أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - التجربة الجبهوية – مدخل فكري وتاريخي















المزيد.....

التجربة الجبهوية – مدخل فكري وتاريخي


محمد بركة

الحوار المتمدن-العدد: 1110 - 2005 / 2 / 15 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على هامش الاحتفال بثلاثين عاما على قيام جبهة الناصرة
التجربة الجبهوية – مدخل فكري وتاريخي
"ثمة حاجة لاحياء الماركسية كمسالة سياسية واكاديمية ذات صلاحية في الازمة الراهنة التي تعصف بالتربية والبيئة والقومية والدين وسواها من المسائل، هذا تحد رئيسي وهو عندي سؤال مفتوح حول اذا كان من الممكن القيام به ام لا، واجد نفسي معنيا بالسؤال على نحو جدي ومشدودا للغاية الى النموذج الذي ارساه اشخاص مثل غرامشي ووليامز، السؤال ايضا: ألا يزال هؤلاء صالحين اليوم؟ وجوابي الحدسي هو: أكثر من ذي قبل" .
هذا ما أكده المثقف الفلسطيني الشمولي ادوارد سعيد في تموز 1994 في مقابلة اجراها الكاتب المتميز صبحي الحديدي.
ولا شك ان صلاحية الماركسية في السياقات الراهنة وضرورة توظيف الفهم الديالكتيكي للاشياء والظواهر خارج اليقينييات "الفكرية" الجاهزة التي تتلفع برداء اليسار بما قد يزج بها في دوائر غيبية تارة وغبية تارة أخرى.
هذه الصلاحية تواجه تحديا متفاقما على خلفية تداعي الانظمة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي ودول اوروبا الشرقية والمحاولة الدؤوبة للامبريالية الجديدة المتمثلة بطغيان نظام العولمة للقيام بتأبين مخلّد لفكرة العدالة ولفكرة التوزيع العادل للخيرات المادية، وللترويج لغياب الرجاء من انتصار الفقراء والمقهورين والمظلومين ومن ثم تسويق قانون السوق ( الغاب ) كقانون وحيد يسود العلاقات الاجتماعية وبالتالي فان المتاح في الديمقراطية البرجوازية هو آخر الرجاء وذروة الشقاء.
لا بل فان الامبريالية تحاول على الدوام ان تطرح على انها تمثل مصالح الاغلبية الساحقة من خلال تكدير وحرف وعي الاغلبية المسحوقة.
وذلك في مقابل الفهم الذي تطرحه الماركسية التي ترى ان الحرية التي تعكسها المواطنية المتساوية في النظام البرجوازي هي شكلية ولن يكون هناك تحرر حقيقي للفرد الا عندما تتوافق شروط الحرية السياسية (المواطنة) مع شروط الحياة الاجتماعية وتوفير الانسجام بين العام والخاص بين الدولة والنظام والحرية والاقتصاد والمجتمع المدني والفردية.
الحرية السياسية او المواطنية التسووية التي تكون متلازمة مع البؤس هي ليست حرية .
وفي هذا الصدد يقول المفكر الشيوعي الايطالي اللامع انطونيو غرامشي، " ولذلك فان الدولة تملك أجهزة تحقق السيطرة السياسية المباشرة وتملك ايضا مجال المجتمع المدني وما يمثله من احزاب ونقابات وجمعيات ووسائل اعلام ومدارس ومساجد وكنائس.
لذلك لا يكفي الوصول الى السلطة والسيطرة على جهاز الدولة انما يجب الهيمنة (التعاطي) على المجتمع المدني عبر العمل الشعبي والثقافي".
ان طغيان راس المال بحكم سيطرته على مقابض الحياة المادية يسعى من خلال ادواته، بما فيها وسائل الاعلام التي يعود ولاءها بالضرورة لمالكيها (وليس للديمقراطية ولحرية التعبير كما يشاع)، للاجهاز على مؤسسات المجتمع المدني من خلال التشريع (تفريغ النقابات من مضمونها بقوانين تنسف الانجازات التراكمية للحركة النقابية مثلا) ومن خلال منظومة التمويل بهدف خصخصة الهم العام واقتلاع بذور الثورة والانقلاب على الحالة القائمة وتسفيه الفكر والايديولوجيات والاحزاب والحياة السياسية.
وذلك يحقق لطغيان رأس المال ليس ان يتحكم باجهزة السلطة والقمع وحسب بل ان يسعى للتحكم بادوات مقاومة هذا الطغيان من ناحية اخرى.
ولذلك تنشأ باستمرارالضرورة لتشييد تحالفات من اجل تحقيق انجازات تراكمية في مواجهة الطغيان ومنع الاستفراد بقوى التغيير التقدمية او عزلها واخراجها خارج السياق كما نجحت الرجعية مع العديد من الاحزاب الشيوعية بتقليمها اوتفريغها اوعزلها.
لينين وبعده ديمتروف اسسا لفكرة الانتقال السلمي الى الاشتراكية، لا بل وذهبا الى امكانية الوصول اليها دون المرور بالمرحلة الرأسمالية ولا حتى بالنظام البرجوازي وهذا لا يتأتّى بالضرورة بضربة واحدة انما بمراكمة دؤوبة للانجازات التقدمية التي تبلغ ذروتها بالتغيير الشامل .
وفي هذا السبيل ارسى ديمتروف استراتيجية الجبهة الشعبية او الجبهة الوطنية لمقاومة الفاشية ومن اجل مجتمع العدالة والديمقراطية من خلال نفي وجود الوصفة الافتراضية الصالحة والجاهزة لكل زمان ولكل مكان.حيث يؤكد ديمتروف:" اذا اتقنّا اسس الماركسية اللينينية فان هذا العلم يخدمنا كدليل وليس كوصفة لجميع البلدان ولجميع العصور والظروف، فلا توجد ولن توجد وصفة كهذه".
وذلك عملا بما اكّده ماركس من قبل:"يجب ان تؤخذ الامور كما هي عليه، اي الدفاع عن مصالح الثورة بالاساليب التي تتجاوب مع الظروف المتغيرة".
ونحن نعلم صحة ما قاله الاقتصادي الانكليزي المعروف كينز:"ان القبول بالجديد امر صعب ولكن التخلص من القديم امر بالغ الصعوبة".
لذلك عندما قامت ثورة اكتوبر لتشييد الاشتراكية واقامة نظام دكتاتورية البروليتاريا لم يجد لينين، بفعل الواقع الطبقي الاجتماعي الاقتصادي في روسيا، الا ان يعلن ان التحالف مع الفلاحين هو الشرط الاساسي لممارسة البروليتاريا لدورها القيادي والطليعي في الثورة.
وذلك على الرغم من كتابات ماركس وانجلز ولينين نفسه حول عدم ثبات طبقة الفلاحين طبقيا وفكريا.
ولم يجد لينين حرجا في ادخال اضافات على الشعار المركزي للبيان الشيوعي: يا عمال العالم اتحدوا ليصبح : يا عمال العالم وشعوبه المقهورة وفلاحيه وجنوده اتحدوا.
بمعنى ان التحالفات امر اساسي وبمعنى ان الظروف ومعطيات المرحلة هي التي تفرض التحالفات واولوياتها وبرنامجها.
وقد ذهب لينين الى ابعد من ذلك عندما قال:
"ان ملك افغانستان كان اكثر ديمقراطية من اعتى الديمقراطيات الاستعمارية لكونه يدافع عن استقلال بلاده".
الى هذه الرقعة الواسعة من التحالفات ذهب لينين من اجل انجاز التحرر الوطني.
وعليه فانني اشك في ان يكون لينين لينينيا بنفسه في تحديات القرن الحادي والعشرين وعولمته وتحدياته بذات المفاهيم اللينينية في بدايات القرن العشرين في روسيا القيصرية وفجر البناء الاشتراكي.

لقد خاطب ديمتروف المؤتمر السادس للشبيبة الاممية الشيوعية(35925):
"نحن نتوقع منكم ان تفلحوا في ايجاد السبل الصحيحة لحل اهم مسائل حركتكم على الاطلاق ألا وهي توحيد قوى جميع الشباب غير الفاشيين وقوى الشبيبة العاملة بالدرجة الاولى .
ولكنكم لن تستطيعوا فعل ذلك اذا حاولتم كما في السابق بناء الصفوف كاحزاب للشبيبة الشيوعية، بحياة منفصلة ومنعزلة عن الجماهير".

عندما يتحدث ديمتروف عن حياة غير منفصلة ومنعزلة عن الجماهير وغرامشي عن ضرورة التعاطي لا بل الهيمنة علىالمجتمع المدني، وعندما يتحدث لينين عن الانتقال السلمي للاشتراكية فاننا لا نعني اطلاقا تلك الميول الاصلاحية في اليسار وقوى التقدم التي تراهن على النضالات الانتخابية وما قد يتمخض عنها من فشل في اعداد الجماهير لخوض اشكال اخرى من النضال كما لخص الحزبان الشيوعيان في الهند وسيريلانكا. الانتكاسة التي لحقت بالحزبين وبقوى التقدم والتحرر الوطني في البلدين في اواخر السبعينات والتي شهدت سقوط الانظمة التحررية في جنوب آسيا : حزب المؤتمر الهندي والسيدة بندرانايكا في سيريلانكا وذو الفقار علي بوتو في باكستان ومجيب الرحمن في بنغلادش.
لقد اكد الحزبان المذكور"ان النضال الانتخابي ليس الا شكلا واحدا من اشكال النضال السياسي ضد القوى الرجعية، وهذا يتطلب مرونة كبيرة في التكتيك وقدرة على الانتقال من شكل نضالي الى شكل آخر عند الحاجة".
ويمكن ان نفهم ان هناك ظروف تعود فيها خطوة الى الوراء من اجل عشر الىالامام كما قال لينين وهذا ما كان في صلح بريست مع الالمان في الحرب العالمية الاولى لاسترداد الثورة، حديثة العهد، انفاسها في مواجهة القيصر واعوانه.
وهذا ما كان قبل اكثر من 13 قرنا في صلح الحديبية الذي عقده النبي العربي محمد ( صل ) مع قريش والذي كتبه علي بن ابي طالب (غير مقتنع به لما فيه من تنازلات اعتبرها مجحفة ) بهدف ايجاد متسع لنشر الرسالة المحمدية في مواجهة طغيان اغنياء قريش.
هذان المثلان يشكلان تعاطي متطرف مع مقتضيات الظرف واولويات المرحلة.
وهكذا فقد حفلت تجارب الاحزاب الشيوعية والماركسية بالتحالفات وبتجارب العمل الجبهوي.
ولا بأس من وقفة سريعة مع بعض التجارب التي يمكن ملامستها ظرفيا.
مثل حزب التجمع الوطني الوحدوي المصري وهو حزب سياسي فيه تيارات وقوى واحزاب اختلفت في مناهجها الفكرية.
فهو يسعى لان يجمع تيارات تنتمي الى القوى الوطنية والتقدمية والوحدوية والناصريين والماركسية والقوميين والتيلر الديني المستنيروهذا من سمات الجبهة.
فهو ليس حزبا بكل مكونات الحزب ولا هو جبهة بكل مكونات الجبهة.
ومثل ائتلاف احزاب المعارضة في الاردن من اسلاميين اصوليين الى القوميين الى الشيوعيين والاتفاقات على اجتماعات ورئاسة دورية ونشاطات مشتركة.
لقد اكد المؤتمر العلني الوطني الثاني 1997 (17-1912) للحزب الشيوعي الاردني:
" ان بناء التحالفات الضرورية وصيانتها وتطويرها يتطلب حكمة وصبرا كبيرين خاصة اذا ادركنا ان الانجاز المتدرج لمهام المرحلة يشكل احد ابرز سماتها".

تجربتنا في الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواةأولا ومنعا للالتباس فان التكامل بين الانتماء للحزب والانتماء لجبهة لا يمكن ان تكون نقيصة تزعزع الثقة بالحزب او ان تقود الى التفكير بوقف التجربة الجبهوية. طالما لم يأخذ هذا التكامل مساره الى تأسيس حالة تنظيمية وفكرية متجانسة ومتناغمة.
ان التكامل يجب بالضرورة ان يقود الى توسيع التجربة مع قوى اقل انسجاما واكثر اختلافا عما هو قائم، لذلك فان نجاح تجربة التكامل يعتبر تحديا للنجاح في اجتذاب الاقل انسجاما والاكثر اختلافا.
ان ترسيخ الحزب وتطوير الابداع المبني على تراكم التجربة ومقتضيات المرحلة والتطوير الفكري يقوي جذور التجربة التحالفية للجبهة لانه يرسخها عاموديا بمعنى العمق الفكري.
بينما توسيع الجبهة، واجتذاب قوى جديدة لا بل انشاء تحالفات جديدة وارساءها على دعائم الديمقراطية والتكاقؤ والاحترام المتبادل بعيدا عن الوعظ التلقيني وعن الهيمنة البيروقراطية، يقوي بالضرورة اتساعها الافقي بمعنى الانتشار الشعبي.
ان شعار تأسيس اوسع وحدة بين الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل، كجماهير مقموعة ومظلومة وملاحقة ومهددة في وجودها وفي هويتها وفي ارضها، تواجه القهر والطغيان هو شعار ثوري من الطراز الاول كي تعيش هذه الجماهير في وطنها وكي يعيش وطنها فيها.
من ناحية اخرى فان التمسك بالعمل اليهودي العربي وتوسيعه هو ضرورة ملحة لتأسيس التماس بين مجتمع الاغلبية ومجتمع الاقلية على اساس المصالح المشتركة للطبقات الفقيرة والمسحوقة بين ابناء الشعبين ولايجاد قواسم العمل التقدمي بين القوى الطليعية في المجتمعين.
ولا شك ان هناك تراجع في امكانية العمل المشترك اليهودي العربي وخاصة في اوساط المجتمع اليهودي وهذا الامر يعود لاسباب موضوعية واسعة.
لذلك لا بد من مراجعة التجربة ومواطن الاخفاق التي يجري التعاطي فيها ومعها واداء القوى الفاعلة في هذه التجربة وليس الطعن الصبياني في الضرورة السياسية والفكرية للعمل اليهودي العربي.
وهنا نعود لنؤكد ضرورة وحدة الجماهير العربية في اسرائيل خارج سراديب الانعزالية القومية الخانقة والقاتلة ولنؤكد ضرورة توسيع رقعة العمل اليهودي العربي دون تغييب او تذويب شخصية الاقلية القومية في اعتبارات العمل في مجتمع الاغلبية.
وهنا ثمة حاجة للتأكيد ايضا على ان وحدة الجماهير العربية حول قضية المواطنة الكاملة يجب ان لا تتحول الى اجتزاء للحقوق القومية لهذه الجماهير، وبالمقابل فان وحدتها حول الحقوق القومية يجب ان لا تقود الى اغتراب عن معركة المواطنة والمشاركة في المعركة الديمقراطية العامة خارج حدود الانعزالية.
ان تجربة العمل الجبهوي والتحالفات التي ابدعها واطلقها الحزب الشيوعي الاسرائيلي منذ النكبة وقيام اسرائيل هي بمثاية مدرسة لتحقيق انجازات في ظروف شبه مستحيلة.
حيث ابدع في اقامة التحالفات المتميزة والمتحركة ضد سياسة الترحيل التي رافقت وتلت النكبة ولاسقاط الحكم العسكري ولمواجهة مصادرة الاراضي ولصيانة الهوية الوطنية واللغة والثقافة في اوساط الاقلية الفلسطينية، وللدفاع عن حقوق الانسان ومقاومة الاحتلال ولاطلاق انتفاضة يوم الارض الخالد ولتحصيل الحقوق البلدية ولضمان حقوق الطلاب العرب في الجامعات والمدارس.


ان قيام الجبهة العربية والجبهة الشعبية (بقيادة الشيوعيين مع طيبي الذكريني يني وجبور جبور وطاهر الفاهوم) واللجنة لاسقاط الحكم العسكري (مع اوساط ديمقراطية يهودية) ولجنة الدفاع عن الاراضي واتحادات الكتاب والفنانين واتحادات الطلاب ولجنة التضامن مع بير زيت واللجنة ضد الحرب في لبنان ولجان الاغاثة وحركات رافضي الخدمة العسكرية ولجنة المبادرة الدرزية واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية ولجنة المتابعة وغيرها الكثير الكثير، واقامة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة كأكثر اشكال التحالف تكاملا كلها
تجارب قامت بمبادرة الحزب الشيوعي وهي تستحق الدراسة والتطوير والاعتزازلتحقيقها انجازات كبيرة في مواجهة مؤسسة صهيونية ذكية وطاغية.
ويمكن القول ان كل انجازات الجماهير العربية الفلسطينية في اسرائيل في معركة البقاء والهوية والثقافة والتطور والشرعية تحققت بفضل الدور الاساسي للحزب الشيوعي، الى جانب ذلك فان كل الانجازات التي حققها الحزب الشيوعي لهذه الجماهير كان من خلال عمل جبهوي وتحالفات محكومة للضرورة والظروف.
ولذلك عندما واجه الحزب تسونامي الانهيار في الحركة الشيوعية العالمية كانت الجبهة وتنظيمهاهي التي حالت دون الجرف السلبي والانحراف وشكّلت سدا وسياجا واقيا للحزب الشيوعي في اصعب المراحل.
ان العودة الى ادبيات الحزب ومواد مؤتمراته وصحافته تبرز ثقة الحزب العالية بنفسه عندما اسس لفكرة الجبهة والعمل الجبهوي وخاصة الدعوة التي انطلقت من مؤتمر الحزب الشيوعي الثامن عشر (عام 1976) والذي دعا فيها الى اقامة الجبهة (الديمقراطية للسلام والمساواة)، هذه الدعوة التي كانت لازمة كل مؤتمرات الحزب.
ان اتساع التحالف الجبهوي ليس خطرا على الحزب وان تقوية الحزب ليس سيفا مسلطا على الجبهة.
واضح ان التحالفات تبدأ ويجب ان تتوافق مع شرطها الطبقي خاصة في هذه الايام التي جرى فيها انتاج ثقافة استهلاكية مهجنة في المجتمع العربي ( غير الصناعي) وبعد ذلك قامت السلطة الحاكمة بانتاج ظواهر الفقر والفاقة وتدني القدرة الشرائية من اجل انتاج ظواهر انتهازية في اوساط المجتمع العربي.
ان الاقصاء خارج دائرة الشرعية للقوى المكافحة في المجتمع العربي في اسرائيل من ناحية ومؤامرة الاندماج الذي تطرحه المؤسسة الحاكمة من خلال تقرير الجنرال "عبري" بفرض الخدمة الوطنية على الشباب العرب، من ناحية اخرى يطرح اسئلة كثيرة ولكنها جميعا تقود الى التمسك بالنهج الجبهوي الذي ابدعه الحزب وتطويره وتوسيعه على الدوام.
علينا ان نحسن قراءة التحولات والتحالفات وعلينا احترام التكافؤ في هذه التحالفات "فلا احد يستطيع الاساءة للشيوعية اكثر من الشيوعيين انفسهم" كما قال لينين.
ولذلك فهنالك مسؤولية جماعية وهنالك مسؤولية فردية وهي تراكمية وتكاملية وتفصيلية وليست وعظ عام واعلان نوايا ف"المسئولية لا تقاس بالكيلو انما ببيض النمل" كما اكّد لينين.
والتحالفات هي ضمانة الانتصار وان لم يكن فهو ضمانة البقاء والصمود لقضية التقدم والعدالة والديمقراطية,كي لا نجد انفسنا حيث الفى الشنفرى ، الشاعر الصعلوك، نفسه عندما لم يجد من يتعاون معه على الفقر وجبروت الاغنياء فقال في لامية العرب ضمن ما قال:

اقيموا بني امي صدور مطيّكم
فاني الى قوم سواكم لاميل

وفي الارض منأى للكريم عن الاذى
وفيها لمن خاف القلى متعزّل

ولي دونكم اهلون سيد عملّس
وارقط زهلول وعرفاء جيأل

هم الاهل لا مستودع السر ذائع
لديهم ولا الجاني بما جر يخذل

واغدو على القوت الزهيد كما غدا
أزلّ تهاداه التنائف أطحل

" حين يستشهد من لم يكافح لوحده ... فالعدو لم ينتصر بعد " هكذا هتف الشاعر والكاتب الشيوعي الالماني برتولد بريخت والعدو لم ينتصر بعد .

(قدم النائب محمد بركة ملخص المادة اعلاه كمداخلة في الحشد الاحتفالي الذي اقامته جبهة الناصرة الدمقراطية في 2-2-2005 بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيسها )



#محمد_بركة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في النقاش البرلماني بمناسبة يوم مكافحة العنف ضد المرأة النائ ...
- النائب محمد بركة ينعي الرئيس عرفات
- لماذا سنرفع ايدينا ضد خطة شارون في الكنيست؟
- بعد الاستفتاء الشعبي شافيز- فنزويلا : الخضوع لأمريكا ليس قدر ...
- الاستثناء هو الذي يشذ عن القاعدة . . القاعدة لا تملك الانفصا ...
- محاولات للحب لرفيقة العمر الى الصبية ابنة الـ 60 في عيدها – ...
- ملاحظات حولية ليست عابرة حول الاقلية الفلسطينية في اسرائيل
- تهنئة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة
- نحن بالذات نذهب الى جنيف استنادا الى المسؤولية وعلى اساس موق ...
- حكومة اسرائيل أكبر وأعتى منظمة لاسامية في العالم
- أمام -الغول- الدمغرافي اسرائيل تراوح بين الترانسفير والانسحا ...
- كتاب قانون ميزانية الدولة ليس سوى كتاب قانون الغاب
- الكنيست تقرّ قانونًا مناقضًا للدمقراطية لكسر نضال عمّال المو ...
- الثقافة والدفاع عن الهوية والحقوق الوطنية في واقع الفلسطينيي ...
- بعد الحرب على العراق خارطة طريق أم لعبة أمريكية اسرائيلية يد ...
- شارون والمواطنون العرب والزمن الاسود
- العبرة الاساس من الدرس النازي:ان لا يكون هناك ضحايا ..وان لا ...


المزيد.....




- منهم آل الشيخ والفوزان.. بيان موقّع حول حكم أداء الحج لمن لم ...
- عربيا.. من أي الدول تقدّم أكثر طالبي الهجرة إلى أمريكا بـ202 ...
- كيف قلبت الحراكات الطلابية موازين سياسات الدول عبر التاريخ؟ ...
- رفح ... لماذا ينزعج الجميع من تقارير اجتياح المدينة الحدودية ...
- تضرر ناقلة نفط إثر هجوم شنّه الحوثيون عليها في البحر الأحمر ...
- -حزب الله- اللبناني يعلن مقتل أحد عناصره
- معمر أمريكي يبوح بأسرار العمر الطويل
- مقتل مدني بقصف إسرائيلي على بلدة جنوبي لبنان (فيديو+صور)
- صحيفة ألمانية تكشف سبب فشل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكراني ...
- ما عجز عنه البشر فعله الذكاء الاصطناعي.. العثور على قبر أفلا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بركة - التجربة الجبهوية – مدخل فكري وتاريخي