أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس حميد أمانة - التحالف الجديد ضد داعش .. والثمن















المزيد.....

التحالف الجديد ضد داعش .. والثمن


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4581 - 2014 / 9 / 21 - 13:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناولت في مقالة سابقة بعنوان " حادثة الموصل .. بين الجغرافيا والتاريخ والهوية "(*) معضلة تكوين داعش والتي هي صناعة أمريكية اسرائيلية بامتياز وتناولت في المقال أيضا الأسباب والنتائج المترتبة على تنفيذ تلك المسرحية المهزلة على العرب من سياسيين وقادة ومن شعب مغلوب على أمره حيث أضحى هم الفرد الأساس رغيف خبز وليلة هادئة تجمعه سالما بعائلته دون خسارة أحد منهم .. ومن المعروف جدا ان الولايات المتحدة الأمريكية تقود بل تجيش حاليا ائتلافا من أربعين دولة أو أكثر من الدول التي قررت هي بنفسها ان الوقت قد حان للقضاء على الارهاب بالقضاء على داعش .. تطفو أسئلة كثيرة محيرة فلماذا تحارب الولايات المتحدة الأمريكية منظمة صنعتها بنفسها ؟ ولماذا تحاربها الآن وليس قبل هذا الوقت ؟ وهل تحتاج الدولة الأولى اقتصاديا وعسكريا لمساندة هذا العدد من الدول ؟ لماذا بادرت الولايات المتحدة الأمريكية لتوجيه الضربات الجوية المؤثرة لتنظيمات الدولة الاسلامية عند اقترابها من مدينة أربيل ؟ لماذا لم توجه مثل تلك الضربات الجوية سابقا وقد اقتربت قوات داعش بشكل خطير من بغداد ؟

دعونا لفهم المعضلة الخطيرة أكثر بتوافقنا على كون كل تلك هي مسرحية تنفذ في المنطقة رغم أنفها وان على أنظمة المنطقة القبول بأهون الشرين وهو الدخول الأمريكي المغلف بستار الحرب على الأرهاب ودفع الشر الآخر بعيدا وهو تمدد داعش وسقوط البعض من تلك الأنظمة ان لم تكن جميعها .. فأبو بكر البغدادي حامل شهادة الدكتوراه بالعلوم الاسلامية ذو التوجهات السلفية قد أطلق سراحه بعد بضع سنوات ليكون الجزء التنفيذي بالغ الأهمية في تلك المسرحية لينشق عن القاعدة وبدعم مالي ولوجستي ضخم وليلتف حوله مؤيدوه من المتشددين حاملي الفكر السلفي التكفيري من الحالمين أو الآملين بانشاء دولة الخلافة الاسلامية ومن مختلف دول العالم .. ان خطوة تقدمه نحو الموصل واسقاطها بفصل لاحق مخجل قد أثمرت عن تمكنه من الحصول على ترسانة عسكرية ضخمة يهدد بها الحكومة المركزية في بغداد وكذلك في اقليم كردستان .. كما ان تقدمه نحو الاقليم وبهذا الشكل الخطير قد أثار ( وبشكل مسرحي أيضا ) خوف الاقليم والحكومة المركزية والولايات المتحدة الأمريكية التي سارعت لتوجيه الضربات الجوية المؤثرة لقوات التنظيم محققة نصرا سياسيا أكثر مما هو عسكري ومن عدة أوجه .. فقد ظهرت للعالم بمظهر المساند للعراق والاقليم حيث تصاعدت الانتقادات من مختلف القيادات العالمية بكونها قد تخلت عن هذا البلد للارهابيين من حيث كون القوانين الدولية تجبر الدول التي تدخل قواتها دولا أخرى بحماية الشعب والقانون والحريات ..

من ناحية أخرى أثبتت للرأي العام الأمريكي بقدرتها على حماية الأمريكيين أينما وجدوا حيث ان هناك قنصلية أمريكية في أربيل والعديد من الأمريكيين والغربيين العاملين في شركات ومصالح تجارية مختلفة .. وبالمقابل لم توجه تلك القوة العظمى أية ضربة الى تنظيمات الدولة الاسلامية رغم اقترابها الشديد والخطير من العاصمة العراقية ( الا قبل بضعة أيام من كتابة المقال ) حيث ان هذا الامتناع كان رسالة قوية للحكومة العراقية بعدم مساندتها في حربها ضد الارهاب الا بالرضوخ لضغوطها بتبديل حكومة المالكي بحكومة أخرى تتوافق مع بقية المكونات لتأليف حكومة شراكة خارقة بذلك الدستور العراقي الذي ينص على تأليف حكومة أغلبية مع ذهاب المكونات الباقية في صف المعارضة التي يكون دورها الافتراضي التصحيح والتوجيه والمعارضة الايجابية .. أقول هذا رغم تحفظي الشديد على سياسة المالكي التي جرت على البلد حروبا وتوترات وفقدان ثلث مساحة البلد بيد منظمة ارهابية يعاني منها الجميع ..

اكتمل فصل تشرذم البلد الى اقليم كردي ومنطقة سنية تحت سنابك خيل تنظيمات داعش مع بقاء الحكومة المركزية تحكم بقية البلد ذي الأغلبية الشيعية .. ان هذا الوضع قد حول الصراع العربي الاسرائيلي الى صراع عربي عربي حيث تتصارع المكونات الدينية والعرقية والمذهبية المختلفة مع بعضها دون أن تطلق اسرائيل طلقة واحدة .. ان ما سيكرس ذلك التشرذم التغيير الدمموغرافي الخطير الذي تنفذه التنظيمات الارهابية ضد المكونات والأقليات الأخرى لتفصلها بشدة عن مفهوم المواطنة والهوية العراقية محركة خوفها الشديد من الانقراض فأصبح أقصى حلم لهذه المكونات هو الحصول على الحماية والبقاء وبأي شكل وبأي ثمن بل ان البعض منهم أصبح جل همه هو الحصول على خيمة ووجبة طعام وابريق ماء ..

ان الهدف الآخر والأساس من تلك المسرحية هو جذب المزيد من المتطرفين والمتشددين الاسلاميين من أوربا والغرب للقضاء عليهم في سوريا والعراق .. والأمر يشبه رش السكر في مكان لتجميع النمل عليه ومن ثم القضاء عليه بالجملة حيث ان اختباء النمل في أماكن عدة وفي أنفاق تحت الأرض يجعل من المستحيل على أي أحد القضاء عليه .. فهناك على سبيل المثال فقط ما يقرب من ألف مقاتل في المانيا وبريطانيا لوحدهما يقاتلون في سوريا والعراق وتم تشخيص ومراقبة أنشطة الكثيرين الا ان القوانين في أوربا والغرب لا تسمح بتجريم هؤلاء لسببين أولهما ان هؤلاء يحملون جنسيات بلدانهم الأوربية ( غالبيتهم من المهاجرين المسلمين ) وثاني الأسباب هو كون القوانين لا تسمح بالقصاص دون فعل ارهابي حقيقي .. لذا يسمح لهم بالخروج فمن يقتل تكون أوربا قد تخلصت منه الى الأبد ومن يرجع سيحاكم .. ان أهم أسباب اطالة فصول تلك المسرحية هي خوف الغرب وأوربا خاصة من بقاء هؤلاء على قيد الحياة ومن ثم رجوعهم الى بلدانهم وقد كسبوا المهارات القتالية والخبرة في التفجيرات والعمليات الارهابية الأخرى .. ولهذا فان الولايات المتحدة صرحت أكثر من مرة بأن الحرب على داعش ستطول لسنوات .. ان الولايات المتحدة الأمريكية التي أسقطت نظام صدام حسين وقضت على آلته العسكرية الهائلة بتحالف دولي وخلال عشرين يوما لن تستطيع القضاء على تنظيمات الدولة الا بعد بضع سنوات وهذا يبدوا لي فصلا مسرحيا جديدا يمرر على المنطقة .. كما لا يخفى على المتتبعين مزامنة تحشيد التحالف الدولي مع ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر والتي تحمل في طياتها ذكرى مؤلمة للأميركيين وبهذا التزامن ضمن باراك أوباما التحشيد الأميركي المحلي قبل التأييد العالمي ..

ان ايصال وضع اقليم كردستان الى وضع المدافع الشرعي عن أراضيه استدعى قيام التحالف بالدعوة لتسليحه .. وهذا سلاح ذو حدين فبالرغم من المعارضة التركية والايرانية الشديدتين ضد انفصال الاقليم ( اقرأ مقالي المعنون : استقلال اقليم كردستان وصناعة النمور الورقية على الرابط تحت ) (**) الا ان التهديد المتواصل من الاقليم لابتزاز حكومة المركز بين الفينة والفينة للحصول على المزيد من المكاسب المادية والسياسية كل هذا سيجعل من الاقليم بهذا الكم من السلاح تهديدا حقيقيا لحكومة المركز وان اندلاع حرب حقيقية يشعل اوارها المنتفعين من ساسة الغرب والمنطقة أمرا محتمل الحدوث الا انه سيصبح كارثيا .. الأمر الخطير الآخر ان الفارق العقائدي بين مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية ومقاتلي الاقليم من البيشمركة فارق كبير جدا ناهيك عن تسليح التنظيم المتطور وخبرتهم القتالية كل هذا سيجعل من احتمال تراجع البشمركة وسقوط اسلحتهم بيد تنظيمات الدولة الاسلامية قائما ولدينا تجربتان خطيرتان هما استيلاء التنظيم على الكم الهائل من اسلحة وعتاد الجيش العراقي في الموصل وسقوط اسلحة البيشمركة بيد التنظيم في معارك مخمور والكوير وسد الموصل وفي الحقيقة لا أرى ضمانات تعاكس ذلك ..

------------------------------------------------------------------------
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=420836
(**) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=430167



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف .. العنف .. والارهاب في العراق .. جذور ونتائج
- استقلال اقليم كردستان .. تاريخ وآفاق صناعة النمور الورقية
- قرطبة الظاهر .. ورمي الأحجار في الماء
- تداعيات ذوبان الحدود .. من سايكس بيكو وحتى داعش
- حادثة الموصل .. بين الجغرافيا والتاريخ والهوية
- مدينتي
- الولد-البنت .. وظيفة الله الجديدة .. وٳ-;-رهاصات فيسبو ...
- ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟
- أحلام
- من حمورابي الى الشمري .. بين تزويج الصغيرات .. وتمتيع الكبار
- البطالة .. والبطالة المقنعة في العراق.. وآفاق كارثة اقتصادية
- هل تحمل وطنك في قلبك أنى حللت ؟
- أنتن الأمل .. فلا تستسلمن
- تراتيل الروح .. وتراتيل الجسد
- أفروديت
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الثالث
- المفتاح
- علاقات خطرة
- حنين
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الثاني


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس حميد أمانة - التحالف الجديد ضد داعش .. والثمن