صديقاتي (4)

نجوى أم عائشة

الحوار المتمدن-العدد: 4526 - 2014 / 7 / 28 - 23:31
المحور: الادب والفن
    

(ف)

نزحتْ إلى فاس لتستكمل دراستها بالسلك الإعدادي ..
كانت إقامتها بمنزل أختها المتزوجة ..التي كانت تستغلها في الأشغال المنزلية ومراقبة الأطفال ..
صديقتي كانت ذكية ، نشيطة ومشاغبة ..لاواحدة من التلميذات كانت تجاريها سواي
فنحن غالب الوقت معا ، نقطع الطريق من البيت إلى المدرسة ..ومن المدرسة إلى البيت ..
كم كان يحلو لنا أن نفتعل بعض الحركات المضحكة خلال حصة اللغة الفرنسية
و لم يكن حلا سليما من الأستاذة في أن تفصلنا عن بعض ..كل واحدة في طاولة بعيدة عن الأخرى ..لأن الوضع استمر على ماهو عليه ..
إذ ما كنت أستطيع مقاومة هستيريا الضحك ، كلما بدأت أقرأ القطعة الفرنسية على مسامع الأستاذة والتلاميذ حتى تنفجر صديقتي المشاغبة من المقعد الأخير ضاحكة ..
موجة ضحكنا كانت تليها موجة صمت رهييب ، فالأستاذة كانت تتوقف عن شرح الدرس .. تنظر إلى كلتينا ولاتعرف ما تفعل ...
كانت المسكينة تظل صامتة تتطلع إلى وجهينا ..ولسان حالها يلعن الصدفة التي جعلتنا ضمن متعلمي هذا الفصل.
علمتني صديقتي لغة لم يسبق لأحد غيرنا في المدرسة أن سمع بها ..
كل التلاميذ كانوا يعتقدون أننا نتحدث الأمازيغية بطلاقة لسان وبسرعة مذهلة ..
غالبا ما استهزأنا ببعضهم وبعضهن ..بلغتنا التي لايعرف معناها إلا أنا وهي ..
.
.

ذات عصر ..ونحن عائدتان من المدرسة ..خاطبتني صديقتي قائلة :" فْشْتي ذَهَا باتْعْنا ؟"

حاولتُ أن ألتفت ورائي فنهرتني قائلة: " شْلاَعْ يْتْورْدي هَوْجَك ؟"

فسألتها في همس: "كْشُونْ عَزْما كْيُون ؟"

أجابتني: " قْوْفي ..نْفُوشُو نْشُو ْيمْعَلْ"

تصرفت كما قالت لي صديقتي ..

لكن المفاجأة الكبرى كانت حينما توقف ذلك الذي كان يتبعنا قائلا لنا " نَا أتَا نْرْعَفْ نْدْهَر حْلاَبْكم ."

حملقتُ في صديقتي وحملقتْ في ..كيف عرف أننا نتكلم "الدارجة" مقلوبة ؟!

وانطلقنا نسابق الريح مذعورتين ...
________________
:" فْشْتي ذَهَا باتْعْنا ؟"="هل رأيت هذا الشخص يتبعنا؟"
...
" شْلاَعْ يْتْورْدي هَوْجَك ؟=" "لمَ تديرين وجهك نحوه؟"
..
"كْشُونْ عَزْما كْيُون ؟="" يعني من تراه يكون؟"
...
" قْوْفي ..نْفُوشُو نْشُو ْيمْعَلْ" ="قفي لنرى ماذا سيفعل."
..
" نَا أتَا نْرْعَفْ نْدْهَر حْلاَبْكم ."="أنا أيضا أعرف التكلم مثلكما"

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات