الشرقي لبريز
اعلامي وكاتب مغربي
(Lebriz Ech-cherki)
الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 23:52
المحور:
الادب والفن
بعد عمر ها انا أجوب مناطق عالم بالمغرب المنسي ، و انا اتجه لحضور مراسيم تشيع جثمان رفيقي ، و نحن على طريق عشت لحظات ، ما كنت ساعيشها من ذي قبل ، من يدري ربما كنت ساغادر هذا العالم ،ازور هذه المناطق ، دون ان اعاين شدق العيش بام عيني ، في طريق لتلك البلدة التي شهدت ولدت البطل مرتين ، الاول برغبة من ولديه ، واخر برغبة من البطل نفسه ، بلدة محاطة بنهر ، تخترقها سواقي ، تبشر بالحياة ، تنشر بها اشجار الزيتون ، تحاصرها الجبال ، انه عالم حديث الولادة بالنسبة لي ، رغم انه موغل في الزمان .
شهر غشت يبشرني بحب اكبر من الحب نفسه ، عند مدخل البلدة انجلي كل دعر سكن نفسي مند بداية الرحلة ،خوف مرده للاستقبال ، المسالك و الطروقات الوعرة ...خوف طرد بقوة الحشود المتجمهرة امام مركز الدرك و اصوتهم تصدح بشعارات كلها حماسة .
انه مشهد عظيم ، يؤكد ان الانسان بامكانه ان يوقع شهادة ميلاده بنفسه ، شهادة ميلاد ابادية قرات في عيون امراة ، طفل ، شيخ ... ان الحياة لا تنهتي برحل الجسد ، انما تستمر في الاروح التي تسكنون قصرا .وانا اسمع اصواتهم المبحوحة الصادحة بالشعارات ، انه منظر رهيب ، حملني لاعيش مقطع من اغنية " لا تلبس السواد ام المكاريم فموته ميلاد ، و الفجر قادم ، لا نقبل العزاء و لا نسالم ، ابن الشهيد جاء يا شعبي عاهد ." لطالما اطربتني هذه الاغنية ، لكن و انا اعيشها فعلا انتابني احساس غريب ، الان ادركت ان حب الوطن اكبر من أي حب اخر .
صرخت في وجه نفسي ، الجبن يسكنني ، كم انت شجاع ايها البطل ، قدمت روحك فداء للوطن ، باستشهادك وقعت شهادة ميلادك الابديية لك المجد خلودا .
#الشرقي_لبريز (هاشتاغ)
Lebriz_Ech-cherki#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟