أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال التاغوتي - الثالوث المحرّك














المزيد.....

الثالوث المحرّك


كمال التاغوتي

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 02:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلطة في ذروة تبرجها وغنجها. تبرز متجردة تقطر عسلا مصفى. الدماء التي سالت غذتها فبعثتها غضة نضرة. لذلك غير الكلام اتجاهه سواء كان مرسلا دون ركائز تدعمه أو مسبوكا في قالب براق. وليس هناك، لمراودة السلطة ورصف السبيل إليها، أمضى من قناعين أحدهما ينقض الآخر: الأول قناع الزهد فيها والانشغال عنها بآلام ”الشعب“ ولؤم ”الساسة“ والاشتغال على الوجدان كأن تبوح بحبك للجميع أو أن تعرض نفسك شمعة تذوب من أجل الجميع أو أن تجند نفسك مصباحا يضيء الطريق للجميع. وهذا ”الجميع“ يضم حتى أولئك الذين تنتقدهم. الثاني قناع حامي الحمى كأن تظهر للجميع درعا واقيا من ”الأعداء“ وضامنا ”للأمن“، فيكون الاشتغال على غريزة حب البقاء. فكثيرة هي النصوص التي تبدل أصحابها فأمست سيلا جارفا من العواطف، بركانا من الحب غير المبرر أحيانا. هو الوجدان إذن مفتاح السلطة وفق عشاقها، لا المشاريع، وليس الأمر وقفا على من يسعى إلى هرمها أو من يقنع ببرلمانها، إنما الأخطر من هذا وذاك من يعمل على أن يكون جزءا من طاقمها، أقصد الوظائف العليا؛ فهم كثر والصراع بينهم دموي. لا جرم إذن أن يتسلل معجم عاطفي – وهو نقيض هدفه – إلى نصوص يبحث أصحابها عن أتباع، وقد يبلغ أحيانا – أقول أحيانا لأن هؤلاء يتقنون التناسب على الأقل – ميوعة فجة. والخطب يطم حين تختزل السلطة في اختيار أشخاص لا برامج، ولعل ذلك تحديدا ما يفسر سريان فعل ”يطمع...“غزيرا في الخبر الصحفي. ثالوث إذن يحكم ”الفوز“ بهذه البغي المقدسة: الحب والخوف والطمع. وأعتقد أنه منذ ”عهد الأمان“ بصيغتيْ سنتيْ 1857 و1861 والـ“الطامعون“ يقيمون صروحهم الموعودة على المضاف إليه، إذ علم التونسيون من قبل أن من يقبل عليهم إنما يعدهم بالأمان لا غير. فكأن الغاية من التسلط ليس سوى ضمان البقاء وليس بناء إنسان. وها هي حكومة الاتجاه الإسلامي تشهد أنها استاءت من تفعيل سمة من سمات ”الديمقراطية“ المتمثلة في ”حرية التعبير“، وكان السؤال المنكر: ”هل كنتم تستطيعون قول هذا في العهد السابق؟“، وكأنهم كانوا قادرين هم أنفسهم على الكلام، هذا ما يروجونه على الأقل لحظة التباكي والتبرير، بل يوهم سؤالهم المنكر بأنهم هم من ”فتح“ للتونسيين والتونسيات هذه الفجوة في نظام حديدي.
والمؤسف حقا أن ينساق البعض إلى اعتبار ما حدث في تونس ابتداء من انتفاضة الحوض المنجمي ليس سوى ”تدبير خارجي“، ومادام الأمر على هذه الشاكلة فإن تفشي ظاهرة ”الإرهاب“ عادي فهو سليل المؤامرة الكبرى لخلخلة النظام. ولم يبق أمام المرء إلا واحد من خيارين: إما الحسرة على ما كان ينعم به من أمن وإما الاستقالة والغرق في تفاهة اليومي. والخياران لا يؤديان إلا إلى استمرار النظام الفاسد وإعادة إنتاج البؤس والانحطاط لكن هذه المرة تحت راية المهربين أعرف الناس بمسالك القمع الوحشي وسبل تأبيد
الواقع، واقع الثالوث المذكور أعلاه: الخوف والحب والطمع.



#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التواكل والوعي المقلوب
- شُكْرًا لِمَنْ يَنْتَظِرُ رَحِيلِي
- اصْطِفَاءُ الحَطَب فِي وِجَاءِ النُّخَب
- فِي كَوالِيسِ الشِّعَاراتِ
- مِغْزَلُ السُّلْطَانِ
- جدول التهريب
- نَحْوَ اسْتِئْصَالِ صُهْيُونَ مِنَ الخَلاَيَا
- الحَجْرُ عَلَى أُمَّةٍ أدْمَنَتِ اليَأسَ
- قِصَّتِي مَعَ الدّاليةِ
- الفَارِسُ المَوْعُودُ
- نَعَمْ لِكَسْرِ الوِثَاقِ
- مُحَالٌ
- حَبِيبِي، كُنْ صَاعِقَةً وأنا الهَشِيمُ
- مكر الراوي في مسرحية -مغامرة رأس المملوك جابر- لسعد الله ونو ...
- درويش
- رسالة حمدان قَرْمَط إلى أهل السّواد
- لِمَ عَاجَلْتَنا بِالنَّشِيدَ ؟
- أخِي يَصْقُلُ شَمْسَهُ
- الإبادة الجماعية في القرآن مهمة تطهيرية
- سحابة عابرة


المزيد.....




- غضب فأصابه بالرصاص وهرب.. شاهد القبض على ضابط أطلق النار على ...
- يوم تحرير الرهائن الأربعة -أحد أكثر الأيام دموية في حرب غزة ...
- الفاعلون الدوليون ومواقفهم من خطر إبادة جماعية في السودان
- كييف تستهدف أحدث مقاتلة روسية واتهامات لموسكو بتجنيد مهاجرين ...
- -كتائب القسام- تعلن مقتل 3 أسرى أحدهم يحمل الجنسية الأمريكية ...
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يحقق تقدما كبيرا في معارك جمهورية ...
- خلف 274 قتيلا فلسطينيا مدنيا.. واشنطن تؤكد مشاركتها بهجوم إس ...
- ناشطو المناخ يعطلون حفل زفاف دوق وستمنستر في بريطانيا
- إيران: موافقة مجلس صيانة الدستور على أهلية 6 مرشحين للانتخاب ...
- لماذا نميل لتسريع المقاطع الصوتية والفيديوهات؟ هل هي ميزة مف ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال التاغوتي - الثالوث المحرّك