أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان سلمان النصيري - واخيرا عثرت على حبيبة طفولتي !! (قصه من صميم الواقع)















المزيد.....

واخيرا عثرت على حبيبة طفولتي !! (قصه من صميم الواقع)


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 4474 - 2014 / 6 / 6 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


كنت طفلا صغيرا ، لم اتجاوز بعد الست من عمري .. لي اخت تكبرني قليلا اسمها فاتن ،التي كانت مولعه باللعب مع صديقاتها الصغيرات من بنات الجيران،
عاتكه، وليلى واسمهان . ويستأنسن طول الوقت مع عرايسهن من الدمى ، المكنيات بنفس اسمائهن. ويقمن بمداعبتهن بالكلام المسؤول تارة ،
ومبادلتهن المداعبه اوالغناء اوالزغاريد تارة اخرى .
بسحر احداهن تم خطف ابصاري وعشقي .. وصرت اتصورها تنظر دائما نحوي ، و تحرك برموشها لي وحدي كلما تقربت منها،
حتى صرت مشدودا اليها بمشاعر الاهتمام ،وتوهان احلام الخيال والعاطفه
اكثر من سواها .
حاولت مرة التقرب من جلستهن بدافع الغيره و الفضول للتأكد من شخصية العروسه المحتفى بها ، عندما كن منهمكات بالتحضير لبروفة حفلة زفاف،
بغمرةالفرح وبهارج الزينه وعلى صوت اغنية عروسه والحبايب زافيها .. شحلو تاج الورد لايكَ عليهههه .
لم اتلقى باي ترحاب منهن سوى الامتعاض. كنت بتطفلي هذا مثل زنبور احمر مفترس يريد افساد بهجتهن داخل خلية نحل .
كانت امي دائما تحذرني بعدم الاقتراب من عالمهن ، لان عالمي ذكوري مختلف ،و كما لو كنت من كوكب اخر.
كنت اعاني دائما من وحدتي داخل البيت فلا يشاركني احد باللعب ..
صرت احسدهن على طبيعة الالفه بينهن ، وكيفية قضاء كل اوقاتهن بالمرح ، وبدون كلل او ملل ، على عكس ماكنت اشعر به انا من رتابه وملل باللعب مع اقراني الصغار خارج البيت ..
كنت ابدو منسجما مع اقراني ببداية اللعب ، ولكن بعد كل مره تبدأ المنافسه على الاستئثار بالقياده واغتنام الفرص على حساب الاولاد الاخرين .فغالبا ما ينتهي شوط اللعب
بالمكاسره والصراع كالديكه ، بين الرفس واللكم والصفع ، ولتبدأ المطارده بين المنتصر والمهزوم ما بين ازقة الحاره.
ولم تسلم ابواب منازلنا من كيل الرمي بالحجاره بعد الاحتماء وراءها، وقبل ان ينسدل الستار .
في احد الايام حاولت ان اكسر حاجز الخوف والتردد ، و كلام امي ..
تقربت منهن لاحاول ان اكتشف عالمهن المجهول ، مثلما فعل من قبل كولمبس باكتشافه للعالم الجديد بالامريكيتين ..
ارسيت بقاربي على شاطئهن للترجل على اليابسه . تحفزن من عرينهن كلبوات مفترسات .
تسمرت بمكاني واقفا كاللوح .. بدأت اسمع زمجرتهن ممزوجة بالتافف والتأوه قبل اطلاق صافرة الانذار .
وجدت نفسي في وضع لايحسد عليه، كرجل صغير كما تناديني امي، ويلقبني ابي، وكل الكبار الاخرون .
حاولت ان ابرهن لهن اني رجل مثل باقي الرجال بالرغم من طفولتي ،
بحلقت بوجه اختي وهممت بصفعها ..وجدت نفسي اتوسطهن داخل حلقة مريبه ،وهن من حولي مسعورات كما في استنفار الهنود الحمر المتوحشين .
و يصخبن بالضجيج والعياط واللطم على الخدود ،و يستعرضن باظافرهن من حولي ، قبل إنشابها في وجهي وعنقي .
هرع جميع اهلي من داخل البيت ، لاطفاء حريق الفتنه والانتصار للضحيه من الجلاد ،
ما كنت اظن مع نفسي ولو للحظه واحده باني انا الضحيه.. كل الشواهد تؤكد انا المتهم الاول والجلاد ، والمتجاوز على الخط الاحمر ،والتعرض لخطر صعق الكهرباء .
خالفت كل التقاليد المقدسه والتحذيرات ، وخصوصا تحذير امي ..
لم اجد ذريعه تنقذني .. العقاب الصارم قد ازفت لحظته ، وصار بين قوسين اوادنى مني.
لم يتبقى لدي الا حسم الصفحه سريعا لصالحي ، ويجب ان اتمالك عنفواني وكبريائي بضربة الانتصار الاخيره .
ارتجزت التوعد بالثار عاجلا ام اجلا .. فازددن بكاءا ولطما على الخدود من جديد ،
قمت بخطف اكبر عناوين ظالتي ثأرا للهزيمة وتتويجا للانتصار بان واحد. ولم اكن واعيا لغضب ثورتي ، فكانت الضحيه للاسف هي من اكثرهن عشقا لقلبي ،
مع وليدها الذي كان بالقرب منها ملفوفا بخرقه ، داخل الكاروك (المهد) .. ,وسمعتهم قبل ذلك يطلقون عليه (گِـنِشْ)
صرت احطم كل ماتعثرت به قدماي ، وامزق كل ماوقعت عليه يداي الى اشلاء متناثره بالهواء (و كما يفعل الداعشيون في هذه الايام ).
اطلقت ساقاي للريح عاضّا على اطراف دشداشتي بين اسناني، ، ولم ينتهي انسحابي المتقهقر السريع الا برفس الباب خلفي بكل ما اوتيت به من قوه وانا بطريقي الى الشارع .
عرِمَتْ الفوضى بالعياط والزعيق وهستيريا التوعد والوعيد من الجميع .
البطل كان شقيا صغيرا و مغمورا لا يتعدى حجمه عن حجم القط الكبير.
انتهى المشهد الاول تحت وابل من قذف النعلان والاحذيه والمكانس الصائبه او الطائشه نحوي .
انهمرت عليّ الالفاظ كمزنة مطر مدنبله ما انزل الله بها من سلطان من الصغار والكبار ، ومازالت ترن داخل راسي بعد طول زمن،
مثل : ( يا زعيب يا خرّاب اللعيب) و (يازنانهههه) ويا حيف .... كذا ... كذا..!!!!! الخ الخ .
انتهى ذلك المشهد بلحظات سريعه في حقبه مبكره من طفولتي،
تصور جميع افراد اسرتي بانهم قد حققوا درسا تربويا وتاديبيا منصفا لي .
غاب الصواب من الكبار عندما اصابوا ولدهم الصغير بمقتل لم يندمل طول السنين .
منحوني وسام المشاكسه والعناد من الدرجة الاولى رغم انفي والجميع .
صرت اتخبط بمرساتي بين الكُره.. والحُب ، والقناعه.. والحسد ، والحق.. والباطل و كل شيئ يدعى لنفسه الحقيقه.
عبر عقود من الزمن .
وبالصدفه ، قادتني اقدامي يوما نحو قدري، داخل متجر قديم تديره بائعة عجوز طاعنة بالسن . الهمها الزمن فراستها بقراءة هموم الناس ..
فاستقبلتني بابتسامتها الوديعه، بعد ان القيت عليها التحيه .
تسمر نظري فجأة نحو عروسة قد جذبتني بسحرها ، كانت متربعه في احدى زوايا المتجر وهي تشع بابتسامتها المتلهفه للشكوى والحنين .
ارتعدت فرائصي وصار قلبي يخفق..يخفق ، وكأن الطير قد تخطفني نحو وادي سحيق. فما زالت العجوز لا تفارق نظراتي ،
وبادرتني بالقول : تفضل ياولدي ..ابشر . فان حاجتك التي تبحث عنها هي عندي ..وانها بانتظارك منذ زمن بعيد ، وبها سيتجدد املك ، وستكتمل بها سعادتك ووو ..
لم اكترث لكلامها بالوهلة الاولى ،فحسبته اسلوب مفضوح بالترغيب على سلعتها و بطريقة قارئة الفنجان .
ابتسمتُ مع نفسي واطرقت براسي قليلا . .وحولت نظري مره اخرى صوب العروسه لاستنطقها عن مدى حقيقة قول صاحبتها العجوز .
صُعِقتُ من هول المفاجئه .. فصارت كانها تريد ان تتكلم لتفصح عن سر خطير قد يغير كل مجرى تاريخي .
وصرت اراها تغازلني بغمزات عيونها الساحره ،وتحاول ان تذكرني بشيئ حاولت ان انساه بمحض ارادتي طيلة السنين .
ذاكرتي صارت لا تحتفظ الا بكابوس متكرر ثقيل ، صار يراودني كل يوم بعد ان ثلمت كرامتي وانتقص مني كبرياء رجولتي الصغيره.
ياالهي.. هل من المعقوللللل أن تكون هي ..مستحيل .. لا .. لا أعتقد..
لكنها صارت هذه المره تتوسلني باصرار ..
و تستصرخني.. وتقول : ياقيس .. انا حبيبتك ليلى ، كم كنت احبك .. وكم انتظرتك طول السنين .. لاتتركني ارجوووووك ..
اخطفني لاحضانك.. واشفي غليل عقدتك وسقمك ،
و رغم انف كل الذين ظلموك من أهلك طالما ابتعدوا عن الحكمه وحسن التأديب .
خذني ياحبيبي الى صدرك ..واطفئ نار حبنا الطفولي.. ، رغم انف فـــاتن ، وعاتكــه، ونـــور،
وعلى عناد كل عالم البنـــــــات .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعال نُجرِب اعادة لعبة ألقدر !!
- كيف تريدونا ان نرى الله؟
- علمّونا .. إننا من سلالة الصعاليك !!
- العبقريه والجنون !! ..(الجزء الثاني)
- ياحوته يا منحوته هِدّي عراقنا الغالي ..
- انا الفسيفس لاعوب المحيبس ..علي شيش
- العبقريه والجنون !! (الجزء الاول)
- مدلكچي بغداد (الاسطه هوبي) وحمّام إئتلاف الوطنيه
- مطيرچية المنطقه الخضراء ودولة السنطور!!
- قندرجي السرجخانه وملتحدووووون !!
- مرشح حزب الديج !!!
- ازدواجية السيره والسلوك في سياسة التبغيل والتنغيل !!
- جموح متصابيه!! ( قصه قصيره)
- تأبى القلوب وداعك / مرثيه لاعز الناس
- عندما يكون القمر مقبرة الزعماء !
- ألحوريه ألشقيه .. (قصه قصيره)
- كنت شاهد، ساعة الاعتداء على الجواهري.. باضراب البانزين 1961! ...
- الى متى يبقى بعير النفاق ..على التل !!
- كلمات هيام لكل العاشقين .. بيوم الحب !!
- أين أنت في الظلام ؟؟


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان سلمان النصيري - واخيرا عثرت على حبيبة طفولتي !! (قصه من صميم الواقع)