أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إدريس ولد القابلة - التأثيرات السلبية للنزاعات القائمة في العالم المغرب يستفيد سياحيا ويخسر استثماريا















المزيد.....

التأثيرات السلبية للنزاعات القائمة في العالم المغرب يستفيد سياحيا ويخسر استثماريا


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 10:13
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


التأثيرات السلبية للنزاعات القائمة في العالم
المغرب يستفيد سياحيا ويخسر استثماريا


حذّر صندوق النقد الدولي من التأثيرات السلبية للنزاعات القائمة حاليا في العالم وعلى رأسها النزاع الأوكراني والنزاع في الشرق الأوسط على النمو الاقتصادي العالمي. وهذا الوضع يدفعه إلى إعادة النظر في نسبة النمو الاقتصادي نحو الانخفاض. ورغم بعد المغرب جغرافيا عن مناطق النزاع، فتأثيراتها تصله بشكل متناقض فإن استفاد من السياحة فإنه تراجع في الاستثمارات المباشرة.
وجاء في تقرير صندوق النقد الدولي حول آفاق النمو العالمي واتجاهاته أن النزاعات الدولية ومنها في الشرق الأوسط تؤثر على أسعار البترول وقد تدفع الأسعار نحو الارتفاع. وتحدث عن تطورات الأوضاع في العراق أكثر من تطورات الأوضاع في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي الوقت ذاته يحذر من النزاع الأوكراني بين روسيا والغرب لأنه يمس قطاع الغاز والبترول كذلك وإن كان الغاز في هذه الحالة أكثر أهمية بسبب تزويد روسيا لمعظم دول أوروبا وعلى رأسها ألمانيا.
وبخصوص حالة المغرب ، فإنه يستفيد إيجابا ويتأثر سلبا في الوقت ذاته. وبشأن الاستفادة، سيستمر المغرب مثل السنوات الماضية ومنذ اندلاع الربيع العربي في استقبال جزء من السياح الذين كانوا يقصدون مناطق الشرق الأوسط ومنها سوريا ومصر وحتى المغرب العربي مثل تونس. ويبقى جزء من تطور القطاع السياحي وخاصة النمو على مستوى العدد مرتبطا إلى حد ما بهذه المعطيات الظرفية.
وحول التأثيرات السلبية، فنظرا لاستيراده كل حاجياته من النفط من الخارج، تبقى بلادنا تحت رحمة تطورات الشرق الأوسط، فكل ارتفاع لأسعار الطاقة سيحكم على المغرب بانخفاض في النمو الاقتصادي.
وعادة ما تتراجع الاستثمارات المباشرة في ظل اندلاع الأزمات، حيث ترغب في التريث لمعرفة مدى انتشار أو تقلص حدة هذه الأزمات والنزاعات. وإذا كان المغرب قد استفاد منذ اندلاع الربيع العربي من السياحة، ففي المقابل خسر في جلب استثمارات مباشرة.
ومن مظاهر التأثيرات الدولية على الاقتصاد المغربي تراجع نسبة النمو وعدم التحكم فيها.
وفي هذا المضمار أوصى تقرير والي بنك المغرب المرفوع للملك في يونيو 2014 بمزيد من الإجراءات النيوليبرالية . وطالب بضرورة الاستقرار السياسي والرهان على إصلاح صندوق المقاصة لترشيد الاقتصاد المغربي، وفي المقابل دعا إلى إجراءات للحفاظ على مستوى عيش الفئات الفقيرة والمعدمة في البلاد.
في الوقت ذاته، أبرز أنه رغم الظرفية الإقليمية والدولية غير المناسبة بسبب النزاعات مما يؤثر على الوقود والمواد الأولية، نجح المغرب في خلال السنوات الأخيرة من إحراز ثقة المؤسسات الدولية ووكالات التصنيف والمستثمرين الأجانب.
واستعرض وصفة كلاسيكية تتجلى في الاهتمام بالشركات والمقاولات الصغرى والمتوسطة وتطوير ثقافة البنوك في علاقتها بالمواطن المغربي والشركات عبر تعزيز الإدماج المالي وتحسين جودة الخدمات البنكية.
ومنذ سنوات، وتقارير البنك الدولي تدعو إلى إصلاح صندوق المقاصة، لكنها لم تقدم حتى الآن أي تصور لإصلاح هذا الصندوق.
وعمليا، فالدولة المغربية تقدم على التقليص من صندوق المقاصة تدريجيا من خلال رفع أسعار بعض المواد الغذائية والوقود. وكل قرار رفض للأسعار، لاسيما وأنه لا يوازيها ارتفاع أسعار هذه المواد في السوق الدولية، هو تقليص لصندوق المقاصة.
وظل المغرب يعتبر البلد الأقل تأثرا بالربيع العربي بل واستفاد من تراجع السياحة في تونس ومصر. وارتباطا بهذا، تفرض المؤسسات المالية الدولية على المغرب ضرورة التوفر على خط سيولة ائتماني من صندوق النقد الدولي للحصول على قروض.
ومن المعلوم أن المغرب بدأ استعداده من أجل تطبيق الجزء الثاني من برنامج تحدي الألفية، وهي مبادرة أمريكية ضخمة، تهم تمويل مشاريع بنيوية في البلدان النامية. واستثمر البرنامج في شطره الأول 700 مليون دولار أمريكي، أما بالنسبة لـ 2015 ، فسيتم ضخ مئات ملايين الدولارات من أجل مشاريع سوسيواقتصادية، حيث تنكب لجنة مشتركة من أجل التحضير للشطر الثاني من البرنامج. وجدير بالذكر أن برنامج تحدي الألفية وقع مع المغرب اتفاق تعاون في 31 غشت 2007 بتطوان، تحت رئاسة الملك محمد السادس.
فيعيش العالم - اليوم - على إيقاع تداعيات أزمة مالية و اقتصادية حادة. و بحكم الترابط المعقد الـــذي يميز نسق الاقتصاد العالمي المعاصر، فإن هذه الأزمة عمت كل الأوساط و جل البلدان ... إذ لـم تفرّق بين الاقتصاديات المحلية و المعاقل العالمية الكبرى للرأسمالية. فإن الأزمة الحالية جرّت و مـازالت تجرّ تطورات خطيـرة و انعكاسات بالغة الحدة، خاصة على اقتصاديات الدول النامية.
وبخصوص انعكاسات الأزمة العالمية على الاقتصاد المغربي :
فعلـــى المدى القريب الـــذي يهمّ بالأسـاس القطــاع المالي، يبقـــى من الواضـــح أن الأزمة المــالية التـــي عرفتها البلدان المتطورة لم يكن لهــا انعكاس مبــــاشر علــى المغرب و علــى قطـــاعه المالي و البنكـــي، لسبب بسيط يرجع إلـــى عدم ارتبـــاط هذا القطــاع بالمنظــــومة المـالية العالمية. فالبنوك المغربية لا تمسك سندات أمريكية كما هو الحال بالنسبة لبعض البنوك الأوروبية. كما أن النظام البنكي المغربي قد خضع في السنوات الأخيرة لعملية تنقية و تصحيـــح بفضل البرامج التي استهدفت تحسين أداء المؤسسات المالية العمومية، مما أدى إلــــى تقليص جلي لحجم القروض السيئة و دعم القاعدة المالية لهذه المؤسسات و بصفة عامة لمجموع القطاع البنكي.
وعلى المدى المتوسط ׃-;- فقد أدى استقرار الكساد خلال سنة 2009 إلى تقلص في السوق الأوروبية لبعض المنتوجات المصدرة تقليديا لهذا الأخير. كمــــا أن انحدار قيمة الروبل الروســـي بسبب الهشاشة البنيوية للاقتصـــاد الروســـي خلق متـاعب لصادرات المغرب من الحوامض التي يوجه قسط وافر منها إلى هذه السوق، و زاد من القدرة التنافسية للصادرات الروسية من الفوسفاط. كما أن انخفاض قيمة الجنيه الأسترليني خلقت متاعب لمبيعات النسيج إلى إنجلترا. و تأثرت مبيعات الفوسفاط و مشتقاته التي تتوجه بالأساس إلى الهند و البرازيل و بعض البلدان الآسيوية بالمد الانحداري الذي مسّ كل المواد الأولية.
هذا، علاوة على الانعكاسات السلبية التي خلفها تراجع عائدات المهاجريـن المغاربة نظرا للتسريحات الواسعة التــي مسّت صفوف اليد العاملة فــي العديد من الشركات والوحدات الإنتاجية بالدول الأورربية.
و عموما إن المغرب، شأنه شأن باقي الدول النامية، يبقى فــــي حاجة ماسة إلى بناء سياسة اقتصادية قوية، منفتحة على الاقتصاديات الإقليمية والدولية.
وبما أن المغرب يحضى في إطار علاقته بالإتحاد الأوروبي بالوضع المتقدم، وتربطه مع الدول الأوروبية العديد من اتفاقيات الشراكة و التجارة، و كذا اتفاقية التبادل الحر، فإنه قد عانى من آثار هذه الأزمة خصوصا عندما يتعلق ببعض القطاعات كالفلاحة والسياحة وعائدات المغاربة المقيمين بالخارج، وكذلك الاستثمار الأجنبي بالمغرب.

أما الأسباب البنيوية للأزمة العالمية، ترجع إلى أن العالم عرف فائضا في الإنتاج لكن بالمقابل نقصا في الاستهلاك، وهناك دول التجأت إلى الاستدانة، ونفس الشيء بالنسبة للأفراد وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعرف بكثرة الاستهلاك والتبذير عن طريق المديونية.
وغزت المضاربات الأسواق العالمية، وقد عرفت سيولة قدرت بأكثر من 200 مليار في الأسواق المالية، مما كان يهدد بحدوث أزمة مالية مماثلة لما عرفته آسيا في 1997 -98. وترجع أسباب الأزمة حسب المحاضر في الولايات المتحدة الأمريكية إلى عجز الادخار الداخلي والعجز التجاري الخارجي، ومعروف عن اقتصاد أكبر دولة رأسمالية أنه يعيش على العجز وما تفرزه الأزمات الاقتصادية الخارجية، وهي تبني اقتصادها على المستوى المالي والمضارباتي، مما يحقق أرباحا مالية ضخمة دون مجهود، ودون أن يلبي ذلك الحاجيات الفعلية والضرورية للمواطنين.
هذه الدوامة أدت إلى ارتفعا حجم المديونية في أغلب الدول وانعكاسات سلبية على أوضاع السكان.
في دول الجنوب انخفضت قيمة المواد الأولية. وقد تراجعت احتياطات الصرف لدى الدول النامية، مما دفعها إلى البحث عن مزيد من التصدير وبكميات كبيرة من أجل الحصول على العملة، وهو ما يؤدي إلى استنزاف الثروات، كما ارتفع سعر الفائدة في دول الجنوب بسبب طلب قروض جديدة، ومن المحتمل أن ينتج عن ذلك تفاقم المديونية وخلق أزمة إضافية أخرى.



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لما كان التجنيد الإجباري عقابا للرؤوس -السخنة- والخدمة المدن ...
- على خلفية الزيارة الملكية المرتقبة لروسيا في أكتوبر القادم: ...
- الخطر جدي: التهديدات الإرهابية فعلية ضد المغرب
- الجواز المغربي ضمن أسوأ 20 وثيقة سفر في العالم
- سبتة ومليلية: هيئة المخابرات الدفاعية تتوقع استقرار نفقات ال ...
- مشتريات من الأسلحة الألمانية ارتفع إلى عشرة مليار أورو: ضد م ...
- لن يموت الدّكتور المهدي المنجرة
- الجنرال بوشعيب عروب منذ 2008 راجت إمكانية توليه منصب المفتش ...
- البطالة تزداد استفحالا ... والغالب الله
- من ينصف الشعب في زمن التناقضات
- نريد دولة القانون بلا -صقور- فوق القوانين
- 20 فبراير شرارة ربيع سرعان ما تحوّل إلى خريف
- إلى متى سيظل السياسيون يضحكون علينا؟
- المغرب: وجب انتظار ولوج الجمل في سمّ الخياط
- تزييف الوعي التاريخي
- المجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان الاستبش ...
- في الضبابية نحيا
- كيف تقعّد الريع عندنا؟
- متى سنقطف ثمرة ديمقراطية العيش؟
- مصيبتنا عويصة حقا


المزيد.....




- بوتين: الاقتصاد الروسي يعزز تطوره إيجابيا رغم التحديات غير ا ...
- الخزانة الأمريكية تهدد بفرض عقوبات على البنوك الصينية بزعم ت ...
- تقرير: -الاستثمارات العامة السعودي- يدير أصولا بنحو 750 مليا ...
- البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن ا ...
- معضلة الديون في فرنسا.. وكالات التصنيف قلقة ونظرتها سلبية
- أرباح بنك -أبوظبي التجاري- ترتفع 26% في الربع الأول من 2024 ...
- البنك الدولي: توترات المنطقة تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم ...
- أسهم -وول ستريت- تهبط بعد نتائج ميتا وبيانات اقتصادية سلبية ...
- الأول في الشرق الأوسط.. صندوق النقد الدولي يفتتح مكتبا إقليم ...
- بلينكن يدعو الصين إلى -منافسة اقتصادية صحية-


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إدريس ولد القابلة - التأثيرات السلبية للنزاعات القائمة في العالم المغرب يستفيد سياحيا ويخسر استثماريا