أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - من يبقى للعراق الجريح !!














المزيد.....

من يبقى للعراق الجريح !!


ناهده محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 10:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قصدت أن أبدأ مقالتي بآخر كلمة سمعتها من شخصية ثقافية نسائية عراقية معروفة , حين قلت لها : لقد خرج الكثير من المثقفين الى الخارج فماذا تنتظرين وأنتِ شخصية نسائية معروفة ومن عائلة وطنية عريقة , ربما ستكونين مستهدفة , وكما ترين , العراقيون يقتلون بعضهم بعضا , والمسلمون يُكفر بعضهم بعضا , مُعصبين أعينهم فلا قرآن نزل ولا نبي أُرسل , بل أعراف وشرائع لا سماوية , تنخر الجسد والروح العربية , قالت : العراق بلا رئيس ولا حاكم , بل تحكمه الطوائف , وإذا خرجنا كلنا من العراق ( فمن يبقى للعراق الجريح ) . هزني ما قالته , وقلت في نفسي لقد قُتل خيرة شباب ومثقفي العراق , وهاجر شباب بعمر الورد يطلبون رعاية الأمم المتحدة ولا يدري هؤلاء ولا الأمم المتحدة الى أين المصير .
قرأت مؤخراً لكاتب أمريكي يقول المسلمون ليسوا سعداء لا في العراق ولا في مصر أو في سوريا أو في إيران أو أفغانستان أو تونس وليبيا , لكنهم سعداء في البلدان الغربية لأنهم أحرار في عقائدهم وشعائرهم وأفكارهم , ولكنهم مع ذلك يريدون تغيير هذه الدول لتكون على شاكلة الدول العربية والآسلامية , ولا يدري أحد كيف يفكر العربي والمسلم وماذا يريد .
تبعث آلاف الأمهات العراقيات بفلذات أكبادهن الى جبهات القتال ليقاتلوا ما أسميتهم ( دود الأرض ) الذين يبتلعون كل شيء , كل حضارة , وكل عقيدة وكل مبدأ سامي , وكل إيمان حقيقي .
حين كان الإسرائيليون يقصفون ليل نهار غزة ويقتلون العشرات كان يُجاهد الداعشيون ( جهاد النكاح ) ويهاجمون البيوت العراقية بحثاً عن نساء يغتصبونهن , وتأتي الأخبار عن حوادث بشعة حول مجموعة من عصابات داعش وهي تهاجم بيتاً عراقياً لا يحوي سوى النساء , فتيات صغيرات مع الوالدة ورجل مريض , وقد أُضطرت الأم لكي تحمي بناتها أن تقدم نفسها لهم مُرغمة بدل بناتها , وقد أيقنَت بأنه مُحال أن يخرجوا دون حصولهم على الغنيمة , وهكذا يعود نظام السبي والغزو من قِبل مجاميع غير متشابهة وغير متجانسة وغير متفقة حتماً إلا على الهمجية , وسيأتي حين بسبب شراستها المستأصلة ستعض بعضها بعضا حينما يعز عليها أكل الغنائم .
على كثرة ما قرأت عن السلوك الحيواني , لم أجد حيواناً كبيراً أو صغيراً , مفترساً أم أليفاً , من الفيل وحتى الفراشة , يقتنص أُنثى إلا برضاها , فما بال الجنس الإنساني يتحيوَن كثيراً ويبتعد عن جنسه قليلاً قليلاً حتى يصل الى الحضيض .
لقد قلت مرة أن الجسد العربي قد أصبح مُستهلَكاً ومريضاً حين تهدمت القاعدة المادية القديمة بفعل الزمن وتآكلت القيم القديمة التي أنتجتها ولم يبق منها إلا التسميات والدعوات للرجوع إليها مثل ( النخوة والشهامة ) وأُستُبدلت بمفاهيم مثل ما هو لي هو لي وما هو لك هو لي أيضاً , وتُرجم بعشوائية المثل الإنكليزي القديم ( أُمور كل فرد هي ليست أُمور أي فرد ) وطُبق حرفياً وبقسوة شديدة حيث لم يعد يكفي سور البيت لحماية سكانه , ولم يعد رجال البيت قادرين على حماية نسائه , ولم يعد رجال الوطن قادرين على حماية أوطانهم لأن ما هو خارج البيت والوطن قوي وشرس لكنه متعفن وليس لدينا إلا أن ننتظر حتى يتم تعفنه وينمحي من الوجود , وهذا يحتاج الى وقت طويل ونحن ليس لدينا هذا الوقت , وعلى هذا لا محالة يجب أن نضحي بالكثير , القادة بملياراتهم والأمهات بأولادهن والمثقفين بأسمائهم اللامعة وبما تعلموه بلغاتهم الأجنبية وأن يتعلموا لغة الشارع والتي لا يعرف الفرد البسيط غيرها , بها يبكي وبها ينوح على قتلاه , وبها ينتقد الفساد الذي يأكل أجساد أطفالنا الأبرياء وأجساد فقرائنا المتسولين .
لقد أثارت فيّ صديقتي العزيزة الشجون الكثيرة والتي أرجو أن لا يفارقها الوطن وأن لا تفارقه أبداً , وأن يبقى هو جزء منا ونحن جزء منه , وبما أننا قدإخترنا الحُصرم فلا يجب لأولادنا أن يضرسوه .



#ناهده_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب من أين والى أين .
- هل يتبادل الإنسان الأدوار مع الحيوان .
- الطلاق الحر بين الجماعات والأفراد .
- إن كنت تريد غزالاً فخذ أرنباً , وإن أردت أرنباً فخذ أرنباً . ...
- المادة 4 إرهاب ويوم المرأة العالمي وقانون الأحوال الشخصية ال ...
- الشراسة طبع متوارث أم مكتسب لدى العرب .
- ( وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا )
- كل يوم يُقتل الحسين فينا .
- أفقر العالم أشد أم فقر العراقيين .
- الإنسان إبن بيئته والمرأة تتبع هذا .
- إحساس الغيرة هل هو مرض أم دافع .
- فلسفة إلغاء الآخر أو فلسفة القتل .
- المغتربات العراقيات والسومريات
- ماذا يفعل الإنسان العربي ببيئته
- حينما يُسحب الرصاص من الأقلام وتُملأ به المسدسات .
- شخصيات نسائية متفردة - 5 الدكتورة / رابحة الناشي
- هل يحتاج الإنسان المسلم الى أنسنه .
- الإيثار قيمة قديمة .
- الظواهر الإجتماعية لمشكلة البطالة في الدول العربية
- من يزرع الشر في أنفسنا ( 2 - 2 )


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ناهده محمد علي - من يبقى للعراق الجريح !!