أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - غزة .. والانتصارات الكاذبة .














المزيد.....

غزة .. والانتصارات الكاذبة .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 00:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حماس ، حلق الاسرائيليون شعرها وقطعوا ضفائرها تأديباً لها كي لا تقدم مرة اخرى على حماقات جديدة ، وسعياً نحو ايقاف جماح المتشددين ممن تستهويهم المغامرات حتى ولو كانت نتائجها فقدان الالاف لحياتهم وبيوتهم ودمار شامل لا يبقي على شيء .. لم تكن هذه هي المرة الاولى ، التي ساقت فيها شهية قادة حماس الى اقتراف جريمة اللعب على وتر الحرب الخاسرة ، ولم تكن تجارب الدمار وما يعانيه الشعب الفلسطيني الغزاوي جراء ( الفتونة ) الغبية لاسماعيل هنية ورفاقه ، هي الاولى خلال فترة حكم المتشددين الاسلاميين بقيادة حماس ، فقد مر قطاع غزة بالعديد من المحن راحت ضحيتها أسر بكاملها ، ومات الاطفال ، وتهدمت المنازل ، وعم الخراب ، واحرقت النيران الاخضر واليابس ، والنتائج كانت على الدوام ، هي الهدنة المؤقتة عبر اجتماعات يتيمة تعقد بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني ، يتنعم خلالها تجار الحروب العرب قبل غيرهم ، ويأنس القادة الفلسطينيون في غرف الفنادق الفاخرة . وهم يوزعون الابتسامات امام شاشات الفضائيات وكأنه ( يا دار ما دخلك شر ) .. ثم تبدأ الهبات من غيارى الخليج لإعادة بناء غزة ، ويبقى الدم الفلسطيني معروضاً وباستمرار ، للبيع وباسعار لا ترقى الى أسعار ما تحمله حبات الزيتون الفلسطيني المهانة هي الاخرى وبشكل مريع .
لقد ورد ضمن تقرير أعدته وزارة الاعلام الفلسطينية بأن ("عدد شهداء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة منذ 8/7/2014 لغاية الساعة 12:00 ظهراً من اليوم الاربعاء، بلغ 1267 وعدد الجرحى 7000).
وتابع التقرير: ( إن احصائية الخسائر الاقتصادية والبنية التحتية، حسب مراكز حقوقية دولية ومصادر حكومية فلسطينية وهي لغاية 28/7/2014 : وتشمل المنازل المدنية المدمرة كليا ، وجزئيا، حيث بلغ اجمالي المنازل التي استهدفت 7447 منزلاً ، واجمالي المراكز الطبية التي تدمرت بشكل جزئي بلغ 15، فيما بلغ عدد المدارس التي استهدفت من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي 145 مدرسة، ويبلغ عدد الطلاب الذين تضرروا من استهداف هذه المدارس 7800 طالب.
اما اجمالي الخسائر الاقتصادية فبلغ 802 مليون دولار امريكي، والخسائر الاقتصادية المباشرة بلغت 220 مليون دولار ، والخسائر الاقتصادية غير المباشرة بلغت 582 مليون دولار ) .
بالمقابل ، فقد قدرصندوق النقد الدولي خسائر الاقتصاد الاسرائيلي جراء ( العدوان ) على غزة بنحو 0،2 % من الناتج المحلي الاجمالي ، مبيناً بأن ( هذه الخسائر تركزت في قطاعي السياحة والشركات الصغيرة والمتوسطة .. وقد توقع النقد الدولي بأن الاقتصاد الاسرائيلي سيتعافى وبشكل سريع بمجرد انتهاء الوضع الحالي ) .
كل هذا ، وانطلاقاً من ذات الروح المحملة بكل عنجهية الارض ، وما تحمله وقاحة قادة حماس ، ينبري جمع منهم للتصريح ، وملامح الفرح والغرور تغطي محياه ، ليقول ، بأن حماس علمت الاسرائيليين بأن القبة الحديدية التي تغطي تل ابيب أضحت فاشلة ، وابلغتهم بأن صواريخ القسام قادرة على ردعهم ، وأنهم لا بد وانهم تعلموا درساً بليغاً جراء عدوانهم الاخير .
ان الحسابا ت العسكرية الخاطئة عند العرب ، جعلتهم وفي اكثر حروبهم مع اعدائهم ضمن الحقبة الحديثة من التاريخ على وجه الخصوص ، هم في الكفة الخاسرة حتماً ، لكونهم لم يستطيعوا تقييم ما هم فيه ، وما هو عليه عدوهم من قدرات .. وكانت اسلحتهم على الدوام تعتمد اولاً وقبل كل شيء على الهتاف بحلول النصر ، حتى وهم في وضع الفرار من ميادين القتال .. فلم يبرع شعب من الشعوب ، بكيفية اعداد أناشيد النصر والاحتفال به زوراً ، كما برع العرب ، وخلال جميع حروبهم ، بدءاً من الصفحات الاولى من صفحات صراعهم مع اسرائيل .
فما الذي تريده حماس من وراء تكرار حماقاتها مع عدو يمتلك القوة الضاربة ، ويحمل النية المسبقة في البحث عن الحجج للانقضاض على ما يعتبره خطراً على وجوده ؟ .
نبي الاسلام ، أعطى الكثير مما يعتبر تنازلاً خلال اعداد وثيقة صلح الحديبية ، كوسيلة ذكية لكسب الوقت ، حيث القوة كانت راجحة عند اعدائه من قريش .. ولم يسلك ذات السلوك عندما اختار الوقت المناسب لإلغاء بنود تلك الوثيقة ومن طرف واحد ، حين أصبحت القوة لديه لحسم النصر لصالح المسلمين باتجاه فتح مكة .. فما الذي يمنع قادة حماس ، وهم الاكثر قرباً من تاريخ ومبادئ الاسلام كما يدعون ، من الاقتداء بنبيهم ، والركون الى حساب عنصر القوة والضعف ، وادخالهما في كيفية تأسيس برنامج نضالي ضد اسرائيل ، يفضي الى نتائج تخدم القضية الفلسطينية ، بدلاً من هذا الخراب المدمر الذي أحال غزة وسكانها الى مشاريع عامة للقتل والتهجير والاطاحة بكافة البنى التحتية للقطاع ؟ .
أين يا ترى ، ملامح النصر ( الحمساوي ) خلال المعركة الاخيرة ، غير أن شعب غزة بعثرته قنابل وطائرات ومشاة الجيش الاسرائيلي ، وبطريقة سهلة وبأقل الخسائر ؟ ..
أين يا ترى ، علامات الخجل على وجوه من سافروا الى القاهرة من قادة حماس ، ليفاوضوا الاسرائيليين سعياً نحو الحصول على هدنة انسانية تتيح لهم لملمة شتاتهم ، مخلفين ورائهم منازل مهدمة على رؤوس ساكنيها ، وثكالى تندب ابنائها المدفونين تحت الانقاض ، واطفال مزقتهم سرف الدبابات ، واقتصاد فاقد لكل سمات الثبات ، وحاجة دائمة لهبات مذلة من مانحين لا يهمهم أن تفنى فلسطين بشعبها ، مقابل كسب سياسي واعلامي رخيص ومؤقت ؟ ..
ويبقى الحل المنطقي لانهاء معاناة غزة ، هي أن يثأر شعبها من حماس وقادتها المهووسين باصطناع الانتصارات الكاذبة ، على أطلال أجساد الابرياء .. وعلى الجماهير الغزاوية أن تستبدل معالم الدمار والدموع ، وتشييع الشهداء ، بسلوك سبيل الخلاص من هؤلاء المعتوهين المتخلفين ، والركون الى خلق وحدة تضم جميع الفصائل الفلسطينية المحكومة بمبادئ السياسة العقلانية ، صوب ايجاد الحلول البعيدة عن التطرف الديني والتعصب اللامنطقي ، حيث لم يفضي أي منهما الى النتائج المرجوة .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضاء السوداني ، وشبهات إقامة الحد .
- من وهج البحث عن الراحة
- الثقافة النخبوية ، وحقوق المرأة .
- ويبقى النفط العربي .. هو المصير
- أفواه ... ودخان
- النهاية المحزنة اقتربت .. فهل ثمة من يسمع ؟؟
- رائحة القبور ..
- الهجرة المعاكسة للفلاحين .. هي الحل .
- اليابان .. وآمال شاكر الناصري
- مرة أخرى .. من أجل يسار موحد .
- حصار الثقافة .
- منظمات المجتمع المدني في العراق .. والدائرة المغلقه
- الأستاذ برهان غليون .. انه النبأ اليقين
- حقوق المرأة في اقليم كرستان .. الى أين ؟
- الحرب الطائفية في سورية .. وكذبة الأمة الواحدة
- حقيقة التدخل الدولي في سورية ( مداخلة مع الاستاذ سلامة كيلة ...
- فراشاتي الثلاثه
- هجرة الارياف الى المدن ، واحدة من الاسباب المهمة لظاهرة البط ...
- بذور عباد الشمس
- رمية في بحيرة الربيع العربي .


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد حمودي عباس - غزة .. والانتصارات الكاذبة .