أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فرات إسبر - حروب عائلية















المزيد.....

حروب عائلية


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 1289 - 2005 / 8 / 17 - 11:45
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


من خلال قراءتي ملفات الدكتورة "رويدة دوما ني " والتي تنشر في موقع" نساء سورية " يزداد ألمي وحزني وأشعر بأنني عاجزة أما م عالم مرعب ومخيف ، لا فائدة فيه للقيم والأخلاق والمبادئ حتى الأدب والفكر يضمحل أمام هذه الأحداث والوقائع وكأن الإنسان هذا الكائن المرعب الذي لايمكن حتى وصفه بإنسان يتجرأ ويعتدي على الأطفال الأبرياء .
من الصعب أن نتخيل ما يصل إليه هذا الإنسان المعتدي من الوحشية وإلى أي درجة من الانحطاط والتي لن اسميها "الحيوانية " .
أن عالم الحيوان يحكمه قيم وأخلاق لا يتحلى بها الإنسان وغريزة الأمومة تملكها جميع إناث الطبيعة ولكن ألام هي أكثر مخلوقات الله حنانا ورأفة بأولادها ، لذلك كانت عليها المسؤولية مضاعفة .
ملفات الدكتورة رويدة دوما ني أعادتني إلى ذكري أليمة لأصدقاء أعرفهم في سورية ، كان ضحيتها الأولاد بسبب مشاكل بين الأب ألام وكما يقولون :االآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون.
أذكر في أحد الأيام زارتني صديقة على خلاف مع زوجها ، جاءت لتشكي وتندب حظها مما تعاني من زوجها وكان الثمن لهذا الخلاف الدائم ، طفلة بريئة لم تتجاوز السابعة من عمرها يغرر بها أحد عمال البنايات المهجورة في مخيم فلسطين وكنت حقيقة لا اصدق مثل هذه الحكايات عندما أقرأها كوني أخاف حتى من فكرة تصديقها ، وتأتي الطفلة الصغيرة لتقول لي أمام أمها التي تسرد الحكاية " شوفي يا خالتو شو عامل في أسنانه "
طبعا الحديث له شجون وجروح لا تندمل ، وشكرت ألام الله أن الاعتداءات كانت خارجية .
المشكلة هنا في ألام المتعلمة والأب الذي كان يترأس مركزا مهماَ في إحدى الوكالات الدولية إذ يقوم على خدمة الآخرين بينما تتعرض عائلته بمن فيها إلى انتهاكات جسدية وأخلاقية .
وبالمقابل أمهات لا تقرأ ولا تكتب ،وبمعنى أخر هي أمية بالمعنى الحقيقي للكلمة ولكنها تجيد تربية أطفالها بتوجيههم نحو الصواب والخطأ وتوضح لهم كل شئ ممكن أن يتعرضوا له في حياتهم من أخطار في العمر المناسب والوقت المناسب.
المشكلة الأساسية :
في مثل هذه الحالات تقع مسوؤليتها أخلاقيا وإنسانيا بالدرجة الأولى على الأهل اللذين لا يقدموا لأولادهم ما يكفي من التوعية والتوجيه في علاقاتهم بالآخرين ،أن الطفل مع المراقبة التي يحتاجها على مدى تطور عمره الزمني وبدافع فطري يشعر بالخوف من الغرباء ،و النصيحة من الأهل وخاصة من ألام، تكون من أهم ما ُيقدم له مع المراقبة ، كونها هي التي يجب أن تكون واعية تماما لأولادها .
أن الحروب العائلية ، كحروب الدول ،الأولى يدفع الأبناء فيها الثمن والثانية تدفع فيها الشعوب الثمن ،مما تلقاه من قتل ودمار وخراب ، ولكن المشكلة في الفارق الفظيع بين خراب يمكن إصلاحه بالعمار والبناء ،وخراب لايمكن إصلاحه أبدا وهو ما يترسب في أعماق الطفل خلال مراحل حياته.
حملات توعية :
أن المقالات والمحاضرات والندوات التي تعقد لن تصل إلى نتيحه مفيدة كون من يقع عليه الفعل أو المعتدي عليه "الضحية" في مكان ناءٍ عن هذه الندوات ومما ذكرته ، وبالمقابل الفاعل ،وهو المجرم الحقيقي ينال حظه من إسقاط العقوبات أو السكوت عن أفعاله خوفا من الفضيحة وهذا هو ما يحدث على الأغلب .
أن المسؤولية يجب أن تتجاوز الندوات بين المحٌاضر والمحاضر بهم لتصل إلى عتبات البيوت المغلقة لندق الأبواب ونرفع الصوت .
الجريمة لايمكن منعها ، ويمكن أن تحدث في كل زمان ومكان ، وفي كل المجتمعات المتقدمة والمتخلفة فيها ، لان مثل هذه الجرائم تقع تحت عوامل الغريزة، وكبح هذه الجرائم يجب أن يكون بأشد الأحكام القاطعة والتي لا تخضع لأي عامل من العوامل المخففة للجريمة .
ومن هنا يبدأ دور الأهل الذين يتعرض أطفالهم لمثل هذه الاعتداءات ،الأهل الذين أخذتهم الحياة وغرقوا بمشاكلهم اليومية وضجيجهم ، ليتركوا وراءهم أطفالا أبرياء لا حول ولا قوة لهم في فهم ومواجهة ما يتعرضون له من مشاكل واعتداء يومي سواء على الصعيد النفسي والجسدي وكل إسقاط لمثل هذه الحقوق يعتبر اعتداء آ خر على هذا الطفل وكلما تم الإشهار عن مثل هذه الجرائم وتشدد القضاء في مثل هذه العقوبات كلما كانت رادعاَ لمثل هذه الجرائم أو على الأقل تخفف منها .
الاتحاد النسائي يجب أن يقوم بدور أبعد في التوعية :
ميزانية تصرف على الاحتفالات والزينة والرحلات ولكن هذه عليها أن تقوم بحركة حقيقة وحية في زيارة البيوت والقيام بحملات التوعية والملاحظات في الأحياء التي تكثر فيها أمثال هذه القصص .
أن سرد القصص وفتح الملفات لن يساعد في إيجاد الحلول إذا لم تتحرك جهات إنسانية وثقافية وتربوية في دورات توعية تقدم للأمهات وللأطفال من خلال المدارس والصحف والإذاعة والتلفزيون
ما أود ذكره هنا :
في أحد الأيام زارتنا مجموعة من النساء وعرفت بنفسها أنها لجنة دولية منظمة لحماية الأطفال من الاعتداءات التي يتعرضون لها و الذين أعمارهم تحت 16
وطلبوا مني مقابلة أبنتي "رهام " على انفراد وقامت اللجنة بطرح الأسئلة التي تستطيع طفلة في الثانية عشرة من عمرها أن تجيب عليها وُسئلت فيما إذا كانت تتعرض للضرب أو التعنيف من قبلنا ،وكل ما يتعلق بها وبمدرستها وفيما إذا كانت تتعرض للتمييز العنصري كونها من بلاد أخرى .
قد يقول البعض هذا تدخل في شؤون الآخرين وفي حياتهم ، ولكن لو فكرنا مليا بالموضوع لوجدنا أن هذه المنظمات عملها إنساني قياسا بما يتعرض له أطفالنا ،وخوفهم الشديد من مصارحة الأهل في كل ما يتعرضون له .
ولهذه المنظمات خط حي ومباشر، يتعرف عليه الطفل من خلال المدرسة ،للشكوى وطلب النجدة في حال تعرضه لأي خطر محدق به .
ويخصص يوم من كل عام ،طبعة خاصة من أهم وأولى صحف نيوزلندة وهي The New Zealand Herald، للمواضيع التي تتعلق بالطفل والمرأة وخاصة المتعلقة بالاعتداءات الجنسية التي تقع على كل منهما وتوزع هذه الصحيفة مجانا على البيوت بالإضافة إلى النشرات الدورية التي يتم توزيعها ، مع ملاحظة أنه من العيب والخطأ ملاعبة الأطفال إذا يعتبر هذا من التصرفات الغير اللائقة ،باستثناء الأهل .
ومع هذا ليس هناك ما يمنع من وقوع مثل هذه الجرائم ، ولكن حملات التوعية تلعب دورا كبيرا في التخفيف منها .
الحياة مليئة بالمشاكل وصانعها هذا الإنسان الوحش الضال الذي لا يفرق بين طفل وطفلة ولا نسب ولا قيم ، وكل إسقاط لحق طفل أو عائلة معتدى عليها هو أيضا اعتداء آخر على هذا الطفل الذي يترسب في أعماقه وفي عقله الباطن ما يتعرض له خلال مراحل حياته والذي لا تغسله أي عقوبات رادعة تلحق بالمجرم مرتكب هذه الأعمال الشنيعة .
الموضوع شائك ولا ينتهي بنصيحة أو مقالة أو ندوة ، هناك كثير ..كثير من القضايا المخيفة التي يتعرض لها الأطفال ، ولكن حياء الأهل وخجلهم وخوفهم على سمعتهم يقف حائلا أمامهم بالادعاء ضد من يعتدي على أطفالهم سواء من الأقارب أو المعارف أو الغرباء .
علينا جميعا أن نساهم في حماية هذا الطفل الذي لا ذنب له سوى أنه زهرة الحياة وأريجها الفوًاح



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضاء الثوب ..فضاء المرأة
- أمراء… الجحيم
- حينما تكون رائحة الموت مكاناً للحدث
- السيف البارق في عنق المارق
- الغربة تنام في قميصي
- ممنوع الاقتراب ..حريم..حريم
- أطلقْ لحنك الملجوم
- تَيَمَّمْ في الصعيد الطيب
- الرمل الذي جعلته حبراً لك
- مقعد الشاعرة
- عقوبات إلهية….. عقوبات أرضية
- هو الذي دربته على حبي
- سفر مؤجل لبنت في البرية
- الأنوثة الضالة
- أوبرا الليل
- الصعود يبدأ …حيث ننتهي
- رأس لايريد أن ينام
- مراثي بنت آوى
- كل شئ يشبهٌ الليل
- أيها الطلل ....المبارك


المزيد.....




- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - فرات إسبر - حروب عائلية