أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انيس شوقي - جنون باريس














المزيد.....

جنون باريس


انيس شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 20:50
المحور: الادب والفن
    


جنون باريس
لم يكن ماشهاهده محض هراء أو حلما" جميل استفاق منه في نوم عميق 0 كان يتحدث بسرعة وانبهار عن مارآه من تصرفات ذلك المجتمع الذي لم يتعايش معه سوى شهرين من تاريخ إيفاده من الدائرة التي يعمل فيها الى ذلك المكان 0 ليعود ويروي لنا ماشاهده من مناظر طبيعية وأبنية شاهقة تناطح السحاب بعلوها وتصرفات مجتمع يحترم الإنسانية لم نكن سوى عدد قليل من الذين جاءوا ليباركوا عودته إلى الوطن ومعنا بعض الهدايا 0 لم يكف الحديث عن البلد الذي أرسل إليه كان يتحدث بشغف ولهفة وفي نفس الوقت كنت أحسه يتألم من عودته للوطن فقد كان يرغب في البقاء حيث كان وينسى ما تبقى له في ارض الوطن من عزيز وزوجه وأطفال وأهل وأصدقاء وعمل يرتزق منه ليعيش بكرامه 0 كنت اشعر بما يعانيه0 فمنذ التقيته إلى إن ودعته لم يصمت ولو للحظة فقد ذكر كل تفاصيل سفرته كان يعاني، يتألم ، ازدواجيته، تكاد تقتله تمزقه، تفصله نصفين، انه يعيش بشخصين شخصا" عاش مطمر بعادات وتقاليد ومبادئ وتربية لايمكن الانسلاخ عنها ، والأخر حطم كل الأبواب الموصدة ليخرج إلى العالم ليعرف ويتعرف ويكتشف ويخاطر لأنه يعرف إن الحياة رتيبة من دون اكتشاف أو مخاطرة شخصا" يعيش بداخله اثنين0 الأول عاش تحت حكم التقاليد وبيئة لأترحم إن نسى أو غفل 0 والثاني قرر من زمنا" بعيد إن يحطم كل السدود والنوافذ الموصدة ليخرج إلى العالم ويعيش ماتبقى له من أيام هكذا تركته قبل أيام ورحت ابحث عن حلا" لما يعانيه بالرغم من أنني اعرف انه قد وصل إلى حافت الجنون0 كان دعائي أن يمنحني الله بعضا" من الوقت علني استطيع أن ارمي له حبل النجاة وليكمل رحلة العمر الطويل سليما" معافى حتى المثوى الأخير وما قد بدءه من أفكار تصب في خدمة وطنه الذي دائما" كان يتحدث عنه بشموخ وكبرياء هكذا كان يتحدث قبل أن يرحل 0 وفي يوم لم يكن بعيد عن أخر لقاء التقيته وبينما ابحث عن حلا" لمنزلقه رن جهازي وإذا بي انظر إلى شاشته فأجد اسمه وأجبته وإذا به يقول بصوت حزين تعال ارجوك حينها تركت كل شيء وذهبت للقاء به رغم أني اعرف ماسيقول لكن هذه المرة سأكون أنا المتحدث وهو المستمع وأني متأكد أيضا" إن هذه ألحاله لم يكن وحده يعاني منها فكل الذين أرسلوا إلى خارج الوطن كانوا يعانون من أعراض هذه ألحاله كآبه ، حزن ، صمت ، استهزاء بكل ماموجود في ارض الوطن المهم وصلت أليه تصافحنا دخلت البيت جلست ، تحركت شفتاه أصمتها قلت سأكون أنا المتحدث وأنت المستمع فكان أول الكلام خلقنا لنعبد ولنبدع لنكون مثمرين في هذه الأرض ولنصل إلى هذا المستوى علينا أن نحب كل مايحيطنا بغض النظر عن كل التوافه والقشور التي لابد أن يأتي يوم وتذهب إلى حيث لأرجعه أما أن نحزن وندخل في شرنقة أو سبات لانعرف متى نصحوا منه فهذا مرفوض لأسباب عديدة أولها آن الله يحب العمل والثاني بلدنا جريح يحتاج منا أشفاء جروحة من اجل أن يتعافى ليكون في مناص الدول المتقدمة لماذا نحزن نتحصر هم ليسوا افضل منا وهذا ماآراه وما يراه كل شريف يعتز بتربته ضحك وابتسم ابتسامة باردة وقال أحقا" ماتقول ؟ ! أجبته وبثقة عالية نعم حقا" ماأقول وانتظر وسترى سيأتي اليوم الذي هم يأتون إلينا لكن عليك أولا" أن تخرج من جنون باريس 0



#انيس_شوقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركته وحيدا-


المزيد.....




- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...
- ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي ...
- السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل ...
- شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
- قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
- كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - انيس شوقي - جنون باريس