أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين كركوش - ليس ثمة انشقاقات وكل شيء هاديء على جبهة الأحزاب العراقية الحاكمة














المزيد.....

ليس ثمة انشقاقات وكل شيء هاديء على جبهة الأحزاب العراقية الحاكمة


حسين كركوش

الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حسين كركوش

ليس ثمة انشقاقات وكل شيء هاديء على جبهة الأحزاب العراقية الحاكمة


أعجب ولا ينتهي عجبي وأنا أجد هذه الأيام مَن يتوقع استنادا على ما حدث أخيرا داخل حزب الدعوة الإسلامية، بأن الحزب سيعصف به انشقاق عميق و واسع أو أن فلان الفلاني في قيادة الحزب سيستقيل من موقعه الوظيفي ويعتكف في بيته أو أن البعض داخل الحزب سيتحولون إلى معارضة داخل البرلمان !! هذه أوهام يؤمن بها أناس من أصحاب أهل الكهف الذين تحسبهم أيقاظا وهم رقود. نعم، هولاء رقود لأنهم يعتقدون أن رجال حزب الدعوة ما يزالون " فتية آمنوا بربهم " وليسوا فتية أمنوا بالدولة الريعية العراقية وما يدره اقتصادها الريعي من أرباح أسطورية وعقود تجارية وجاه ووجاهة ومناصب وحسابات مصرفية وقصور وسيارات مصفحة وأسراب حماية. هولاء نيام وحمقى ومجانين لأنهم يعتقدون أن (الدعاة) ما زالوا يرددون (هيهات منا الذلة)، بينما الدعاة الآن يرددون، على الأقل مع أنفسهم : ألف أهلا بالذلة ما دامت تمنحنا هذا النعيم.
لن يحدث انشقاق لا في حزب الدعوة ولا في الائتلاف الشيعي كله ولا في الائتلاف السني كله ولا في الائتلاف الكردي ولا في صفوف العلمانيين ولا في صفوف الإسلامويين ولا في صفوف أي كتلة أخرى. وكل ما رأيناه وما سنراه لاحقا من رواح ومجيء و ظهور كتل صغيرة بيضاء وصفراء وخضراء وسوداء داخل جميع الكتل السياسية إنما حَدثَ وسيحدث تحت شعار (الصلاة خلف علي أتم والطعام مع معاوية أدسم) وامتلاك لسانين أسلم,
ذَهبَ زمن الاستقالات منذ 17 تموز 1968 عندما بدأت الدولة تصاب بفقر دم مريع ثم أصبحت، حالما تفرد صدام بالحكم، تُدار بذهنية (أنا الدولة والدولة أنا). ثم عندما أُصيبت الدولة بالكساح بعد عام 2003 حينما تحولت إلى شركة تجارية تُدار بذهنية الغنيمة وبعقلية البازار البدائية : (هذه فرصة و السبع اللي يعبي بالأسكلة رقي).
هل رأيتم وزيرا استقال من منصبه طوال حكم صدام حسين ؟ هل رأيتم وزيرا تخلى عن منصبه طواعية منذ عام 2003 ؟ بالتأكيد، لا. في الحالة الأولى يُقطع عنقه ورزقه وفي الحالة الثانية ينقطع رزقه. وأي رزق !! ولهذا علينا أن ننتظر طويلا جدا حتى يظهر حسقيل ساسون جديد يصفق الباب وراءه ويغادر مجلس الوزراء احتجاجا لتدخل رئيس المجلس في عمله قائلا للحاضرين: "هذا موضوع من اختصاصي فأن وافقتم عليه فبها وإلا فلا أعمل معكم." وعلينا أن ننتظر زمنا أطول حتى يظهر سياسي عراقي مثل عبد المحسن السعدون تهتز الأمة العراقية هلعا لانتحاره وهي تقرأ في وصيته : " يظنون أني خائن للوطن، وعبدا للإنكليز ؟ ما أعظم المصيبة !! أنا الفدائي الأشد إخلاصا لوطني .." وعلينا أن نحلم بأن يظهر سياسي مثل فؤاد الركابي يرفض إغراءات السلطة ومفاتنها فيقدم استقالته وهو في السادسة والعشرين من منصب وزاري يحلم بشغله ألآلاف ثم يواصل مواقفه المبدأية رافضا بأخلاقية عالية كل الامتيازات لينتهي به المطاف مقتولا أشنع قتلة في سجون صدام. وعلينا أن ننتظر طويلا طويلا حتى يظهر وزير مثل محمد حديد يستقيل من حزبه ومن وظيفته الوزارية حتى لا يقال أنه تخلى عن حزبه وساند عبد الكريم قاسم طمعا بجاه وبمنصب.
أما الانشقاقات داخل الأحزاب فكانت تحدث لأن المبادئ كانت موجودة، ولا يهم أن اتفقنا أو اختلفنا حول صحتها. خذ الحزب الوطني الديمقراطي مثلا. عبد الكريم الأزري وعبود الشالجي استقالا من الحزب الوطني الديمقراطي عام 1947 لأسباب مبدأية. واستقال طلعت الشيباني وزكي عبد الوهاب من نفس الحزب لخلافهما مع الجادرجي لأسباب فكرية تخص موقفهما من الاشتراكية الديمقراطية وفهمهما لها. وقدم كامل القزانجي استقالته من الحزب نفسه لأسباب آيدولوجية. وانشق محمد حديد عن الحزب لأسباب سياسية مبدئية.
أما انشقاقات الحزب الشيوعي العراقي فأن المنشقين والمنشقين عليهم كانوا يتسابقون أيهم يدخل السجن وربما يُعدم قبل الآخر، وما كانت الاتهامات تدور حول الحصول على مكاسب وامتيازات و أي الفريقين يحقق أرباحا مالية أكثر، وإنما أيهم الأكثر أخلاصا لمبادئ الحزب، وبلغة تلك الأيام، أيهم الأنتهازي البرجوازي التصفوي وأيهم الماركسي اللينيني الأصيل.
وكبار السن من العراقيين ما يزالون يتذكرون الانشقاقات التي حدثت في حزب البعث بعد أن طُرد من السلطة أثر انقلاب تشرين 1963، وكيف كانت مفردة ( يساري) التي كان يطلقها حزب البعث (جماعة سوريا) على أنفسهم مدعاة للفخر إزاء مفردة (يميني) التي كانوا يطلقونها كشتيمة قاسية ضد ما تبقى من حزب البعث. ونتذكر كذلك أي انشقاقات عصفت بحركة القوميين العرب بعد انتكاسة 1967، لا بحثا عن مناصب وامتيازات وإنما بحثا عن رؤى جديدة واستنباط أفكار خلاقة في مواجهة الكارثة التي حلت.
و حزب الدعوة نفسه لم يخل من انشقاقات كانت المبادئ دافعها، وقتذاك حينما كان الدعاة يتسابقون نحو الموت ويفرون من مأوى سري لأخر و عندما لم يذق الدعاة بعد لذة الركوب في سيارات مصفحة مظللة يحرس كل واحدة منها أسطول من سيارات الحماية.
الآن ما من انشقاقات و لا استقالات لأن جميع (أقول جيدا: جميع) الساسة والأحزاب الذين يقودون الدولة ويشاركون في إدارتها يتعاملون مع الدولة كدكان كان متواضع الأرباح آلت إليهم ملكيته بعد أن دفعوا (سرقفلية)، وها هو دكان الأمس البسيط قد تحول اليوم إلى شركة تجارية عملاقة تدر أرباحا بالمليارات. فهل وجدتم صاحب شركة مزدهرة تخلى عنها وهل سمعتم بمساهم في شركة عملاقة ذات أرباح خيالية انشق عن شركاءه في مجلس إدارتها !



#حسين_كركوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام ليس ماركة مسجلة والإسلامويون ليسوا الوكلاء الحصريين
- ( الطيور الصفراء) : رواية أميركية عن الحرب الأميركية في العر ...
- هل يتحول البئر اللاديمقراطي الذي حفره المالكي لإياد علاوي عا ...
- همس المدن أم صراخها ؟
- المثقف العراقي والانتخابات
- العلمانية بين التهريج السياسي والحقيقة
- الصكار ينهي رحلته ويعود ليتوسد تراب العراق
- ألصاق تهم المخمورين وزواج المثليين بمن يعارض من العراقيين !!
- رأيتم (قطر) المالكي لعد اعتزال الصدر، انتظروا كيف ( ينهمر ال ...
- خطاب مقتدى الصدر انتصار للدولة المدنية حتى وأن لم يعلن ذلك
- صورة المثقف في رواية دنى غالي ( منازل الوحشة)
- رواية (طشاري): لماذا أصبح العراقيون المسيحيون -طشاري ما له و ...
- ( هروب الموناليزا): توثيق لخراب الماضي وهلع من إعادة استنساخ ...
- الحزب الشيوعي في عراق ما بعد صدام حسين
- العنف ليس قدر العراقيين ولا مصيرهم الذي لا خلاص منه
- الخارجية الاميركية تعلم العراقيين اصول الكلام : هزلت ورب الك ...
- حتى لا يتكرر( كرسي الزيات) مرة اخرى


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين كركوش - ليس ثمة انشقاقات وكل شيء هاديء على جبهة الأحزاب العراقية الحاكمة