أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - حزب العمال الكوردستاني، القوة الصاعدة في الشرق الاوسط















المزيد.....

حزب العمال الكوردستاني، القوة الصاعدة في الشرق الاوسط


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4558 - 2014 / 8 / 29 - 09:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يراقب العالم و بقلق متزايد، الصعود و التمدد الدراماتيكي و المثير للدولة الاسلامية (داعش) في كل من سوريا و العراق. مما لا شك فيه هو أن الجهاديين يشكلون اليوم التحدي و التهديد الاول للسلم العالمي و هو تطور خطير و موضع اهتمام دولي واسع. و مع هذا، فإن الخطر الجهادي، يجب أن لا يطغى على النهوض و الصعود الموازي و المترابط لقوة اخرى في المنطقة وهي قوة حزب العمال الكوردستاني.
تأسس حزب العمال الكوردستاني PKK)) في عام 1978 من قبل عبدالله أوجلان و رفاقه كمنظمة مسلحة، يسارية، و إنفصالية. و منذ ذلك الحين، تطور هذا الحزب الى حركة تتمتع اليوم بقوة سياسية و عسكرية ضخمة وقاعدة شعبية في معظم أرجاء كوردستان في الشرق الاوسط.
لقد تميز التمرد المسلح الذي قاده هذا الحزب في شمال كوردستان منذ سنة 1984، بسلسلة من الأنتصارات و الإنكسارات و بفترات من إرادة دماء شديدة. و هو الان يمر في حالة اللاحرب، كجزء من إلتزامه بعملية السلام و الاستقرار التي دعا اليها حزب العدالة و التنمية التركي في عام 2012 وافق عليها PKK)).
إن صعود هذا الحزب جاري على مسارين في آنٍ واحد على الرغم من ظهوره بأشكال مختلفة في كل مسار. المسار الاول في تركيا و الثاني في العراق و سوريا.
المعلم الرئيسي الذي ميز المسار التركي، تجسد في الانتخابات الرئاسية التركية التي جرت في العاشر من آب من هذا العام و التي حقق فيها صلاح الدين دمرتاش، مرشح حزب الشعب الديموقراطي (HDP)، المتفرع من PKK))، نجاحاً باهراً.
السيد دمرتاش، الرئيس المشارك لحزب الشعب الديموقراطي، جمع 9.8% من أصوات الشعب التركي، و هذا النسبة تمثل حوالي ضعف النسبة من الاصوات التي حصل عليها نفس الحزب 6.44% في الانتخابات المحلية التي جرت في الثلاثين من آذار من هذا العام، و هي نتيجة بإمكانها ان تغير من المعادلات و الحسابات الحالية في السياسات التركية.
أما في المسار السوري العراقي، فلقد برز PKK، بمظهر القوة الوحيدة التي بمقدورها مجابهة ووقف تمدد داعش و غيرها على مدى العامين الماضيين. في روزآفا (غرب كوردستان)، قاتل هذا الحزب داعش منذ صيف 2012. أما في العراق، فإنه ظهر حديثاً على مسرح الاحداث و خاصة في الفترة التي أعقبت إستيلاء داعش على مدينة الموصل العراقية و إندفاعه إلى مناطق اُخرى في اقليم كوردستان العراق. و بعد إنسحاب قوات البيشمركة من بعض مناطق الاقليم و خاصة شنكال، قامت قوات PKK، بمقاومة تقدم قوات داعش و إيقاف تقدمها.
إن ألأداء العسكري الجيد الذي قام به الحزب في كل من العراق و سوريا، جعل منه القوة التي يجب ان يحسب لها حساب في الشرق الاوسط، في نفس الوقت الذي كان فيه النجاح السياسي للسيد دمرتاش في تركيا، يمهد و يعبد الطريق لحزب (HDP)، للنمو و الانتشار على مستوى الدولة التركية. و من هنا يتبين، ان فهم احد المسارين، يؤدي الى فهم أفضل للمسار الآخر.
يعتبر (HDP)، التركة او الإرث و لكن ليس الوريث لحزب السلام و الديموقراطية (BDP)، الذي لا يزال موجوداً قانونياً. حزب (BDP)، هو حزب كردي محلي، بينما ال (HDP)، يدعي بأنه حزب كل تركيا. و لقد نجح دمرتاش في هذا الادعاء في حملته الانتخابية التي استندت على رؤيته في تحويل تركيا الى دولة متعددة، شاملة، ليبرالية و عادلة. لقد خاض الانتخابات كمرشح القومية الكوردية، و لكن ما كان يطلبه للكورد من حقوق، كانت نفسها التي يطلبها لكل شخص في تركيا الموحدة، رابطاً بذلك حل المسألة الكوردية في تركيا بحل أزمة الديموقراطية في تركيا. و هو بعمله هذا، تمكن من تأسيس جبهة يسارية موحدة و بواسطتها إنفتح حزب (HDP)، على الناخبين خارج الدائرة الانتخابية الكوردية التقليدية. و بذلك تمكن دميرتاش من إضافة مليون صوت إضافي الى اصوات حزبه البالغة 2.8 مليون صوت والتي حازها حزبه في الانتخابات البلدية، و هذا يشير الى ان (HDP)، قد تمكن فعلاً من بناء الاواصر و الصلات مع اليساريين من القومية التركية.
أصوات دمرتاش رفعت (HDP)، الى نقطة قريبة جداً من نسبة العشرة بالمئة، و هي الحد الادنى التي تحتاجها الاحزاب لتحصل بموجبها على مقاعد برلمانية في الانتخابات العامة. مما لا شك فيه، أن الدعم الذي حصل عليه، شارك فيه جزئياً قسم من العليويين و المنتمين لليسار التركي من الذين خاب ظنهم في حزب الشعب الجمهوري الذي إصطف مع حزب الحركة القومية العنصري و قدموا مرشحاً مشتركاً، و هو المحافظ أكمل الدين إحسان اوغلو.

كانت الاحزاب الكوردية في تركيا، تقليدياً تجمع ما بين 5-6% من اصوات الناخبين، و هذه النسبة لا تمكنهم من الحصول على مقاعد في البرلمان. ولتجاوز عتبة العشرة بالمئة من الاصوات، كان عليهم الدخول في الانتخابات العامة بمرشحين مستقلين، و الذين في حالة فوزهم و الوصول الى البرلمان، سيتحدون ثانيةً تحت راية الحزب. و لكن الان، و للمرة الاولى، تمكن ممثلوا حزب (HDP)، من زيادة إحتمالية دخولهم إنتخابات عام 2015 كحزب و ليس كمرشحين مستقلين.
إذا دخل (HDP) الانتخابات كحزب و نجح في تخطي عتبة العشرة بالمئة، فإن التوازن السياسي في تركيا سيتغير بالضد من مصلحة حزب العدالة و التنمية الاردوغاني. و حينذٍ سيتمكن ال(HDP)، من الفوز بعشرين مقعد اضافي على الاقل من اصوات ناخبي شمال كوردستان. هذه المقاعد و بسبب اللف و الدوران في العملية الانتخابية كانت تنتهي في ايدي حزب اردوغان، و هو الحزب الوحيد الذي ينافس حزب (HDP)، في شمال كوردستان.
إذا حصل حزب اردوغان على عشرين مقعد أقل من مقاعده في الانتخابات القادمة، فإن هذه النتيجة سوف تجرد حزبه من الاغلبية البرلمانية التي يحتاجها بشدة لتغيير الدستور و نظام الحكم الى نظام رئاسي عن طريق الاستفتاء.
لتحقيق كل هذه الأماني، يحتاج (HDP)، إلى بذل جهود اكبر و خطوات اوسع لكي يصبح حزباً رئيسياً وذو جاذبية على مستوى الوطن التركي بأكمله. وهذا يعتمد على شروط عدة:
الاول: يحتاج (HDP) الى مزيد من الوقت، و هذا يعني إجراء الانتخابات في موعدها، في حزيران 2015، و عدم تأجيلها.
ثانياً: يجب ان تستمر حالة السلم و الاستقرار الحالية في تركيا.
ثالثاً: يجب ان يواظب و يستمر و يعزز الحزب في نهجه و خطه السياسي الحالي المعارض للحكومة. و أخيراً، على القاعدة الحزبية ل(HDP)، ان تحاول جاهدةً استيعاب و تبني ثقافة سياسية جديدة و شاملة تضع المطالب الكوردية كجزء من المطالب العامة للشعب التركي في تحويل تركيا الى ديموقراطية حقيقية.

القوة الوحيدة التي تتحدى داعش:
لقد ساعدت سياسات حكومة حزب العدالة و التنمية التركي الخاصة بعملية السلام و الاستقرار مع الكورد، على تزايد نفوذ الحركة الكوردية في تركيا و المنطقة. أما في سوريا، فكان الحافز الذي قوى من نفوذ الحركة الكوردية، هو عداء انقرة المكشوف لحملة الحكم الذاتي التي انطلقت في صيف 2012 بواسطة حزب الاتحاد الديموقراطي (PYD)، وهو الفرع السوري لحزب PKK.
لقد أكد حزب (PYD)، مراراً و منذ أمدٍ طويل بأن جبهة النصرة و داعش اللتين بدأتا الهجوم على الكورد السوريين في صيف 2012، تلقتا الدعم من انقرة التي سمحت لهذه المنظمات الارهابية بإستخدام الاراضي التركية لتنفيذ هجماتها.
هذه المزاعم موثوقة تماماً. لأنه من الصعب التصور كيف ان داعش تمكنت من فرض ضغط عسكري كبير على وحدات حماية الشعب (الجناح العسكري)ل حزب (PYD)، في المناطق المجاورة لتركيا مثل رأس العين و عفرين دون ان تستخدم الاراضي التركية. و مع هذا، استطاع (PYD)، الدفاع عن هذه المناطق الثلاث و يقاوم داعش لأكثر من عامين. و لهذا، و قبل احتلال داعش لمدينة الموصل العراقية بفترة طويلة، إستحق حزب PKK، ان يعترف به كالقوة القتالية الوحيدة في الشرق الاوسط التي تحدت وقاومت داعش في نضالها في غرب كوردستان.
لقد أبهرت القوات الكوردية العالم، ليس فقط من خلال تصميمها و عزمها ضد داعش، و لكن من خلال نسائها المقاتلات اللواتي إستبسلن في محاربة العقول البربرية التي تسترق و تبيع النساء كجواري و محظيات. و بالعكس من داعش، يمتاز حزب (PYD)، بمنظومة عقلية عصرية تعترف بالمساواة بين الرجال و النساء، الامر الذي ساهم الى حد كبير في حيازته لسمعة عالمية.
في العراق، من جانب آخر، وضع PKK، خلافاته مع الحزب الديموقراطي الكورستاني جانباً بهدف تشكيل تحالف عسكري قومي ضد خطر داعش على جنوب كوردستان.
الرأي العام الغربي، يناقش حالياً إمكانية رفع PKK من قائمة المنظمات الارهابية، و هذا بحد ذاته مؤشر واضح على مدى النضال الكبير الذي قام به الحزب ضد داعش و أخواتها من المنظمات الارهابية.


29/8/2014



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا و موقفها الملتبس من داعش، إلى متى؟
- دولة الخليفة إبراهيم البغدادي و العزيمة المتوحشة
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و إسرائيل (الجزء الثاني ...
- الروابط التاريخية المدهشة بين الكورد و اسرائيل (الجزء الاول)


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - حزب العمال الكوردستاني، القوة الصاعدة في الشرق الاوسط