أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين كركوش - الإسلام ليس ماركة مسجلة والإسلامويون ليسوا الوكلاء الحصريين














المزيد.....

الإسلام ليس ماركة مسجلة والإسلامويون ليسوا الوكلاء الحصريين


حسين كركوش

الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 20:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اتحدث في هذه السطور، والتي تليها لاحقا، عن الإسلام وإنما عن (الإسلاموية Islamisme)، ولن أتحدث عن المسلم وإنما عن (الإسلاموي Islamiste ). فالإسلاموية والإسلامويون شيء، والإسلام والمسلمون شيء أخر. وقبل أن أفصل الفرق بين هذه المصطلحات أرى من الضروري جدا جدا التأكيد على ما يلي:
لا توجد في الكون كله جهة تملك الحق ولا القدرة على شطب الأديان وإلغاءها أو تمنع المؤمنين من أصحاب جميع الديانات السماوية والوضعية عن أن يؤمنوا ويتعبدوا ويمارسوا طقوسهم الدينية بكل أشكالها وأنواعها، مهما اعتبر البعض هذه الطقوس متعصبة ومتطرفة ومغالية ومتخلفة وغريبة وشاذة.
من حق أي إنسان، من حقه الطبيعي، ممارسة الطقوس التي يؤمن بها: أن يفلق رأسه بسيف ويلهب ظهره بالسياط والحديد ويقطع مئات الأميال مشيا على الأقدام لزيارة مراقده المقدسة، كما الشيعة. أن يلتهم الزجاج ويثقب خاصرته بسيخ في حلقات الدروشة، كما السنة. أن يزحف على ركبتيه بخشوع وبخضوع لطلب المراد، كما يفعل ملايين الحجاج المسيحيون سنويا عند مزار لورد في مدينة (لورد) الفرنسية، ومزار (فاتيما) في البرتغال. أن يطيل شعر رأسه ويجعله ظفائرا ويلبس السواد ويضع قبعة على رأسه ويشعل الشموع ولا يمارس بعض المهن يوم السبت، كما عند اليهود. أن يحج إلى نهر الكنج، كما يفعل سنويا ملايين الهندوس. أن تغطى جثته بالثلج أولا ثم تحرق لاحقا، كما عند البوذيين .. الخ.
هذه طقوس مختلفة وهي مقدسة عند من يمارسها، وربما رأت كل ملة أن ما تفعله هو الصحيح الذي لا يصح غيره وكل طقوس غير طقوسها، عجيبة غريبة معقدة وخرافات تثير استغرابها. وهذه الطقوس ولدت من رحم الدين وليست لها علاقة بالسياسة، لا من قريب ولا من بعيد. هي طقوس دينية، ومن المستحيل ثني المؤمنين بها عن ممارستها، ولا يحق لأي جهة السخرية منها والاستهزاء بها.
وإذا ظهرت قوة كهذه تعادي الدين، أو لنقل تعادي الإسلام ما دمنا نتحدث عنه، وتسخر منه وتحاربه وتحارب المسلمين وتمنع الطقوس التي يمارسونها ويطبقونها، تحت أي ذريعة مهما كانت، فأنها لا يمكن أن توصف ألا بأنها قوة فاشية، ديكتاتورية، غاشمة، ظالمة.
وبالمقابل ستوصف بالفاشية كل جهة تمنح نفسها حق فرض تصورها الخاص عن التدين والإيمان الديني على الناس فرضا. وستوصف بالمكارثية أن هي اجبرتهم على تغيير قناعاتهم الضميرية الشخصية ومعتقداتهم الفكرية أو اضطهدتهم بسببها، مهما كانت هذه القناعات و المعتقدات. أو أن تمنح نفسها حق الوصاية الإلهية على البشر، أو تبيح لنفسها حق منح تأشيرات لدخول الجنة لمن تشاء وتحرمها عن من تشاء.
لكل إنسان أن يؤمن أو لا يؤمن. والخالق وحده، وليس البشر، هو من يعاقب ويحاسب الناس على أفعالهم. والخالق وحده هو الأعلم بما تنطوي عليه نفس المخلوق ونواياه. نعم الخالق وحده، وليس أي مخلوق آخر مهما عظمت منزلته الدينية. والحديث النبوي الشريف يقول (الخلق كلهم عيال الله) وليس عيال (وكلاء) الله الذين يجعلون من أنفسهم ظلال الله على الأرض، سواء كان هولاء الوكلاء أفرادا أو جماعات، أحزابا أو هيئات.
والقران الكريم واضح في سماحته وفي تسامحه، و واضح في ما يخص حرية الخيارات التي تركها الخالق للمخلوق الفرد. فالآيات القرآنية تقول: ( قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.الكهف:29) و ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. النساء:48) و (لا أكراه في الدين فقد تبين الرشد من الغي. البقرة:256) و (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين. النحل: 125) و (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين. هود: 118). و ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم أجمعين أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. يونس:99) و (إن هذه تذكرة فمن شاء أتخذ إلى ربه سبيلا. المزمل:19) و (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا. الإنسان:3).
ولقد نبه الخالق، بوضوح، المخلوق لعواقب الخيارات التي يتخذها في الحياة الدنيا، والنتائج المترتبة عليه في الآخرة.
ورد في القرآن الكريم: (إنا اعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وأن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمنهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا. الكهف:29) و(فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم. البقرة:256) و( إنا اعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالا وسعيرا. الإنسان:4).
وهكذا فأن الخالق بين للفرد ما عليه أن يفعل وترك للفرد وحده أن يتحمل مسؤولية خياراته ونتائج أفعاله بعد أن نبهه لعواقب أفعاله: إن فعلت كذا ستحصل على كذا وإن فعلت كذا تحصل على كذا، دون إيكال تنفيذ الأمر الإلهي إلى (وكلاء)، أي لأحزاب ولجماعات ولمليشيات، أو لأي جهة أخرى، مهما كانت. وبالتالي فأنه ليس من حق أي جهة، فردا كانت أو جماعة، أن تقول: (أنا الوكيل الحصري للإسلام) و غيري ماركة مزيفة.

يتبع.



#حسين_كركوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ( الطيور الصفراء) : رواية أميركية عن الحرب الأميركية في العر ...
- هل يتحول البئر اللاديمقراطي الذي حفره المالكي لإياد علاوي عا ...
- همس المدن أم صراخها ؟
- المثقف العراقي والانتخابات
- العلمانية بين التهريج السياسي والحقيقة
- الصكار ينهي رحلته ويعود ليتوسد تراب العراق
- ألصاق تهم المخمورين وزواج المثليين بمن يعارض من العراقيين !!
- رأيتم (قطر) المالكي لعد اعتزال الصدر، انتظروا كيف ( ينهمر ال ...
- خطاب مقتدى الصدر انتصار للدولة المدنية حتى وأن لم يعلن ذلك
- صورة المثقف في رواية دنى غالي ( منازل الوحشة)
- رواية (طشاري): لماذا أصبح العراقيون المسيحيون -طشاري ما له و ...
- ( هروب الموناليزا): توثيق لخراب الماضي وهلع من إعادة استنساخ ...
- الحزب الشيوعي في عراق ما بعد صدام حسين
- العنف ليس قدر العراقيين ولا مصيرهم الذي لا خلاص منه
- الخارجية الاميركية تعلم العراقيين اصول الكلام : هزلت ورب الك ...
- حتى لا يتكرر( كرسي الزيات) مرة اخرى


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين كركوش - الإسلام ليس ماركة مسجلة والإسلامويون ليسوا الوكلاء الحصريين