أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - لنا في هذه البلاد مستقبل نصرّ على أن نحضنه ونحميه














المزيد.....

لنا في هذه البلاد مستقبل نصرّ على أن نحضنه ونحميه


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 1288 - 2005 / 8 / 16 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الجلسة الخاصة للكنيست حول مجزرة شفاعمرو:
لنا في هذه البلاد مستقبل نصرّ على أن نحضنه ونحميه
*لو كانت القضية محصورة بشخص المجرم لقلنا ان المجرم قد مات، ولكن المشكلة تكمن في كيفية تجفيف المستنقع الذي ينتج المجرمين*
أستطيع ان اشهد كأبن البلد، أن الضحايا في شفاعمرو لم ينشغلوا بالسياسة ولم يعملوا بالعمل السياسي، ولم يكونوا منظمين في احزاب، ولم يشاركوا في مظاهرات ولا مهرجانات... لكن العنصرية طالت دمائهم على عتبات بيوتهم.
إن ذلك يعني استنتاجا واحدا ووحيد: لا يمكننا القول ان الأمر لا يعنيني ولا يخصني، وأن تكون لا مبالي، فحتى عندما تعلن كذلك فإن هذا لا يشكل ضمانا بأن لا تصل العنصرية والحقد الى عتبة بيتك.
لقد سجّلنا نحن ابناء الجماهير العربية في اسرائيل امامنا باحترام وتقدير مظاهر التضامن والعزاء من شخصيات رسمية وشعبية ومواطنين عاديين، لقد سجلنا امامنا زيارة رئيس الدولة ورئيس الكنيست وعدد كبير من الوزراء الى شفاعمرو لتقديم التعازي، كما سجلنا بيان رئيس الحكومة الواضح في شجب الجريمة المروّعة.
لكن الشخصيات التي تشغل مناصب رسمية مطالبة بأن تترجم شجبها الى سياسة عملية ضد العنصرية والتمييز، ضد أولئك الارهابيين الذين تعرف أجهزة الأمن اسماءهم وعناوينهم والخطر الذي يشكلونه، فنتيجة التساهل معهم ليست بحاجة لتكهنها وهي معروفة ورأيناها، ومن الرهيب التفكير بأن أحدا ما ينتظر وقوع الجريمة القادمة لكي يتحرك.
أما الجمهور الواسع الذي شجب المجزرة وعبّر عن مشاعر التضامن والمواساة فعليه ان يترجم هذا الشجب الى محاولة مخلصة لترميم الجسور مع الجماهير العربية، ولترميم الجسور المتداعية التي تقود الى الديمقراطية الحقيقية.
لقد عانت الديمقراطية في اسرائيل، وبالأخص في السنوات الأخيرة، من ضربات قاسية، فبالاضافة الى تشريعات تحمل طابعا عنصريا، هناك مواظبة بشعة على محاولات الطعن بالجماهير العربية، فهناك من يسميها طابورا خامسا، وهناك أحزاب تعتمد ايديولوجية الترانسفير والاقتلاع، وهناك من يتعامل معنا كخطر ديمغرافي وكعدو.
لم يجر استخلاص العبر من أحداث أكتوبر 2000، فمنذ ذلك الحين وحتى اليوم، قتل 18 مواطنا عربي برصاص اجهزة الأمن، علما أن الجريمة الأخيرة التي ارتكبها جندي هارب من الخدمة.
إن هذه الحقيقة تدل على ان العبر التي تم استخلاصها وصياغتها في لجنة أور لم تطبق وخاصة النص الواضح الذي ورد في تقرير اللجنة، الذي جاء فيه أن اجهزة الأمن تتعامل مع الجماهير العربية في اسرائيل كأعداء وليس كمواطنين.
ولو كانت المشكلة محصورة في شخص المجرم، لقلنا ان المجرم قد مات، ولكن المشكلة تكمن في كيفية تجفيف مستنقع العنصرية والاحتلال والحقد، فطالما ان هذا المستنقع قائم في حياتنا فسينتج مخلوقات تقتلنا جميعا.
وهنا علينا ان نسأل ذلك السؤال المدوي في هذا البرلمان، كيف وماذا جلبت على اسرائيل السيطرة على شعب آخر؟، لقد حوّلت اليهود من ضحايا كارثة الى شعب يُنزل كارثة بشعب آخر.
كل ما صرخ التاريخ اليهودي ضده، تحوّل في غفلة من الزمن الى مباح باسم الذين يحملون اسم اليهودية بالطبع: عنجهية وشوفينية تدوس كل شيء..
جلد سميك نبت للشعب في هذه الدولة.
إن العنف يتفشى في كل مقامات الحياة حتى تحول الى لغة رسمية.
حتى رئيس الحكومة اهتم ان يذكر امامي في اتصاله معي في اليوم التالي لوقوع الجريمة الارهابية انه هو ايضا هدف للتهديدات بالتصفية.
لا توجد قومية للعنصرية، ولا قومية للارهاب، فهما مرفوضان في كافة القوميات والأمم، وتحت أي دافع.
والارهاب الاسرائيلي الذي وضع العرب هدفا له لن يتوقف عند العرب وقد كنا شهودا على المشهد المروع، الذي اودى بحياة رئيس حكومة في اسرائيل ذاتها.
إننا في هذه الجلسة الخاصة للكنيست نريد ان نعلنها باسم الجماهير العربية في اسرائيل بأن لنا في هذه البلاد ذكريات نريد ان نتكئ عليها، ولنا في هذه البلاد اولاد نريد ان يكبروا في جو نظيف، وفي جو من الكرامة ليحملوا معاني الانسانية والانتماء الوطني.
نريد ان نقول ان لنا مستقبل في هذه البلاد نصر على ان نحضنه ونحميه.
لكننا نعرف اننا لسنا وحدنا هنا... ولذلك فقد اصغينا جيدا لشجب الجريمة الذي وصل الينا من كل مكان في المجتمع اليهودي.
هذه ساعة الحقيقة كي نتمكن من القول ان دم الضحايا لم يذهب عبثا... وهذا يتأتى لنا فقط إذا عملنا من اجل بناء حياة أخرى: حياة الديمقراطية ةحياة السلام وحياة المساواة.
إن الخلافات والتباينات في الرأي كانت وستبقى، لكن ربما تمكنا من قلب هذه التناقضات ان ننبت ازهارا لحياة أخرى على أسس الديمقراطية والسلام.


*نص كلمة النائب محمد بركة
في افتتاح الجلسة الخاصة للكنيست التي عقدت يوم الاربعاء 10 آب 2005 في اعقاب مجزرة شفاعمرو



#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميزانية موقف وليست مسرحا للمقايضات والمساومات
- التجربة الجبهوية – مدخل فكري وتاريخي
- في النقاش البرلماني بمناسبة يوم مكافحة العنف ضد المرأة النائ ...
- النائب محمد بركة ينعي الرئيس عرفات
- لماذا سنرفع ايدينا ضد خطة شارون في الكنيست؟
- بعد الاستفتاء الشعبي شافيز- فنزويلا : الخضوع لأمريكا ليس قدر ...
- الاستثناء هو الذي يشذ عن القاعدة . . القاعدة لا تملك الانفصا ...
- محاولات للحب لرفيقة العمر الى الصبية ابنة الـ 60 في عيدها – ...
- ملاحظات حولية ليست عابرة حول الاقلية الفلسطينية في اسرائيل
- تهنئة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
- نحن بالذات نذهب الى جنيف استنادا الى المسؤولية وعلى اساس موق ...
- حكومة اسرائيل أكبر وأعتى منظمة لاسامية في العالم
- أمام -الغول- الدمغرافي اسرائيل تراوح بين الترانسفير والانسحا ...
- كتاب قانون ميزانية الدولة ليس سوى كتاب قانون الغاب
- الكنيست تقرّ قانونًا مناقضًا للدمقراطية لكسر نضال عمّال المو ...
- الثقافة والدفاع عن الهوية والحقوق الوطنية في واقع الفلسطينيي ...
- بعد الحرب على العراق خارطة طريق أم لعبة أمريكية اسرائيلية يد ...
- شارون والمواطنون العرب والزمن الاسود
- العبرة الاساس من الدرس النازي:ان لا يكون هناك ضحايا ..وان لا ...


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - لنا في هذه البلاد مستقبل نصرّ على أن نحضنه ونحميه