أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - زوجته وابنه














المزيد.....

زوجته وابنه


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 4553 - 2014 / 8 / 24 - 10:24
المحور: القضية الفلسطينية
    



فكروا لحظة واحدة في سيناريو فظيع وهو أن تغتال حماس لا سمح الله سارة ويئير نتنياهو، أي زوجة رئيس الوزراء وابنه. ولا يقل عن ذلك فظاعة أن تغتال رويتر ونداف غانتس، أي زوجة رئيس الاركان وابنه. ماذا كانت ستصيب حماس من هذا الاغتيال الفظيع؟ وكيف كانت اسرائيل سترد عليه؟ هل كانت ستخضع لمطالبها؟ وهل كان الرأي العام سيزيد اعتدالا؟ وهل كانت ستغفر اسرائيل في يوم ما؟ وأي فائدة كانت ستصيبها حماس لو نجحت لا سمح الله – ونؤكد قولنا مرة اخرى لا سمح الله – في المس برئيس الوزراء أو برئيس الاركان أنفسهما؟ ألم يكن يوجد عنهما بديل؟ وهل كانت اسرائيل ستتبرأ من قيادتها؟ وهل كانت ستطأطيء رأسها لمغتالي قادتها؟ وهل كانت ستسارع الى أن تبني لهم ميناءً عميق الماء ومطارا في غزة؟
إن الذين استقر رأيهم على محاولة اغتيال محمد ضيف ونجحوا في قتل وداد زوجته وعلي إبنه (وهو رضيع عمره ثمانية أشهر)، من المؤكد أنهم لم يفكروا هذا التفكير. فهم في اسرائيل غير مستعدين أبدا لأداء لعبة الأدوار العكسية هذه، أي ماذا كان سيحدث لو كنا مكانهم. وهذا جزء من سلب الفلسطينيين انسانيتهم ونسبتهم الى الشيطانية. آغتيال زعمائهم وقادتهم؟ إنه أمر مشروع. وماذا عن اغتيال زعمائنا وقادتنا؟ إنه لأفظع من فظيع؛ وكيف تمكن المقارنة أصلا؟
إن المسؤولين عن القضاء على أبناء عائلة ضيف بحثوا عن صورة انتصار أو عن صورة مؤلمة على الأقل بقدر كاف لوقف اطلاق القذائف الصاروخية. لكن التأثير كان وسيكون دائما عكس ذلك. فهذه العملية ايضا ستزيد فقط في قوة المقاومة وفي التطرف والتصميم كما كان سيحدث في الوضع العكسي وهو اغتيال زعيم اسرائيلي.
إن الحرب التي بدأت بـ "خريطة ألم" خطها سلاح الجو في الايام الاولى، وشملت قصف بيوت "نشطاء حماس" – وهذا مصطلح مرن بصورة عجيبة، وشمل ايضا قصف بيتي وعائلتي مدير مستشفى وقائد شرطة – بحثت لنفسها عن نهاية سعيدة. ولندع اسئلة عن الاخلاق في قصف بيت فوق ساكنيه بمحاولة اغتيال ضيف وقتل زوجته وابنه الرضيع؛ ألم يكونا بريئين؟ ليس لهذه الاسئلة طلب ولا أذن صاغية ولا تثير في اسرائيل الآن سوى الاستهزاء. لكن ماذا عن مبلغ الحكمة؟ إنها ايضا ليست سلعة رائجة. ولا يوجد ما يُقال في استخلاص الدروس من ماضي الاغتيالات العقيم. إن الشعب يريد اغتيالا فليُعطى له؛ فاغتلْ.
سيكون الرد الفلسطيني على اغتيال زوجة ضيف وابنه كالرد الاسرائيلي بالضبط لو كان الوضع بالعكس، أي بالانتقام. وقد رأيناه برشقات القذائف الصاروخية أمس وسنراه ايضا. لن يكون عن زوجة ضيف وابنه بديل لكن سيكون عنه هو نفسه بديل كما كان عن كل من سبقوه من ضحايا حروب اغتيالات اسرائيل على تعاقبها. ولم يكن أحد ممن حلوا محل الأسلاف أكثر اعتدالا من أسلافه: فلم يكن عبد العزيز الرنتيسي أكثر اعتدالا من أحمد ياسين، وليس ضيف بأكثر اعتدالا من أحمد الجعبري، ولم يكن وريث يحيى عياش محمود عباس. ولم يولد بعد الاغتيال الذي غير المواقف الى أحسن. علقت اسرائيل فقط في حزامها جماجم اخرى إيهاما بالنصر، ولم تُصب شيئا من ذلك سوى سفك الدم وشهوة الانتقام ومشاعر الكراهية. لكن لماذا تتعلم اسرائيل من ماضيها؟ إن هذا منطقي ومطلوب جدا.
علقت هذه الحرب باسرائيل وغزة مثل بقايا عِلْكة ممضوغة لا تترك النعل، وهي تأبى أن تنفصل عنهما. فنحن لا نرى نهايتها ولا نهاية لها. وقد أطال الاغتيال أول أمس أيامها فقط. ولا يعلم أحد ما هي الشروط التي وافق عليها وفد اسرائيل في القاهرة، فهذه مسألة غامضة بصورة خاصة، ولا يعلم أحد ايضا ماذا رفض. والانطباع الذي ينشأ من وراء حجاب الدخان هو أن اسرائيل لم توافق على منح غزة الكثير إن منحتها أصلا، وأن حماس ردت لخيبة أملها باطلاق القذائف الصاروخية.
توجد ايضا سيناريوهات (متخيلة؟) اخرى كذاك الذي يرى أن اسرائيل رأت فرصة اغتيال ضيف، ولهذا نكصت عن اتفاقاتها كي تمهد لأم كل صور النصر. لكن ما الذي أصابته من كل ذلك؟ لا شيء. فلا هدوء بل ولا صورة نصر متوهم بل دما وانتقاما آخرين فقط.




("هآرتس")



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمكن أن نفهم حماس
- السيئون للطيران(*)
- المرحلة القبيحة
- يوم ميلاد بيرس التسعين: احتفال مليء بالكذب والتضليل والخداع
- انقضى زمان القصف
- رسالة رد من -مساعد ارهاب-
- حقيبة اكاذيب الجيش الاسرائيلي
- اسرائيل 2011: ليس من الشرعي الدفاع عن حقوق الانسان
- دولة ال لا - لا
- إزاء هذه العنصرية كلها
- استفتاء شعبي غير أخلاقي
- من هو الضحية الحقيقي
- جُبْن صفدي عفِن
- زمن فك الارتباط
- أيها العرب انصرفوا
- يحل لنا فقط
- في الطريق اليك؟
- الفزاعة
- نتنياهو أعمى يقود طائفة من العميان
- الديمقراطية الوحيدة


المزيد.....




- ترامب يناور بالغواصات النووية.. مما يتألف الأسطول الأميركي ت ...
- أوكرانيا تضرب العمق الروسي وتكشف عن فساد واسع يستهدف قطاع ال ...
- الأطفال الجائعون وتفشي البلادة الأخلاقية
- أسير إسرائيلي جائع يحفر قبره.. المقاومة تزلزل العالم
- إدانة ماليزية شعبية ورسمية لجرائم التجويع في غزة
- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - زوجته وابنه