أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى لمودن - تصريح الحكومة المغربية الجديدة أمام مجلس النواب: وعود معلقة














المزيد.....

تصريح الحكومة المغربية الجديدة أمام مجلس النواب: وعود معلقة


مصطفى لمودن

الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 09:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


قدم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران التصريح الحكومي منتصف يوم الخميس 19 يناير 2011 أمام أعضاء الغرفتين معا، وقد استغرق في تلاوته ما يربو عن ساعة ونصف قسمه على خمسة أبواب رئيسية ، أولها ما سماه "تعزيز الهوية الوطنية الموحِدة وصيانة تلاحم وتنوع مكوناتها والانفتاح على الثقافات والحضارات" قدم فيه المرتكزات الأساسية للدولة المغربية، لكن أهم ما يمكن ملاحظته في هذا الصدد ذكره "الملكية الدستورية" بخلاف ما ينص عليه الدستور في ديباجته حيث نجد تعريفا ممططا ضمنه كذلك "الملكية البرلمانية" لنظام الحكم في المغرب، وعليه هل هذا قراءة خاصة برئيس الحكومة وحده أم اجتهاد يهم كل التشكيلات الحزبية المكونة للائتلاف الحكومي، وبالتالي فلن تختلف "تنزيلات الدستور والقوانين التنظيمية عن نفس المخرج؟ وهو ما يعني عودة إلى نقطة الصفر قبل الحراك المجتمعي مع "حركة 20 فبراير".
لوحظ تركيز رئيس الحكومة على اقتران "المسؤولية بالمحاسبة"، وهو يعلم أن ضمن حكومته عدة وزراء تكنوقراط لا يلزمهم أي شيء بالنزول عند الناخبين في نهاية الولاية الحكومية..
باستثناء بعض الأرقام القليلة كنسبة النمو التي حددها التصريح الحكومي في 5.5% وتخفيض نسبة البطالة إلى 8% وحصر نسبة التضخم في 2% ، وتخصيص 3مليارات ونصف المليار لصندوق التنمية القروية... لم يأت بمصادر التمويل ولا بمراجعة صريحة للضرائب باستثناء حديثه عن توسيع قائمة المشمولين بها..
وحول الخدمات الاجتماعية ركز بكلام عام على التعليم والصحة والسكن... كقوله بضرورة إعادة الثقة في المدرسة العمومية وتفعيل دول الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، وضمان ولولوج الصحة للجميع خاصة بعد ضمان انخراط 10 ملايين مستفيد من الضمان الاجتماعي، وحصول 30 % من المغاربة المعوزين أي 8.5 مليون شخص على مساعادات طبية، وفي نفس الصدد تحدث عن إصلاح صندوق المقاصة، وربطه بتقديم دعم نقدي للمحتاجين مقرونا بشروط كتعليم الأطفال وهو إجراء بدأت تطبقه الحكومة السابقة... ولم يضف ما يقنع حول السكن سوى ذكره توفير "منتوج جديد" خاصة للطبقة الوسطى والقضاء على دور الصفيح وهي لازمة تتكرر مع جميع الحكومات المتعاقبة.
وفي مجال المرأة وعد بالمساواة في مرتين من مداخلته أمام الاحتجاجات القوية ضد تهميش النساء في الحكومة، لقيت استغرابا من داخل المجلس نفسه، وقد نظمت عدة نساء من تنظيمات مختلفة كانت ضمنهن نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد وقفة احتجاجية أمام مجلس النواب.. ورد بنكيران بقوله إنه صادق فيما يعد به. ووعد كذلك بتفعيل صندوق التضامن الأسري الوارد في "مدونة الأسرة".
وحول الشباب ذكر بنكيران بنية حكومته تشكيل "مجالس جهوية للشباب"، والاهتمام بالمسنين..
وفي مجال الشغل ظل التصريح رهين المقاربات التقليدية؛ في مطلب تشغيل المعطلين تحدث عن "الـتأهيل والإدماج" بدون مزيد توضيح، ووعد بتشغيل حاملي الشواهد في جمعيات المجتمع المدني! وتشجيع المبادرة الخاصة..
ولم ينس بنكيران تطمينه للمحيط الذي يقترب منه "فكريا وتنظيميا" ونعني به المكلفون بالجانب الديني والدعوي، رغم حرصه على ربط ذلك في الأخير بمهام الملك.
ولوحظت "لمسة تقدمية" فيما يخص الجانب "الثقافي" والإعلام واللغة (العربية، الأمازيغية، الحسانية..) يتمنى الجميع أن ينفذ ذلك فعلا في إطار احترام التعددية والديمقراطية والحرية (هو يضيف المسؤولية القابلة لعدة تأويلات).
وذكر بنكيران فيما يخص الجهوية عزم الحكومة "إصدار الميثاق الوطني للاتمركز"، ودعم المقاولة، وإخراج صندوق للمخاطرة في الاستثمار، وإصلاح الإدارة ومكافحة الفساد وتقوية مؤسسات الرقابة وتعزيز دور مكانة المجتمع المدني في ذلك، ودعم استقلال القضاء وسيادة القانون وإصلاح عميق للدولة، والاهتمام بالعالم القروي والمناطق النائية والمدينة.
وحافظ التصريح الحكومي كذلك في مجال السياسة الخارجية على نفس دوائر التعامل الخارجي، فأعطى الأسبقية للاتحاد المغربي( تجنب لفظة العربي) وركز على إشارة مهمة وهي السعي من "أجل التطبيع الكامل مع الجزائر"، ثم انتقل إلى العالم العربي والإسلامي ولم يغفل طبعا "الاتحاد الأوربي" ودعم الضية الفلسطينية.. رغم أن هناك آفاقا كثيرة يمكن التعامل معها كأمريكا اللاثينية والتي كانت لحكومة التناوب التوافقي علاقات مثينة ببعض دولها..
لقد حمل التصريح الحكومي الكثير من الأماني والوعود العامة، وهي مجرد "نيات حسنة"، يمكن إنجازها أو تركها في غياب وضع أجندات محددة لذلك وعرض التفاصيل المالية لكل المشاريع ومصادر التمويل...
إن ما حمله بنكيران زعيم حزب إسلاموي (العدالة والتنمية) للشعب المغربي ليس فيه أي جديد، وأي رئيس حكومة يمكن أن يأتي بمثله.. في غياب أي تعاقد صريح، ودون أن يثير أصحاب المنافع والامتيازات غير المشروعة ومتى سيوضع حد لذلك. ولم يتحدث عن المنطقة المحرمةعليه والتي تخص الأجهزة الأمنية مثلا..
فهل جاءت حكومة بنكيران "مخدومة" بمقاس محدد في ظل ظرف معين لامتصاص الغضب ومطالب الشارع دون تحول جذري في التعامل الحكومي مع قضايا الوطن والمواطنين؟ و الشهور الأولى القادمة كفيلة بمنح الجواب الشافي.



#مصطفى_لمودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة إلى حزب يساري قوي في المغرب(*)
- الحزب الاشتراكي الموحد المغربي يعقد مؤتمره الثالث
- الجزيرة- سائرة في محاولة إحكام طوق العمائم على شمال إفريقيا
- وضعية النشر الإلكتروني في المغرب
- تعليق أمريكا لعضويتها من اليونسكو ضدا على فلسطين والضحية الم ...
- أي دور للمدرس في تحقيق جودة التعلمات؟
- هل هي حرب باردة جديدة في أجواء المغرب الكبير؟
- استمرار الاعتقال السياسي في المغرب
- لجنة وطنية لإطلاق سراح الصديق كبوري ومحجوب شنو وباقي المعتقل ...
- مناوئو وخصوم -حركة 20 فبراير- بالمغرب
- دستور في ظل التدليس بالمغرب
- الملكية البرلمانية مؤجلة في المغرب
- دواعي وتداعي الانسحاب من اللجنة الاستشارية لصياغة الدستور في ...
- جمعية العقد العالمي للماء تحتفي بالماء في المغرب
- نماذج من الفساد في المغرب، تفويت الضيعات العمومية للخواص
- خلفيات دعوة المغرب للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي
- انطلاق برنامج -تقوية لتأهيل الجمعيات- بإقليم سيدي سليمان
- اختلالات النظام السياسي في المغرب حسب ذ. محمد الساسي
- د. المهدي لحلو أستاذ الاقتصاد في حوار حول العلاقة بين الاتحا ...
- شباب المغرب يستعد لتظاهرة 20 فبراير: تقرير عن حوار تلفزي


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مصطفى لمودن - تصريح الحكومة المغربية الجديدة أمام مجلس النواب: وعود معلقة