على حسب وداد قلبي

محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رحمة الله عليك يا عبد الحليم !! هل كان لوالدك حسبة في الهوى كحسبة أغانيك ؟مشغول هو في همه وله حسبة أخرى في حياة الريف المصري تتجلى في السعي وراء رغيف خبز يابس لا يسمن كرشا مثل كروش التجار ، وتماما كباقي المصريين الكادحين حتى النخاع وما يزالوا يحسبون حسبتهم الخاصة أملاً بثمار الثورة الجديدة العظيمة ..
وفي كل يوم تظهر حقائق وتبدو أجزاء من الصورة لحياة قد تشوهت في مصر، سرقات وظلم وقتل ونفي وتشريد وفساد في كل المجالات ، كقنبلة نووية دمرت كل شيء في مصر غطت وحجبت الشمس وأغلقت سماء الأمل بغبار كوني سام، تلك الحسبة الحقيقية الطويلة في الاصلاح كطول نهر النيل المهدد من مصادر نبعه نتيجة مشاريع السدود المقامة في كينيا ودول المصب الافريقية.
على حسب وداد قلبي يا بوي !، وداد قلبك!! .. محبوبتك ومعشوقتك لم تسلم أيضا من الفساد ، فوداد الأمس الريفية لم تعد تحلم بالحب ولم تعد تطعمها الاغاني الجميلة - والتي ستبقى جميلة رغم كل شيء - ، وداد اليوم تحلم بحسبة جديدة تراها في عين حسني مبارك المدد على سرير المكر في محكمة الاستفهام ويده على خده باصبع يحفر خده حسرة على ما جرى و مافات ، ويخفي بإصبعه الملوث -بالدم المصري- عينه المترقبة لما هو آت،ويكشف عن تساؤله في نفسه مرات ومرات ، ماذا حدث !! لمِ أخفقت وكيف أصبحت هنا ؟ ماذا نسيت ان أفعل ؟ أين كان الخطأ ؟ وهكذا يحسب ويحسب... على حسب وداد قلبي يا بوي.. رح أقول للزين سلامات !! .
وكأنك تعلم يا عبد الحليم حين قلت للزين سلامات بأن زين اليوم قد تحول لشركة عالمية للإتصالات !! ، يربح صاحبك من خلفها آلاف الدولارات !! ، على حسب وداد قلبي يابوي !! فهل في حسبتك أن وداد سقطت وأخوتها شهيدة حب مصر في الساحات ؟ ويبقى قلبك يا عبد الحليم صافي وملهما كاغانيك ويبقى والدك فلاحا نزيها همه أهله ووطنه وأرضه ، رجلا مصريا كالشعب المصري الثائر ، رجلا طاهرا وبريئا كماء النيل يجري ويعطي دوما بلا مقابل ، متسامح ولايحفظ في قلبه شوائب أو حسابات لجماعة الإخوان أو الأخوات !

#محمد_ابداح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل