أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عايده بدر - هذا الرسول كافر فلا تتبعوه













المزيد.....

هذا الرسول كافر فلا تتبعوه


عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)


الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 19:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هذا الرسول كافر فلا تتبعوه
لم نزل في تبعيات مواسم الربيع التي هلت على بلادنا العربية بالدمار فأذاقتنا الأمرين و اقتلعت أشجارنا لتنبت بديلا عنها شوك يدمي أقدامنا و لا نلوك معه إلا حصرما
لكل عصر بلاؤه لا شك في هذا و بلاء عصرنا هذا هو ( داعش ) ليس لقوة مفرطة فيها و ليس لتسليح على مستوى متقدم غير متاح للأفراد و غير ممكن الحصول عليه دون أن يقف خلفهم مال و دعم كبير .. و لكن لأن هؤلاء الذين يمثلون ( داعش ) لديهم قناعة كبرى أنهم جاؤوا لينقذوا الناس من الضلال المبين و أن دربهم هو درب الحق و ليتهم اكتفوا بالدعوة الحسنة التي قال عنها ربنا عز و جل (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل125 لكنهم قرروا أن العمل الميداني هو لاختبار الأفضل للإيمان و أن تطبيق السيف برقاب الناس يجعلهم يدركون بصورة أسرع و أفضل مدى عِظم ما يحملون من رسالة و على بيان هذا الأمر جاء ظاهر تحركاتهم أنهم يحملون الإسلام و سنة رسوله و يطبقون شريعته مصداقا لقوله عز و جل ﴿-;- لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾-;- [الأحزاب: 21].
لكن هذا الرسول الذي تتحدثون باسمه و ترفعون اسمه مقترنا بلفظ الجلالة كافر لأنه جاء بما لم تجيئون به دواعش النكبات و لأنكم على الحق المبين طالما ترفعون أسود قلوبكم فوق رايات تدنسون بها اسم الله تعالى و اسم رسوله الأمين
من يقول عنكم أنكم مسلمون فقد ظلم االإسلام و من لم يعلن توبته منكم و من نجاسة أفعالكم من المسلمين فهو شريك لكم عليه ما عليكم و ما الله بغافل عما تفعلون
في أول عهد الاسلام دعا الرسول ( محمد ) صلى الله عليه و سلم أهل بلده إلى الإسلام كما فعل جده ابراهيم منذ عصور بعيدة و لما كان نصيبه منهم العذاب كما كان نصيب جده فقد خرج من مكة و هي أحب بلاد لله إلى قلبه كما خرج ابراهيم ، و ارتحل للمدينة المنورة و كان اسمها حتى دخول الرسول إليها ( يثرب ) ...ارتأى الرسول بأمر من ربه أن يذهب في عامه هذا معتمرا للبيت الحرام الذي كان الحج و العمرة إليه مباحا للجميع ....
هذا الرسول الذي خرج من بلاده بعد أن عُذب و من آمن معه ، و جاء معتمرا لا غازيا و لا فاتحا و لا طالب قتال و لا راغب بعرض دنيا ... حاملا معه من اسلحة الطريق التي تحميه لا التي يهاجم بها ... محرِما مرتديا ملابس الاحرام و هذا يعني أنه في حل عن كل غرض دنيوي و مطلب غير وجه الله معلنا السلام عهدا بينه و بين أهله الذين عذبوه و أصحابه و كفروا بدعوته فما كان من أهل مكة سوى أنهم حشدوا له و أعلنوا حربه و لما كان هو طالب سلام فقد أرسل إليهم يستأذنهم في أداء العمرة و هنا كان الرفض و الصد فانظروا معي ماذا فعل هذا الرسول :
( في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة، أعلن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه يريد المسير إلى مكة لأداء العمرة، وأذّن في أصحابه بالرحيل إليها لأدائها وسار النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بألف وأربع مئة من المهاجرين والأنصار، وكان معهم سلاح السفر لأنهم يرغبون في السلام ولا يريدون قتال المشركين، ولبسوا ملابس الإحرام ليؤكدوا لقريش أنهم يريدون العمرة ولا يقصدون الحرب، وما حملوا من سيوف إنما كان للحماية مما قد يعترضهم في الطريق. وعندما وصلوا إلى (ذي الحليفة) أحرموا بالعمرة. فلما اقتربوا من مكة بلغهم أن قريشاً جمعت الجموع لمقاتلتهم وصدهم عن البيت الحرام.
فلما نزل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بالحديبية أرسل عثمان بن عفان إلى قريش وقال له: «"أخبرهم أنّا لم نأت لقتال، وإنما جئنا عماراً، وإدعهم إلى الإسلام، وأَمَرَه أن يأتي رجالاً بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات، فيبشرهم بالفتح، وأن الله عز وجل مُظهر دينه بمكة. فانطلق عثمان، فأتى قريشاً، فقالوا: إلى أين ؟ فقال: بعثني رسول الله أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، ويخبركم: أنه لم يأت لقتال، وإنما جئنا عماراً. قالوا: قد سمعنا ما تقول، فانفذ إلى حاجتك"».
ولكن عثمان احتبسته قريش فتأخر في الرجوع إلى المسلمين، فخاف النبي عليه، وخاصة بعد أن شاع أنه قد قتل، فدعا إلى البيعه، فتبادروا إليه، وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا، وهذه هي بيعة الرضوان.
وقامت قريش بإرسال عروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين فرجع إلى أصحابه، فقال: «"أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكاً يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمداً. والله ما انتخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمر ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم، وما يحدون إليه النظر تعظيماً له، ثم قال: وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها"».
ثم أسرعت قريش في إرسال سهيل بن عمرو لعقد الصلح، فلما رآه النبي قال: «"قد سهل لكم أمركم، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل، فتكلم سهيل طويلاً ثم اتفقا على قواعد الصلح"».
شروط الصّلح
فلما اتفق الطرفان على الصلح دعا رسول الله علي بن أبي طالب فقال له: " اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم ".
فقال سهيل: أما الرحمن، فما أدري ما هو؟ ولكن اكتب: باسمك اللهم كما كنت تكتب.
فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم
فقال: " اكتب: باسمك اللهم "
ثم قال: " اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله "
فقال سهيل: والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولكن اكتب محمد بن عبد الله
فقال: " إني رسول الله، وإن كذبتموني اكتب محمد بن عبد الله ".
ثم تمت كتابة الصحيفة على الشروط التالية:
1- وأن من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه, ومن أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه.
2- و يمنعو الحرب لمدة 10 سنين
3- أن يعود المسلمون ذلك العام على أن يدخلوا مكة معتمرين في العام المقبل.
4- عدم الاعتداء على أي قبيلة أو على بعض مهما كانت الأسباب.
5- أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذن وليه, وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين.
ودخلت قبيلة خزاعة في عهد محمد ودخل بنو بكر في عهد قريش.
فلما فرغ من قضية الكتاب، قال محمد لأصحابه: «"قوموا فانحروا، ثم احلقوا، وما قام منهم رجل، حتى قالها ثلاث مرات. فلما لم يقم منهم أحد، قام ولم يكلم أحداً منهم حتى نحر بدنه ودعا حالقه. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غما"».)
هذا عهد بين الرسول و بين قريش الذين لم يدخلوا في دينه و عذبوه و نكلوا بأصحابه حتى لاحقوهم إلى بلاد الحبشة مطالبين بهم لولا عناية الله التي ارسلها في قلب ملك الحبشة النصراني الذي آوى المسلمين لديه في بلاده
ما يعنينا هنا النقطة الأخيرة (5- أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذن وليه, وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين.)
أليس هذا مبدأ إسلامي مهم بأنه لا إكراه في الدين (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256). البقرة.
لماذا يرد الرسول من يؤمن من أهل مكة و ثبت له أن ولي أمره لم يأذن له فلماذ يرده الرسول فهل لا يريد نشر دعوته ؟ بالطبع لا لكن ليثبت الرسول بعظم أخلاقه أنه إنما جاء مبشرا و هاديا للإسلام و لم يأت ليفرق بين الفرد وولي أمره و لم يأت ليغصب أحدا على قبول دين لا يريده .. لم يدخل الرسول مكة و رجع من عامه هذا و كان بمقدوره أن يحارب و أن يقتل مبعوث قريش له و أمر قتل المبعوثين كأن أمرا شائعا و سمة جبابرة ذلك العصر ولاسيما بعد سماعه بمقتل مبعوثه عثمان بن عفان كذبا و لكن لأنه داعي سلام لم يشهر سيفا و هو محترِم و ماكان جبارا في الأرض ليقتل نفسا بغير حق
و لماذا لم يشترط أن ترد قريش من يعود إليها من المسلمين ؟ لأنه يرى أن هذا اختيار الإنسان و هذه إرادته فإما أن يعود هذا المسلم إلى قريش و مكة و هناك يحمل أخلاق الإسلام االصحيح فيكون خير داعي للإسلام بدون أن يشهر سيفا و لا يحارب أحدا و إما أنه اختار ان يعود لحياته السابقة و هذا محض اختياره الذي يحاسبه الله عز و جل عليه وحده فحتى الرسول لم ينصب نفسه في مكان الله ليحل هذا و يحرم هذا إلا بأمرا صريحا من الله عز و جل
هذا الرسول كافر بما جئتم به دواعش النكبات فلكم الحق كل الحق ألا تتبعوا سنته و لكم أن تحلوا أعراض النساء و رقاب الرجال و حلوق الأطفال ، تذيقوهم من سم العذاب اضعافا لأنكم تحملون نبوءة لا نعلم من أي سماء نزلت إليكم و أي رسول أنتم تتبعون . أما نحن فعلى سنة نبينا نبي الرحمة نكون (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ) آل عمران / 159

عايده بدر
21-9-2014



#عايده_بدر (هاشتاغ)       Ayda_Badr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله الحائر
- متى ستأتي
- قراءة في قصيدة - نوافل السبي - للمبدعة بارقة أبو الشون
- قراءة في قصيدة - نعيق الغراب - / للمبدع جوتيار تمر / عايده ب ...
- سنجار
- أنقذوا شرف الإنسان
- رسالة إلى شنكال
- داعش و الأقليات العرقية و الدينية في العراق
- الأمم المتحدة ، منظمات حقوق الانسان ، نطالبكم بانقاذ الأقلية ...
- إذا كانت داعش فتلك مصيبة و إذا كانت غير داعش فالمصيبة أعظم
- في كتاب النبض
- موت ق ق ج / عايده بدر
- قرءة في نص ( الموناليزا ) المبدعة د. عزة رجب / عايده بدر
- قراءة في نص ( رؤية ) للقاص المبدع عبدالله بن بريك / عايده بد ...
- أنت ... أيها الإله
- قراءة في نص - الى امراة توضأت بالطفولة والوجع- جوتيار تمر / ...
- هو ...
- هي ...
- رؤية في قصيدة - عيناك الملطخة بدمائي - للمبدع جوتيار تمر / ع ...
- كي لا تسقط من يدك قصيدة


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عايده بدر - هذا الرسول كافر فلا تتبعوه