أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - رشاد جبار السعيدي - خمسة وعشرون مليون لغم














المزيد.....

خمسة وعشرون مليون لغم


رشاد جبار السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 07:42
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


أنها الكارثة بعينها، تلك التي ورثناها من نظامٍ مسخ الإنسان ووجوده مسخا ولم تسلم الطبيعة منه بل كان لها نصيبها من الدمار والعبث. سقط النظام وذهبت رموزه الى الجحيم لكن العراقيون مازالوا يعانون من ذلك الإرث الثقيل. ارث كان مخططا له, لينسى العراقي والى الأبد طعم الراحة والرخاء. ليتذكر الأيام الخوالي من عصر سلبت فيه من المواطن كل قيم الإنسانية, وكان عصرا اقل ما يطلق عليه هو عصر العبودية.
ولكن نظاماً بنى مجده على جماجم وجثث العراقيين وكان يتلذذ بذلك, لا يستطيع أن يرى العراقي يعيش بسلام. فما كان منه قبل سقوطه, إلا أن زرع ارض العراق الطاهرة بالملايين من أطنان الصواريخ والمتفجرات ومخازن الأسلحة المختلفة المخزنة تحت الأرض.
كان تصريحات الهيئة الوطنية العراقية لشؤون الألغام مرعبة حقا, لما أفشته من أرقام اقل ما يقال عنها, أنها كبيرة وغير متوقعة. وكان نصيب كل فرد عراقي من ذلك الإرث لغم يرقد تحت قدميه. نعم لا تستغربوا, فهذه هي الحقيقة التي لم نكن نعرفها من قبل. هذه هي ثرواتنا التي ذهبت هباءا. لقد زرعها نظام الصنم تحت أقدامنا وأقدام أطفالنا لتنفجر في لحظة من اللحظات وتقتلنا. خمسة وعشرون مليون لغم مزروعة تحت أقدامنا. لقد كان عادلا هذه المرة في توزيع الثروات على العراقيين. أليس كذلك؟.
إما ما هو موجود ومبعثر هنا وهناك, حسب ما صرحت به الهيئة, ثلاثة ملايين طن من الصواريخ والقنابل والذخائر وفي مناطق عديدة ومتفرقة من العراق. وهذه الإعداد (البسيطة) موجودة على سطح الأرض, دون أن تتفضل هذه الهيئة وتتخذ الإجراءات اللازمة للتخلص منها, ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أناس وأطفال يمرّون أو يعبثون بها كل يوم. وما يدعو للسخرية إن هذه الهيئة الموقرة أعلنت عن إحصائيات بعدد المعاقين الذين أعيقوا جراءَ حروب النظام البائد, ومن جراء هذه الأسلحة المكشوفة في العراء. وبلغ عدد هؤلاء المعوقين حسب الإحصائية 300 ألف عراقي تتراوح شدة أعاقتهم بين العجز الكلي والمحدود.
وكما أسلفنا فان الطبيعة نالت حصتها, فالمناطق المشتبه بتلوثها بالمواد الكيميائية أو الإشعاعية بلغت حوالي 300 منطقة متفرقة في مناطق العراق المختلفة. وان تركت هذه المناطق المشعة والملوثة فبالتأكيد ستسبب كارثة بيئية حقيقة للعراق. فبالإضافة الى التلوث الذي سيصيب الثروات الزراعية والحيوانية, الإنسان سيكون المتضرر الأول والأخير من ذلك.
إن الظروف التي يمر بها العراق صعبة وحرجة, نظرا لعدم الاستقرار السياسي. لكن يجب أن لا نعول على قوات الاحتلال كثيرا, وهي حسب قرارات الأمم المتحدة, المسئول الأول عن امن العراقيين. إن الجمعية الوطنية والحكومة الحالية مطالبة باتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لرفع هذه الألغام, والعمل بأسرع ما يمكن من اجل رفع الصواريخ والقنابل والذخائر التي ما زالت مهملة هنا وهناك. والأدهى من ذلك إن هذه الأسلحة قد تصل الى أيدي الإرهابيين الذين سيوجهونها الى صدورنا وصدور أبنائنا.
هل سنتركها هدايا للإرهابيين؟.
ألا يكفي ما ضحينا به عبر عشرات السنين؟.
ألا يمكنكم أن تتحركوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟.



#رشاد_جبار_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين مشعل الشعلان ..وصولاغ ومشعان
- كافي عاد بالعراقي
- القادمون من وراء الحدود
- عندما تستأسد الاكثرية
- الالتفاف الجديد
- المتعة..بين الشرعيةوالواقع


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - رشاد جبار السعيدي - خمسة وعشرون مليون لغم