أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد بركة - الاستثناء هو الذي يشذ عن القاعدة . . القاعدة لا تملك الانفصال عن الاستثناء - في تأبين ماير فلنر بمناسبة عام على رحيله















المزيد.....

الاستثناء هو الذي يشذ عن القاعدة . . القاعدة لا تملك الانفصال عن الاستثناء - في تأبين ماير فلنر بمناسبة عام على رحيله


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 856 - 2004 / 6 / 6 - 10:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


بداية بودي أن اعبر عن اعتزازي بهذا الحشد الكبير من العرب واليهود من الرجال والنساء من جميع المناطق الذين جاءوا الى الناصرة للتعبير عن وفاءهم لذكرى ماير فلنر الذي ندين له جميعا، ولقاؤنا اليوم وحضورنا هنا إنما هو شكل من أشكال العرفان بالجميل لذكرى هذا القائد الكبير.

أيها الحفل الكريم،

نحيي اليوم الذكرى السنوية الأولى لرحيل الرفيق ماير فلنر القائد الاممي للحزب الشيوعي الإسرائيلي، المدافع الأمين عن قضايا الطبقة العاملة وعن الأممية الحقيقية وعن قيم السلام والمساواة والديمقراطية، الصديق الوفي للشعب العربي الفلسطيني عموما وللجماهير العربية الفلسطينية في إسرائيل.

اذكر ذات مساء في أواخر السبعينات في نادي الحزب في القدس في شارع كورش، كنا جمهرة من قيادات الحركة الطلابية في الجامعات الإسرائيلية نستمع إلى محاضرة للرفيق ماير فلنر والتي تحولت إلى حلقة نقاش جدي وعميق وحاد احيانا وتوغّلت في ساعات الليل حيث تركز النقاش حول الموقف من الصهيونية ومن العمليات الفدائية.

كنا شبابا يأكلنا الحماس، نشمخ بالعزة والانتماء إلى الحزب والشعب والقضية، وطال النقاش وطال الشرح حيث وقف الرفيق ماير بأناة من جهة ومبدأية لا متناهية من جهة أخرى.

لمسنا عمق الموقف المعادي للصهيونية التي كان يمتلك ماير بكافة جوارحه، لمسنا عمق تحيّزه لقضية الشعب الفلسطيني حيث رأى أن توقيعه على وثيقة استقلال إسرائيل لا يمكن أن يلامس العدالة بدون أن يوظّف كل جهده وطاقاته وفكره لدفع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وإنجاز الحل العادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

لقد برزت أممية الرفيق ماير فلنر أيضا في تلك الأزمة التي عصفت بالحزب في فترة الانقسام في العام 1965 حيث اتخذت قيادة الحزب آنذاك منحىً انحرافيا صهيونيا خطيرا بقيادة شموئيل ميكونيس (الذي كان امينا عاما للحزب وممثّلا للحزب في الكنيست ) وموشي سنيه (الذي كان ايضا يمثل الحزب في الكنيست).

وكما هو الحال في قوانين الطبيعة فان القاعدة لا تنفصل عن الاستثناء إنما الاستثناء هو الذي يشذّ عن القاعدة .... حتى لو كان الاستثناء يقف على راس القاعدة.

وهكذا على الرغم من أن مجموعة المنشقين ملكت الحزب: الاسم والنوادي والكتلة والتمويل إلا أن القاعدة التي لا تملك إلا إيمانها ومبدئيتها وامميتها وكفاحيتها لم تملك أيضا إلا أن تبقى وتواصل الطريق الاممي ولم يملك الاستثناء في نهاية الأمر سوى الاندثار.

في ذلك الوقت وقف ماير فلنر ورفيقه- رفيقنا الحبيب توفيق طوبي والذي نتمنى له الصحة وطول العمر، طودان شامخان في وجه الانحراف والتحريف، في وجه التصهين الذي سرعان ما انكشف بالكامل عندما أيدت مجموعة ميكونيس وسنيه علنا عدوان حزيران عام 1967.

لم يكن الأمر سهلا ..... ولم يكن التحريض قليلا .... ولم يكن التشويه "مهذبا"، حتى بلغ الأمر بعد عامين من الانقسام وبعيد حرب حزيران 67 باحد المهاويس في تراكم العدائية لماير فلنر وما يمثله ماير فلنر الى محاولة اغتياله في الشارع العام في مدينة تل أبيب.

لقد حاول البعض بما في ذلك من كانوا في صفوفنا في ذروة الازمة التي عصفت بالحركة الشيوعية العالمية في فترة الانهيار المدوي، أن يسخر وأن يسخّف مقولته: ضلّلنا وضُلّلنا.

لكن اليوم على مسافة زمنية لا تتجاوز 15 عاما على غياب الاتحاد السوفييتي علينا أن نسال هل كانت العلاقة مع الاتحاد السوفييتي، والتي حرص عليها ماير فلنر كزاوية أساسية في الكفاح من اجل العدالة والأممية والسلام وفي مواجهة طغيان الإمبريالية الأمريكية، هل كانت هذه العلاقة أمرا هامشيا وعابرا ؟؟

هل كان انفلات الأمريكان في حرب العراق الأولى وفي احتلال العراق قبل عام وفي تهديد الشعوب سيكون على ما هو عليه الآن؟

هل كان انفلات شارون ضد الشعب الفلسطيني وحصار الرئيس ياسر عرفات وتعمق عقلية العجز في أوساط الشعوب المقهورة كما هو الحال اليوم؟

هذا لا يعني بأي حال أن نكون متساهلين مع أنفسنا ومع أخطائنا أو مع الأخطاء الذي ارتكبت في حركتنا بما في ذلك التساهل مع تساوق غورباتشوف مع الإمبريالية الأمريكية كما يقوم بعضنا بذلك.

ولكن يكفي أن نقرأ عن الميزانيات الهائلة والضغوط الكبيرة التي مارسها الوغد الأمريكي لكي يضعضع الاتحاد السوفييتي.

أما حجة الديمقراطية التي رددها الأمريكان فإنها مردودة عليهم حيث نرى محاولاتهم الآن لتكريس تبعية العالم العربي لأمريكا من خلال طرح فكرة "الشراكة بين أمريكا والعرب" و"أفكار الشرق الأوسط الكبير" وإشاعة الديمقراطية في العالم العربي.

نعم، عندنا مشكلة كبيرة مع النظام العربي الرسمي ومع ولائه لأمريكا ومع قمعيته ومع نكوصه، ولكن الفرج ليس أمريكيا لأننا رأينا ديمقراطية أمريكا بوضوح في أبو غريب وفي غوانتنامو.

أن موقف الرفيق ماير فلنر القاطع ضد الإمبريالية بتناسخاتها المختلفة كان موقفا شامخا راسخا.

في سنوات حياته الأخيرة واجهت علاقاته مع قيادة الحزب مشاكل كثيرة على خلفيات مختلفة، وكنت من الذين اختلفوا معه في قضايا تحمل طابعا تنظيميا.

اليوم بودي أن أقول انه من الممكن أن يكون الحق في هذا الجانب أو ذاك في النقاش الذي دار، ولكن لم يكن لأحد الحق في استبعاده وفي التشكيك بنزاهة مواقفه وخاصة في موضوع الموقف من الهجرة اليهودية التي اجتاحت بلادنا من روسيا في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، والتي كان موقف ماير فلنر منها موقفا مبدئيا شيوعيا امميا أصيلا، بينما اختار البعض أن يتعاطى مع الموضوع من زاوية الحقوق الاجتماعية.

وعليه فالكثيرون، وأنا لا أستطيع إلا أن انطق باسمي، مدينون بالاعتذار لماير فلنر، واليوم مناسبة مناسبة للقيام بذلك.

ذهب الذين نحبهم ... ولكننا أحببناهم في بيت الحزب .. في بيت الجبهة ... وهذا البيت لن يذهب ... ولن نسمح لأحد بالمس بأعمدته ولا بلونه الأحمر ... لان القاعدة لا تنفصل عن الاستثناء ... والقاعدة ثابتة شامخة صامدة باقية.



#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاولات للحب لرفيقة العمر الى الصبية ابنة الـ 60 في عيدها – ...
- ملاحظات حولية ليست عابرة حول الاقلية الفلسطينية في اسرائيل
- تهنئة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
- نحن بالذات نذهب الى جنيف استنادا الى المسؤولية وعلى اساس موق ...
- حكومة اسرائيل أكبر وأعتى منظمة لاسامية في العالم
- أمام -الغول- الدمغرافي اسرائيل تراوح بين الترانسفير والانسحا ...
- كتاب قانون ميزانية الدولة ليس سوى كتاب قانون الغاب
- الكنيست تقرّ قانونًا مناقضًا للدمقراطية لكسر نضال عمّال المو ...
- الثقافة والدفاع عن الهوية والحقوق الوطنية في واقع الفلسطينيي ...
- بعد الحرب على العراق خارطة طريق أم لعبة أمريكية اسرائيلية يد ...
- شارون والمواطنون العرب والزمن الاسود
- العبرة الاساس من الدرس النازي:ان لا يكون هناك ضحايا ..وان لا ...


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - محمد بركة - الاستثناء هو الذي يشذ عن القاعدة . . القاعدة لا تملك الانفصال عن الاستثناء - في تأبين ماير فلنر بمناسبة عام على رحيله