أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد جبار السعيدي - عندما تستأسد الاكثرية














المزيد.....

عندما تستأسد الاكثرية


رشاد جبار السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1274 - 2005 / 8 / 2 - 11:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تمرُّ العملية السياسية في العراق بمنعطف خطير الآن. عندما طرحت مسودة الدستور العراقي. وكانت بالفعل خيبة أمل بل ولطمة شديدة, للجماهير التي انتظرت المولود السعيد بمعاناة قاسية حيث أجلت كل المستحقات إلى ما بعد الدستور. وقدمت التضحيات الكثيرة بالدماء الزكية الغالية لكي تنال ما تصبو إليه من حقوق هدرت, واسترجاع كرامة سُلبت, وإحقاق حرية اغتصبت.
كتب العديد من الأساتذة الأفاضل خلال اليومين الماضيين عن المسودة التي طرحتها لجنة كتابة الدستور. اذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: د.عزيز الحاج في مقاله "نظرة أولى في مسودة الدستور", د.عصمت الشعلان في مقاله "مسودة الدستور العراقي وحقوق المرأة", د.عبد الخالق حسين في مقاله "ملاحظات حول مسودة الدستور العراقي", د.سيار الجمل في مقاله "المعاني الدستورية بين الأهداف والمبادئ". والمنشورة على العديد من المواقع الالكترونية, وناقشوا كل مادة من مواد الدستور باستفاضة لا تدعنا نكتب عنه أكثر مما تناولوه هم في كتاباتهم القيمة.
إن هكذا دستور إذا صودق عليه من قبل الجمعية الوطنية أو من قبل الشعب بعد الاستفتاء عليه، ستكون كارثة تهددنا جميعا نحن العراقيين وسنعض أصابعنا ندما إن نحن أعطينا أصواتنا لصالحه. فمن وضعوا هذه المسودة بعيدين كل البعد عن الشعب, لأنهم صاغوا مواده لمصالح فئة قليلة متحكمة ومتنفذة تمهّد وبوضوح للسيطرة على مقدرات وثروات شعبنا وبلدنا. أنهم يحاولون إضفاء الشرعية على أنفسهم من خلال إدخال مواد في الدستور تساعد على عدم الطعن بعراقيتهم. التي هي بالأساس موضع شكوك وتساؤلات لدى الشارع العراقي.
إن صفقات واضحة المعالم قد خيمت على كتابة المسودة. وان نحن أمعنا النظر لرأيناها واضحة وضوح الشمس في منتصف النهار. وستطفو الطبقة التي حذرنا منها كثيرا, ألا وهي فئة المواطنة من الدرجة الأولى. وواضح جليا إن ممثلي هذه الطبقة كانوا أناس وطنيين, جاءوا لخدمة مواطنيهم الذين رشحوهم إلى الجمعية الوطنية. وهم بالحقيقة لم يخذلوا ناخبيهم وحققوا ما أرادوا دون التفريط ولو بالقليل من مطالبهم. وسيكونون بعيدين كل البعد عن إسقاطات هكذا دستور, ولن يكونوا من المتضررين ولو بقيد أنملة منه.
إن الشعب الذي تفاخر وتباهى في يوم من الأيام بتعددية ثقافاته وامتزاجها في بوتقة واحدة" رغم كل الاختلافات التي راهن عليها أعداء الشعب" ستذهب أدراج الرياح وسيعاني ابناء الأقليات القومية والدينية من صعوبات لا حصر لها, في مجتمع جديد وبعيد كل البعد عما كانت قد اعتادت عليه لأنها في مثل هذا الدستور ستفقد حق المواطنة الذي صودر تحت ستار الدولة الإسلامية.
أما المرأة فهي الخاسر الكبير التي ستتحمل كل التبعات, ولا نعرف حقيقة كيف يقر بمساواة المرأة بالرجل تحت ظل دستور إسلامي, أنها لمفارقة كبرى الكتابة والتحدث بهذا القبيل. سلاما عليكِ أيتها المرأة في العراق الجديد, فتهيأي لما ستحمله الأيام لك من رجم بالحجارة على شاكلة نساء طالبان وإيران الملالي.
ونحن الذين عانينا من المظلومية, فإننا اليوم قد نسيناها. و كّنا بألامس القريب نتباكى من الظلم الواقع علينا، الذي ندعو الله أن يبعده عنّا بلا رجعة. إن ما نراه في الواقع الفعلي يشير إلى أن الأكثرية وضعت نصب أعينها أنها يجب أن تقود ولو على حساب الأخوة والأحبة. فنحن الأغلبية ولنفصل المقاييس دون الأخذ بنظر الاعتبار للأقلية.
وداعا يا أهلي وأحبتي يامن عانيت المظلومية معكم طوال عمري. ها قد وصلنا مفترق الطرق بيني وبينكم. إنني وان استطعت أن أنسى المظلومية في يوم من الأيام, فسأتخذها درسا لي لأكون عادلا وبالتأكيد ستعطيني الكثير من الدروس وبالأخص دروس ثورة الإمام الحسين (ع) من اجل إحقاق الحق وإزهاق الباطل.
على أعضاء الجمعية الوطنية تحمل مسؤوليتهم التاريخية بإعادة النظر بأعضاء لجنة كتابة الدستور وتعيين أعضاء جدد من المتخصصين القانونيين القادرين على كتابته بصورة قانونية لاغبار عليها. إننا نشكك حقيقة أن يكونوا الذين كتبوا المسودة هم أناس قانونيين, لان الثغرات والهفوات كثيرة وواضحة ولا تحتاج إلى خبير لاكتشافها وفضحها.
إن عملية صياغة دستور ضد رغبات الشعب ستجلب المزيد والمزيد من عمليات العنف وستتبلور حتما إلى نوع جديد من أنواع المقاومة التي سترفع هذه المرة شعارات حقوق الإنسان التي ستصادر بهكذا دستور إن هو اقر. وقد تظهر للوجود منظمة "كمجاهدي خلق "عراقية ترفع السلاح بوجه الدولة الفتية إذا ما أصرّ السادة على تجاهلهم مطالب الشعب العادلة بدستور يضمن حقوق المواطنة للفرد العراقي.



#رشاد_جبار_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالتفاف الجديد
- المتعة..بين الشرعيةوالواقع


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رشاد جبار السعيدي - عندما تستأسد الاكثرية