حكاية من السويد اغرب من الخيال..سرقة قوري عراقي بكل مايحتوي من الشاي الساخن ابو الهيل !!

عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 4554 - 2014 / 8 / 25 - 22:00
المحور: كتابات ساخرة
    

كان يوم امس واحدا من ايام عطلة نهاية الاسبوع ، وقبل نزول الشمس بقليل رن جرس الهاتف . تاخرت عليه قليلا ولكنه استمر برنينه قبل ان ينقطع . ثم عاود مره اخرى باصرار ، فادركت بانها مكالمه طارئه ومهمه . فتحت الخط واذا بولدي الاوسط يباغتني بسؤاله اين انت يا ابي ، اجبته انا في البيت ياولدي ..رد عليَ قائلا ماذا تعمل ياأبي. .قلت له جالسا قرب النت، بينما صار القلق يساورني من حدوث شيئ مهم .. فاردف بسؤاله وهل تقوم باحتساء الشاي.. اجبته بتلهف اكثر طمانينه: كلا . . وعاجلته باستعدادي ان اهيئ له الذ واطيب انواع الشاي المهيل خلال دقائق .. وهي المسافه التي يستغرقها المجيئ الى بيتي المجاور لبيته، الذي لا تفصلنا الا حديقه واسعه مشتركه مع عدد من بيوت الجيران ذات الاصول السويديه والاوربيه . فقطع عليّ كل مبادرات الكرم الحاتمي . وليسألني من جديد باي قوري (أبريق) ستصنع به الشاي لي .اجبته بكل عفويه تدلل ياولدي، سالبي طلبك وبأي نوع ترغب ، سواءاً بقوري الفرفوري (الخزفي ) ، او بالمعدني، فساكون كريما جدا معك أنّا شئت او رغبت . كل هذا ولم يدر في خلدي ان كل اسئلته كانت مجرد استدراج للتوصل الى خيط ينهي شكوكه بتبرئتي او ادانتي في التلبس بمقلب قد عاشه تواً، بعد ان صار يروي حكاية قيامه بشواء لحوم شيش التكه والكباب على منقلة الجمر في الحديقه المجاوره المشتركه . وانا اجامله بتمنياتي له بالف عافيه وهنا . وفجأة صعّد بلهجته وبشكل عصبي وهو يقول : ليس المشكله هنا يا ابي . قلت : ولكن اين هي افصِح لي بحق السماء . قال المشكله وما فيها قد جهزت كل شيئ وحملته الى البيت ، وتركت القوري وفيه الشاي المهيل على الطريقه العراقيه على نار جمر منقلتي ..وفجأة ومن خلال النظر عليه من الشباك لم اجده .. وبقيت متحيرا و افرّك بعيوني عسى وان يكون بصري مخدوعا ، ولكن يبدو الامر قد صار مؤكدا باختفائه .. ولا زال الكلام لولدي : ولما هرعت مسرعا الى الحديقه تاكد لي تماما بان الجمر وحده يشتعل بدون القوري والشاي ابو الهيل . وها انا اتصلت بك لاتأكد من عدم قيامك باي مقلب ضدي . قلت له محاولا تهدئته بنبرات متعاطفه : وكيف التصرف بالامر ، أقدم عندي وساقدم لك اطيب شاي تحلم به . رد عليّ لا ..لا ارغب . قلت : لماذا .. قال: لاني اشعر بدوخة راس مضاعفه مرتين . واحده بسبب غرابة المشكله التي لاتصدق ,والاخرى بسبب عدم احتساء الشاي الذي اعتدت ان اتناوله مباشرة بعد كل وجبة شواء .
قلت له بطريقة المزاح الملبس بالجد : طيب لنذهب الى قسم البوليس ولنسجل دعوة لديهم تحت عنوان السطو . اجابني بضحكات متهكمه : وهل تعقل يا ابي ان ذلك لايكون مدعاة للسخريه والتندر على ادعائنا . وسيحسبونا من خفاف العقول ، فيجب علينا ان نتجرع القازوخ ونلوذ بالصمت . رددت عليه بدعابه اكثر، صحيح ياولدي ولكن تصرفنا هو رد اعتبار، و يجب ان لا نرضخ بالسكوت عليها.. وانها اخطر مما تتصور في مطالبتنا لحق شخصي ، فيجب ان نذهب الى المحكمه الدوليه . ونطرق كل ابواب الامم المتحده وخصوصا منظمة اليونسكو ، لان قضيتنا تحمل بين ظهرانيها سرقة تراث متجذر بشعب ووطن بعمق التاريخ ، الا وهو القوري التراثي الذي يحتوي على الشاي العراقي المعروف بـ ( السنكِين )وبخلطته السحريه الفواحه بعطر الهيل .. وضحكنا سوية بقهقهات عاليه ، وشر البلية ما يضحك.

#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل