نحو انتفاضة ثالثة في فلسطين

حركة يسار

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 03:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فشل سلطة أوسلو وملحقاتها وإفلاس المنظمات يدفعان الشعب الفلسطيني الى خوض انتفاضته الثالثة.
ها هو الشعب الفلسطيني أعزلا يقاوم! ليس أعزلا من السلاح فقط، بل من قوى قادرة على إدارة الصراع بعد أن وضعته سلطة أوسلو أمام عقدة المفاوضات العبثية الأبدية وغير ذات أفق مع العدو الصهيوني، وبعد أن أفلست المنظمات كافة بتخليها عن الفعل المقاوم واعتادت أن تتقاضى الرواتب من السلطة الساقطة، والتي تحولت بدورها الى شرطي يلاحق الشباب المقاوم ويحمي المستوطنين بالتنسيق الكامل مع قوات وأجهزة العدو الأمنية والاستخبارية أضف الى ذلك سيطرة حماس على غزة وتلهيها بالصراع الداخلي طمعا بتقاسم النفوذ مع حركة فتح على الساحة الفلسطينية.
لقد وجد الشعب الفلسطيني نفسه وحيدا، تتفاقم معاناته في كل صعيد: فالمعتقلون يقاومون في السجون دون أن تسهم القوى الموجودة على الساحة في وضع حد لمعاناتهم، والواقع الاجتماعي في تفاقم مستمر يدفع بالشعب كله الى هوة التهميش والوضع الأمني من ملاحقة واعتقال وقتل يتهددهم على ايدي الأجهزة الصهيونية وبالتنسيق مع أجهزة السلطة، والفساد في دوائر السلطة لم يعد يحتمل، إضافة الى التنازع على المغانم بين أطراف السلطة بما في ذلك حماس التي تهيمن على قطاع غزة. لتأتي حادثة اختطاف وقتل الشهيد محمود ابو خضير لتكون الشرارة.
وها هو الشعب الفلسطيني يلتهب ثورة، ثورة ألغت الحواجز بين الضفة والقدس وبينهما وبين أراضي الـ48 من المثلث والناصرة وصولا الى النقب. فالتهبت الشوارع والساحات وتستمر المواجهات مع قوات الاحتلال ومع قطعان المحتلين "المستوطنين" الذين بادروا بممارسة الاعتداءات الهمجية على أبناء الشعب الفلسطيني بدء بالاختطاف والقتل الذي مورس بحق أحد الأطفال وامتدادا الى مطاردة المواطنين الى قراهم وأحياءهم. ولكن صمود الشعب الفلسطيني جعل محاولات العدو ترتد عليه.
وهذا يرتب على الشعب الفلسطيني وتحديدا قواه الحية مسؤولية تنظيم الانتفاضة الشعبية وخلق القوى القادرة على التعبير عنه و حمل مطالبه، فقد أثبتت التنظيمات القديمة فشلها بالعبور بالشعب الفلسطيني الى شاطئ الحرية و بالتالي فان قوى يسارية ثورية منبثقة من رحم هذه الانتفاضة تعتبر ضرورة موضوعية لانجاز اهدافها. وهنا نرى أن على اليسار العربي الحي ان يتحمل مسؤولياته كاملة تجاه هذه القضية عبر التنسيق و الدعم الكامل لها لان التكامل بين الانتفاضات الشعبية أحد شروط انتصارها.

حركة يسار - بيروت 06-07-2014

#حركة_يسار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل