أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - كفوا عن هذا العبث















المزيد.....


كفوا عن هذا العبث


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 21:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





أثارت التصريحات الجاهلة التي أدلت بها ماري هارف، نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، التي أعلنت فيها دعمها لتقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش"، حول فض اعتصام رابعة العدوية موجة من السخط والإستغراب فى وسط قطاعات كبيرة من الشعب المصرى !!! لأنها تجاهلت حقائق كثيرة بشأن فض اعتصام رابعة.... قوات الأمن قامت بتحذير المعتصمين قبل بدء الفض، وقامت بعمل ممرات آمنة للمتظاهرين كى يخرجوا بسلام...وقام المتظاهرون بإطلاق النار الحي والمولوتوف على قوات الأمن، ما استدعى معه الرد بالمثل كنوع من أنواع الدفاع عن النفس...تصريحات هارف تهدف لـ"الشوشرة" على النظام الجديد في مصر بهدف إسقاطه،على صعيد أخر منظمة "هيومن رايتس ووتش" نصبت من نفسها الخصم والحكم....لأن أصول التحقيق الموضوعي تشترط أخذ أقوال الطرف الآخر، فيما عمد التقرير لتجاهل الطرف الرسمي المصري !!!... من ناحية أخرى، إن توقيت إصدار التقرير يهدف لتأجيج الوضع في مصر، خاصة أنه صدر ليواكب ذكرى الفض....فبعد فشل كل المحاولات لإقناع قادة الإخوان المسلمين بفض الاعتصام في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة، والاعتصامات في بقية المدن المصرية، أقدم الجيش المصري بالتعاون مع رجال الشرطة، على فض هذه الاعتصامات بالقوة .... وكشفت عملية الفض عن حيازة المعتصمين للأسلحة، بما فيها البنادق و”الآربي جي”، والقنابل اليدوية، بما يكشف زيف ادعاء قيادات الإخوان، بأنهم باعتصاماتهم يمارسون حق التظاهر السلمي، الذي تكفله قوانين البلاد ...

لقد بدا موقف الإخوان المسلمين عدمياً، منذ بداية الاعتصام .... حيث اشترطوا ، لكي يفضوا اعتصامهم، إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي لسدة الحكم !!.... فمن وجهة نظر الإخوان، فإن ما حدث بعد الثلاثين من يونيو من إزاحة مرسي عن الرئاسة، وما عرف بخطة الطريق، هو انقلاب على الشرعية ...... بينما يرى المؤيدون لعزل مرسي، أن الإخوان المسلمين لم يتمكنوا من تنفيذ ما وعدوا به من حل المشكلات الاقتصادية التي يواجهها الشعب المصري، وأن الأزمات تفاقمت وازدادت سوءاً ... ويستدلون على ذلك بنقصان المواد الغذائية وارتفاع الأسعار، وإغلاق محطات الوقود .... ومن وجهة نظرهم، فإن الرئيس المعزول لم يتصرف كرئيس لكل المصريين، بل عمل على أخونة الدولة، وتعيين أفراد الجماعة السياسية التي ينتمي إليها في أهم مفاصل الدولة، وبذلك خان القسم الذي أداه باعتباره رئيساً لمصر، ومحافظاً على مصالح كل المصريين . والحديث عن أخونة الدولة طويل ومتشعب، وقد تعرضنا لبعض مظاهر الأخونة في مقالات سابقة .....هل نستطيع أن نناقش وبدون خوف أن مرسى رغم أنه كان منتخبا ديمقراطيا عبر الصناديق الا أنه فشل فى جمع شتات الوطن ويجب اسقاطه أيضا !!.. هناك من يقول أن هناك انقلاب على «شرعية الرئيس المنتخب ديمقراطيا»... هذا كذب وهراء وخيالات مريضة... هل نكسر حاجز الخوف ونقول كما تقول العلوم السياسية : أن الشرعية في الحالة المصرية هي قصة كاملة لا يمكن تجزئتها لكسب نقاط؛ فهي تبدأ من 25 يناير وليس من يوم الصندوق الذى اجلس مرسى على عرش مصر !!.. فلا قفص مبارك كان يرمز إلى العدالة، ولا صندوق مرسي كان رمزا للديمقراطية !!.. لان هناك ثمة خلط عند البعض بين الشرعية كترجمة لما هو قانوني في كلمة (legitimacy القانونية ) ... فى عقول الاخوان خلط واضح بين كلمة شرعية وكلمة شريعة !!...هما مفهومان بعيدان عن بعضهما كل البعد، ولكل منهما دلالات معرفية قادمة من عوالم الإيمان والعرفان وفي سياقات ثقافية مختلفة !!..أننا لم نكسر حاجز الخوف !!..هل نستطيع أن نناقش وبدون خوف أن قصة الثورة في مصر وشرعية «الإخوان» من عدمها، لا تبدأ بالصندوق والطوابير والزيت والسكر والرشى الانتخابية، ولكنها تبدأ في 25 يناير، حيث لم يكن هناك إخوان في الثورة باعتراف «الإخوان» أنفسهم (راجع تصريحات العريان لماذا لم ينضم «الإخوان» إلى الثورة)...فالقانونية الانتخابية بمعناها الديمقراطي الحديث، هو أن ينتخب الإنسان ما يريد ومن يريد في جو يكون فيه الفرد حرا.... بمعنى أن تقف علياء المهدي التي وضعت صورها عارية على الإنترنت في طابور الانتخاب في دائرتها الانتخابية لتدلي بصوتها من دون أن يكفرها أو يقصيها أو يقتلها أحد بدعوى الخلط بين الشريعة والشرعية.....

فأساس الديمقراطية هو الفرد الحر لا العشيرة ولا القبيلة.... الفرد الحر هو أول المصفوفة الحسابية للديمقراطية... فهل الناخب الذي صوت لمرسي كان فردا حرا؟ أكسروا حاجز الخوف وزجاجات الزيت وكل الرشى الانتخابية وجاوبوا على السؤال ؟!!..... لقد تم انتخاب مرسي يا سادة بنفس صناديق مبارك المزورة ، ونفس وزارة داخلية مبارك التي أشرفت على الانتخاب وتزويرها ، ونفس المحافظين القادمين من عالم أمن الدولة، ونفس القضاة الذين أشرفوا على الانتخابات من المستشار حاتم بجاتو المشرف على الانتخابات، إلى المحافظين أنفسهم !!...بل زاد التزوير في عهد مرسي ليصبح تزويرا من المنبع في قضية «المطابع الأميرية»؛ أي مطبعة الدولة التي تطبع ورقة التصويت، وتحمل اسم «الأميرية» نسبة إلى أمراء العصر الملكي، لأنهم هم من أنشأوها ولم يغير جمال عبد الناصر الاسم.... المهم أن كثيرا من الأوراق الانتخابية خرجت من المطابع مسودة لصالح مرسي، وكانت هناك أدلة على ذلك، حيث استبعدت لجنة الانتخابات بعض هذه الأوراق رغم أنها لم تستبعدها كلها...... وفي هذه الحالة، ليس مهما كم من الأوراق قد تم استبعادها، لأن ثبوت الظاهرة والدليل كاف لبطلان الانتخابات كلها !!...انتخاب مرسي كان مزورا كانتخابات مبارك، و العام الذي مر بين عزل مبارك وانتخاب مرسي لم يكن كفيلا بأن يغير المجتمع المصري إلى مجتمع سويسري !!... أكسروا حاجز الخوف وفكروا بمنطق الحقيقة وليس بمنطق الجماعة والعشيرة !!..الخلط بين الشريعة والشرعية والتزوير باسم الوطنية في عهد مبارك هو نفسه التزوير باسم الدين في عهد مرسي !!...الشرعية والديمقراطية ليست صندوقا.... نعم مرسي منتخب، ولكن ليس ديمقراطيا كما يدعي البعض !!...الديمقراطية تحدث في سياق سياسي، تكون الحرية الفردية هي الأساس فيه... الديمقراطية هى أن يكون الفرد حرا !!!.. ولم يكن الجو في مصر أيام انتخاب مرسي حرا، ولم يكن الفرد هو الأساس فيه.. فعالم مرسي ليس عالم الفرد، بل هو عالم الجماعة، جماعة الإخوان و«الجماعة الإسلامية» والجماعة السلفية إلخ...من الجماعات والسواد الأعظم التى تنافى الديمقراطية !!!... حيث لا أفراد هناك كل الموجود سواد من البشر يمحو الحرية الفردية باسم الدين في عهد مرسي وباسم وطنية زائفة في عهد مبارك... هل نملك الشجاعة لكى نكسر حاجز الخوف من الجماعة ونقول : لم يكن مرسي رئيسا منتخبا ديمقراطيا !!

جماعة الإخوان جماعة عابرة للحدود، لا تؤمن بالدولة الوطنية حسب نظام ما بعد معاهدة وستفاليا !!..حيث لا يمكن الحديث عن انتخابات ديمقراطية خارج صندوق مغلق آخر ليس صندوق الانتخابات، بل أعني صندوق الدولة الوطنية المغلقة وذات السيادة الملتزمة بقوانين محددة.... فإذا انتفى الإيمان بالدولة الوطنية بمعناها الحديث انتفت معه فكرة الديمقراطية.... وبصراحة مطلقة، لا ديمقراطية في أي سياق يختلط فيه الديني بالدنيوي.... الديمقراطية تحدث فقط عندما يحدث فصل بين الدين والدولة، ومتى تم الخلط فأي حديث عن ديمقراطية فهو عبث.... نخلص من هذا أننا أمام مرسي منتخب، مما يعنى أن الانتخابات لم تكن تمت للديمقراطية بصلة ولا الرئيس ديمقراطي، وأتحدى من يجد أي علاقة بين جماعة الإخوان والديمقراطية قولا أو فعلا.... مرسي كان رئيسا انتخب بما يشبه السلوك الغربي من حيث وجود صندوق وطابور من البشر يضعون أوراقا في الصندوق، ولكن لم يكن رئيسا منتخبا ديمقراطيا كما انتخب أوباما في أمريكا أو كاميرون في بريطانيا.... وكما أن في مصر لدينا رصيفا يشبه الرصيف ولا يؤدي وظائفه، ولدينا تاكسي به عداد، ولكنه لا يعمل ولا يحاسبك السائق طبقا للعداد كما يحاسبك في لندن وبرلين وجنيف وواشنطن، فكيف لك أن تتصور أن انتخاب مرسي كانتخابات أوباما وأنت تعرف أن العداد لا يعمل؟ إنه وهم الصندوق والسذاجة في الحكم على الظواهر، ولدينا في مصر ما يكفينا ممن يغالطون بمنطق ساذج ولا نحتاج إلى مغالطات أكثر سذاجة من الخارج فقط، لأن أصحابها يجيدون كتابة موضوع تعبير.... نقول لهؤلاء المتطوعين بمغالطاتهم: سعيكم مشكور، ولا أراكم الله مكروها في عزيز لديكم...

الجيش في مصر ليس لديه بلطجية ولا تحالفات مع الجريمة المنظمة، كما يحاول من يروجون لمفهوم الدولة العميقة الإيحاء به من دون تصريح، والجيش المصرى ليس جيش مبارك أو جيش «الإخوان».... الجيش المصرى هو المؤسسة الوطنية الوحيدة الباقية في مصر، لذا يلتف الناس حوله..... ولن يكون الجيش المصري بتركيبته الوطنية هو جيش الدولة العميقة التركيةكما يروج الجهلاء سياسيا الحمقى فعليا .... هناك فروق كبيرة بين مصر وتركيا، واستيراد المفاهيم بهدف تشويش الناس وخلط الأوراق عمل قبيح.... أما محاولة ترويج أن «30 يونيو» تعني عودة دولة مبارك، وأن حب الناس للجيش يعني حبا لنظام مبارك، فتلك هي المعارك الوهمية التي قد تودي بمصر للتهلكة.... فليعلم القاصى والدانى أن الجيش المصرى هو المؤسسة الوحيدة اليوم في مصر التي تعرف معنى المصلحة الوطنية المصرية بشكل مؤسسي، وذلك لأن مصلحة الوطن جزء من عقيدته العسكرية، على عكس جماعات المصالح الأخرى أو «الطبقة الوسخة»التي تسيطر على بيروقراطية رثة لا تخدم إلا مصالحها الضيقة...ويا ست هارف كان من الأفضل أن يجيب التقرير عن التساؤل الخاص بقيام سلطات الأمن بتحذير المعتصمين قبل الفض من عدمه !!!.... الست هارف الامريكية تمارس ازدواجية المعايير،و أضرب لها مثال توضيحى : لو أن حرامي تهجم على المنازل وسرق أموال الناس وأطلقت عليه النار، لا يعتبر هذا جرمًا ارتكبته، ولكنه دفاع عن النفس، وهذا ما حدث، وهو أن المعتصمين قاموا بشل الحياة في منطقة رابعة، وتهجموا على المنازل وقتلوا مواطنين أبرياء، فكان حتمًا على الدولة أن تتعامل معهم.... مما لاشك فيه أن سبب عداء أمريكا للنظام الجديد في مصر هو أنه أعاد إفراز التيار القومي، والذي هو ضد الهيمنة الأمريكية، بعكس التيار الإسلامي....أن أي تصادم بين مصر وأمريكا لن يصب في الصالح الأمريكي، حيث إن مصر لها دور كبير في الريادة داخل المنطقة العربية والإقليمية، وأن أمريكا تحتاج لهذا الدور المحوري أكثر من أي وقت مضى.... الى جانب أن نظام الحكم الذي أفرزه بيان 3 يوليو له علاقات جيدة بدول الخليج، وهذا ما يزيد من قوته، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع أن يناور في الضغط الخارجي، وكسب في نهاية الأمر....

على صعيد أخر الولايات المتحدة باعتبارها أكبر قوة سياسية وعسكرية واقتصادية تتحمل مسؤولية تراجع احترام حقوق الإنسان في العالم ،حيث أضحت هي التي تحدد مسار السلوك الحكومي في العالم بأسره، عندما تدس أكبر دولة في العالم أنفها في حكم القانون وحقوق الإنسان فإنها تعطي ترخيصاً لغيرها بارتكاب انتهاكات والإفلات من العقاب..... فتحت قيادة أمريكا للعالم الصورة حول العالم تبدو قاتمة من أفغانستان إلى زيمبابوي !! لدرجة أن الحكومات تتراجع بشكل متزايد عن حكم القانون متبعة خطى الحرب التي تقودها الولايات المتحدة..... الولايات المتحدة بعيدة تماماً عن صورة بطل حقوق الإنسان في العالم التي رسمتها لنفسها هل نسينا الإنهاكات الفظيعة ضد معتقلين في سجن أبي غريب الذي تديره الولايات المتحدة في العراق، والتي لم يجر التحقيق فيها بشكل كاف، والاعتقالات دون توجيه اتهامات لمن يطلق عليهم "أعداء مقاتلون" في قاعدة جوانتانامو الأمريكية بكوبا..... أن معسكر جوانتانامو كان"غولاغ" هذا العصر الذي يكرس ممارسات الاعتقال التعسفي لأوقات غير محددة في انتهاك للقانون الدولي، وغولاغ هو معسكر اعتقال روسي للسجناء السياسيين...... ولا تنسوا مساعي واشنطن للمراوغة في تقييد اتفاقية جنيف وإعادة تعريف التعذيب...."إن ما جرى في أبي غريب وجوانتانامو يثبت أن الولايات المتحدة بعيدة تماماً عن صورة بطل حقوق الإنسان في العالم التي رسمتها لنفسها".... وعلى امريكا الكف عن القاء الدروس حول حقوق الانسان !!! لذلك أدعو الولايات المتحدة الى الاهتمام بمشاكلها الخاصة في مجال حقوق الانسان، والكف عن فرض نفسها كحارسة لحقوق الانسان !! الغرض من قرب امريكا من جماعة الاخوان هو الرغبة في عدم استقرار البلاد، فالسياسة الامريكية أيضا لا تريد استقرار مصر وإنما تريدها سوريا أو العراق....

من ناحية أخرى أمريكا هى عدوّة الإنسانية !!... اسألوا أفريقيا السوداء، واسألوا اليابان، واسألوا أمريكا الجنوبية، الذين يُجزرون بعشرات الملايين، أرقام خيالية، وأعداد مذهلة، ووفيات فوق حسابات البشر !!...وطريقة القتل عند الأمريكان طريقة وحشية، وليست إنسانية، فهم يصبون وابلاً من أطنان القنابل على الأبرياء، وكأنهم يصبونها على جبال صماء !!... في الحرب العالمية الثانية، دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 16 ميلاً مربعًا من طوكيو، بإسقاط القنابل الحارقة، وقتلت مائة ألف شخص في يوم واحد، وشردت مليون نسمة، ولاحَظَ أحدُ كبار الجنرالات بارتياح، أن الرجال والنساء والأطفال اليابانيين قد أحرقوا، وتم غليهم وخبزهم حتى الموت، وكانت الحرارة شديدة جدًا، حتى إن الماء قد وصل في القنوات درجة الغليان، وذابت الهياكل المعدنية، وتفجر الناس في ألسنة من اللهب، وتعرضت أثناء الحرب حوالي 64 مدينة يابانية للقنابل، واستعملوا ضدهم الأسلحة النووية، ولذلك فإن اليابان لا تزال حتى اليوم تعاني من آثارها....وألقت قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما ونجازاكي، وقال بعدها الرئيس الأمريكي هاري ترومان، وهو يكنّ في ضميره الثقافة الأمريكية: "العالم الآن في متناول أيدينا"..... كما ذبحت الولايات المتحدة في تقدير معتدل زهاء عشرة ملايين صيني وكوري وفيتنامي وكمبودي، وتشير أحد التقديرات إلى مقتل مليوني كوري شمالي في الحرب الكورية، وكثير منهم قتلوا في الحرائق العاصفة في "بيونغ يانغ" ومدن رئيسة أخرى....كما سببت حرب فيتنام مقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة، ونُزعت أحشاء 3000 شخص وهم أحياء، وأحرق 4000 حتى الموت، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة....

هذه هي أمريكا، وهذه بعض أفعالها لمن يجهلها. وأدى القصف الأمريكي "لهانوي" في فترة أعياد الميلاد، إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم..... وقتل الجيش الأمريكي المدرب في "غواتيمالا" أكثر من 150 ألف فلاح...وقاموا بإبادة ملايين الهنود الحمر، يصل عددهم في بعض الإحصائيات إلى أكثر من مائة مليون، وهم السكان الأصليون لأمريكا، وبعدها أصدرت قرارًا بتقديم مكافأة مقدارها 40 جنيهًا، مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر، و40 جنيهًا مقابل أسر كل واحد منهم، وبعد خمسة عشر عامًا، ارتفعت المكافأة إلى 100 جنيه، و50 جنيه مقابل فروة رأس إمرأه أو فروة رأس طفل، هذه هي الحضارة الأمريكية.....وأصدرت بعد ذلك قانونًا بإزاحة الهنود من أماكنهم إلى غربي الولايات المتحدة؛ وذلك لإعطاء أراضيهم للمهاجرين، وهُجّر إلى المناطق الجديدة أكثر من 70000 ألف هندي، فمات كثير منهم في الطريق الشاق الطويل، وعرفت هذه الرحلة تاريخيًا: برحلة الدموع....وفي عام 1763 أمر قائد أمريكي برمي بطانيات كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري إلى الهنود الحمر؛ بهدف نشر المرض بينهم، مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين، ونتج عن ذلك شبه فناء للسكان الأصليين في القارة الأمريكية. إنها حرب جرثومية بكل ما في الكلمة من معنى، فكانت هذه الحادثة هي أول وأكبر استخدام لأسلحة الدمار الشامل ضد الهنود الحمر....وفي إحدى المعارك قتلت أمريكا فيها خلال ثلاثة أيام فقط 45000 ألف من الأفريقيين السود، ما بين قتيل وجريح ومفقود وأسير.... لا تنسوا أن أمريكا أكثر من استخدم أسلحة الدمار الشامل، فقد استخدمت الأسلحة الكيماوية في الحرب الفيتنامية، وقتل مئات الآلاف من الفيتناميين. وأمريكا أول من استخدم الأسلحة النووية في تاريخ البشرية !!...

أمريكا قتلت أكثر من مليون طفل عراقي، بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق، وحصارها الظالم له خلال أكثر من عشر سنوات، وأصيب الآلاف من الأطفال الرضع في العراق بالعمى لقلة الأنسولين، وهبط متوسط عمر العراقيين 20 سنة للرجال، و11 سنة للنساء، بسبب الحصار والقصف الأمريكي، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي. وقد رفع أحد المحامين النصارى الأمريكيين دعوى على الرئيس الأمريكي جورج بوش ـ الأب ـ يطالب فيها بمحاكمته على أنه مجرم حرب، بسبب ما أحدثه في العراق من قتل وتدمير....وارتكب الأمريكان المجازر البشعة، في حرب الخليج الثانية ضد العراق، فقد استخدمت أمريكا متفجرات الضغط الحراري، وهو سلاح زنته 1500 رطل. وكان مقدار ما ألقي على العراق من اليورانيوم المنضب أربعين طنًا، وألقي من القنابل الحارقة ما بين 60 إلى80 ألف قنبلة، قتل بسببها 28 ألف عراقي. وقتل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي. وقتل الآلاف من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين في المجازر التي قامت بها إسرائيل بحماية ومباركة أمريكية.... الى جانب قتل الجيش الأمريكي الآلاف من الصوماليين أثناء غزوهم للصومال !!...

وأما معاملة الأمريكان للأسرى فأسوء معاملة، فالإنسانية معدومة لديهم، والقيم الأخلاقية ليس لهم فيها ناقة ولا جمل، وقد تمثلت في أمريكا أعظم أنواع الإرهاب المنظم، وبلغ فيهم الاضطهاد والإرهاب مبلغًا لم يشهد مثله في عالمنا الحاضر، بل وعلى مر التاريخ المتقدم، لقد خالفوا الأديان والشرائع بل والقوانين الوضعية....لقد حرص الأمريكيون على إظهار التشفي من هؤلاء الأسرى في "غونتناموا" في كل مناسبة، حتى بلغ بهم الحال أن يتركوا هؤلاء الأسرى في مقاعدهم، لأكثر من يوم ونصف بلا أي حراك، ومن دون تمكينهم من استخدام دورات المياه، ثم يعلنون ذلك لمجرد التشفي والتهكم والسخرية من هؤلاء الأسرى.....كما كانت توضح الصور، أن الأمريكيين حرصوا على تعطيل كافة الحواس: السمع والبصر بل وحتى الفم والأنف، وضع عليها أغطية كثيفة، والمتأمل للصور يشعر بأن الأسرى يفتقدون حتى الإحساس بالمكان، وربما الزمان، ومن الواضح خلال تصريحات المسؤولين الأمريكيين، أنهم لن يترددوا في استخدام أي وسيلة يتم من خلالها إهانة وتحطيم هؤلاء الأسرى.... فهم بذلك خالفوا كل الأديان والشرائع، وخالفوا ـ أيضًا ـ القوانين الوهمية لحقوق الأنسان ؛ فإن من الاتفاقات القانونية أن إجبار أسير الحرب على الإدلاء باعترافاته هو عمل إرهابي..... هذه هي أمريكا لمن لا يعرفها وهذه بعض إنجازاتها...إن أمريكا لا تلتزم لا بقانون ولا بأعراف ولا بمواثيق، وإنما تسعى لمصالحها الذاتية، وهيمنتها الشخصية، دون مراعاة لروابط دولية، فهي كانت تنادي بالديمقراطية، ولما وقعت عليها الهجمات في الحادي عشر من سبتمبر، تلاشت الديمقراطية المزعومة.....

إن أمريكا تتسم بالأحادية، والطمع والهمجية، والتدخل السافر في شؤون الدول الداخلية، دون احترام لدينهم بل وقوانينهم، فهي تُشرّع بالغداة وتنسخ بالعشي، ليس لديها قانون منضبط، فهي تنتهك القوانين والاتفاقيات، فلسان حالها يقول: لا نُسأل عما نفعل وهم يسألون! ونأخذ ما نشاء وندع ما نشاء، وننتهك حقوق من نشاء، ولا معقب لحكمنا....يقول ممثل إحدى الولايات في مجلس الشيوخ الأمريكي، وهو يلقي خطابه قال فيه: "إن الله لم يهيئ الشعوب الناطقة بالإنجليزية لكي تتأمل نفسها بكسل ودون طائل، لقد جعل الله منا أساتذة العالم! كي نتمكن من نشر النظام حيث تكون الفوضى، وجعلنا جديرين بالحكم، لكي نتمكن من إدارة الشعوب البربرية الهرمة، وبدون هذه القوة، سيعم العالم مرة أخرى البربرية والظلام، وقد اختار الله الشعب الأمريكي ـ دون سائر الأجناس ـ كشعب مختار، يقود العالم أخيرًا إلى تجديد ذاته".... أمريكا ثيران هائجة ووحوش شريرة ومواقف فظيعة؟!.... أين العقلانية؟! أين الإنسانية؟! أين القيم الأخلاقية؟! بل أين القوانين الدولية؟! أليس فيهم رجل رشيد؟! حقًا إن هذه جرائم وحشية،وأفعال شيطانية وتصرفات حيوانية صامتة.... ولكن المشكلة أن أمريكا تفرض نفسها كحارسة لحقوق الانسان فى العالم !! وعجبى !!!

حمدى السعيد سالم
صحافى ومحلل سياسى



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روشتة علاج لتجديد الخطاب الدينى
- رئيس مجلس مدينة بيلا فاسد مع مرتبة القرف ....
- كلاكيت تانى مرة : محلب الإخوانى يمد غزة بالكهرباء من جيوب ال ...
- عندما يحكمنا العقل القبلى ... هذه هى النتيجة!!
- لا تجهدوا انفسكم بقتل الناموس , فقط جففوا المستنقع
- انفراد :محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في بورسعيد سبتمبر‏19 ...
- الصقر وثقافة التغيير
- موتوا بغيظكم جيشنا بيعمل مكرونة وصلصة
- أنت مين ؟!
- الحب فى زمن الثورة
- هزيمتنا فى حرب 48 سببها خيانة الأردن للجيوش العربية وليس الأ ...
- إلى حبيبتى اقول :
- بالبلدى الفصيح :( لايصح إلا الصحيح )
- أسرار عزل مرسى
- خط الفقر وخط الفكر الثورى
- لعنة الحسين هى سبب بلاء العراق
- أمنيات حائرة
- داعش هى رامبو الأمريكان الجديد
- أين نخوة المصريون؟
- الفيل الأبيض


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - كفوا عن هذا العبث