أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إدريس ولد القابلة - البطالة تزداد استفحالا ... والغالب الله















المزيد.....

البطالة تزداد استفحالا ... والغالب الله


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 02:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


مازالت البطالة وعضلتنا، فأكثر من 100 ألف عاطل جديد والبطالة متفشية في صفوف حملة الشواهد.
وقد ازداد عدد العاطلين عن العمل في المغرب خلال الربع الأول من هذه السنة، حسب أرقام نشرتها المندوبية السامية للتخطيط ، وارتفعت نسبة البطالة لتصل إلى 10.2 في المائة بعدما كانت في قبل سنة في حدود 9.4.
وسجل الربع الأول من السنة الحالية انضمام ما مجموعه 114 ألف إلى صفوف العاطلين، 74 ألف منهم في المجال الحضري والباقي في المجال القروي، ليصبح مجموع العاطلين هو مليون و191 ألف.
وقد يبدو غريبا عندما لا يجد آلاف الشباب وظائف في بلد ظل شبابه ينتظر، وقد انتظر طويلا، لكن هذه هي الحقيقة الموجعة اليوم، وهي المشكلة الأخطر غدا. ولهذه الحقيقة الواقعية المُعاشة أسباب مترابطة متعددة ، منها عقم وعدم فعالية بنية التعليم بمخرجاتها التي لا تؤهل الشباب للعمل الميداني المنتج، وكذلك النمو الديمغرافي الكبير في غياب أي استراتيجية حكومية للنظر في هذا العامل المؤثر. فالشباب يمثلون النسبة الأكبر في الهرم المجتمعي المغربي، ويتعرضون لسوء تدبير واستثمار الإدارة الرسمية لمقدراتهم ومؤهلاتهم الذهنية والمعرفية، وفشل كل تخطيطاتها المستقبلية المتعلقة بتأهيل الشباب.
إضافة إلى تراكم سياسات حكومية جد متخلفة وعقيمة، لم تساهم إلا في تثبيت نمط الاقتصاد الفاسد التبعي، الذي ساهم في الحفاظ على مصالح اللوبيات المتحكمة في الموارد الأساسية وآليات الإنتاج ووسائل التوزيع، وهذا الأمر زاد من إغناء الأغنياء وتفقير الفقراء، وسيادة ثقافة اليأس بين الشباب، و في هذا الإطار سبق لنائبة مدير البنك الدولي لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إينجر أندرسون، أن حذرت من تفاقم بطالة الشباب وتفشي اليأس في صفوفهم، بسبب غياب إمكانية الحصول على فرصة عمل والتمكن من إيجاد مكان تحت شمس وطنهم .
فأغلب العاطلين الجدد مطرودون، هكذا ارتفع معدل البطالة من 13,7 في المائة إلى 14,6 في المائة بالوسط الحضري، ومن4,4 في المائة إلى5,1 في المائة بالوسط القروي. كما بلغ، لدى الشباب البالغين من العمر ما بين 15 و24 سنة، 20,2 في المائة بدلا من 19,5 في المائة و لدى حاملي الشهادات 17,5 في المائة بدلا من 16,5 في المائة. و تجدر الإشارة، إلى أن29 في المائة من العاطلين هم في هذه الوضعية نتيجة الطرد أو توقف نشاط المؤسسات المشغلة.
وكشفت إحصائيات المندوبية أن البطالة تبقى متفشية في صفوف بعض فئات الساكنة، خصوصا حاملي الشهادات والشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة.
والخطير... أن مكمن الخطورة في الوضع المغربي يكمن في أن نسبة متزايدة من هؤلاء الشباب العاطلين توقفوا عن البحث عن عمل. وبلغة أوضح أصيبوا باليأس والانهيار النفسي الكلي. والواضح اليوم أن النقاش والجدال حول هذا الموضوع متشعب ومعقد ومن غير المنطقي تجاهله بهذه الطريقة، لكن الخطير المرتقب هو أن تتطور المشكلة بضخامة وسرعة أكبر من تخمينات وقدرات وحركة الحكومة ، وهي المنشغلة الآن بقضايا تتمركز حول اصطناع معارك كلامية فارغة تزيد من تمييع المشهد السياسي بالبلد، والأخطر أنها ستجد نفسها غدا في مأزق مربك قد يدخل الوطن في دوامة مجهولة، لأن المؤشرات ظهرت في العديد من البؤر الساخنة التي تعيش تناقضات اجتماعية عميقة. ولكن الدولة مازالت في غيها القديم المغلف بوهم القدرة على احتواء كل الهزات.
فحملة الشواهد أكثر عطالة... وحسب الشهادة، فإذا كان معدل البطالة لدى الأشخاص غير الحاصلين على شهادة لا يتعدى عموما 6 في المائة، فإنه يبقى مرتفعا بالنسبة لحاملي شهادات. وهكذا فإن البطالة لدى أصحاب المستوى العالي سجلت في 20,9 في المائة، خصوصا لدى حاملي الشهادات الممنوحة من طرف الكليات (%23,3)، أما المستوى المتوسط فسجلت به 16,1 في المائة، خصوصا حاملي شهادات التأهيل المهني (20,9) في المائة، وفي صفوف الشباب البالغين من العمر ما بين 15 و24 سنة والقاطنين بالوسط الحضري بلغ معدل البطالة، 33,1 في المائة لدى الذكور و 46,2 في المائة لدى للإناث.
ومن المؤكد أن الحلول الترقيعية التي تقترحها الحكومة الحالية لا تعبر عن الرغبة في حل أزمة البطالة بقدر ما تعكس إرادة في تعميقها... ألم يسبق لرئيس الحكومة أن أجاب، دون أدنى حرج ومن فوق منصة مجلس النواب، وعلى الهواء مباشرة: " الرزق من الله وأنا أدعو الله لكي يفتح لكم أبواب الخير".
فالصناعة والبناء أكبر المتضررين حضريا وقرويا... بالوسط الحضري، عرف قطاع " الخدمات" إحداث 68.000 منصب جديد، وهو ما يمثل تزايدا ب 2 في المائة من حجم التشغيل بهذا القطاع، كما عرف قطاع الفلاحة، الغابة والصيد" أيضا إحداث 5.000 منصب شغل جديد (1,9 في المائة) والأنشطة المبهمة 2.000 منصب.
فيما عرفت القطاعات الأخرى تراجعا في إحداث مناصب شغل، وفقد قطاع الصناعة بما فيه الصناعة التقليدية 26 ألف منصب شغل، بتراجع قدر بـ2.3 في المائة، أما قطاع البناء والأشغال العمومية بتراجع بـ 0.4 في المائة، وخسر ما مجموعه 3 آلاف منصب شغل.
أما في المجال القروي فعرف قطاع "الفلاحة، الغابة والصيد"، إحداث 48.000 منصب، وهو ما يمثل زيادة ب 1,3 في المائة من حجم التشغيل بهذا القطاع.
كما عرف قطاع الخدمات أيضا إحداث 25.000 منصب شغل (3,4 في المائة).
فيما خسر قطاع الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية 19 ألف منصب شغل ما يمثل -8.1 في المائة، بينما فقد قطاع البناء والأشغال العمومية 9 آلاف منصف شغل أي بتراجع قدر بـ2.2 في المائة.
لكي تكون الصورة أوضح لابد أن نعرج بشكل عام على أسباب البطالة بالمغرب التي تتداخل بها عدة عوامل، فالمغرب لم يكن يعرف مشكل العطالة بشكل مؤثر إلا منذ أوائل سنوات الثمانينيات بفعل ما نهجته الدولة في تلك الفترة من سياسة التقشف و بيع الممتلكات العمومية و خوصصتها من خلال ما يعرف ببرنامج التقويم الهيكلي الذي حوًّل المغرب كدولة نامية تنتمي إلى دول العالم الثالث إلى بلد مستهلك غير منتج و إلى بلد ترسم مساره أيادي الرأسمالية المتوحشة، و من بين العوامل أيضا سيطرة فئة أقلية من الشعب المغربي على مصادر الثروة مما زاد في اتساع الفوارق الطبقية الاجتماعية في المغرب، حيث لم تكن البطالة وحدها إحدى نتائج هذه العوامل المتداخلة بل هناك معضلة الفقر و هشاشة السلم الاجتماعي...إلخ، فمع مرور السنوات و حتى يومنا هذا بدأت مشكلة العطالة تتوسع مع ازدياد عدد خريجي الجامعات و حملة الشواهد و كذا مع ارتفاع نسبة الكثافة السكانية بل أصبحت هذه الأعداد الهائلة من الخريجين تشتغل في إطار حركات و جمعيات منظمة تمارس ضغطها على الحكومة المطالبة بإيجاد حلول لها، بل هو حل واحد ليس إلا و هو إدماجهم ضمن سلك الوظيفة العمومية، من هنا وجب علينا أن نعترف و ألا نغفل أنه من بين العوامل المسببة للبطالة هناك عامل العقليات حيث أن فئات الشباب المغربي مقتنعة و بشكل لا رجوع عنه أن العمل مع الدولة هو العمل الأضمن و الأنسب، خصوصا و أننا شعب تغيب عنه ثقافة المبادرة الذاتية و الاعتماد على النفس.
عموما فقد اعتادت الدولة في قطاع التشغيل عبر الحكومات المتوالية أن تُـظهر مؤشرات و محاولات تمثلت في إرادتها الفاشلة و أحيانا الماكرة في حل الأزمة سواء من خلال الوزارة المعنية أو من خلال وسائل أخرى، و لطالما اصطدمت هذه الإرادة الحكومية بأرضيات صلبة تفقدها نجاعتها، ومن ذلك يظهر الخلل فيما بين ما تطلقه الدولة من مقترحات و بين ما نعرفه و نعيشه على سطح الواقع .
البطالة تزداد استفحالا ... والغالب الله....



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ينصف الشعب في زمن التناقضات
- نريد دولة القانون بلا -صقور- فوق القوانين
- 20 فبراير شرارة ربيع سرعان ما تحوّل إلى خريف
- إلى متى سيظل السياسيون يضحكون علينا؟
- المغرب: وجب انتظار ولوج الجمل في سمّ الخياط
- تزييف الوعي التاريخي
- المجلس القطري للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان الاستبش ...
- في الضبابية نحيا
- كيف تقعّد الريع عندنا؟
- متى سنقطف ثمرة ديمقراطية العيش؟
- مصيبتنا عويصة حقا
- اللاجؤون بالمغرب قضية ظل يحوم حولها الضباب الكثيف
- فاضل بنعيش السفير الملكي بالمملكة الإسبانية
- هل تصبح الجزائر قوة الفضائية في عام 2014؟ هل قمرها الصناعي ا ...
- المغرب و-الناتو- أوّل -شريك- إفريقي ومغاربي
- لا نكذب على أنفسنا الأوضاع الاجتماعية والمعيشية ليست على ما ...
- بنكيران يستعين بأربعة حراس شخصيين هل أضحى الوزير الأول يخشى ...
- نحصد ما زرعناه
- تحريف التاريخ طريق مسدود الشباب الجزائري يتفاءلون بقرب سقوط ...
- معضلة زواج المال والسياسة ومصيبة الجمع بين الحكم والاقتصاد


المزيد.....




- انخفاض أسعار الصرف اليوم…سعر الدولار في السوق السوداء الأربع ...
- الأكبر في العالم.. تفاصيل مشروع قطري جزائري جديد بميزانية ضخ ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري توت عنخ آمون؟ وما ...
- وزيرة الخزانة: اقتصاد أميركا قوي والخيارات متاحة للرد على ال ...
- -بلومبرغ-: فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن ال ...
- الاقتصاد الأمريكي ينمو 1.6% في الربع الأول من العام بنسبة أق ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري عنخ آمون؟ وما حقيق ...
- أوكرانيا تبيع أصولا مصادرة من شركات تابعة لأحد أكبر البنوك ا ...
- مصر.. قرار جديد من وزارة التموين بشأن ضبط أسعار السكر
- أصول صندوق الاستثمارات العامة السعودي تتجاوز 749 مليار دولار ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - إدريس ولد القابلة - البطالة تزداد استفحالا ... والغالب الله