أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين كركوش - حتى لا يتكرر( كرسي الزيات) مرة اخرى















المزيد.....



حتى لا يتكرر( كرسي الزيات) مرة اخرى


حسين كركوش

الحوار المتمدن-العدد: 214 - 2002 / 8 / 9 - 03:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


رسالة/  الى سماحة آية الله السيد مرتضى العسكري

          الى سماحة آية الله السيد كاظم الحائري

          الى سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي

 

 

 

 

شبعنا نحن اهل العراق ظلما, و( مججنا) ,  منذ ايام الفرزدق, وما زلنا نمج حتى الساعة( نجيعا من دم الجوف احمرا)0وابتنى لنا الظلمة والطغاة حبوسا , ربما كانت استثنائية في هولها , فاطبقت علينا جيلا بعد جيل : من سجن الديماس الى سجن المطبق , ومن سجن المخيس الى نقرة السلمان, ومن سجن الامن العامة الى سجن قصر النهاية , حتى تحول العراق على يد ظلمة اليوم الى سجن كبير بالمعنى الحرفي والمجازي0 وفي كل مرة يهرق دمنا بحجة جديدة, بل قل هي الحجة نفسها تتكرر وان تلبست بلبوس جديدة : ذبحنا مرة ل( اننا) خوارج او رافضة0 وامروا (بجثثنا لتفصل على ثلاثة جذوع) مرة ثانية, لاننا شعوبيين 0  وارادوا استئصالنا مرة ثالثة لاننا شيوعيين , او ملاحدة او زنادقة او قرامطة0  وهي تهم, لعمري, عامة , اتهم فيها كل من عارض سلطة الحاكم0

 

وفي كل مرة يقبر فيها طاغية , نشيعه مرددين مع دعبل الخزاعي : قد قلت إذ غيبوه وانصرفوا / في شر قبر لشر مدفون0

وعندها نقول لانفسنا: ان جاء( الفرج بعد الشدة0) ولكن ذاك الفرج سرعان ما يضيق فيصبح كوة صغيرة , ثم تغلق حتى الكوة ليحل بعد ذلك ظلام دامس , بعد ان يخرج لنا طاغية جديد يعسفنا عسفا ويقطع حرثنا ونسلنا , ويملي علينا اوامره0  فاذا خضعنا له , قال انتم الاماجد والكبار والنشامى0 واذا رفضنا او تململنا اتهمنا بالكفر والغدر والنفاق والشقاق  , او قال , لقد استوردناكم  مع جاموس محمد القاسم من الهند0 فنعود نحن نردد ما ردده دعبل , ايضا :

 

 خليفة مات لم يحزن له احد / واخر قام لم يفرح به احد

 

ويظل ولاة امرنا يرددون اللازمة ذاتها ( والله , العراقيين ما ينفع وياهم شي)0

 

ولكننا نعرف , وكل الطغاة الذين ساسوا امورنا يعرفون , ايضا, ان ( الشي) الوحيد الذي ( ينفع ويانا ) هي الديمقراطية , والديمقراطية , ثم الديمقراطية , ولا شيء سوى الديمقراطية0 نحن نبغيها لانها الحل الامثل لمشاكلنا , والطغاة يرفضونها لان غيابها هو السبيل الوحيد لبقائهم في كراسي الحكم0

نقول الديمقراطية , لاننا , اهل العراق اهل ( ملل ونحل )0 وليس ذنبا , ولا هي شتيمة لنا ان كثرت بيننا الملل والنحل0 ولا يحق لاي واحد من الظلمة ان يتعكز على حجة الخلاف بيننا, فيامر دولاب العذاب بالدوران0

وستكون داهية الدواهي ان  يرفض الديمقراطية من اكتوى بنار غيابها0

 

وانا اشير هنا الى بيانات صدرت عن كوكبة من العلماء الافاضل , هم سماحة آية الله السيد مرتضى العسكري , وسماحة آية الله السيد كاظم الحائري , وسماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي , ردا على سؤال يتعلق ب( إئتلاف القوى الوطنية العراقية ) الذي صدر من لندن قبل اسابيع , ووقع عليه الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة الاسلامية وجماعة العلماء المجاهدين , وقوى سياسية اسلامية اخرى0

قال سماحة آية الله السيد مرتضى العسكري ,وهو يتحدث عن الحزب الشيوعي العراقي , بان هذا الحزب تاسس في بلاد المسلمين ( العراق)  لمحاربة الاسلام وبناء عليه كيف يجوز أن يشترك معهم في ميثاق عمل سياسي) 0

وقال سماحة آية الله السيد كاظم الحائري ان ( هذا العمل ( الائتلاف) من اعظم المحرمات عند الله) , واضاف سماحته بان الحزب الشيوعي من ( مقدمة أعداء الحركات الاسلامية )  , وان الشيوعييين ( لا ايمان لهم وهم يكنون العداء الكامل للاسلام وللاسلاميين وسيطعنونهم من الخلف)0

وقال سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي , ان ( المشاركة في هذا الميثاق من المحرمات الاكيدة في الشريعة)0

 

لقد ظننا قبل ان نقرا بيانات هولاء العلماء  الافاضل, بان الشحناء بين القوى الاسلامية وبين الحزب الشيوعي , قد طفئت , وان الشر انقطع بين الجميع0  

 وعندي ان ( أتلاف القوى الوطنية العراقية ) الذي يحمل تواقيع الحزب الشيوعي العراقي وجهات اسلامية سياسية اخرى, هو إعلان لدفن حقبة من المراهقة السياسية ذاق العراق بسببها خيبات مرة ,  وتدشين رؤى مشتركة ناضجة  لخصوم الامس , لبناء مستقبل ياخذ بعين الاعتبار جميع المتغيرات الهائلة التي شهدها العالم خلال السنوات الاخيرة0  انه أمر يشير الى عافية سياسية , مثلما يؤشر لاطفاء شحناء الماضي , وما رافقها من محاولات ( اسلامية ) حرمت الانتماء لهذا الحزب لان ( الشيوعية كفر والحاد ) , ومحاولات شيوعية مضادة اعتبرت القوى الدينية العراقية ( رديفا للقوى الرجعية وعقبة في طريق التقدم الاجتماعي0)

  

يقول سماحة آية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي بان( المصلحة الاسلامية تقتضي ان نتناسى الادوار السلبية المعادية لهذه الاحزاب المادية الالحادية من الاسلام , في بلادنا وعقر دارنا0)

وليسمح لي سماحة الله الشيخ محمد مهدي الآصفي ( وانا اتحدث هنا حصرا عن الحزب الشيوعي العراقي , لا غيره) ان اقول بان تاريخ القضاء العراقي واضبارات دوائر الشرطة وموسوعات مديرية الامن , وبطون كتب تاريخ العراق الحديث والاطروحات الجامعية لم تسجل سابقة واحدة , منذ ان ظهر هذا الحزب وحتى هذه الساعة , ادين فيها شيوعي عراقي واحد بتهمة الكفر والالحاد ( في بلادنا وعقر دارنا0) وبالمقابل , فان شهود عدول قالوا ونشروا ما قالوه في قراطيس , بان اعداء الحزب الشيوعي كانوا يقسمون زورا وبهتانا , بانهم شاهدوا الشيوعيين  العراقيين بامهات عيونهم يحرقون القران الكريم امام الملأ , لكي يثبتوا عليهم تهمة الالحاد ويرمونهم بالكفر , فيحلوا بذلك دمهم0

اقول هذا, وانا ( والله يشهد ) لم اقض طوال سنوات عمري التي شارفت الستين, في صفوف هذا الحزب سوى اشهر معدودات ايام صباي0 لكن ( في صدري حرارة ( اشعلتها نبرة بياناتكم , يا اصحاب السماحة العلماء) لا يطفيها الا برد عدل ) وقولة حق0 والحق الذي اراه , هو ان الشيوعيين العراقيين ( مجوا ) اكثر من غيرهم ( نجيعا من دم الجوف احمر) , لا بسبب الحادهم قط , وانما لانهم رفضوا عامدين ان ( ينالوا حبل ) الظلمة والطغاة الذين حكموا العراق0

 

وعندي , لو ان ( اصفهاني ) معاصر كتب عن تاريخ العراق المعاصر , فانه سيفرد كتابا باكمله عن ( مقاتل الشيوعيين العراقيين)0

اما ( الادوار السلبية ) للحزب الشيوعي العراقي , فان ( المصلحة الاسلامية ) والمصلحة العراقية تقتضي الان نسيانها , مثلما تقتضي نسيان الادوار السلبية لجميع القوى السياسية العراقية , ما خلا ما فعله صدام ومن معه , لان ما فعلوه لا يمكن عده من باب ( الادوار السلبية) , وانما هو ولوغ بدم العراقيين وهتك لاعراضهم0

وبدون التسامح , اي نسيان ( الادوار السلبية ) التي ارتكبتها جميع القوى السياسية العراقية في غابر الايام , فلا يمكن لعراق الغد ان يقوم وينهض من الركام0

وعراق الغد الذي ننشده هو ذاك الذي يحكمه قاض لا تاخذه في الحق لومة لائم , وصاحب شرطة ينصف العراقيين , كل العراقيين , مهما تلونت حبال الرأي ووجهات النظر والمواقف والاجتهادات التي يعتصمون بها0 نريد عراقا نحيا فيه احرارا مثلما ولدتنا امهاتنا , في دولة قانون , وليس  داخل غابة يلتهم , وفق شريعتها , القوي الضعيف0 

نريد عراقا نفكر فيه مثلما نريد , ونقف فيه مع أية جهة سياسية نجدها على صواب , ونجتهد في الراي , دون الخوف ان تقطع رقابنا بسيف حاكم او بفتوى محكوم0 نريد ان تمحى وللابد جملة ( يا غلام اقطع رأسه)0

 

لممنا ؟ مسؤولون عنها امام ضمائرنا0

 

كبائرنا ؟ الله وحده يعاقبنا عليها, والاية الكريمة صريحة في كرمها وتسامحها( إن الله لا يغفر ان يشرك به0 ويغفربعد ذلك لمن يشاء )0 ولا يحق لأي عبد من عباد الله , مهما كانت تقواه وورعه و منزلته الاجتماعية والدينية والسياسية, ان ينافس الله سبحانه وتعالى في كرمه وتسامحه0

 

جرائمنا ؟ يعاقبنا عليها دستور نسنه جميعا تحت قبة برلمان , ونخضع لسطوته جميعا , وليس (دستور) يسنه رئيس العشيرة او الحزب او الطائفة او الملة , مهما وصلت نزاهة هولاء ووصل عدلهم0

 

نريد لاجيالنا القادمة ان تعيش في عراق يصيح فيه العراقي باعلى صوته : انا مسلم متدين وشديد الغيرة على ديني , انا مسيحي اشيد ما اريد من دور عبادة في بلدي العراق, انا صابئي وامارس طقوس ديانتي كما اريد, انا تركماني وفخور بانتمائي , انا كردي ولا اخشى ان اطالب بالفيدرالية, انا يزيدي وارفض ان تقطع شعرة واحدة من ديانتي, انا شيوعي وفخور بانتمائي لهذا الحزب , انا ديمقراطي وارفض ان يكمم صوتي احد , انا علماني واعيش حياتي الخاصة مثلما اريد , انا( 000000)0

 

نقول هذا , يا سماحة العلماء الافاضل , حتى لا( يكرب قبر الحسين ثانية وتعفى اثاره , وتوضع على سائر الطرق مسالح لا يجدون احدا زاره إلا أتوا به ( الى الحاكم ) فقتله او انهكه عقوبة)0

نقول هذا حتى لا يتفنن حكامنا الجدد بصناعة ( كرسي الزيات ) من جديد0

نقول هذا حتى لا تعلق جثث الشيوعيين العراقيين في شوارع بغداد , او يصدر الظلمة بيانا يقولون فيه اظفروا بالشيوعيين اينما وجدتموهم0

نقول هذا حتى تصان اعراض ( بنات الهدى ) وكل حرائر العراق , وحتى لا تراق من جديد دماء الصدر وعبد العزيز البدري وعبد الكريم قاسم  , وثوار العارضيات , ورجال الوثبة وابطال الانتفاضة0

نقول هذا حتى لا يعرف احفادنا ( حلبجة جديدة ) , او ( حملة انفال اخرى )0

نقول هذا حتى لا يظهر بيننا , مرة اخرى,( علي حسين المجيد) فيكتم انفاس العراقيين , لا قطعا بالسيف , وانما سحقا ب( بصطاله) العسكري0

 

يقال ان اعرابية سمعت بموت الحجاج الثقفي , فرفعت يديها الى السماء وهي تقول : ( اللهم مته فأمت سنته) , أي نهجه واسلوب حكمه وفلسفته0

واهل العراق ألان يرفعون ايديهم الى السماء , وهم يرددون : اللهم , اقض على صدام, وعلى كل ما خطه وسنه وشرعه ونادى به0

فهل تخذلون ( حاشاكم الله) , يا اصحاب السماحة , أهلكم , أم تاخذون بايديهم وتضمدون جراحهم , وتعينون على بناء عراق ديمقراطي, حر, متسامح, لعراقيين احرار ؟

 

 

 

حسين كركوش / باريس

 

 

 

 



#حسين_كركوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حسين كركوش - حتى لا يتكرر( كرسي الزيات) مرة اخرى