أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد وجاني - الرفيق محمد السادس














المزيد.....

الرفيق محمد السادس


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 14:45
المحور: كتابات ساخرة
    


في كل جريمة كبرى عادة ما يكون الجاني أول المتسائلين عن أحوال الضحية ليس إشفاقا بل كخطوة استباقية تقيه الحساب ثم العقاب.
الشعب هو الضحية هنا لستمائة سنة من النهب المستمر دون حسيب أو رقيب. والمتسائل ملكٌ لو لم يره الناس رؤيا العين لحسبوه مناضلا عشرينيا أو معطلا يصيح في شوارع مملكة الفساد : أين الثروة؟
يتساءل المرء بعد "أين الثروة؟": هل ملك البلاد مصاب بالكلبتومانيا أو داء جنون السرقة، لكن المرضى بتلك العلة النفسية يسرقون أشياء صغيرة لسد رغبتهم الجامحة وغير الإرادية وينشدون اللذة في اقتراف فعل السرقة وليس في المسروق. ومعظهم لا يدرون ما فعلوا ، وقد يعيدون المسروقات لأهلها بعد استفاقتهم من حالة الاضطراب السلوكي الذي انتابهم لوهلة.
ويتصور المرء وهو يستمع لما جاء في الخطاب الملكي ذئبا متخما قد ارتدى جلد خروف كان قد أكله ليتساءل وسط الماشية : أين الخروف ؟ في انتظار الفريسة المقبلة.
أين الثروة؟ تنطلق مِن فيه ملك قد جعل من المغرب مقرا رئيسا لشركاته العملاقة وأبناكه وتأميناته وأسواقه التجارية.
أين الثروة؟ تنبعث من لسان أغنى أغنياء العالم ، ما زال يطمع في الشعب لأداء أجور عبيده وحاشيته ودفع مصاريف قصوره العامرة وأسفاره وتنقلاته وإقاماته في شتى المعمور.
أين الثروة؟ تنطلق من فم ملك قد ملك ومعيته من الأصدقاء والأقرباء والجنرالات البحر والبر والسماء ، واستحوذ على الفوسفاط ومناجم الفضة.
أين الثروة؟ يتساءل الملك في استغباء واستحمار للشعب، ومثقفو الشعب ونبهاؤه قد هجرّهم نهبه، والشعب من ورائهم بعد أن أنضبتم البئر معظمه يود الرحيل.
لا داعي للإجابة بأن الثروة في جيبك وحسابات مصارفك في الداخل والخارج وفي مشاريعك وبناياتك وقصورك وزرابيك وأضواء أعياد عرشك وشبابك، وفي يد الذين يتملقون إليك والمقربين إلى سلطانك.
ليس هناك داع لنعطي إجابة شافية بالأرقام والدلائل المادية، فتلميذ في المدارس الابتدائية قادر على هكذا إجابة مستفيضة كافية.
يتساءل المرء هل حان الأوان للملكية بعد احتكار السلطة والثروة أن تحتكر النضال أيضا ، وهل يطمع الملك في لقب المناضل الذي لزم الأحرار النظيفين في هذا البلد.
كن مطمئنا أيها الرفيق، لا ثروة ستجعلك تعيش في سلام مع نفسك ، فلست غنيا يا متسول الشعب كما يشاع، الغنى في القلوب وليس في الحقائب، وأن الملاحم والزغاريد والأبواق والمزامير مهما علا صوتها سوف تغادر معك، وأن الثروة كالجوقة التي تصفق لك ستتجمع ثم تفترق بعد نهاية الحفل.
ولسوف تزداد مخاوفك أيها الرفيق باتساع رقعة ثروتك، فعيون الشعب المفقر على كثيرك المعرض للخسران، وإن بالغت في المراسيم وعلقت المشانق لتخويف الطامعين في استرجاع حقوقهم.
ولو كانت الثروة تأتي بفضل العمل الدؤوب وضناءة السعي لكان الفلاحون والعمال والذين أفنوا حياتهم تعلما أكثر ثراء منك ونخبتك، لكنه النهب أيها الرفيق.
بعد إثباتك أن روحك فقيرة جدا وإنها لأفقر لو تركوك تعبِّر بلغتك الهزيلة دون مكتوب ديواني، سأترك الإجابة عن سؤالك المتغابي للفيلسوف الرواقي الروماني سينيكا حين قال: "الثروة عبدة لدى الرجل الحكيم وسيدة الأحمق". وإنا لنحسبك بعد خطابك كذلك.



#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخزن المغربي من جلاد إلى ضحية
- صاحب القفة ومنطق الزيت و السكر
- جمال الثورة..
- المغرب: من النظام الملكي الأبوي إلى الدولة المدنية
- بعض آليات الأيْقَنة الملكية ودروها في فرض السلطة الجبرية على ...
- الخبز أو الملكية بالمغرب
- مشروع دستور -الكراكيز- في المغرب
- فخامة حمار للاعبوش يخاطب الحكام الحمير
- زغردوا ...دستور جديد لمخربستان!
- وصفة البقاء للملوك والرؤساء
- أولى دروس الحرية - قصة قصيرة
- سانتشو بانزا والمالكي
- رِسَالَةٌ مِنْ لَلَّا عْبُوشْ الى مِشْتْر بُوشْ
- فاجِعةُ كِتابٍ في أمَّةِ الكِتابِ
- ومرت السخرية العربية من كولورادو...


المزيد.....




- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فؤاد وجاني - الرفيق محمد السادس