أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - تركيا و موقفها الملتبس من داعش، إلى متى؟














المزيد.....

تركيا و موقفها الملتبس من داعش، إلى متى؟


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4557 - 2014 / 8 / 28 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المجتمع الدولي على وشك بناء تحالف دولي واسع ضد توسع داعش، يشمل العديد من الدول إبتداءً من الولايات المتحدة الامريكية إلى إيران لسحق البرابرة المتوحشين وعديمي الرحمة و الذين لم يجلبوا معهم سوى الفوضى و الدمار إلى المنطقة. و كنتيجة لهذا التحالف، فإن تركيا تتعرض الى ضغط كبير لتحكيم عقلها وتحديد موقفها من داعش، هل ستنضم الى التحالف الدولي ضدها، أم تستمر على الوقوف جانباً و كأن ألأمر لا يعنيها و تترك للآخرين مهمة التصدي لداعش.
لحد الأن، تتخذ تركيا من رهائنها التسع و الاربعون لدى داعش كحجة و ذريعة تتحجج بها لتبرير موقفها الملتبس و المشكوك فيه من هذه المنظمة الارهابية. العديد من المراقبين في تركيا و خارج تركيا يعرفون حق المعرفة، ان مسوؤلية إعادة هؤلاء الرهائن بسلام الى أهاليهم، هي من صميم واجبات و مسوؤليات الدولة التركية. ومع ذلك، فإن الموقف الحالي للدولة التركية و الذي يتجنب إتخاذ أي موقف من داعش قد أصبح موضع تساؤل و ريبة.
من الاسباب التي تدعم المتشككين من الموقف التركي هي القناعة المتزايدة لدى الاتراك و غيرهم بأن السلطات التركية قد ساعدت الاسلاميين المتطرفين المنضوين تحت راية داعش و غيرها من المنظمات الاسلامية المتطرفة في محاربة النظام السوري. وعلى الرغم من ان هذه الروابط المزعومة بين تركيا و داعش قد أصبحت مادة دسمة للمهووسين بنظرية المؤامرة و الاسلاموفوبيا حول العالم، إلا ان هناك العديد من الاسئلة التي يجب على الحكومة التركية الجديدة في انقرة الاجابة عليها إن عاجلاً او آجلاً. من هذه الاسئلة، لماذا بوسع الجهاديين الإتخاذ من مدينة ريهانلي التركية كمركز للتسوق و التبضع طيلة الفترة الماضية؟، و لماذا يعالج جرحاهم في مستشفيات مدينة هاتاي التركية؟ لماذا كان بإمكناهم الحصول و جلب الاسلحة بكل سهولة الى كل من العراق و سوريا؟ كما تناقلت وكالات الانباء نقلاً عن مصدر من الجبهة التركمانية العراقية، ان اعضاء الجبهة ألقوا القبض على ثلاث من عنتصر داعش و بعد التحقيق تبين انهم من ضباط المخابرات التركية و يعملون لصالح داعش، و هل تركيا حقاً سمحت لجهادي داعش بالدخول و الخروج من تركيا بكل حرية، بل و حتى التدريب في معسكرات تركية اقيمت لهذا الغرض؟ و هل بامكان تركيا ان ترد على ما ورد في التقرير الامني الذي صدر من المجلس القومي الامني الروسي من ان تركيا فعلاً تأوي و تدرب و تسلح داعش؟ و ما هو تفسير تركيا لوجود 1500 تركي ضمن جيش داعش ويشكلون ما بين 5-10% من قواته؟ و هل تتخذ تركيا اجراءات حقيقية لمنع الالتحاق المتزايد للشباب الاتراك قي صفوف داعش؟ و هل فعلاً الاستخبارات التركية غافلة ام مستغفلة؟.
ألإختباء وراء حجة الرهائن الترك لدى داعش اصبحت قديمة و بالية و ضحك على الذقون لان البعض من المراقبين يعتبرها مسرحية من مسرحيات الاستخبارات التركية و أنهم في الحقيقة خبراء من مختلف الصنوف يساعدون داعش في حربها ضد الشعبين العراقي و السوري.
التحالف الجديد ضد داعش يريد التأكد من ان تركيا تقف فعلاً بقوة الى جانبه. الصمت لم يعد مقبولاً بعد الان، خصوصاً وان التقارير التجريمية المتسربة من الصحافة الامريكية و الالمانية و المستندة الى معلومات من الاجهزة الامنية في هذه الدول تؤكد، ان هذه الاجهزة بدأت تراقب تركيا و صلاتها بداعش عن قرب. وإستناداً الى علاقات تركيا القديمة مع داعش و موقفها الحالي منه، فإنه سيكون من غير المفيد لرئيس وزراء تركيا الجديد ان يتشبث بموقفه المرتبك و المتأرجح تجاه داعش.
قبل اسبوعين فقط، و في مؤتمر صحفي، لم يستطع احمد داود اوغلو ان يصف داعش بالمنظمة الارهابية، بل أخذ يلوم الحكومتين العراقية و السورية بأنها هي التي خلقت الارضية المناسبة لظهور و تمدد داعش. و الأدهى و الأمر من ذلك، لم ينتقد السلطان اردوغان الذي طالما تشدق بكونه نصير الغلابة و المساكين ربيبته داعش و لم ينبس ببنت شفة حول المجازر التي تعرض لها المسيحيون و الكورد الايزيديون و بل و حتى التركمان الشيعة على يد داعش. و كان كل همه طيلة حملته الانتخابية ان يضحك على ذقون العرب السذج و الفلسطينيين المساكين املاً في الحصول على أصوات الناخبين الترك المغرر بهم من خلال التهجم على إسرائيل.
و على العكس من اوغلو و اردوغان، بدا السيد محمد قورميز الذي يشغل منصب مدير الشوؤن الدينية في تركيا، اكثر شجاعةً عندما أعلن ان ما تقوم به داعش لا مكان له في الاسلام وواصفاً متطرفي داعش بالمجانين المهووسين.
من الواضح ان اوغلو و غيره من المطلعين في أنقرة باتوا يدركون ان لحظة الحقيقة قد إقتربت. عندما يصرح وزير الخارجية الامريكي بان داعش سوف تسحق و عندما يدعو قادة الجيش الامريكي البيت الابيض الى تمزيق داعش فإنه من المؤكد على الرئيس الامريكي ان يسمح بزيادة و تكثيف القصف على اهداف المنظمة الارهابية و ان على تركيا حينئذ ان تقوم بالدور المطلوب منها ضد داعش.
حالياً، تقوم امريكا بالضغط على قطر و تركيا لقطع مصادر تمويل داعش فقط، و لكن و بسبب قرب تركيا من مسرح المعارك و عضويتها في حلف الناتو، فإن المطالب الامريكية منها سوف تزداد و من المؤكد أنها ستشمل تقديم المساعدة العسكرية و تبادل المعلومات الاستخبارية.
و في الوقت نفسه،إن كانت تركيا تعتقد بانها ان ساعدت التحالف الدولي ضد داعش خلف الكواليس و بشكل سري، وإن هذا الأمر قد ينطلي على داعش، تكون قد وقعت في وهم كبير.
مثالياً، تركيا و بمساعدة الاخرين سوف تقوم اولاً بتحرير الرهائن و من ثم تلزم نفسها بمحاربة داعش. و لكن إذا فشلت تركيا في القيام بذلك، فإن الحكومة الجديدة في أنقرة ستجد نفسها مباشرةً امام اول معضلة عويصة و حقيقية تواجهها حال تسلمها الحكم.



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الخليفة إبراهيم البغدادي و العزيمة المتوحشة
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و إسرائيل (الجزء الثاني ...
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و اسرائيل (الجزء الاول)


المزيد.....




- شاهد.. كيف تبدو تايوان لحظة ورود تنبيه رئاسي تدريبي عن غزو ص ...
- مصر.. بيان لمرشح رئاسي سابق بعد ضجة قوله إن -اسم حزب الوفد ذ ...
- ما الذي يدور في ذهن طفلك عند بلوغه سن السادسة، وكيف يتغير دم ...
- للمرة الأولى: نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي في مس ...
- نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي: التطبيع مع السعودية ممكن من ...
- إردوغان يصف إسرائيل بـ-دولة إرهابية بلا قانون ولا انضباط ولا ...
- السويداء في زمن النار والثأر.. تجدد الاشتباكات الدامية والعش ...
- الولايات المتحدة تدرس إعادة النظر في العلاجات الهرمونية لانق ...
- مخيم اليرموك: ماذا بعد الأسد؟
- مجلس النواب الأمريكي يوافق على خطة ترامب لخفض تمويل المساعدا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - تركيا و موقفها الملتبس من داعش، إلى متى؟