أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الإخوان وخلخلة النظم الاقليمية لصالح امريكا















المزيد.....


الإخوان وخلخلة النظم الاقليمية لصالح امريكا


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4559 - 2014 / 8 / 30 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كان غزو صدام حسين للكويت هو البداية لمخطط الفوضى الخلاقة ؟ أي: هل خلخلة النظام الإقليمي هي التي أدت إلى تفريغ الهواء، فجذبت كمغناطيس قوى أجنبية إلى المنطقة، فزادت حالة الخلخلة ومعها الزوابع..... أي إن ما حدث في 2011 تعود جذوره إلى 1990 من القرن الماضي؟...أم أن الحرب على العراق وما تبعها من أحداث الربيع كلها، أمور مرتبة ضمن استراتيجية الحرب الأمريكية على الإرهاب في مراحلها الثلاث : مكافحة المنظمات الإرهابية، وتجفيف الينابيع أو البيئة المتجهة للتطرف، ثم ثالثا تفكيك الدول الراعية للإرهاب؟..... أي أن ما نراه حولنا نتيجة لمخطط مرسوم بدقة في إطار مفهوم الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنه كونداليزا رايس؟...طبعا كل هذه الأسئلة التي تركز على التدخل الخارجي، وعلى منظور بنيوي في التحليل تنزع عن أهالي المنطقة فكرة أن الرغبة في التغيير أتت من داخلهم، وأن زوابع الربيع والثورات هبت في رؤوس العرب أولا؛ شبابهم وشيوخهم، وأن دور الخارج في إذكاء حدة الزوابع كان محدودا، وأن الدور الأصيل هو دور أهل المنطقة أنفسهم....هل زوابع الربيع أتت نتيجة لمكائد الأنظمة العربية ضد بعضها البعض؟ مكائد بدأت محدودة، ويمكن السيطرة عليها، أو تصوروا ذلك ثم انفلت العقال؟ أي: هل نقل القيادة المركزية الأميركية من فلوريدا إلى قطر، وبناء قاعدتي «العديد» و«السيلية» مصحوبتين بالمؤثرات الصوتية المتمثلة في الجزيرة والمكائد ضد السعودية ومصر، التي أدت إلى هذه الفوضى كما توحي المكالمة الشهيرة مع القذافي المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي؟....

هل حكمتنا لمدة سنتين عصابة من الاشرار الملاعين الكارهين لمصر والمصريين فأخذوا مصر الي ما وصلت اليه من انحدار وتفكك ؟!.....أم انهم كانوا مجموعة من الهواة ذوى القدرات المحدودة والفكر المغلق الذى جعلهم لا ينتبهون الي انهم يحكمون (مصر) بكل امكانياتها (غير المحدودة) فتعاملوا معها كما لو كانوا يديرون عزبة نائية مهجورة تفتقد الي رعاية اصحابها ....فانحيازالإخوان للسلفيين ولمجرمي حماس و محاولات فرضهم علي الاقتصاد والسياسة والمجتمع المصرى .....بما في ذلك التضحية بسيناء والاستهتار بدم جنود مصر المهدر علي ارضها .....يجعلنا نستنتج انه قد احتلت ارضنا وإرادتنا عصابة من اللصوص وان شيوخ المنسر يستسهلون التضحية بنا وبثروتنا واحلامنا وشبابنا من اجل تغذية مغارة (علي بابا) بكنوز احلام المصريين المنهوبة....
انهم كابوس عشنا في ظله لسنتين و استسلامنا للاليات التي فرضها علينا سدنته من اصحاب اللحي القصيرة والطويلة والبلطجية حاملي الكلاشينكوف والمتدسرين بالاحزمة الناسفة والمتوعدين للكافرين علي مدار الساعة بعظائم الامور....لا شك أن عدم وضوح الرؤية لدىالكثير من الشعب المصرى بعد طول قهر دام لثلاثة عقود جعل من السهل أن يسلم المصريون امرهم لجماعة من خريجي السجون و القتلة و ارباب الارهاب ضعاف الفكر و الاحاسيس المرضي المستحقون لعلاج طويل من سلفيين واخوان مسلمين، وهؤلاء بعد أن وجدوا رغبة امريكية في دعم منظمات الاسلام السياسي في المنطقة تصرفوا بحمق من يحوز علي رضاء السيد فلا يهتم بالزميل أوالرفيق أو المرءوس .....فتوالت الاخطاء والانحرافات وسيطر علي قرارتهم فكر بدائي غير مدروس....لينهاروا ومعهم شعوب المنطقة التي ظلمت انفسها بتصورها ان الاسلام هو الحل ....

لقد قامت قيادات جماعة الإخوان ومعها الحركات الاسلامية ومن خلفها قواعدها بنفي( مصر) كوطن مستقل و رؤيته كنجمة من نجوم علم( الخلافة الاسلامية) و هو ما عبر عنه بوضوح احد قادة الاخوان بقوله ((طظ في مصر )) في حين أنه يقابلها علي ارض
الواقع مقولة سعد زغلول الصحيحة بان ((صفر +صفر +صفر =صفر)) فكل الاقطارالاسلامية متخلفة ضعيفة لا تنتج طعامها او سلاحها و تعيش عالة علي البشرية فتجمعها المنشود يعني مراكمة التخلف .. وهو نفس الخطأ الذى ارتكبه القوميون (العرب) وأدى الي سيادة اسرائيل وخضوعنا للنفوذ الامريكي ولم يتعظ منه الاسلاميون( العرب) وظلوا معتمدين علي افكار جاهزة راكدة بثها بينهم الارهابي سيد قطب.... الى جانب أن قدراتهم كانت محدودة وخططهم كانت حماسية وغير قادرة علي فهم معادلات العصر .... لذلك استبدلوهما بالارهاب و تشجيع الارهابيون واخراجهم من السجون ،عقارب تسعي بيننا بافكار مدمرة رجعية وتهديدات نباحية كلابية لا معني لها وعمليات غدر خسيسة جعلت سيناء بؤرة تصدير لكل ما هو ممنوع من مخدرات الي سلاح الي اموال سوداء تستخدم في شراء سلاسل من العبيد تتحرك طبقا لخطة ورؤية الممول ...... على صعيد أخر كانت حكومة الإخوان غير قادرة علي وقف التدهور المتجه نحو سيادة الفكر الوهابي و مواطنون يرتعدون خوفا من اصحاب الاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة... فى ظل هذا كله كان هناك سيادة فكر التجار محدودى القدرات و تجميع الاموال باسرع الطرق(المشروعة وغير المشروعة) و اهمال مصادر الانتاج الاخرى بما في ذلك السياحة والابداع و الفن والزراعة والصناعة واستثمارات المستقبل في
التعليم والصحة والمرافق .... لذلك أصبح بيت المال غنيمة لمن إحتلوا مصر يستخدم الفيءالمستولي عليه من الموالي و يوزعه علي الاهل والعشيرة !!...وعلي المصرى دافع الضرائب أو الجزية كما يسمونها الا يقارن بين ما تحصل علية الست ام ايمن وما تنتجه لقاء اجرها المبالغ فيه فهي نوارة عصابة على بابا الاخوانية ....

تصور الإخوان و قادة التيارات الاسلامية أن الذى امر بجلوسهم علي كرسى الحكم فى مصر هو الرئيس الامريكى أوباما و ليس الشعب خصوصا الفقراء والمعدمين الذين سيقوا الي الصناديق بالخداع ليقولوا كلمة تم ليهاوتزويرها ...فأصبحت قبلتهم هي واشنطن التي مادامت راضية عنهم فهم علي كراسيهم مثبتون ..... ولم يلقوا بالا لهذه الملايين التي تعاني من ندرة الوقود وانقطاع الكهرباء وزيادة الاسعار و سوء الخدمات والبلطجة والفوضي التي تحكم الشارع فالشعب قد اعتاد علي الضيم والخوف من السلطة والطاعه واصبح منوما مسيطرا علية بواسطة اكاذيب الدعاة من أمثال وجدى غنيم ومحمد حسان والحوينى ويعقوب وغيرهم من دهاقنة الضلال من المؤلفة جيوبهم من الدعاة .... ومع تصور فكرة الغزو والاستعمار والانتصار علي شعب مصر وفلوله
اصبح تسكين اعضاء العصابة والمتعاطفين معهم و المنافقين لهم والمستفيدين من تواجدهم ، في المراكز الاساسية الادارية والفنية امورا تتم بعشوائية !!... لقد زاد من تأزم الاداء خصوصا عندما غطت مظلتهم ادوات الاعلام والصحافة القومية ،او القضاء والنيابة وعزل (النائب العام ) وفرض اخر مطيع ومنفذ لارادة شيخ المنسر .... لكن القشة التى كسرت ظهر البعير كانت الشرطة و الجيش تلك المؤسسات التي خططت العصابة بسذاجة لاحتلالها وتطويعها لتنفيذ مهامهم سيئة القصد التي تتصل باستكمال ثورة اسلامية متخيلة....هذا الى جانب ضعف القدرات الادارية والسياسية والاقتصادية لجماعة الإخوان جعل خطهم الاقتصادى يدور حول اقتصاد التسول او الاستدانة وهو امر مخجل حتي أن مرسيهم كان يبدو في صورة (الشحات ) التي لا تناسب مكانة بلاده ...
لقد ارادوا صبغ المجتمع بكاملة في فترة قصيرة نسبيا بصبغة اسلامية تتوافق مع رؤيتهم للدين ذات الجانب الوحيد السلفي والمتصل بالمظهر واداء الطقوس ....

الإخوان عندما احتلوا كراسي الحكم لم يتوافقوا مع الواقع القائم .. بل حاولوا قسره وإعادة صياغته و صباغته بفكرهم المريض البدائي فاكتسبوا معارضة الجميع .... لانهم نظام شوفوني اثني فاسد شديد التخلف و التوجهات ....يقرأه المشايخ والدعاة والمستفيدين
الذين يشيعون الفوضي فى مصر ويصدعون سكانها بخطابات تحمل تهديدات بان لديهم السلاح جاهز و أن المجاهدون قادرون علي تحقيق الثورة و نصرة الاسلام والمسلمين المعتدى عليهم بواسطة انقلاب عسكرى قام به الكافرون !!.. واستخدموا ميليشياتهم عن طريق مهندس الميليشيات الإخوانية خيرت الشاطر الذى كان وحتى تولي محمد مرسي السلطة يظن أنه قادر على إحداث الفارق في المعادلة المصرية عن طريق ميليشياته لكن الأحداث التالية على تولي محمد مرسي وما أعقب الإعلان الدستوري أظهرت أن هناك خللا هيكليا واضحا في بنية تلك الميليشيات..... فالميليشيات الإخوانية بنيت وفق نظام صارم لكنه أنتج ميليشيات يمكنها أن تتحرك على الأرض ضمن تنظيم محكم لممارسة عمل محدد في منطقة محددة وفي مواجهة قوة شرطة أو بعض المتجمهرين من المدنيين لكن الأحداث أثبتت أن الوضع قد تغير كثيرا.... مما لاشك فيه أن الميليشيات الإخوانية قادرة على فعل الكثير طالما كان من في المواجهة هو الشعب المسالم وهذا بطبيعة الحال تغير كثيرا ودون الخوض في تفاصيل كثيرة فإن العنف لم يعد حكرا على أحد وهنا فقدت ميليشيات الإخوان جزءا كبيرا من تميزها .... أما عن إعدادها لمواجهة قوة شرطة على سبيل المثال فلم يعد مطروحا على الإطلاق فقد أدرك مهندس الميليشيات الإخوانية أن المواجهة ستكون مع طرفين لا ثالث لهما: الشعب والجيش !!...

وهنا ظهر متغير جذري طرأ على المعادلة فحتى فرضية قيام ميليشيات الإخوان بالتحرك ضمن منطقة محددة أصبحت من الماضي فيوما بعد يوم أدرك الشاطر أن المواجهة لو بدأت ستشمل كامل مصر من أقصاها إلى أقصاها كما أن هناك متغير يدركه هو أكثر من غيره وهو تقييد حرية إستعمال السلاح !!...فهم يملكون السلاح لكن المعادلة على الأرض تجري وفقا لما يشبه الإتفاق ، يستخدم الإخوان الحجارة فيستخدم المتظاهرين الحجارة،يطور الإخوان من موقفهم ويستخدمون الخرطوش فيطور المتظاهرون من أنفسهم في المرة التالية ويستخدمون الخرطوش ،وأدرك الشاطر أن خروج (سلاح متعدد الطلقات) يمكنه أن يحدث نصرا محققا في أي مواجهة !!..لكن الثمن المنتظر هو مواجهة نفس نوع السلاح بعدها بساعات إن لم يكن دقائق ولن تكون هناك شرطية في أن تتم المواجهة في نفس مكان المواجهة الأصلية لكن يمكن أن يتم إستخدام سلاح متعدد الطلقات أمام الإتحادية فيأتي الرد بنفس نوع السلاح في الإسكندرية أو بورسعيد أو المنصورة....ميليشيات الإخوان كيان منظم يمكن الإستدلال عليه بشكل أو بآخر كما أن أسلوب الحشد والنداء الخاص بها ليس مبتكرا ولا غير قابل للإختراق حيث يتم إستدعاء أعضاء الميليشيات عبر (القائد المحلي) وهو نظام إستدعاء ورثه الإخوان عن النظام الخاص الذي أسسه فعليا حسن البنا لكن مع ترامي المسافات وإغراءات وسائل الإتصال أدخل على نظام الإستدعاء شكل آخر من أشكال الإستدعاء تمثل في (المدونات مغلقة العضوية).... وهي مدونات مجانية مغلقة العضوية بمعنى أن لا أحد من خارج المشتركين ضمنها قادر على مشاهدتها وقد لجأت الميليشيات الإخوانية لذلك بعد أن فشلت تحركات كثيرة تم الإعلان عنها بسذاجة عبرتويتر والفيسبوك لكن في النهاية كان إختراق عدد من تلك المدونات مغلقة العضوية والتى فضل الإخوان بناءها على إستضافة جوجل المجانية نهاية لذلك الشكل من أشكال الإستدعاء...

لكن الغريب أن قيادات تنفيذية داخل الميليشيات أخبرت الشاطر أن هناك شكلا من أشكال التعاون بين كل ما يمثله (جوجل ) وبين جهاز الأمن المصري منذ عهد مبارك وخاصة خلال سنواته الأخيرة وبالتالي فإن الشاطر أرجع الأمر إلى أن جهاز الأمن المصري وتحديدا الشرطة المصرية هي من قامت بالإختراق والتسريب فجرى توجيه اللوم لوزير الداخلية شخصيا لكنه ومثله في ذلك مثل الشاطر كان يديرمنظومة كاملة لكنه لم يكن يفهم جيدا في آليات تلك المنظومة... فوزيرالداخلية المصري لمن يعرفه بعيد كل البعد عن أي إستخدام للتكنولوجيا الحديثة لذلك فإنه تقبل الكثير من العبارات التى خرجت من الشاطر دون أن يملك الرد عليها لأنه لم يكن يفهم تحديدا عن أي شئ يتحدث الشاطر لكن في النهاية لم يقدم حلا وحتى تحقيقا بشأن ما أخبره به الشاطر إنتهي إلى أن
عملية الإختراق ليس المسؤول عنها جهاز الأمن الوطني وريث أمن الدولة... لكن الشاطر لم يكن يثق كثيرا في أي شئ فهو يرى كما صرح لكثير ممن حوله أنهم (يقصد الإخوان) قد سيطروا على الرأس لكن الرأس لا يفهم كثيرا كيف يتعامل مع صغار الضباط خاصة في الأماكن الشرطية التى تكتظ بضباط شرطة متخصصين (وهو هنا يتحدث عن فئة من ضباط الشرطة قليلة العدد لكنهم قادمين من كليات مدنية في الأساس يلتحقون بالشرطة لندرة تخصصاتهم أو لحاجة الشرطة لهم كفئة الأطباء والمهندسين ) وفي النهاية تم إستبعاد فكرة المدونات المغلقة العضوية تماما لصالح ما يراه الشاطر أقرب للسيطرة وأبعد عن الإختراق وهونظام الرسائل النصية عبر الموبايل !!....

وكانت وجهة النظر التى دفعت لهذا أن نظام الإتصالات عبر الموبايل قد إعتاد جهاز الداخلية وغيره التعامل معه وبالتالي فلن يكون هناك تسريب لأي شئ إلا من داخل تلك الأجهزة وبالتالي فإنه لن يواجه من يقول له أن بعض الشباب عبر الإنترنت قد قاموا بإختراق حساباتكم ،سيكون لديه القدرة علي منع أجهزة أمنية من مراقبة رسائل الإس إم إس …وقد إطمأن الشاطر لذلك لكن بقيت خطوة أخيرة في ذلك الأمر !!...الشاطر لم يكن يثق كثيرا في أي شئ له علاقة بنجيب ساويرس ...وحتى بعد قيام نجيب ساويرس ببيع أسهمه في شركة الإتصالات التى إرتبطت بإسمه فإن مخاوف من وجود عناصر تابعة أو متعاطفة معه جعلت الشاطر يخشي تماما من تسرب أي شئ عبر عملية تجسس داخل نطاق شركة موبينيل ثم تفاقمت هواجس الشاطر لتشمل شركة (إتصالات ) الإماراتية ليصدر توجيها جرى تعميمه لسخرية القدر عبر (القائد المحلي) وهو نظام التبليغ العتيق الذي ورثه الشاطر عن النظام الخاص على عناصر الميليشيات الإخوانية بإستبدال خطوط هواتفهم المحمولة بخطوط تابعة لشركة فودافون دون غيرها وهو ما كلف الجماعة شراء 7000 خط خلال ثماني وأربعين ساعة فقط كان منها 3400 خط تخص عناصر الميليشيات الإخوانية التى تعمل على الأرض اما الباقي فكان يخص فرق الدعم وهي القطاعات التى تختص بعمليات النقل وتوفير الطعام وغيرها...في النهاية تم تعميم التوجيه على قطاعات واسعة من الإخوان بصفة عامة لتصبح شركة فودافون هي الشركة المعتمدة والأكثر موثوقية لدي الإخوان...والغريب أن الشاطر المهووس بتقنيات الإتصالات والتجسس تقف حدود إهتماماته عند تكليف خاصته ببحث الأمر لكن عند إتخاذ القرار فإن الشاطر يتدخل تماما ليحدد من أي مكان يشترى أجهزته وما إلى ذلك وهو ما حدث قبل ذلك في عملية تجهيز الجماعة فنيا للقيام بالتنصت على أجهزة حساسة في الدولة وقت حكم المجلس العسكري وبعد ذلك....

إلى هنا كان الشاطر قد وضع جديدا فيما يخص نظام إستدعاء الميليشيات لكن بقى ما هو مقلق بشدة للشاطر فميليشيات الإخوان (غير المتفرغة) إنكسرت أمام المتظاهرين المدنيين في وقائع عدة بعد ذلك وإضطرت الشرطة التابعة إلى التدخل بنفسها لحماية أراض إكتسبتها الميليشيات الإخوانية أو لرد هجوم فشلوا في التصدي له وحتى من شارك من تلك الميليشيات ضمن صفوف الأمن المركزي أظهر حالة مزرية من عدم الإنضباط والإخلال بقواعد الإشتباك كانت كافية على سبيل المثال ليحدد نشطاء وليس رجال أمن محترفين في مدينة مثل المنصورة أن تلك المدرعة الشرطة يقودها إخوان أو أن من يقفون مرتدين ملابس الشرطة عند ذلك المكان تابعين للإخوان خاصة أن كثير من هؤلاء تورط في الدخول إلى شوارع جانبية ضيقة أثناء المواجهات وهو ما كان ينم عن جهل بطبيعة الأرض بحكم إستقدام تلك العناصر من أماكن من خارج محافظات المواجهةعند هذا الحد قرر الشاطر أن عليه إتخاذ عدة قرارات كلها صعبة لكنها إضطرارية ...كان عليه أن يقنع بأن حالة الرفض الشعبي الممتدة جغرافيا لن تتيح لميليشياته أن تمارس شيئا حقيقيا علي الأرض وكان عليه وفقا لذلك أن يحصرنطاق عملها في مهام محددة !!..تم تحديد مهام تلك الميليشيات في حماية شخصيات معينة ومباني معينة مع توجه لتدريب أفضل عناصرها لتكون آخر من يقاوم بالسلاح لحظة سقوط النظام
سواء لتوفير ممرات آمنة بالتعبير العسكري لهرب قيادات أو أفراد من الجماعة إلى الخارج أو ممارسة محاولات أخيرة لإنقاذ مقرات حكم وفقا لتطورالموقف !!...ولأن الشاطر كان يدرك أن الإمتداد الجغرافي للرفض الشعبي لن يجعله قادرا على فعل شئ فقد إتبع خطة أقرب للخطة الإعلامية أو الدعائية لتخويف الشعب من الميليشيات فأصبح من المألوف في تظاهرات ومواجهات الإخوان أن يظهر بعضهم بشكل مختلف يسيرون كجماعات صغيرة وكانت تلك الجماعات تمارس إستهدافا مكشوفا عمدا لنشطاء...

وكانت وفق ما لديها من أوامر لا تمانع في أن تلتقط لها الفيديوهات في محاولة من الشاطر للتأثير على المصريين بأن عدد الميليشيات الإخوانية بالألوف خاصة بعد أن ظهر له إحصائيا أن قدرات الجماعة على الحشد للعناصر المنظمة وليس العناصر التى يملئون به الساحات قد تقلصت كثيرا بعد المواجهات المستمرة مع كل ما ينتمي للإخوان...أما القرار الأهم الذي كان عليه إتخاذه فهو إعادة هيكلة تلك الميليشيات ولسخرية القدر فقد تحدث الإخوان كثيرا عن إعادة هيكلة الشرطة وإنتهى الأمر بإعادة هيكلة الميليشيات...
بعد أن أوضحت ما هى ميليشيات الإخوان !!! بقى أن تعرف عزيزى القارىء انهم خدعوك عندما قالوا أن الأخوان شاركوا في الثورة .... حيث تجد بعض لجان الأخوان المتخفية و الذين يمارسون هوايتهم المعروفة و هي انكار انهم اخوان ....من خلال انتقاد الأخوان و بعض تصرفاتهم ، الا انه في وسط هذا الانتقاد يقوم بذكر ان الثورة لم تنجح الا بدون الأخوان و انه مشاركتهم فيها هي سر نجاحها ... هذا الكلام عار تماما من الصحة و الحقيقة التي ذكرها كثير من الذين انشقوا عن الأخوان مثل الخرباوي ومدير موقع اخوان اونلاين السابق ، أن الأخوان كانوا و مازالوا من المتعاونين مع النظام السابق ، و حينما طلبت منهم القوي الثورية مشاركتهم في تظاهرات يوم 25 يناير 2011 رفضت الأخوان بشدة المشاركة في المظاهرات ودعت شبابها لعدم الاشتراك فيها ، و خلال ال 15 الاولي من عمر الثورة كان كل من في الميدان من الأخوان لا يتعدي ال 100 شخص و كانوا يشاركون في التأمين شانهم شان اي شخص .....

و تتابعت الأحداث و في حين رفضت القوي الثورية الحوارمع مبارك او نظامه وعدم قبوله ، سارع الأخوان كأي كلب سلطة ينتهز فرصة القفز عليها بالأجتماع مع عمر سليمان بعد تعيينه نائباً و في هذه الاثناء صدرت اوامر سرية لشباب الاخوان القلائل المتواجدين بالميدان بالرحيل ، و للاسف اطاع بعضهم و رحل ، و بقي البعض ، و قامت القوي الثورية في ذلك الوقت بتكليف اشخاص للحلول محل من يرحل من الأخوان ووضع ذلك في الاعتبار ، و في موقعة الجمل كان البطولات للجميع و اصر الكل علي الزود عن الميدان بحياته ، و لكن الأخوان بنفس القذارة التي أتاحت لهم الاتجار بدين الله و بدم الشهداء فيما بعد ،يصرون علي الادعاء بأنهم كانت لهم اليد العليا في انتصار الثوار في موقعة الجمل ، فكيف يجلسون مع النظام ثم يحاربونه ؟!!!...و بعد انتصار الثوار في موقعة الجمل ، ادرك الاخوان ان سقوط النظام اصبح مسالة وقت ، فبدأوا في نزول الميدان تدريجياً و التحجج بأنهم شاركوا في الثورة ....الحقيقة هي ان الأخوان كانوا و مازالوا كلاب الحاكم و عبيد السلطة ، و لم يكن لأي منهم اي دور حقيقي او فعال في الثورة ...بل هي ثورة شباب مصر الحر الذي لا يتبع شخصاً او جماعة ، بل يتبع قلبه وعقله الملئ بحب هذا البلد ....

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وساخة سياسية
- تراتيب إلهية ....
- الى شعب مصر مافيش كهرباء أصلا حتى يتم تنظيم فترة انقطاعها... ...
- كفوا عن هذا العبث
- روشتة علاج لتجديد الخطاب الدينى
- رئيس مجلس مدينة بيلا فاسد مع مرتبة القرف ....
- كلاكيت تانى مرة : محلب الإخوانى يمد غزة بالكهرباء من جيوب ال ...
- عندما يحكمنا العقل القبلى ... هذه هى النتيجة!!
- لا تجهدوا انفسكم بقتل الناموس , فقط جففوا المستنقع
- انفراد :محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في بورسعيد سبتمبر‏19 ...
- الصقر وثقافة التغيير
- موتوا بغيظكم جيشنا بيعمل مكرونة وصلصة
- أنت مين ؟!
- الحب فى زمن الثورة
- هزيمتنا فى حرب 48 سببها خيانة الأردن للجيوش العربية وليس الأ ...
- إلى حبيبتى اقول :
- بالبلدى الفصيح :( لايصح إلا الصحيح )
- أسرار عزل مرسى
- خط الفقر وخط الفكر الثورى
- لعنة الحسين هى سبب بلاء العراق


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الإخوان وخلخلة النظم الاقليمية لصالح امريكا