أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - دافعوا عن أنفسكم أيها العرب














المزيد.....

دافعوا عن أنفسكم أيها العرب


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4579 - 2014 / 9 / 19 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنتفض الغرب الكافر للدفاع عن مواطنيهم بعد مقتل ثلاثة منهم على أيدى داعش إحدى الجماعات الإسلامية الإرهابية وأكثرها تحرك وتمدد فى العالم العربى الإسلامى، وهذا ما أزعج الغرب وقادته، لكننا فى الوقت نفسه لم نسمع أن العرب أنزعجوا وأجتمعوا ليدافعوا عن أنفسهم عن المئات والآلاف من الأبرياء الذين قتلوا على أيدى مرتزقة داعش، ولم نسمع أن العرب المسلمون أتفقوا على بيان يقولون فيه للغرب: توقفوا عن التدخل بحجة مكافحة الإرهاب، وسنتولى نحن العرب جميعاً مكافحة ومحاربة داعش وغيره من الجماعات الإرهابية، لكنهم لا يفعلون ذلك لأن الوكيل الكافر جاهز للدفاع عنهم رغم اللعنات التى ستصيبه من رجال الدين وأنه أستعمار وغزو جديد لأرض العرب.

إن قيام بعض الدول العربية بتوفير الملاذ الآمن لقيادات إسلامية إرهابية يعنى ان الإرهاب لن ينتهى لأنه متأصل فى قيادات الأنظمة العربية الإسلامية التى تملأ أبواقها الإعلامية أن هناك حرب على الإسلام والمسلمين، وفى الحقيقة ليسوا غافلين عن الدور الكبير الذى يقوم به شيوخ السلطان والعربان الذين يومياً يمجدون قتال ملة الكفر، وفتح خزائن البترول لتمويل الجمعيات الأسمية الخيرية والذى يختبئ وراءها قادة الثقافة الظلامية، كل الأنظمة السياسية وأستخباراتها العربية والعالمية يعرفون من أين تخرج الأموال والأسلحة وإلى أين تذهب، إذا لماذا لا يدافع العرب عن أنفسهم أمام هذا الهجوم التتارى والبربرى الهادر من الجماعات الإسلامية المختلفة التسميات؟ أعتقد أنه سؤال ساذج أمام الذكاء العروبى والبدوى لحكامنا العرب الذين يستضيفون فى أفخر فنادقهم قادة الإرهاب ويتفاوضون مع جماعات الإرهاب وجماعات لندستان وجماعات أمريكستان!!!!

أن يدافع الغرب عن جهالات العرب الذين يقفون موقف المتفرج أو المهرج لأن العرب يعرفون من أين دخلت كل تلك الأعداد الكبيرة من داعش ومن سمح لها بالمرور وأسلحتها الخفيفة والثقيلة، لا يمكن أن يصل التهريج العربى الحاكم إلى وقوفهم عاجزين أمام عدة آلاف من داعش وغيرهم من الجماعات الإسلامية، لذلك جاءت الأمبراطورية الأمريكية الأوربية العابرة للقارات لتحمى مصالحها ومصالح الأنظمة العربية، لتدافع عن العرب الكسالى الذين لا يحبون الحرب والقتال بل يحبون السلام والأمن والرحمة وخاصةً محبة الأعداء، لذلك يصعد الدعاة والأئمة والمشايخ منابر المساجد والفضائيات ليعلنوا محبتهم البالغة لتكفير الآخر والتحريض على قتال الكفرة ونشر ثقافة محبة الموت فى سبيل الله، إن توحيد كلمة العرب فى هدف واحد وليكن مثلاً القضاء على جماعات الإرهاب الآن هو شئ من المستحيل، لكن من السهل والطبيعى ومن الدبلوماسية أن يشاركوا فى أجتماعات مكافحة الإرهاب لأن الإمبراطورية العالمية ستدفع عنهم الإرهاب نظير أن العرب يدفعون فاتورة الحساب فى النهاية.

الهوس الدعوى بالخلافة الإسلامية منذ بدأت فى العصر الحديث بثقافة المودودى والحاكمية لله ثم تبعه سيد قطب الذى تلقى الفكرة منه وتوسع فيها، هذا الهوس الذى يجعل الشعوب الإسلامية تحارب كل من يرفض فكرها وحلمها الأسطورى لتتوحد فى جماعات صغيرة وسرعان ما تتكاثر بناء على ثقافة الخلافة الإسلامية وحكمها للعالم أجمع، من هنا تنتشر دعاوى سفك دماء المشركين الرافضين لحكم الشريعة حتى ولو كانوا أبرياء أو من المسلمين أنفسهم، إذن الغالبية من العرب المسلمين يكرهون أنفسهم لذلك من الصعب توحيد صفوفهم ليدافع البعض عن البعض الآخر، فالكل يأمل فى تمزيق وتفتيت الدول الأخرى حتى يكون له موقع قدم ليتقدم أمام الآخرين المهزومين بالإرهاب.

ملايين الأبرياء من العرب المسلمين والأجانب يدفعون حياتهم ثمناً للصمت العربى والعجز وعدم القدرة على الأنتفاض أمام وحشية جماعات الإرهاب ومن يقف ورائهم، وعندما نسأل: لماذا لا يدافع العرب عن أراضيهم وشعوبهم ضد الجهاديين والإرهابيين؟ تكون الإجابة المفترضة أن العرب لا يؤمنون بالنموذج الإنسانى وقيمه وحقوقه وحريته الإنسانية، بل يؤمنون بالنموذج الدينى الإسلامى الذين يسيرون عليه منذ ألف وأربعمائة عام وحتى الآن ولا يستطيعون التخلى عنه، لأن ثقافة التقديس الغيبى هى التى يفكرون بها حتى ولو تعارضت مع المنطق والعقل وكل قواعد الإنسانية.

عار على كل عربى يدين الحرب الهمجية فى سوريا والعراق واليمن وليبيا وأخيراً مصر، تلك الحرب الهمجية التى يقودها إسلاميون لا يتورعون عن ذبح الكبار والأطفال والنساء، فالغاية تبرر الوسيلة لذلك القيم الدينية وغير الدينية لا وجود لها فى قاموسهم الدينى الإرهابى، لأنهم يريدون إخضاع الشعوب والسيطرة عليها بقوة السلاح والقنابل المدمرة، فالثقافة الدينية التى يتم ترديدها على مسامعهم يومياً لا مكان فيها لكلمة السلام بل هى ثقافة التكفير والكراهية والبغض، والمذابح والمجازر والتمثيل بالجثث لإرهاب من يختلف معهم.

إن الإصرار على تطبيق أفكار سيد قطب والمودودى أفرخت لنا مئات بل آلاف القتلى والجرحى، إنها جريمة متواصلة لا يريد العرب أن يدافعوا عن أنفسهم وعن مجتمعاته، عار على العرب المثقفين والنخبة العلمية والسياسية أن تنساق مثل الأغنام وراء العصبية والعنصرية التى تفرزها الأفكار الدينية التى ستدمر الجميع.

العرب يثبتون للعالم أجمع أنه قادرون فى عصرنا الحاصر أن يصنعوا التاريخ المتخلف والقاصر عن مجاراة الإنسانية وتقدمها العلمى، لسبب بسيط هو أنهم ما زالوا يعيشون فى غيبيات وأساطير الماضى السحيق.



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثعابين المحظورة والأستنزاف
- داعش والحل الإسلامى
- تنمية الشباب للإرهاب
- ألف جلدة يا قضاة الإسلام
- المجانين فى نعيم
- حرية التعبير والتجسس
- الإرهاب وهيومان رايتس
- تناقض الخطاب الديني
- تسقط حماس وتحيا غزة
- شرعية الإرهاب الأمريكى
- غزوة ملصقات هل صليت
- التحرش الجنسى والنرجسية الدينية
- تقديس الإتحاد الأوربى
- طرد وفد الإتحاد الأوروبي
- نجاح الإرادة الوطنية
- إنتصار الإرادة الشعبية
- السلام عليكم يا إخوان
- فضيحة مستشار علمى
- مشاريع الموت والنهضة القتالية
- مسئولية الإنغلاق الدينى


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - دافعوا عن أنفسكم أيها العرب