أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن المنصور - ريشارد شتراوس والقصيدة السيمفونية














المزيد.....

ريشارد شتراوس والقصيدة السيمفونية


مازن المنصور

الحوار المتمدن-العدد: 1274 - 2005 / 8 / 2 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


ريشارد اشتراوس والقصيدة السيمفونية (1864_1949):
’’ إن الموسيقى وحدها هي التى تشرف المكان أ و تحط من قدره‘‘
(ريشارد أشتراوس)
وهو موسيقار أ لمانى الأصل ، تأثر بليست وبرليوز في معالجة القصيدة السيمفونية التى تمتاز
لديه باحكام في الصياغة ، وبذخ في التوزيع ، وروعة في التعبير . وزاد عليها عناصر جديدة منها استعمال الآوركسترا لتصوير الأشخاص وادراج نواح هامة في الموسيقى الأيقاعية
ومن قصائده المعروفة( دون جوان ، ودون كيخوت ،
والموت والتجلى ، ومكبث ، وحياة بطل ، وتيل المهزار).
وكذلك من أ جمل الأمثلة لرقصات الفالس من الحانه ( الدانوب الأزرق ) ( وقصص في غابات فيينا ).

قصيدة الموت والتجلي :
قصيدة سيمفونية ، تصور الإ نسان يعاني من سكرات الموت ، يستعرض حياته السابقة من أيام الطفولة ، ولحظات الأمل والشباب . فتبدأ الأ لحان بوصف رجل منفرد في غرفة نومه ، ينتظر اللحظة الأخيرة ، فالمكان ساكن هادىء ، لايقطع سكونه سوى دقات الساعة الرهيبة التى تنتهى بها أجله المحتوم ، ثم تنتقل الموسيقى لتصور الرجل وهو ، يغالب الموت بكل قواه ، حتى ينقاد في النهاية إ لى غفوة حلم ، يتذكر فيها من جديد ساعات الطفولة البريئة ، ثم أيام المراهقة والشباب وفي لمحة عين ينجلى أمام خواطره حقائق مرور الزمن والانتقال إلى العالم العلوى .

قصيدة ( تيل المهزار )(Till Eulenspiegi):

تتحدث عن شخصية عاشت إبان القرن الرابع عشر ، وكان عملها التجوال في أنحاء أوروبا لتحكي قصصاً مفتعلة وأ حاديث كاذبة ، القصد من ورائها كسب العيش بطريق النصب والاحتيال . فتبدأ الموسيقى بوصف هذا الرجل المدعو ( تيل) حاملا جمجمة بشرية كان قد سرقها من أ حد المقابر ليظهرها على ا لناس ، مدعيا أ نها جمجمة لأحد الأولياء الصالحين ، فكانت الفئة الساذجة تصدقه وتتبارك بما يحمله حتى جنى من وراء ذلك ربحا عظيما .
من ناحية ا لتعبير الموسيقى .
فالقصيدة مشيدة على بعض الآلحان البارزة ، فاللحن الرئيسى يصور ( تيل) وهو يرتاد الآمكنة يعبث بالناس . فتبدأ الموسيقى بنغمة هادئة ناعمة تعلن بداية الأسطورة ، تتبعها جملة أخرى مستهترة في طابعها الموسيقى ، تعزفها آ الة الكورنو لتعبر عن مجون المهزار (تيل) ، وبالتالى تنقاد إ لى لحن خفيف متقطع ، يمثل الشيطنة والدهاء تؤديه الكلارينيت في شكل واضح . وسرعان ماتعود فكرة تيل الموسيقية عندما يقتحم بفرسه سوق القرية المزدحم بالنساء اللاتى يتملكهن الفزع عند رؤية هذا المهزار فيلوذن بالفرار . وينبهت ( تيل) ويقف مكانه حائرا وأخيرا يقرر العودة إ لى مسكنه ، وهناك يبدأ يفكر في حادث جديد . ثم تنتقل الألحان مع آلات الأوتار والباص لتصور كاهنا يحث القوم على حب الخير والصلاح . تنقاد الموسيقى بالتالى إلى لحن للكمان يمثل ( تيل ) وقد وقع في حب غادة حسناء ، تتعاظم عليه وتهزأ به . وبينما كان ( تيل ) يسير في جنح الليل إذ يتقابل وجها لوجه مع مجلس من الفقهاء والعلماء ، يتناقشون فيما بينهم ، فيصطدم ( تيل ) معهم في جد ل عنيف ، دون منطق ولا صواب ، ويتركهم في النهاية وقد بلغ الحد في إ حراجهم والسخرية بعلمهم . ثم تتدرج الألحان في شكل تصاعدى رهيب ثم تصمت فجأة لتصف ( تيل ) مقبوضا عليه ومساقا إ لى السجن ليحاكم جزاء عبثه برجال الدين ولايجد المسكين وسيلة سوى الدفاع عن نفسه بنكات سخيفة ، وأعذار واهية لاتنقذه من حبل المشنقة ، وأخيرا يصدر حكم القاضي على ( تيل ) بالاعدام في صورة لحن وقور تؤديه آ لة الكلارينيت وما أ ن يوضع في المقصلة ويطل جسده في الفضاء حتى تختم الموسيقى بمارش رهيب يعزفه الترومبون . وتختم ا لقصيدة بفكرة ( تيل ) البدائية ، وكأنها ترثيه رثاء حار على ما اقترفه من شيطنة ومجون .
وها هي اروع قصيدتين سيمفونيتين للموسيقار الألماني ريشارد اشتراوس.




#مازن_المنصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والموسيقى(Haydn,Mozart) هايدن وموتسارت
- الصوناتة وقالب الصوناتة في الموسيقى
- فيروس حاليا سهل الانتشار احذرو منه ؟
- اثر الموسيقى في العلاج النفسي
- الموسيقار روبرت شومان والعصر الرومانتيكي
- موسيقى (فرانكو أ رب) في الناصرية
- تاريخ اليهود في موسيقى العراق
- موسيقى فردريك شوبان في العصر الرومانتيكي
- الموسيقار فيليكس ماندلسون والعصر الرومانتيكي
- تضامن معنا من اجل حرية الكاتب محسن الخفاجي
- اشهر الرقصات في القرنين السابع عشر والثامن عشر
- الموسيقار فون فيبير والعصر الرومانتيكي
- الموسيقار شوبرت وتحليل السمفونية الثامنة الناقصة
- أعلام الموسيقين في القرن التاسع عشرفي القصائد السيمفونية
- بيتهوفن وسمفونياتة التسعة
- موسيقى مانويل ضيف الله الاسباني
- الموسيقى في عصر الباروك
- ناريخ الموسيقى
- تاريخ موسيقى الراي
- تاريخ السمفونية


المزيد.....




- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن المنصور - ريشارد شتراوس والقصيدة السيمفونية