انيس شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 4571 - 2014 / 9 / 11 - 22:30
المحور:
الادب والفن
بين الكرخ والرصافة
تزحف اقدامي دون ان ادري
وتستوقفني عند منتصف جسر الشهداء
وراحت نفسي تحاكي ذلك النهر وطيور النوارس
وتسائل غريب حل بنفسي عن اصوات تلك الطيور
واي حزنا" تبعث .. ؟
لم انتبه واعير اهتماما" لمن كان يعبر..
لم اشعر بخطواتهم اللاهثه نحو اتجاه محدد او غير محدد ..
فقد ضاع الهدف وحدنا عن المسير .. من زمنا" بعيد ..
لم يزعجني ضجيج زاحم الجسر ..
بقدر ماازعجني ذلك التاريخ المنصرم ..
فقد سمعت اصوات شهداء الجسر ..
كانت تصرخ باذني تعاتبني وتعاقبني بانينها ..
كنت اشعر باقدامهم وهي تدب على رصيف الجسر ..
كأني عدت الى ذلك الزمن لاملىء نفسي حزنا" فوق حزنها ..
فقد كرهة التاريخ والحزن الذي لايزال يكتب ويدون باقلام لاتمل ولا تتعب .. ترى كم من الحكايات استشهدت .. وكم حزننا" طواه الزمن ..
الا يوجد هناك من يصرخ ..غير طيور النوارس ..
الا يوجد من يعترض على التاريخ غير تلك القوارب القديمة الراكنه على اكتاف دجلة ..
لم اشعر ابدا" من قبل مثلما الان بحزن دجلة لانها تسترت على اشلاء وجثث الموتى الابرياء ..واصبحت هي الاخرى مدانه للتاريخ ..
لم اكن اعلم ابدا" انني اسجل اعترافا" مع نفسي وشاهد الاثبات المجهول
الذي يطاردني ..
#انيس_شوقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟