داعش كتجلي للإسلام الصحيح .

صالح حمّاية

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

رغم ما يقال من البعض أن داعش لا تمثل الإسلام الصحيح ، وأنها بعيدة كل البعد عنه ، لكن الواقع وإذا أخدنا بالقول الأصولي أن الأصولية هي المنهج الإسلامي الصحيح ، فداعش إذن في هذه الحالة هي التجسيد الحقيقي للإسلام ، فالأصولية كمنهج هي في الواقع المنطلق النظري الذي تنهل منه داعش لتفعل ما تفعل ، و لمن قد ينكر فيمكن التأكد من هذا بسهولة بالرجوع للتصورات الإسلامية الأصولية و مراجعتها ، فمن هذه التصورات نكتشف أن كل ما تقوم به داعش من عنف و إرهاب هو من صميم الفكر الأصولي ، فعلى سبيل المثال جريمة كجريمة فرض الجزية على المسيحيين في الموصل كما حدث قبل أيام هل يمكن القول انها نشأة من فراغ ؟ الجواب طبعا "لا" فالجزية هي نتاج المنهج الأصولي الذي يرى أنها واجبة على آهل الذمة ، ومنه فداعش و حين تلزم بها و تفرضها ضمن مشاريعها فهي لا تخالف الإسلام كما يزُعم ، بل هي في الواقع تطبقه خير تطبيق ، و لمزيد من التأكيد على هذا فيمكن الرجوع لجميع الاعتراضات التي وجهت لداعش من طرف بعض الأصوليين لرفع العتب ، فلو نتابع تلك الاعتراضات لوجدنا انها جميعا لا تذهب نحو إدانة المنطقات العقائدية لداعش ، لكنها فقط تطعن في شرعيتها السياسية حين تصفها بأنها طائفة من الخوارج ، وطبعا هذا الأمر يفضح فكرة الخلاف بين داعش و الاصولية ، فالحقيقة هي أن الأصوليين لا يختلفون قد أنملة عن داعش ، لكن الاختلاف الوحيد الذي يمكن يكون أحيانا هو في التصور السياسي ، فبعض الأصوليين أحيانا (كأصولي الخليج مثلا) يختلفون مع داعش أو مثيلاتها لأنها تخرج عن طاعة ولاة أمورهم و عليهم نراهم ينددون بأفعالها ، لكن هل لو أبدت داعش الولاء لأولئك الحكام ، أو أن أولائك الحكام قاموا بتلك الأمور التي تقوم بهذا داعش ، فهل سيعترض الأصوليون ؟ الجواب طبعا " لا " ، فولاء داعش للحكام يجعلهم بنظر هؤلاء غير خارجين ، وعليه أفعالهم تصبح مباحة ، أما الأفعال تلك و إذا قام بها الحكام ، فهذا بلا شك عندهم مباح ، ولهذا مثلا نحن نسمع دائما انه لما تقوم جماعة بتطبيق الحدود أو بقتل إنسان بإسم حد الردة ، فإن الاصوليين يستنكرون هذا باسم أن هذا أمر الفصل فيه لولي الأمر فقط ، لكن أوليس السؤال الجوهري هو : وهل تختلف الجريمة اذا قام بها ولي الأمر أو جماعة إرهابية ؟ وطبعا الجواب هو لا ، لكن طبعا الاصولية لا تهتم ، فالأصولية لا تفكر بالمنطق الإنساني الذي يعلي قيمة الإنسان ، بل هي تفكر بالمنطق الأصولي الذي يعلي من قيمة النص على الإنسان ولو أدى هذا إلى جرائم ومجازر كما تفعل داعش .

على هذا ففي أي حديث مقبل عن داعش و علاقتها بالإسلام فيكفي أن يسال المسلم نفسه السؤال التالي : هل أنا أصولي أم لا ؟ فإذا كنت أصوليا فداعش هي التعبير الحقيقي على دينك الذي تؤمن به ، ومنه فكل جريمة تقوم بها داعش هي جريمة في رقبتك لانك تؤمن بهذا الدين الإجرامي ، أما إن لم تكن أصوليا ، وكنت تؤمن بالحرية و حقوق الإنسان ، فأنت ودينك براء من هذه الجرائم إذن .

#صالح_حمّاية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل