أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لمودن - الإنسان المغربي أمام محك الحقيقة المرة من خلال رواية -طائر أزرق نادر يحلق معي-














المزيد.....

الإنسان المغربي أمام محك الحقيقة المرة من خلال رواية -طائر أزرق نادر يحلق معي-


مصطفى لمودن

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 05:46
المحور: الادب والفن
    


تقول هندة (الكلبة) من خلال رواية "طائر أزرق نادر يحلق معي" :
ـ "الساحة عامرة بالموتى. بشر كثير يأتي هنا ليموت. في الساحة أراقب حركة الموتى تحت الأرض. كانوا أكثر من ثلاثمئة وسبعين عندما جئت إلى القلعة قبل سبع سنوات. عندما يأتي أجل أحدهم يجرّانه من رجله حتى حافّة الحفرة ويرميانه ويصبّان عليه الجير ليحترق. هذه طريقة جديدة في دفن الموتى لم أرها في السابق. مرّتين رأيتهما يخرجان بالميت من إحدى الحجرات محمولاً في برويطة. (كما كانوا يفعلون بنا عندما كانوا يقودوننا خلف المجازر البلديّة لإعدامنا. عربة صغيرة، رمادية، مموّهة، معدّة خصّيصًا لإعدامنا). الغطاء انسحب وتجرجر مع الأرض وبقي الميت يتأرجح فوق البرويطة عاريًا. كمشة من العظام غطّاها الشعر.حيّ أو ميت فالكلب يبقى كلبًا. أمّا هذا الميت فقد تحوّل إلى شيء آخر لا أعرف ما هو. لا هو بالآدمي ولا هو بالحيوان. كتلة من الشعر متقيّحة وتفوح منها رائحة كريهة، أكثر نتانة من رائحة الجيفة. وما تبقّى من أسماله صلب كالخشب. رائحة بول وخراء آدمي وصديد وعفونة متراكمة، رائحة كلّ شيء قبيح على وجه الأرض. لم أر منظرًا مثل هذا من قبل. تراجعت. أمّا بابا علي وبنغازي فقد تقدّما نحو الحفرة كأنّما يحملان خيشة بطاطا.
ذات ليلة كانا مشغولين باللعب لدرجة أنّهما أرجآ دفن الميت إلى الغد. وعندما عادا في الغد اكتشفا أنّ الفئران أكلت بطنه بالكامل" (الصفحة 182/183)
علامات بارزة:
ـ "طائر أزرق نادر يحلق معي"، رواية من إبداع الكاتب المغربي يوسف فاضل، منشورات دار الآداب، بيروت.. حائزة على جائزة الدولة للكتاب في المغرب سنة 2014، وتحصّل صاحبها على 8 ملايين سنتيم! كما وصلت إلى القائمة الصغيرة ضمن العشرة الأوائل لجائزة "البوكر" المشهورة، والتي تمنح الفائز قيمة مالية معتبرة..
ـ الرواية في 326 صفحة من القطع المتوسط، ويبدو أن هذه الرواية سيكون لها صدى، لكن بشروط، من أهمها تركيز دراسات نقدية حولها ومواكبة ذلك إعلاميا.
ـ الرواية تحمل رسائل وشحنات قوية، تؤثر على شعور القارئ وأحاسيسه، قد تشعره بالرهبة، وقد تدفعه ليتساءل عن "المسؤولية"، مسؤولية كل المشاركين فيما يسمى "سنوات الرصاص" المر، حيث قامت الدولة بتصفية معارضيها ببرودة دم وخارج كل التصنيفات القانونية والإنسانية.. وتتميز كذلك بمتعة القراءة وشد أنفاس القارئ(ة) حتى النهاية.
ـ اعتمد الكاتب أسلوب السهل الممتنع، فقد سمح لكل الفاعلين في الأحداث، ومن لهم علاقة بها، بسرد وجهات نظرهم.. هكذا كل مرة يعرض الكاتب في تسلسل رأي كل فرد/ شخص داخل الرواية/ الأحداث.. بما في ذلك كلبة الكوماندار "هندة" وهي بدورها تشهد على فظاعات المعتقل السري إذ يذوب الإنسان مع الوقت ليصبح لا شيء يلقى به في حفرة ويفرغ عليه الجير..
ـ ضمن ما نجده في الرواية استعمال الكلمات والسياقات الدارجة، وهو ما يجعل الحكي أكثر واقعية، لكن، وربما بسبب هذا العامل، لم تنل الرواية جائزة البوكر، وأتمنى أن تتفضل في يوم من الأيام الناقدة زهور كرام باعتبارها عضوة لجنة التحكيم بتوضيح الأمر ولو ضد العرف المتبع. وفي نفس السياق، نلاحظ ان من تكفل بالنشر هم اللبنانيون، فما المانع من استقطاب دور نشر مغربية لمثل هذا الإبداع الفذ؟ مما يجعل ثمنها مرتفع قليلا.
ـ ما آخذه على الرواية هو وقوعها في نوع من "الخديعة" تجاه القراء، فنجد عنوانين الفصول وهي كثيرة ليست سوى الجملة الأولى أو جزء منها مأخوذ من النص، فنحن لسنا أمام عنوان حقيقي يلخص الفصل..
ـ أعتقد يمكن أن يصل قراء هذه الرواية في المغرب إلى مليون قارئ على الأقل، بحيث إنها تمثل وجها من وجوه المغرب الحديث، فنحن نرى وجهنا في المرآة من خلال هذه الرواية. لكن ذلك يتطلب مجهودا إعلاميا من خلال الاعلام الثقافي، وهو ضعيف في المغرب. وعلى دار النشر التي أصدرت الرواية القيام بدور في ذلك، ثم المجتمع المدني المتعطش للقراءة ورفع درجة المقروئية أن يروج لكل أدب سام في المغرب، كما يفترض أن تقتني نسخا من الرواية مكتبات وزارة الثقافة ومكتبات المؤسسات التعليمية والجامعية.
ـ أود الإشارة بتعليق إلى المستوى المالي الذي خصصته الدولة المغربية لمثل هذه الأعمال (8 ملايين سنتيم لهذه الرواية كجائزة)، فهو مقدار بسيط جدا، ولا يصل حتى لأجرة عازف كمان في مهرجان "موازين"، فعلى الدولة أن تحدد اختياراتها بدقة أمام الشعب، هل تسعى ليصبح الجميع راقصون ومطبلون؟ أن تسعى ليكون الشعب في مستوى القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الحال والمآل؟ فيطلع على تاريخه وعلى الثقافة ليشرئب نحو مستقبل لا يعيد فظاعات الماضي القريب..ولعل رد الاعتبار لمثل هذا المنتوج الأدبي رغم قوة تعبيراته القاسية، يمكن تفسيره بالرغبة في تفريغ شحنات القهر والظلم الذي تعرض له الكثيرون في المغرب..



#مصطفى_لمودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم الابتدائي في المغرب؛ نماذج من سوء التدبير
- مع الروائي محمد شكري في خلوده
- المعلم حمار الطاحونة كما يراد له بالمغرب!
- لن تقوم للتعليم في المغرب قائمة في ظل سيادة منطق العقول المت ...
- رشيد الغنوشي يستقبل السلفيين في تونس ويعلن الحرب على العلمان ...
- احتفالات الجزائر بالذكرى الخمسين لاستقلاها؛ الحاجة لتفعيل ال ...
- بنكيران رئيس الحكومة المغربية يلقي بيانه!
- -الجزيرة- بين الدعوة والدعاية: تدخل في الشؤون الداخلية للدول ...
- رسالة إلى الرئيس الفرنسي السابق: لقد فرطتم!
- الانتخابات الرئاسية الفرنسية؛ اليسار يتجه نحو الإليزيه
- كيف تتحول البارصا إلى -لعبة- لدى دولة نفطية
- الإعلان عن تأسيس -المجلس الوطني للصحافة- بالمغرب
- كي يكون لقطر -مقعد- دائم في مجلس الأمن!!!
- -كاتبة- مغربية تصف أدب محمد شكري بالقذارة!!!
- تصريح الحكومة المغربية الجديدة أمام مجلس النواب: وعود معلقة
- الحاجة إلى حزب يساري قوي في المغرب(*)
- الحزب الاشتراكي الموحد المغربي يعقد مؤتمره الثالث
- الجزيرة- سائرة في محاولة إحكام طوق العمائم على شمال إفريقيا
- وضعية النشر الإلكتروني في المغرب
- تعليق أمريكا لعضويتها من اليونسكو ضدا على فلسطين والضحية الم ...


المزيد.....




- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لمودن - الإنسان المغربي أمام محك الحقيقة المرة من خلال رواية -طائر أزرق نادر يحلق معي-