أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الثاني)















المزيد.....

التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الثاني)


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4563 - 2014 / 9 / 3 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- المجتمعات المغلقة او الموازية:
و لكن هل يمكن للاهداف الاسلاموية ان تتلاءم مع اهداف المجتمعات الغربية، مع من يمكن لهذه الاهداف ان تنمو؟ و هل هذه الاهداف يمكنها أن تطور مصالح الغرب الاستراتيجية؟ إذا ما تفحصنا المجتمعات الاسلامية في قلب اوروبا سيكون الجواب هي (كلا)قاطعة.
اولاً، فيما يخص مبدأ تحمل وجهات نظر الاخرين، فقد صرح علي كتاني و هو من اوائل الكتاب المسلمين الذي نشط في مجال استكشاف و سبر أغوار تشعبات المجتمعات الاسلامية في الغرب،" الإعتقاد بان كل الاديان سواسية، هي العلامة الاولى على ألإنصهار او الذوبان الديني" و عليه فلا يجوز للمسلمين تشجيع هذه النزعة لديهم. وإنما عليهم فعل العكس.
كما قال"على المجتمع الاسلامي ان يتحول من حالة مجرد الدفاع عن معتقداته و مخاوفه الى حالة التبشير يالاسلام خارج مجتمعاتهم. و إذا نجحوا في مهمتهم، فإن هذا المجتمع سينمو و يتكاثر عدداً و قوةً و يصبح مجتمع الاغلبية بعد حين من الزمن. و أضاف، هذه ضرورة ايديولوجية و التي بدونها سيصبح الوجود الكلي للأقلية غير مقبول من وجهة النظر الاسلامية.
و أضاف، بدلاً من إظهار العداء تجاه غير المسلمين، على المسلمين الاندماج مع مجتمعاتهم و البحث في كيفية تحويلهم الى الاسلام و العمل على تغيير القيم و المعتقدات المجتمعية المنبعثة من الحضارة الغربية و إحلال الشريعة الاسلامية محلها. هذه الرؤية تطابق تماماً الرؤية المعاصرة للقائد الروحي للإخوان المسلمين يوسف القرضاوي و التي عبر عنها في تلفزيون قطر في عام 2007.
كما صرح كتاني، بأن الدعوة الى إحتلال روما، تعني عودة الاسلام الى أوروبا ثانيةً، و لكن هل عن طريق الحرب؟ كلا، هناك ما يسمى بالاحتلال السلمي و الذي له قواعد في ديننا و لذلك أنا على يقين بان الاسلام سوف يحتل اوروبا بدون اللجوء الى السيف او القتال و إنما بواسطة الدعوة و الايديولوجيا.
بعد ثلاثين عاماً من دعوة كتاني، تبدو نتائج جهوده مثيرة للإعجاب و لكنها بعيدة عن السلمية وذلك:
- الحكومة الفرنسية حالياً تنشر قائمة بأكثر من 750 منطقة مقفلة على غير المسلمين و يتواجد فيها اكثر من مليون مسلم. السواح و غير المسلمين، يتفادون الدخول الى هذه المناطق لان الحكومة الفرنسية قد فقدت السيطرة عليها و لا يطبق فيها القانون الفرنسي.
- صرح احد كبار رجال الشرطة الالمان، بأن هناك مناطق لا وجود لسلطة الدولة عليها بشكل تام. في عام 2010، قام إتحاد الشرطة الالمان في منطقة شمال الراين في ويستفاليا بالاستعانة بالشرطة التركية للسيطرة على السكان الترك الذين يشكلون الاغلبية في مدن المنطقة الرئيسية.
- قامت الحكومة الهولندية و بأمر من المحكمة، بنشر قائمة من 40-50 منطقة مغلقة في مدن هولندا الرئيسية.
- في المملكة المتحدة، قام القائد الاسلامي أنجام جودري، بإعلان الامارة الاسلامية في مجموعة من المدن البريطانية او احياء كبيرة من هذه المدن و التي يجب ان تخضع للشريعة الاسلامية تحت عنوان" إنهاء القانون البشري و بداية قانون الشريعة".
- في بروكسل، اصبحت الغيتوهات المسلمة خطرة على غير المسلمين و على النساء اللواتي يجازفن بالدخول الى المقاهي فيها او اللواتي يواعدن رجالاً غير مسلمين.

في الحقيقة، "شرطة الاخلاق" الاسلامية في العديد من المدن تبحث الان في كيفية منع النساء التي ترتدي بنطلونات قصيرة، البغايا، الشاذين جنسياً و شاربي الكحول من الدخول الى هذه المناطق المغلقة على المسلمين.
لقد لاحظ الاسلاموي السابق، ماجد نواز و الذي يشغل حالياً منصب رئيس "الوعاء الفكري" لمكافحة التطرف البريطانية، بأن الاسلاميين و المجموعات اليمينية المتطرفة تحاول فرض نسختهم من الشريعة في الاحياء التي يشكلون أغلبيتها. و يرتبط المتنفذون الاسلاميون بمجاميع اوسع من أعضاء القاعدة و الناشطين الجهاديين في عدة دول.

و لكن القيم التضييقية للإسلاميين الاوروبيين ليست منحصرة او محددة بمجتمعاتهم المغلقة. الخطوة القادمة هي محاولة السيطرة و التمدد الى المجتمعات المجاورة لهم من غير المسلمين. بعض المطالب قد تبدو غير مؤذية مثل تقديم الطعام الحلال في المدارس او السجون او الفصل بين الجنسين في احواض السباحة. غلق الشوارع العامة للصلوات الجماعية، هي خطوة اخرى في هذا الطريق.
من النذر الخطيرة الاخرى التي تدل على انتقال السلطة من الدولة الى مجموعات الامر الواقع، هي الزيادة في نسبة جرائم الشارع في المجتمعات ذات الغالبية الاسلامية لان السلطات و الشرطة تخشى من زيادة التوتر اذا تدخلت بشكل مباشر او حتى تخشى على سلامتها الشخصية.
لقد اوضح تقرير للشرطة في اوسلو بأن غالبية جرائم الإغتصاب في عام 2011، قام بها رجال من الخلفيات الثقافية غير الاوروبية.
المحاكم البريطانية حققت في حالات في عامي 2012 و 2013، و التي قامت فيها عصابات اسيوية بخطف فتيات مراهقات و حتى قبل سن المراهقة من الشوارع و الاتجار بهن كعبيد جنس. "الاسيويون و السكان من غير الخلفيات الاوروبية هي مصطلحات تلطيفية تطلق على المسلمين". هذه التصرفات تشير الى مدى شراسة حملات التهديد و الرعيب التي نجح الاسلاميون في فرضها على المجتمعات الاخرى. هذه الافعال تعكس بلا شك النزعة الإجرامية لمرتكبيها.
في الحقيقة، و حسب تقارير الصحافة، تزايدت نسبة عمليات السيطرة على شوارع بعض المدن الاوروبية من قبل العصابات الاسلامية. ذكر أحد أعضاء تلك العصابات البريطانية، "الحقيقة هي ان العصابات الاسيوية لا تهتم كثيراً بالدين، و لكن مع الاسلام يأتي الخوف، و مع الخوف تأتي السلطة. و لكن تلك السلطة يجب ان تكون مرجعها الدولة و مؤسساتها فقط. و أي خرق او تجاوز لمصدر هذه السلطة، سيشكل مصدر خطر للمجتمع الاوروبي برمته.
صناعة و استغلال الازمات:
مع أن وجود المناطق المغلقة الخاصة بالمسلمين بحد ذاته، يشكل تحدياً أساسياً للأمن الداخلي في دول اوروبا الغربية، فإن التحدي الحقيقي يبدوا أعظم، لأن الاسلاميين يحاولون جاهداً لتغيير اكثر من مجرد الاعراف و التقاليد المحلية، و الازمة التي خلقتها الرسوم الكارتونية الدانماركية في عام 2005 و أوائل 2006، تؤكد هذا الأمر بوضوح.
في الوقت الذي كان الغضب الاسلامي تجاه الرسوم التي اعتبرت تجديفية معروفة للجميع، و لكن الذي لم يكن معلوماً هو أن إثنين من الأئمة الدانماركيين المرتبطين بصلات قوية مع الاخوان المسلمين، سافروا الى دول اسلامية عدة في ذلك الوقت للتحريض على العنف ضد الرسوم الكارتونية. و من الذين تم اللقاء بهم، هو يوسف القرضاوي. و في النهاية، قررت جامعة الدول العربية و منظمة التعاون الاسلامي التي تمثل 56 دولة اسلامية الوقوف خلف الأئمة المذكورين، ألأمر الذي أدى الى نشوب موجة غضب عالمية.
الاشخاص الذين كانوا على علاقة مع الرسوم الكارتونية تعرضوا الى تهديدات بالقتل. تركيا، تحت قيادة أردوغان، إنتزعت وعداً من رئيس وزراء الدنمارك السابق راسموسين كشرط مسبق للموافقة على ترشحه لمنصب السكرتير العام لحلف الناتو مقابل مساندة العالم الاسلامي ضد الرسوم. لقد خالف السيد راسموسين مبدأ حرية الرأي و الصحافة في بلده عندما ساند اردوغان. نستنتج من هذا، أن الإسلاميين الاوروبيين و بالتعاون مع الدول الاسلامية، أصبحوا قادرين على خلق أزمة و إجبار سياسي اوروبي مرموق على الترويج لمزايداتهم.إن التأثير الذي يشكله المسلمون في اوروبا على السياسات الامنية و الخارجية للدول الاوروبية، بدأت تظهر للعيان.
القلق الرئيسي لقادة المسلمين الرئيسيين يتركز الان حول السياسات الاوروبية تجاه السلام و الدول الاسلامية إضافة الى الصراع العربي الاسرائيلي، و لكن الشيئ الذي يجب اخذه بنظر الاعتبار هو، أن اكثر الدول التي قد يؤدي عدم الاستقرار فيها على اوروبا، هي الدول الاسلامية.
إذا نظرنا الى استجابة الاسلاميين في بريطانيا الى ما سمي وقتها بإنتفاضة ألاقصى والتي خطط لها ياسر عرفات في شهر ايلول 2000، نرى ان المجلس الاسلامي البريطاني كان متردداً في تعريض موقفه الداعم للحكومة البريطانية للخطر إذا أبدى تأييده للانتفاضة. و لكن رابطة مسلمي بريطانيا المرتبطة بالاخوان المسلمين، تمكنت من حشد 100000 شخص في ابريل 2002 للتظاهر ضد دخول الجيش الاسرائيلي الى جنين على الرغم من أن كل الادلة كانت تثبت ان ما حدث في جنين لم يكن مجزرة.
في شهر ايلول من عام 2001، عندما رفض صدام حسين الانصياع الى المطالب الدولية للتخلص من اسلحة الدمار الشامل، قامت نفس الرابطة بالتنسيق مع اليسار البريطاني بتشكيل تحالف سمي (بتحالف وقف الحرب)، بترتيب مظاهرة مشتركة في ساحة الطرف الاغر. و بعد ذلك، قام هذا التحالف بتنظيم اكثر من 20 مسيرة، من ضمنها المسيرة الضخمة جداً التي نظمت في شهر شباط 2013، ضد الحرب الوشيكة الوقوع في العراق.
الرابطة المذكورة استغلت و بذكاء المعارضة ضد الحرب (غير المرغوب فيها) في العراق، و حولتها الى قضية رأي عام قوية لانها عرفت ان هذه الحرب ستؤثر بشكل مباشر على المواطنين البريطانيين، و ظلت هذه القضية مستمرة حتى بعد إنسحاب القوات البريطانية من العراق.
قامت الرابطة كذلك بالوقوف بالضد من أي إرتباط سياسي مع غير المسلمين و كذلك ضد بعض المظاهرات التي قام بها نشطاء في الرابطة الذي شعروا بأنهم قد تم استغلالهم من قبل اليسار العلماني من البيض. و مع ذلك، فإن التعاون بين الرابطة الاسلامية و اليسار استند على إيمان ايديولوجي راسخ يتضمن معاداة الصهيونية و معارضة السياسة الخارجية الغربية، و التي تشكل المبادئ المؤسسة لهذا التحالف و لا يزال يمثل هذا ألإيمان، جوهر الطاقة التي تغذي التحالف.
كما ظهر ان لهذا التحالف منافع سياسية ايضاً. حزب العمال الاشتراكي، وهو فاعل ثانوي، كان منتشياً بقابلية الرابطة الاسلامية على تغيير وجهة الحشود الكبيرة من المتظاهرين المشاكسين. استطاعت هذه الرابطة التي بدأت عملها بمجموعة صغيرة لا تتجاوز 400 عضو، ان تقفز الى القمة و تحرز المشروعية السياسية. التجسيد الكونكريتي لهذه الشرعية الحديثة العهد تجلت في ظهور (حزب الكرامة)، و الذي يضم اعضاء من الرابطة الاسلامية، مجلس مسلمي بريطانيا و اقصى يسار حزب العمال الاشتراكي. و لقد أبلى حزب الكرامة جيداً في إنتخابات عام 2007على الرغم من انه فشل ثانيةً في الانتخابات العامة لعام 2010.
في الوقت الذي كانت النشاطات المعادية للحرب تهدف الى التحريض على مؤسسات الحكومة البريطانية، قام البعض من أعضاء الرابطة الاسلامية البريطانية بتأسيس منظمة جديدة تدعى مبادرة مسلمي بريطانيا(مسب). و بدعم قطري، قامت هذه المنظمة بتنظيم اجتماعات سنوية في (اسلام اكسبو)، و هو تجمع ثقافي ضخم يجذب اليه الالاف من مسلمي بريطانيا. كما قمت (مسب) بتأسيس قناة تلفزيون عربية تدعى الحوار و التي تفاخر بأنها تملك 2 مليون مشاهد في اوروبا، الشرق الاوسط و شمال افريقيا. للعلم، كان المدير العام لهذه القناة قد أعلن في وقت سابق بأنه على إستعداد ليصبح انتحاري مفخخ.
في منتصف عام 2009، إنبثق كيان إسلامي جديد سمي مراقب الشرق الاوسط (مشأ). مشأ، كموقع الكتروني يهتم بالعلاقات و الاراء العامة و تنظيم النشاطات، يدار من قبل داود عبدالله، و هو مساعد السكرتير العام لمجلس مسلمي بريطانيا. طارق رمضان، النجل الاكبر لمؤسس حركة الاخوان المسلمين حسن البنا، يعمل كمستشار ل (مشأ).
خلال مدة قصيرة نسبياً، حازت (مشأ) على احترام جدير بالإعتبار، و البعض من مبادراتها في مجال السياسة الخارجية حازت على الإهتمام. كما قامت (مشأ)، بتنظيم سفرة لبعض الصحفيين في شهر مايس من عام 2010، إلى سوريا و لبنان، تم خلالها اجراء مقابلة مع قائد حماس خالد مشعل من قبل صحيفة الغارديان. كما ان (مشأ)، كانت مناصراً قوياً للجهود التي بذلت لجلب القادة الاسرائيليين المزعومين بإرتكاب جرائم حرب الى العدالة و هي المبادرة التي وترت العلاقات بين الحكومة البريطانية و اسرائيل عندما قامت الحكومة الاسرائيلية و المسوؤلين العسكريين فيها الى الغاء رحلاتهم الى بريطانيا لتجنب إلقاء القبض عليهم.
و هكذا، و على الرغم من تغيير تحالفاتها و الانتقادات المتقطعة لراديكاليتها، فإن المنظمات الاسلامية، إستفادت من صراعات الشرق الاوسط لتحسين وضعها و موقفها، حازت على الاعتراف بها كواجهة للاسلام و كذلك قوي نفوذها مع الحكومة و المؤسسات البريطانية.
حلف الناتو و التدخل في ليبيا:
على الرغم من مواقفهم المعارضة فيما يخص الصراع العربي –الإسرائيلي و التدخل الغربي في العراق و افغانستان، فإن إسلاميو اوروبا أعربوا عن مساندتهم لتدخل حلف الناتو في ليبيا في عام 2011. في الوقت الذي استفادت هذه المنظمات من معارضتها لإسرائيل و الحرب في العراق، فإن دعمها للتدخل الغربي في ليبيا قد أفادها أكثر. بدء التمرد ضد القذافي في شباط 2011. لقد تم إختيار هذا اليوم بشكل متعمد لتكريم المتظاهرين ضد الرسوم الكارتونية الدانماركية في بنغازي قبل خمس سنوات. و مع بدء موجة المظاهرات ضد القذافي، اصدر القرضاوي فتوى "تجبر اي جندي ليبي على إغتيال قائده كلما سنحت له الفرصة" و في الوقت ذاته، اعلن الاخوان المسلمون في بريطانيا عن دعمهم المفتوح لنظرائهم من المجموعات الاسلامية في ليبيا. لقد رحب عبدالمؤمن هريشا، عضو مجموعة الاخوان المسلمين الليبين في المنفى، بالضربات الجوية لحلف الناتو في ليبيا بإسم المجموعة.
تكاثرت و نمت الروابط بين الاسلاميين و المعارضة الليبية. الشيخ علي سالابي، احد المقربين للقرضاوي، أشرف على الدعم الاماراتي لمتمردي ليبيا و هو حالياً قائد الحركة الاسلامية الليبية. سالابي يدعوا إلى ان يستند الدستور الليبي القادم على مبادئ الشريعة الاسلامية بالاستفادة من النمط التركي و التونسي التدريجي لتطبيق الشريعة.
كما يمتلك قرضاوي علاقات و صلات مع الشيخ حمزة ابو فاس، وزير الشوؤن الدينية في ليبيا و الذي حضر اجتماعات اثنين من المنظمات التي يترأسها قرضاوي: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و المجلس الاوروبي للفتوى و البحوث.
في نوفمبر، عام 2011، دعا حمزة إلى إلغاء القانون الذي يعطي للزوجة الاولى حق الفيتو لمنع الزواج من ثانية، و الى تطبيق حد قطع يد السارقين و الى حصر التعاملات البنكية على البنوك الاسلامية فقط في ليبيا. لا تقتصر علاقات حمزة بالمجموعات الارهابية المرتبطة بمنظمة القاعدة و مجموعة القتال الاسلامية الليبية فقط، بل على الاقل بثلاث مجموعات ارهابية اخرى مرتبطة بالقاعدة من التي لعبت دوراً اساسياً ضد القذافي. احد زعماء هذه المجموعات، وهو القائد التاريخي لمجموعة القتال الليبية الاسلامية و يدعى عبدالحكيم بلحاج، برز كحاكم عسكري للعاصمة الليبية.
إدعت مجموعة من المصادر الليبية و المصرية، بأن الاخوان المسلمين المصريين و من ضمنهم المرشد العام الرئيس المصري السابق محمد مرسي، قد مارسوا دوراً مباشراً في الهجوم الارهابي على القنصلية الامريكية في بنغازي في الحادي عشر من ايلول، 2012. لحد الان لا توجد دلائل بخصوص تورط إخوان ليبيا، و لكن مما لا شك فيه، بأن روابطهم مع المنظمات الارهابية قد ساهمت في خلق الاجواء الملائمة لمثل هذا الهجوم.
لا يزال من المبكر لان نستنتج إنتصار الاسلاميين في ليبيا. و لكن، ليس هناك من شك في ان القادة الاسلاميين الاوروبيين قد تمكنوا من استغلال هذه الفسحة التي سنحت لهم، بذكاء و بتنسيق متقن، واضعين انفسهم في موقف يسمح لهم بلعب دور مسيطر في ليبيا ما بعد مرحلة الصراع و في الوقت نفسه تعزيز مواقفهم في المؤسسات البريطانية و الفرنسية.
الإستنتاجات:
الخبرة و التجرية الاوروبية مع المجتمعات الموازية و المناطق المقفلة تشير إلى أن أنماط التكيف و التوافق و التأقلم و المطالب الاخرى التي تمنح كإمتياز او حق حصري للاسلاميين، تؤدي الى احتمال بل و إمكانية إلحاق ضرر جسيم بالأمن الداخلي للدول الاوروبية و تعيق الى حدٍ كبير قدرة هذه الدول في المشاركة في عمليات حلف الناتو في الدول الاسلامية. وإذا ما إستمرت هذه الانماط، فإن المنظمات العسكرية الاوروبية، ستزداد شكوكها و تقل ثقتها في ولاء أعضائها الخادمين في صفوفها، و بالمقابل، فإن الحكومات ستتعرض الى المزيد من الضغوط لتوسيع البؤر الاسلامية و فرض الشريعة فيها بشكل اوسع.
وفي هذه الحالات، ستلجأ الحكومات الاوروبية إما الى تقليل مساهماتها في حملات و عمليات إدارة الازمات في الدول الاسلامية او تشارك فقط اذا قرر مسلموا اوروبا بأن مشاركة هذه الدول مقبولة لديهم.
الخطوة الاولى لحل هذه المشاكل هي الاعتراف بوجود هذه المشاكل اولاً. قبل عدة سنوات، توصل القادة في فرنسا و المانيا و بريطانيا، إلى ان سياسة التنوع الثقافي او الحضاري و التي فسحت الطريق امام بروز المجتمعات المسلمة المنعزلة على نفسها داخل اوروبا قد فشلت. و الان يتوجب على كل القادة الاوروبيين ان يعلنوا على الملأ، الاسباب و المبررات التي تفرض على كل المواطنين و المقيمين فيها الالتزام بالقوانين المدنية الاوروبية و ليس الشريعة الاسلامية. و من ثم عليها ان تعيد فرض سلطتها على المناطق المغلقة الولقعة ضمن اراضي هذه الدول. كما يتوجب على الدول الاوروبية ان تعلن بوضوح معارضتها للأهداف الاسلامية و من ضمنها هدف تأسيس الخلافة العالمية سواءً ذكرت بالإسم ام لا.
على الاوروبين، التوضيح للكل ان تطبيق الشريعة سوف تلغي قرون من التطور الغربي في مجال الحقوق الانسانية و المدنية وعلى الاوروبين تعزيز هذه الحقوق و تقويتها بشدة لكل القاطنين في هذه الدول. كما عليهم معالجة الموضوع الحساس المتعلق بسياسة الهجرة بدلاً من الشعور بالخجل او الحذر في مناقشتها.



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الاول)
- لاب توب يوم القيامة- داعش و أسلحة الدمار الشامل
- حزب العمال الكوردستاني، القوة الصاعدة في الشرق الاوسط
- تركيا و موقفها الملتبس من داعش، إلى متى؟
- دولة الخليفة إبراهيم البغدادي و العزيمة المتوحشة
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و إسرائيل (الجزء الثاني ...
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و اسرائيل (الجزء الاول)


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - التهديد الاسلامي للأمن الأوروبي (الجزء الثاني)