أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - آلآن وقد عصيتِ قبلُ














المزيد.....

آلآن وقد عصيتِ قبلُ


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 11:19
المحور: كتابات ساخرة
    


الآن فقط علمت أمريكا أن داعش تنظيم إرهابي يفتك بالبشر قبل الحجر، طار وزير الخارجية الأمريكي في جولة تقوده إلى حليفيه الأدرني والسعودي في خطوة للملمة الأوراق كما يقال وحفظ ماء الوجه وإطفاء الرماد قبل أن يشتعل من جديد، تحرك المارد الأمريكي بعد أن شعر بالخطر الذي يمكن أن يتهدده في ظل الصراعات الإقليمية التي بدت كصولات وجولات هولاكو، لم نعد نر الخيط الأبيض من الخيط الأسود مع تصاعد وتيرة الحرب القاسية في المنطقة، صنعها الأمريكيون وخططوا لها إبان انفجارات 11 سبتمبر الشهيرة التي هزت أمريكا الدولة العظمى، خططوا من 2001 لبث الرعب في الوسط الإسلامي واختلقوا لأنفسهم مبررات قادتهم لاحتلال العراق أولا والاتجاه لأفغانستان ثانيا وبعدها تم إشعال المنطقة برمتها تحت ما يسمى بثورات الربيع العربي، كل ذلك كان مخططا له عبر دراسات انتروبولوجية تقوم بها منظمات خفيه لها من الأساليب الماكرة ما يجعل المرء يصدقها وهي تخفي خبائثها.
آلآن وقد عصيتِ قبلُ يا أمريكا وكنت من المفسدين، حينما قالت سوريا إن الإرهاب يهدد العالم بأجمعه كنت تسخرين من هذه المقولة وكأنك تعيشين في كوكب آخر غير الأرض، وما الإرهاب إلا ضربة قاصمة للمارد الغربي واللوبي العربي اللذين فتحا باب الجحيم فلم يستطيعا غلقه من جديد لأنه صار خارج سيطرتهما، فهما الآن يعيشان تحت وطأة سوط ما صنعاه يوما وأرادوا بسوريا وغيرها كيدا، آلآن فقط استيقظت أمريكا واستنفرت قواها لمحاربة داعش بعد أن كانت تسميه ثائرا على الظلم وطالبا للحرية والكرامة، والآن فقط بدا الإعلام العربي في قبضة اللوبي الصهيوني حينما يبث صورا حية أو تسجيلا مصورا عن هذا التنظيم وغيره وتتبجح الجزيرة به أمام الملأ كأنه سبق إعلامي في حين إنه خراب ديار كما يقال.
آلآن فقط علم كيري الرجل العجوز ذو الشعر الأبيض أن سوريا كانت على حق وهي تكابد وتجاهد الإرهاب وتحاول صده وإخراجه من البلاد فهبّ مسرعا إلى السعودية حكومةً لإيقاف النزيف الوهابي الذي عاث في الأرض فسادا بغير حق فكفّر وقتّل ونهب واستولى بقناع الإسلام المزيف، وسيذهب إلى حليفه الثاني صاحب الخبرة في التعامل مع مثل هذه التنظيمات ولعله يحمل تحذيرا قويا من داعش أنه قادم للأردن بأي ثمن وتخليصه من الزعامة الهاشمية، كل ذلك يحدث الآن عندما دق ناقوس الخطر أن الغول قادم وأن هولاكو بغداد لا يزال حيا، سُمّه ناقع، ولديه أعوان في كل مكان، حين نام المارد الأمريكي كانت الخطى سريعة نحو تطوير هذا السمّ ليضرب أكبر مدد، اطمأن له بداية بل شجعه على التمدد ومدّه بالسلاح والعدة والعتاد باسم ما يسمى الثوار الاحرار ظاهريا وباسم الفوضى الخلاقة باطنيا وهذا هو النفاق السياسي في أخسّ معانيه.
هذا النفاق وهذه الازدواجية الأمريكية في التعامل مع الملفات الإقليمية هي التي جلبت لها العار والقلق والتوتر وها هي مرة أخرى تعطي إشارات واضحة أنها مستعدة للتعامل مع الحكومة السورية لوقف الزحف الداعشي الذي بات يقلق الجميع وقد استعدت أمريكا عسكريا كما يبدو لضرب قواعده في سوريا والعراق، وسنشهد حربا أخرى في المنطقة أكثر ضراوة مما شهدناها في تورا بورا وربما تستعد الولايات المتحدة الأمريكية إذا فشلت في خطوتها الأولى لضرب المنطقة بالسلاح النووي لقطع التنظيم من جذوره كما تعتقد وبالتالي اندلاع حرب عالمية ثالثة قد تأكل الأخضر واليابس وكل ذلك كان بسبب ما كسبت أيدي الناس، على أن العالم بدأ يشهد تغيرا في المواقف وصارت سوريا البلد الجريح أكثر قوة لأن القضية التي كانت تحارب من أجلها قضية مصيرية ويبقى الامبراطور الأمريكي ينتظر ما تسفر عنه الأوضاع على الأرض وما إرسال مسؤول أممي إلى دمشق إلا دليل على ما أشرنا إليه من تودد للنظام في سوريا، وتبقى سوريا حرة بين خيار التعاون وخيار الرفض.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاهتمام بأمور المسلمين
- أمتنا في خطر
- لماذا تتزين المرأة؟
- -داعش- المحبوبة الملعونة
- جنون الكرة ( كأس العالم نموذجا)
- الانتروبولوجيا الإباضية أو الانتروبولوجيا والإباضية
- نام البابا واستيقظ
- غض البصر كيف نفهمه؟
- هل للعمال عيد؟
- اتفاق على المحك
- صبرا آل غرداية
- حمة الهمامي رئيسا لتونس
- المرأة لماذا لا تستر نفسها
- قمة خرجت بخفي حنين
- قمة في الوحل
- لعنة الجامعة تصيب العرب
- يا أطيب شعب
- الموت عظة
- المرأة في قفص الاتهام
- شاعر يغرد خارج السرب


المزيد.....




- ممثل حماس في لبنان: لا نتعامل مع الرواية الإسرائيلية بشأن اس ...
- متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 مترجمة عبر قناة Tr ...
- تطوير -النبي دانيال-.. قبلة حياة لمجمع الأديان ومحراب الثقاف ...
- مشهد خطف الأنظار.. قطة تتبختر على المسرح خلال عرض أوركسترا ف ...
- موشحة بالخراب.. بؤرة الموصل الثقافية تحتضر
- ليست للقطط فقط.. لقطات طريفة ومضحكة من مسابقة التصوير الكومي ...
- تَابع مسلسل قيامة عثمان الحلقة 163 مترجمة المؤسس عثمان الجزء ...
- مصر.. إحالة 5 من مطربي المهرجانات الشعبية للمحاكمة
- بوتين: روسيا تحمل الثقافة الأوروبية التقليدية
- مصادر تفنّد للجزيرة الرواية الإسرائيلية لتبرير مجزرة النصيرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - آلآن وقد عصيتِ قبلُ