أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى أم عائشة - صديقاتي (2)














المزيد.....

صديقاتي (2)


نجوى أم عائشة

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


(س1)
كان منزلنا يفصله عن منزل صديقتي (س) زقاق واحد ..
لم تتوطد علاقتي بها إلا أيام الثانوي حيث جمعتنا نفس الشعبة ونفس الفصل .
كنا نتبادل قصص نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس و قصصا أخرى .. فالفضل في قراءة مثل هاته الكتب يرجع معظمه إلى ( س) ولم أكن أعرف من أين كانت تأتي بهذا الكم من الكتب ، فنحن ننتمي إلى نفس الطبقة ، إلا أني كنت أعرف أن لها صديقات أخريات غيري ..
ومن أسر مختلفة ..
فتاة شقراء ، طويلة الشعر ، من عائلة نازحة من الجبل..لم تتأثر بلكنة والدتها الجبلية ..
كانت الثانوية بعيدا عنا شيئا ما ..فكنا غالبا مانقطع الأزقة سويا ومن من غير وجبة الفطور..
لكننا لم نستسلم للجوع يوما.. كنا نقف عند محلبة الحي ، نحيي صاحبها ، بكل منتهى الأدب ..
نشرب العصير ونأكل بعض " الكيك" ونحييه مرة أخرى بمنتهى الأدب حتى لايطالبنا بماتبقى له من دين علينا ..
ونسرع في المشي ونحن فرحتان.. نتبادل النكت ..ونسترجع ما يقع في الثانوية من أحداث حتى لو كانت صغيرة ..
.
.
كنت أحب مصاحبتها وأمنّي نفسي بأن أكتسب يوما الثقة التي اكتسبتها هي من عائلتها ...فهي يمكنها أن تختار من تشاء وكم تشاء من الأصدقاء ..ويمكن لزميلنا في الفصل أن يطرق بابهم إذا ما احتاج إلى كراسة مدرسية منها أو كتاب، عكس الحصار الذي كان يمارس علي ..

.
.
لازلتُ أذكر إلى اليوم كيف تجرأتْ صديقتي في محاولة تثبيت ربطة عنق أستاذ اللغة العربية الذي لم يكن في الأصل إلا أستاذا لمادة أخرى..
والحقيقة أنها أخبرتني قبلا بما ستفعله ..فلم يكن بوسعي إلا انتظار ما ستفعله منبهرة بها ومشدوهة ..
بعد الذي حصل ، أتذكر أيضا كيف انفجرنا ضاحكتين ونحن نعيد تصوير المشهد فيما بيننا ..ونركز على الأستاذ الذي ظل واقفا في مكانه واضعا يديه في جيبي بنطلونه.
.
.
وتنتهي سنوات الدراسة الثانوية ، وننتقل إلى التعليم العالي ..ولاتنتقل معنا صداقة الشغب ..حيث أصبح لكل منا أصدقاء آخرون ..ولم نعد نلتقي إلا صدفة ونحن نسرع الخطو في تجاه الحافلة ، التي كان ركوبها كما اليوم إنجازا بطوليا .
..
انتقلت صديقتي من الحي ومن فاس إلى مدينة أخرى وتزوجت ..وأنجبت أطفالا ...

لم أكن أعلم بذلك ..إلا حينما تقابلنا صدفة وجها لوجه أمام بائع " الخليع " ..وكانت في

زيارة لأهلها بالمدينة العتيقة..

عيّرتها بالنحافة التي أصبحت فيها ..وعيّرتني هي بالسمنة التي أصبحتُ فيها ..وانفجرنا

ضاحكتين ..

وفجأة تغيرت سحنات وجهينا حينما تذكرنا فيما تذكرنا مابقي علينا من دين لصاحب المحلبة القديمة ..

ووعدتها بأني سأتكلف بالأمر ..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقاتي(3)
- على صفحة الرابطة المغربية (الالكترونية)


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجوى أم عائشة - صديقاتي (2)