|
موسيقى فردريك شوبان في العصر الرومانتيكي
مازن المنصور
الحوار المتمدن-العدد: 1249 - 2005 / 7 / 5 - 07:44
المحور:
الادب والفن
ُ ُ إن الحب لايستطيع التعبير عن الموسيقى ، لكن الموسيقى تستطيع ا لتعبير عن الحب ، ولكن لم نفرقهما وهما جناح الروح ،، ؟ برليموز الموسيقار شوبان ولد من أ ب فرنسى وأم بولندية، أندفع منذ صغره نحو الموسيقى ، وقد تجلت هذه الموهبة في السنوا ت الأولى من حياته ، مما أ خذ الوا لد على عاتقه أن يتعهد طفله بدراسات أ ولية على آ لة ا لبيانو إذ لاحظ أ ن الطفل كثيرا مايجلس أ مام ا لبيانو يرتجل بأنامله الصغيرة أ لحانا ساذجة فطرية تنبىء عن شخصية عبقرية فذة . وقد ظهرت مواهب الفنان ا لصغير في سن ا لتاسعة عندما عزف في حفلة عامة . وصفقت له الجماهير ، وأ غدقت عليه الهدايا . وفي حفلة أ خرى أ قيمت في العام التالى بفارسوفيا سمعته فنانة إ يطالية تدعى ( أ نجليكا كتلانى ) ، فتملكتها أ لحان شوبان ا لساحرة ، وأهدته ساعة ذهبية نقش عليها ( ذكرى وتقديرا من السيدة كتلانى إ لى فردريك شوبان في سن العاشرة ).
ولقد كرس شوبان حياته للبيانو ، فلم يتعلم آ لة موسيقية أ خرى كما فعل موزارت وبيتهوفن وكان في أ سلوبه الفنى ميالا إ لى عدم التقيد بالقواعد الموسيقية ، ولم يكن أ حد يستطيع مجاراته في قوة الارتجال المبتكر . وقد كتبت له مجلة المسرح بفيينا . ’’ إنها مفاجأة سارة للجمهور حينما سمع هذا الشاب العبقري شوبان ، أ ن الحانه ليست بديعة فحسب بل هناك نبوغ فنى ومعجزة جبارة سواء في عزفه أ و في ارتجاله الأ لحان النقية العاطفية ‘‘ وكان طا بع أ لحانه يتفق وروحه الصافية النقية ، ينتقل من نغمات الحب إ لى نغمات السرور ، ومنها إ لى حزن وآلام ، ثم يعرج إ لى أ لحان الغزل ... وهكذا . وكانت موسيقاه تمتاز حقا بروح جديدة في معناها ومبناها.
التحليل الموسيقى لباليه بنات الحور ( Sylphides)
من أ لحان ا لباليه لشوبان مايعرف باسم ( السلفيد) . والمعروف أ ن شوبان لم يخصص هذه الألحان للرقص التعبيرى ،ولكن (وايت وموراى ) قاما باختيار بعض هذه الألحان بعد وفاة شوبان لما تمتازبه من النغمات الحلوة الرا قصة التي تتفق والفكرة المنشودة . فالجزء الأول من البالية يحوى فكرة من نوع المقدمات (Preludes) ، تعبر إ لى فكرة أ خرى من نوع ’’ النوكتورن‘‘ , وهي موسيقى متهاد ية ا للحن تسرع نغماتها أ حيانا في الجزء الأوسط مع أ نطباعها لطابع الحزن والأ سى .
الجزء الثاني. فا لس مرح خفيف ، تخيم عليه دلائل الفرح والغبطة . وقد وضع في مقام ( صول بيمول ) ، كما أ ن رقصة المازوركا كانت لها مكانة ملحوظة في هذا الجزء لما تمتاز به من طا بع الخفة والارتياح . وتلى المازوكا موسيقى من نوع الفالس البطىء تعلنها أ لة الكلارينيت في وضوح وإ تقان ، وكأ نها أ لحان توسلات عميقة تساندها آ لات الأ وركسترا في تجا وب ملحوظ . وتأ بى فكرة البريلود التى أ علنت بداية البا ليه إ لا أ ن تعود من جديد ، تتبعها فكرة أ خرى من نوع الفا لس في مقام ( دو ماينر ) . وقد نلمس قبل ا لنهاية نغمات ها دئة كالنسيم تعزفها الكلارنيت في توافق بديع . وتختم أ لحان البا ليه بفالس حيوى خفيف في مقام ( مي بيمول ) ميجر تعلنه الأبواق ، وكأنها تدعو القوم إ لى حلقة الرقص دون تعاظم ولا كبرياء .
وكانت وصية شوبان عندما وا فته المنية عام 1849 أ وصى أ ن ينتزع قلبه ، ليدفن في مدينة ( وارسو ) مسقط رأسه ، وأ ن تدفن رفاته بباريس بجوار صديقه ( بليني ) الموسيقار الايطالي المعروف ، كما أ وصى عند دفن جثته أ ن ينشد على قبره قدا س الحداد الذ ي وضعه موتسارت . وفد أ قيم لشوبان في وارسو عام 1880 تمثال عظيم تخليدا لذكرى هذا الفنان الموهوب .
الفنان مازن المنصور Oslo.Norway [email protected]
#مازن_المنصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الموسيقار فيليكس ماندلسون والعصر الرومانتيكي
-
تضامن معنا من اجل حرية الكاتب محسن الخفاجي
-
اشهر الرقصات في القرنين السابع عشر والثامن عشر
-
الموسيقار فون فيبير والعصر الرومانتيكي
-
الموسيقار شوبرت وتحليل السمفونية الثامنة الناقصة
-
أعلام الموسيقين في القرن التاسع عشرفي القصائد السيمفونية
-
بيتهوفن وسمفونياتة التسعة
-
موسيقى مانويل ضيف الله الاسباني
-
الموسيقى في عصر الباروك
-
ناريخ الموسيقى
-
تاريخ موسيقى الراي
-
تاريخ السمفونية
-
نوادر الموسيقى
-
تاريخ موسيقى الأوبريت
-
تاريخ موسيقى الفلامنكو
-
تاريخ ألة الكيتار
-
تاريخ موسيقى الآوبرا
-
تاريخ موسيقى البالية
-
تاريخ الموسيقى الكلاسيكية
المزيد.....
-
في وداعها الأخير
-
ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
-
عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني
...
-
شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
-
صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
-
غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
-
وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
-
غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
-
غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
-
الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|