أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رافد الطاهري - طريق النجاة الموحش














المزيد.....

طريق النجاة الموحش


رافد الطاهري

الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 21:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



كان "خفي" ، يجلس كاعدته وحيدا امام دكانه الصغير ، حيث يعج عصراً بصغار المنطقة الامنة ، لشراء ( الخرز ) وهي كرات مدورة ملونة صغيرة للعب ، واحيانا كثيرة يمر به "ابى طقس" و "سندي" لشراء السجائر حيث انه كان يتاجر بماركة بغداد و سومر ، وفي ظهيرة يوم عادي ، واثناء ما كانت الشمس تتوسط السماء ، رآى من بعيد حيث الجبال الجرداء ترابٌ متناثر في الفضاء وكانها عجاجة مارة كأيام الصيف العادية في بلده ، و الحقيقة "خفي" كان يكره التلفاز والمذياع الا من بعض ( كاسيتات) التراتيل الروحية .
الباب الخشبي يطرق بقوة كاد ينكسر من شدة الطرق ، ظهر مسرعا لهم ؟ من انتم ؟ ولما تطرقون هكذا ؟!! اجابه : اخرج ايها الكافر والا قطعناك ارباً ، ارتجف الرجل الطاعن بالسن و أول ما تبادر لذهنه البسيط ان سجائر بغداد و سومر الغاليتين قد سرقة، فهلم لهم فاتح الباب بسروال مزركش ؟ وصدر عار حيث كان يحلم يوميا بالاستلقاء امام بحر هواي والنساء تحيطه ، ماذا بكم؟ يصرخ عليهم مؤشراً بيد وماسكاً الباب بالاخرى ، واذا بضربة من مؤخرة سلاح امريكي m-14 على ما اعتقد رنحته فاسقطته ارضاً جاعلة ندبة ع فكه سيتذكرها بقية حياته ، جر من اخمس قدمه اتجاه باحة القرية والاتربة تداعب جسده و وجهه تاركٍ احدى عينيه مفتوحة قليلاً ليرى بقية اهل القرية وهم مضرجين بالدماء والمنازل بداء لهيب النار ياكلها ، و عصبة من اشباه رجال متشحين السواد عيونهم الحمراء تغطيها عدسات نظارة ( كارتير ) الفاخرة وشرائط تلف ادمغتهم خيل له لوهلة انها مكتوبة بالعبرية !! ولكن بعد ان استقر ع الارض اتضح انها مكتوبة بالعربية ( لااله .... ) ، فابتسم ؟!.
بعد فترة طويلة و بوادر الصباح تضرب سماء مظلمة ، وحين لهو العصابة ، بالتلذذ بقتل شباب القرية و اغتصاب نسائها وقيام مجموعة اخرى بسرقة دكاكينها الصغيرة ، التفت تجاه صديقاه الوحيدين ابى طقس و العجوزة سندي ، ابتسمى لبعض ، وجرو انفسهم للهرب خارج البلدة كما حدث في فيلم ( لاجل حفنة دولارات / الكابوي الامريكي كلنت استودد) ، متفكرين فقط بالوصول الى الوادي ومنه نحو المجهول ( الجبل) ، وباقدام عارية واجسام مهشمة العظام جراء الضرب ، و مخيلة مليئة بصور ليلة مرعبة بحق ، يسيرون نحو الجبل ، نفس الجبل الذي كان الشيطان ينتظرهم فيه في كل احتفال يقيموه ، ( زرزيآييل ) طاووس الملائكة الذي تمرد ومنذ بداية الخلق ع ربه فافترش الارض معاش .
صوت سيارة ( الهمر ) واطلاقات النار تقترب منهم وهم يسيرون حفات ع صخور زجاجية الحواف ، والشفاه هدلة وتشققت والقلوب بنبض كطبل اغريقي ، تحاول بلوغ الحناجر ، ولكن بلع الريق ما يمنعها الهرب من اجسادهم المتعفنة بشمس مرتفعات ( سنجار ) ، و تستمر رحلة طريق الحرية نحو الطاووس بكل وحشة و عدوانية من حياة بخسة ، حاملين معهم ما تبقى من قراهم و احلامهم ، يسيرون ليلا كما النهار البأس لا ترحمهم آلة الحرب ، بين جبالا شاهقة وسماء وليلا سمائه حمراء ، صدى القرى المحترقة ، و هواء يهب بين الحين والحين عليهم ناقل اخبار الجثث الملقاة برائحة الشعر الاشقر الطويل الذي مازال يعطر الجو بذكرى سفالة هؤلاء الشرذمة من الحياة .
اخرجت سندي اخر سيجارة بغداد من جيبها المشقق ، بعد ان استراحو قيلا ع حافة الجبل و بعد المسير الطويل ، لتبحث عن قدحة ، او شعلة نار في ليل اسود وجبل يعج بالوحوش البرية التي رحمتهم او اشفقت عليهم حتى ، بعد ان انتزع الرحمة منهم اخيهم الانسان نفسه ، ولكن بلا جدوى ، فكان ابى طقس يحاول تقليد ابائه بضرب حجارتين مع بعض من الحجارة الجيرية للجبل ، ولكنه لم ينجح فيداه ترتجف كثيرا والدمع من عينيه قد رطب الحجر ، فامسكوا بايدي بعض ( خفي و ابى طقس ، و سندي ) وبداؤ بشم سيجارة بغداد ورائحة التبغ التي انعشت بالهم ، حتى استيقضت الرجولة بامراءة في مجلس النواب لتعلن دموعها حملة انقاذ لهم .

رافد الطاهري / قصة قصيرة , اهداء بسيط لشعوب تتمزق ...



#رافد_الطاهري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللوبي الامريكي و( داعش )----- تجربة استخبارتية اسدية ناجحة ...
- ولي عهد قطر
- الكبت .....
- مجموعة قصائد
- شجرة نصف جذر ..
- شركة نفط الجنوب وحزب الدعوة ...
- مخلفات لص
- رحيل .. منتظر ؟؟!!!!
- سياسي مهزوم / ومجموعات اخر..
- اليمين واليمين المتطرف ..
- منارات غرقى؟.......
- همست
- المهم....
- لوحاتي...
- وزارة النفط الى اين
- اشارات ليزيرية
- عش
- سياسي
- لوحة غير معدنية
- الحدود الدنيا..


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رافد الطاهري - طريق النجاة الموحش