أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - داعش كمؤشر على انحسار تيار الاسلام السياسي















المزيد.....

داعش كمؤشر على انحسار تيار الاسلام السياسي


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد قليل من صعود هتلر للسلطة يوم30كانون ثاني1933كتب ليون تروتسكي الكلمات التالية في وصف النازية:"كل ماكان المجتمع نبذه كحثالة الثقافة وبرازها...هاهويدفعه من حلقومه.تتقيأ الحضارة الرأسمالية الهمجية غير المطحونة.هذه هي فيزيولوجية النازية."(إسحق دويتشر:"النبي المنبوذ"،المؤسسة العربية،بيروت1983،ص191).
أفرزت ألمانية ،بلد غوته وبتهوفن،معاكسهما المتمثل في أدولف هتلر.ليس هذا معزولاً عن ثقافة وسياسة:وصف جورج لوكاتش في كتابه"تحطيم العقل"المسرى الثقافي الألماني على مدى قرنين من الزمن،بكل مايحوية من اتجاهات فلسفية- فكرية،الذي قاد إلى النازية .في السياسة ليس هذا معزولاً عن الهزيمة الألمانية في عام1918 وماتبعه من عقوبات وتكبيلات فرضها المنتصرون في معاهدة فرساي على الألمان،وكذلك هو مرتبط بصعود المد البلشفي،ثم بأزمة عام1929الاقتصادية التي حطمت الطبقات الفقيرة والفئات الوسطى الألمانية.الهزيمة العسكرية،وتهديد البلشفية،اجتمعا عند فئات واسعة من المجتمع الألماني،مع رعاية من أصحاب المصانع وكبار الرأسماليين الألمان،لفرز أيديولوجية فكرية سياسية وحزب سياسي من أجل الرد على الهزيمة الألمانية وضرب ومواجهة المد الشيوعي،مع توجيه النار إلى درايا يهودية حملوها مسؤولية هزيمة الحرب العالمية الأولى بعد أن رفض كبار أصحاب البنوك من اليهود الألمان اقراض القيصر الألماني في عام1918لتمويل المجهود الحربي بعد أربع سنوات من الحرب مماأدى إلى انهيار اقتصادي كان سبباً للهزيمة فيماكان الجيش الألماني سليماً عسكرياً،حيث اجتمع في هذه الأيديولوجية وذاك الحزب وذلك الزعيم مزيج من نشدان غسل عار الهزيمة مع التوق إلى العظمة الألمانية تحت شعار"ألمانية فوق الجميع"مع ميول فكرية –سياسية تسوغ استعمال الوحشية و العنف والقتل للخصوم السياسيين وخاصة الشيوعيين ،والمذابح والتطهيرات الجماعية التي وصلت إلى (الهولوكوست)مع ملايين اليهود.لم يكن موسوليني في ايطالية بمعزل،كاتجاه فاشي نشأ كحزب وكحركة في آذار1919 ،عن رد فعل دفاعي بوجه المد الشيوعي ركب على الخيبة الايطالية من ترك الحلفاء لروما من دون غنائم الحرب التي احتكرتها لندن وباريس حيث اعتمد موسوليني على مئات آلاف الجنود المسرحين الآتون من جبهات القتال وعلى الطلاب من الفئات البرجوازية الصغيرة و الفلاحين الذين عانوا من أزمة اقتصادية كبرى في فترة مابعد الحرب انضافت إلى المشكلة الايطالية المزمنة الموجودة بين جنوب زراعي أقل تطوراً بمدنه وبلداته وريفه وشمال ايطالي متطور ومزدهر صناعياً،حيث أتت القاعدة الاجتماعية للفاشية من الريف وأساساً في الجنوب.كان صعود الفاشية اجتماعياً وتنظيمياً وسياسياً إثر المد اليساري العمالي في أيلول1920الذي تمثل في احتلال المصانع من قبل العمال ورد فعل عليه. بدأ استعمال العنف الفاشي في تشرين ثاني1920ضد العمال واليساريين . وصل موسوليني للسلطة في28تشرين أول1922.كان الجنرال فرانكو ووصوله للسلطة في عام1939حصيلة لمئات آلاف الجثث بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية الاسبانية ضد الجمهوريين الذين كان الشيوعيون عصب قوتهم حيث كان هناك اشتراكات أيديولوجية- فكرية – سياسية ،في تبرير راض عن قتل وذبح الجمهوريين وتهجير الملايين للمنافي، داخل معسكر الملكيين الذين لم يضموا فقط أنصار (حزب الفالانج- "الكتائب") بل ضموا الكنيسة الكاثوليكية ومؤمنيها وكتلة اجتماعية كبرى من الاسبان الميسورين ومن الفئات الوسطى.
في حالات هتلر وموسوليني وفرانكو كان القتل والتصفيات والذبح مؤدلجاً فكرياً ،ومشرعاً سياسياً ،وعلنياً في الممارسة،ولم تمارس التقية أبداً حيال ذلك: اجتمعت الهزائم مع الاحباط مع الأزمات الاقتصادية مع الشعور بخطر مد فكري – سياسي مضاد لكي يولد ذلك كله مزيجاً مركباً تمظهر في حركات أيديولوجية- فكرية – سياسية – ثقافية- تنظيمية حزبية أدلجت القتل والذبح والتصفيات الجماعية.أتى هذا من مركب اجتماعي ،هو المعسكر الرأسمالي، شعر نفسه في حالة انحسار أمام المد الشيوعي.لم تتولد هذه الوحشية آنذاك في لندن وباريس وواشنطن،حيث لم يكن التهديد الشيوعي قريباً من الأعناق،ولكن في حالات خاصة ببرلين وروما ومدريد حيث اجتمعت عوامل مختلفة خاصة بالحالات الثلاث المذكورة لكي تفرز تلك الوحشية السياسية المؤدلجة،ولم تكن بريطانية وفرنسة والولايات المتحدة الأميركية حزينة لماجرى لخصوم هتلر وموسوليني وفرانكو بل راضية ،ولم تتحسس رقبتها إلاعندما بدأ هتلر وموسوليني منذ عام1936 يمدان أيديهما خارج الحدود. قضي على هتلر وموسوليني عام1945ثم جرى تدجين نظام فرانكو في حلف الناتو منذ عام1949.لم تعد النازية والفاشية والكتائبية الفالانجية تلاقي رواجاً في الغرب بعد أن اطمأنت الرأسمالية إلى مصيرها إثر (يالطا )وتقاسم أوروبة ثم بعد أن جرى احتواء المد الشيوعي في السبعينيات ولوسمحت واشنطن بطبعات عن هتلر وموسوليني وفرانكو أمام خطر المد الشيوعي في أندونيسيا1965 وتشيلي1973.
هناك سلسلة تقود من حسن البنا إلى أبوبكر البغدادي عبر سيد قطب مروراً بشكل مباشر إلى الظواهري ومن عبدالله عزام إلى ابن لادن. قاد ابن لادن- الظواهري من خلال "تنظيم قاعدة الجهاد"عام1998 إلى الزرقاوي وأبوأيوب المصري في "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين". في زمن المصري وقيادته للقاعدة بالعراق بين حزيران2006ونيسان2010 جرى تأسيس"دولة العراق الاسلامية" ووضع عراقي على رأسها هو أبوعمر البغدادي. بعد مقتلهما أتى أبوبكر البغدادي في نيسان2010:في زمن المد الذي عاشه تيار الاسلام السياسي بين عامي 1967و2013وضعت الأفكار التطرفية- التكفيرية لسيد قطب،التي أتت حصيلة رد فعل أنتجته الزنزانات والتعذيب والسجون في زمن المد الناصري،جانباً من قبل (جماعة الاخوان المسلمين) مفضلين عليها أفكار حسن الهضيبي الذي رد على كتاب سيد قطب"معالم في الطريق"(1964)عبر كتاب كتب أيضاً في السجن عام1969هو كتاب"دعاة لاقضاة".في زمن المد أفرز (الاخوان)ظواهر اعتدالية مثل عمر التلمساني الذي تولى منصب (المرشد العام)بين عامي1974و1986.تحت تأثير ضربات حسني مبارك برز (مرشد عام)هو مصطفى مشهور بين عامي1996و2002رعى صعود التيار القطبي بقيادة محمود عزت ومحمد بديع إلى الواجهة القيادية الاخوانية،ولكنه لم يستطع الوصول للقيادة إلا بعملية أشبه بالمحاولة الانقلابية جرت في صفوف (مجلس شورى) الجماعة بشهر كانون أول2009تم فيها ابعاد المعتدلين مثل عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد حبيب وتم الاتيان بمحمد بديع مرشداً للجماعة.كان التيار القطبي متحكماً ب(الاخوان) في أثناء الإطاحة بمبارك وفي زمن الزواج المؤقت بين الاسلام السياسي وواشنطن الذي قاد لوصول محمد مرسي للرئاسة المصرية في 30يونيو2012.أشر سقوط مرسي في3يوليو2013إلى بداية انحسار مد تيار الاسلام السياسي،وقد جرت ترجمات لاحقة لذلك عند (اخوان) تونس وليبيا وسورية.لم ينتج اعتدال اخواني عقب سقوط مرسي كماجرى من قبل الهضيبي والتلمساني بالستينيات والسبعينيات،بل هناك مؤشرات على أن قيادة التيار الاسلامي السياسي الآن والجناح الأقوى فيه هي ل(السلفية الجهادية)،وأن التشدد الاسلامي أوالاعتدال لم يعد تفرخه بيضة (الاخوان) كماجرى عبر مثالي قطب والهضيبي في الستينيات.واضح الآن في عام2014 وعقب سقوط مرسي أن دفة (الاسلام السياسي)قد أصبحت ممسوكة من قبل (داعش)،أي(الدولة الاسلامية في العراق والشام)التي أعلنها البغدادي يوم9نيسان2013 ثم حولها إلى (دولة الخلافة الاسلامية)في يوم29حزيران2014،وأن (الأصولية الاخوانية)لأول مرة قد أصبحت أضعف من (السلفية الجهادية)منذ أن مثلها (تنظيم قاعدة الجهاد)بعام1998،وهذه خريطة جديدة في صورة تيار الاسلام السياسي،هي غير مسبوقة منذ آذار1928لماأسس البنا (جماعة الاخوان المسلمين)حيث لم يستطع أحد،لا(حزب التحرير)ولاغيره،منافسة (الاخوان)على صدارة تيار الاسلام السياسي.
يؤشر (البغدادي) و(داعش) إلى حالة انحسارية يعيشها الآن تيار الاسلام السياسي،ووحشيته العنفية تعبر عن حالة حصار ودفاعية وشعورية انحسارية يعيشها هذا التيار كماكان هتلر وموسوليني وفرانكو أمام المد الشيوعي السوفياتي. كانت وحشية بول بوت و(الخمير الحمر)في كمبوديا،أثناء حكمهم بين نيسان1975وكانون ثاني1979،مؤشر على انحسار المد الشيوعي السوفياتي البادىء منذ أوكتوبر1917 وعلى قرب سقوط تيار الشيوعية السوفياتية التي فرخت الستالينية والماوية وكان من الأخيرة (الخمير الحمر)،ولولاانحراف دينغ سياو بينغ عن الماوية وقيادته للصين في اتجاه جديد بالثمانينيات،وهو الذي أبعده ماو عن القيادة في عام1966،لكانت بكين لحقت موسكو في السقوط.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من البنا إلى البغدادي
- تضعضع المخفر الإسرائيلي
- الأشكال المتبدلة للتعبير السياسي
- الزواج الليبرالي – الاسلامي في سورية
- فراغ الدكتاتور
- ربيع العسكر
- انفجار عراق بول بريمر
- الانشقاق السلفي الإخواني
- (نزعة التعامل مع الشيطان)عند معارضين سوريين
- الصعود الثاني للأصولية الهندوسية
- يساريون وليبراليون وعلمانيون مع الجنرال
- ملامح الحياة السياسية العراقية
- الاستيقاظ الروسي
- فشل الثورة المصرية
- الاخوان المسلمون والسعودية
- الفشل الثاني لتيار الإسلام السياسي السوري
- أوكرانيا: عبء التاريخ والجغرافية والبنية
- محمد سيد رصاص - كاتب وباحث وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح ...
- عام2011: فشل محاولات توحيد المعارضة السورية
- (جنيف 2)


المزيد.....




- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...
- -شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - داعش كمؤشر على انحسار تيار الاسلام السياسي