؤال هو أن هؤلاء المرتزقة بإسم الإسلام وهو منهم بريء ، يريدون تهيئة الوضاع في هذين البلدين ولبنان المنهكة أصلا، تمهيدا لإنزال أمريكي غربي مشترك إليهما لتبدأ عملية إلغاء حدود سايكس –بيكو، والإنتقال بنا إلى مرحلة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو الوسيع لا فرق. وقال أحد المحللين السياسيين الإسرائيليين أن العالم العربي سوف يشهد شطب دوله الحالية ،وتقسيمه إلى دويلات تشكل في نهاية المطاف "الولايات العربية المتحدة". قبل أيام قالها الرئيس الأمريكي أوباما أن بلاده واوروبا يعملان على تشكيل جيش مشترك لإحتلال العراق وسوريا ،بحجة الحد من خطر تنظيم داعش المرتزق، ولكنا لهدف من وراء ذلك هو تعويض الخسارة التي منيت بها أمريكا عام 2003 بإحتلال العراق وعدم الإنطلاق منه إلى سوريا لتقسيم العالم العربي إلى دويلات ،وكان سبب ذلك هو إنطلاق المقاومة العراقية في وقت قياسي وسريع. القصة قديمة جديدة وهي أن إسرائيل حرضت أمريكا بوش الصغير على إحتلال العراق،في ربيع 2003 ،لتقسيم الشرق الأوسط إلى إثنيات عرقية تحقيقا للرغبة الصهيوينة التي أبداها مؤسس الصهيونية ثيودور هيرتزل من أجل دمج إسرائيل "المنتظرة "آنذاك، في المنطقة لتسويق إنتاجها وتنشيط تجارتها وإقتصادها،وقد تحركت أمريكا في هذا الموضوع بعد أن لمست آثار الحرب العراقية المدمرة على العرب والمسلمين عام 1980 وإستمرت لثماني سنوات إلتهمت ألأخضر قبل اليابس. جرى تكليف اليهودي الأمريكي الحاقد على العرب والمسلمين د.بيرنارد لويس لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع الشرق الأوسط الجديد بعد تزويده بالمعطيات اللازمة ،وأقر الكونغرس الأمريكي هذا المشروع في جلسة سرية عام 1983. وفي العام 2006 كلفت أمريكا ذراعها العسكري في المنطقة وبعض الممولين العرب ،إسرائيل بإحتلال جنوب لبنان بعد "سحق "حزب الله،وعندها قالت وزيرة خارجية أمريكاالسمراء آنذاك كوندليزا رايس : الآن بدأ تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد؟؟!! لكن الله سلم وتمكن حزب الله من تلقين إسرائيل درسا لن تنساه في السنوات القليلة المقبلة من عمرها ،ونجح في إيصال صواريخه إلى المدن الإسرائيلية،وصمد أمامها 33 يوما . عندها قررت أمريكا على وجه الخصوص وحكومة العالم الخفية ،ضرب العرب بعضهم ببعض من خلال تبني نظرية العمى الخلاق ،وكانت الفرصة مواتية بخطف الربيع العربي وتوجيهه الوجهة المطلوبة ،وكلفوا الفيلسوف اليهودي الفرنسي بيرنارد ليفي بقيادة هذا الإنفجار ساعده في ذلك عضو الكونجرس الأمريكي اليميني جون ماكين ،ومساعد وزير الخارجية الأمريكية جورج فيلتمان،وجرى ما جرى ،وإنكشفت اللعبة . بعد ذلك أطلقوا داعشهم ليكون رصاصة الرحمة على العالم العربي السايكس-بيكوي بصورته الذليلة الحالية ،وأتبعوه برصاصة مسمومة أخرى مهتمها تحشيد الرأي العام الغربي من أجل الموافقة على الغزو الجديد ،وهوتنظيم خرسان الذي يقوده كويتي قيل أنه قتل مؤخرا في سوريا،ومن مهامه الرئيسة إثارة الرعب في الغرب.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المركز العربيّ في الدوحة يعلن نتائج استطلاع المؤشّر العربيّ
-
-داعش -صنيعة أمريكية بريطانية إسرائيلية لتقسيم الشرق الأوسط
-
العالم العربي تحت الإحتلال
-
إطلاق ألبوم كرمالو للفنان إياد وهبه في بيروت في قصر الأونيسك
...
-
في تقديره الإستراتيجي (70): قراءة في أداء السلطة الفلسطينية
...
-
كبير المستشرقين الألمان هارتموت : الأدب والتراث الشرقيين غير
...
-
الملتقى الوطني المهني لدعم المقاومة في فلسطين, يقيم حفل عشاء
...
-
أبو غزالة امام مؤتمر بومباي الإقتصادي
-
إختتام اعمال مؤتمر الطائفية
-
الأردن بحاجة لإئتلاف تنموي بدلا من التحالف لحرب داعش
-
سكرتير عام غرفة التجارة والصناعة العربية – الألمانية عبد الع
...
-
الأردن ..حذار من الإنضمام للتحالف الدولي لمحاربة داعش
-
العزوني يصدر كتابا جديدا بعنوان: مشروع الشرق الأوسط الجديد..
...
-
خبير الأمن القومي السوداني أمير المقبول: لجان الأمن القومي ا
...
-
خبير الأمن الإقتصادي السوداني أمير المقبول: دول الخليج العرب
...
-
قول في الابداع .. ايصال الفكرة أهم من بنية النص
-
مغزى تضخيم التهديد الداعشي للأردن ولبنان
-
الأردنيون يشاركون في إحتفال إنتصار المقاومة الفلسطينية في غز
...
-
حرب أهلية فلسطينية مقبلة
-
نتنياهو ...إلى حيث ألقت
المزيد.....
-
هيفاء وهبي توجه تحية لفريقها الإبداعي في عيد العمال
-
مصدران لـCNN يكشفان تفاصيل قرار مغادرة مايك والتز المحتملة ل
...
-
إريك ترامب يعلن من دبي عن مشروع عقاري بقيمة مليار دولار.. هل
...
-
الجزائر تلاحق إسرائيل بـ -العدل الدولية-
-
قضية دمنهور: الحكم بالمؤبد على المتهم بهتك عرض -سبايدر مان-
...
-
الخدمة العالمية في بي بي سي تطلق بثاً إذاعياً طارئاً لتغطية
...
-
هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه
...
-
-القاتل الصامت في منتصف العمر-.. كيف تهدد الساعة البيولوجية
...
-
الأسطول الروسي والتقاليد الهندية
-
المنفي يمهل مفوضية الانتخابات 30 يوما
المزيد.....
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
المزيد.....
|