|
حماس وإسرائيل : تقاطع مصالح أم -حصان طروادة - الفلسطيني ؟؟!
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4498 - 2014 / 6 / 30 - 22:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حماس وإسرائيل : تقاطع مصالح أم "حصان طروادة " الفلسطيني ؟؟!
"ساندت إسرائيل قيام "حماس " بعد حرب الأيام الستة ، وذلك من خلال دعمها لمُنظمات اسلامية تم إعتبارها خارجة عن القانون ،إبان السيطرة المصرية على قطاع غزة (مثل الإخوان المسلمين )،وذلك من أجل إضعاف مكانة م.ت.ف وفتح واللتين كانتا حينذاك ، حركات قومية علمانية . قدمت إسرائيل الدعم (ألمادي أيضا ؟؟ ق.م )لهذه المُنظمات (الإسلامية )في غزة والضفة الغربية ومكّنتها من العمل بحرية ، بما في ذلك إعطاء مكانة جمعيات خيرية للبعض من عمليات جمع التبرعات لهذه المنظمات . وعلى سبيل المثال فإن الشيخ أحمد ياسين والذي كان عضوا في حركة الإخوان المُسلمين في غزة ( وأُعتقل على يد المصريين لهذا السبب ) كان واحدا من مؤسسي حماس ، وجمعيته الخيرية تلقت الدعم من إسرائيل ، وبدأت جمعيته بالعمل في غزة وإدارة عيادات طبية ، مدارس وفرق شبيبة "ترجمة حرفية من العبرية ، عن موقع على الشبكة "، بينما تقول إنسيكلوبيديا – موقع واي نت عن حماس ، ما يلي ، ومن العبرية أيضا : " تمتد جذور حركة حماس إلى القاعدة الفكرية الداعية، للعودة الى مباديء الدين ومباديء الإسلام ، والتي أنتجتها حركة الإخوان المُسلمين (بداية سنة 1928) ونشرتها في أرجاء العالم العربي . تشكلت في غزة أواسط الثمانينات من القرن العشرين جمعية خيرية إسلامية بإسم "المُجمع الإسلامي "والتي عملت من أجل إقامة مؤسسات تعليمية دينية ومؤسسات مُساعدة وصدقات للمُحتاجين . في تلك السنوات دعمت إسرائيل المنظمات الإسلامية ،مُنطلقة من فكرة أنها ستُضعف القوة الجماهيرية لفتح ". لم يجد السيد نتانياهو من الضروري ألثناء على تصريحات السيد محمود عباس ، وموقفه الحازم والواضح من قضية إختطاف الفتية المستوطنين الثلاثة ، بل " توقع " منهُ أن يقوم بإبطال الاتفاق الفلسطيني الداخلي بين فتح وحماس ، وأن يُلغي حكومة التكنوقراط الفلسطينية الجديدة ، بإدعاء أن حماس هي التي تقف وراء عملية الإختطاف . علما بأن حكومات إسرائيل كانت تتهم المرحوم عرفات بإزدواجية الخطاب ، فمع الإسرائيليين والأمريكان يقول شيئا ، وفي الغرف الداخلية يقول شيئا مناقضا ، ولطالما أستغلت هذا في دعايتها . أما حين يقف ابو مازن في مؤتمر ويشجب ويستنكر ، فهو مطالب بالمزيد من التنازلات وبمعاداة حماس ، وبضرب محاولات الوحدة بين ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع ، وليس بين التنظيمات!! لكن هل لإسرائيل مصلحة ببقاء حكومة حمساوية منفصلة في قطاع غزة ؟؟ فهمكم كفاية .. ولكي أكون واضحا ، فأنا والغالبية من أبناء الشعب الفلسطيني لا نؤيد بل ونشجب ، مثل هذه العمليات ، والتي "تصب " ألماء على أيدي اليمين الإسرائيلي الحاكم ، وخاصة اليمين الإستيطاني المُمثل بحزب البيت اليهودي ، الشريك الكبير في حكومة السيد نتانياهو . كما ويجب التأكيد على أن إختطاف الأطفال ، هو عمل غير إخلاقي وغير إنساني . ولا تُبرر هذا الفعل ،ممارسات الإحتلال الإسرائيلي وجرائم قطعان المستوطنين الفاشية . وكائنا من يكون ، الذي يقف وراء عملية الإختطاف ، فهو قد أضّر بقضية الشعب الفلسطيني أيما ضرر . وحماس في بداياتها ، "حققت " لداعميها ما رغبوا فيه ، فقد تركز جل إهتمامها على مهاجمة اليسار ، الحركات العلمانية والقومية ، واستقطبت شرائح واسعة من ابناء الشعب الفلسطيني ، عبر تقديم خدمات اساسية وضرورية ، ليست مصادر تمويلها بمجهولة ، وفي هذا لم تختلف حماس عن بقية أخواتها من تنظيمات الإسلام السياسي التي قامت بدعم علني ومباشر ، ماديا وسياسيا ، من القوى صاحبة المصلحة في محاربة اليسار على كافة وإختلاف توجهاته . وبَرع الاسلام السياسي في تبرير شراكته مع القوى الإستعمارية السابقة ، بإدعاءه بأن هذه الشراكة وهذا التعاون ، نتج عن تقاطع المصالح بينهما لذا لم يكن غريبا أن يقوم الفلسطيني عبدالله عزام ، بمُغادرة الضفة الغربية الواقعة تحت الإحتلال الإسرائيلي ، ليتقاضى ملايين الدولارات من السي .أي .ايه ، بهدف تجنيد "المُجاهدين " العرب ، لتحرير أفغانستان ، كما كشف ذلك فيلم وثائقي أمريكي بعنوان "الجهاد في أمريكا " ، هذا الفلسطيني ترك بلاده وقريته تئن تحت الإحتلال ، وسافر لتحرير افغانستان ، وللتذكير فقط فهو "الأب" الروحي ، لأسامة بن لادن والقاعدة . وعودة الى حماس ، فقد كانت إنتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى ، هي "الفرصة " اتي انتهزتها حماس ، فبعد أن قاطعتها في مراحلها الاولى ، إنضمت اليها في مراحل لاحقة وإعتلت موجتها ، لتقودها إلى العسكرة . لا بد وان هذا "الإنقلاب " الحمساوي على خطة داعميها ، قد أصابهم بالصدمة ، ومع ذلك ، لم تقع الدبلوماسية الإسرائيلية في ورطة ،إلا وبادرت حماس لإنقاذها ، عبر عمليات إنتحارية في المدن اليهودية أو بإطلاق الصواريخ ، التي وصفها محمود عباس أكثر من مرة بالعبثية !! هل قامت بعملياتها بمُبادرتهاس الذاتية ؟ أنا شخصيا لا أشك بذلك ، لأن غالبية اعضائها ومُجنديها ، يعتقدون "صادقين " بأن هذه العمليات ستقود إلى "تحرير " فلسطين . لكن الداعمين الأوائل للإسلام السياسي والإرهابي يعرفون مع من يتعاملون ، فقد استغلوهم في البداية لتحقيق أهدافهم الأنية القريبة ، وراهنوا على هذه الحركات بأنها ستكون "حصان طروادة" الذي سينخر في الدول والمُجتمعات من الداخل . ولسذاجة حركات الاسلام السياسي والتي لا ترى إلا بعين واحدة ، ظنت أنها بتعاونها مع "قوى الغرب الإمبريالي " ، فإنها تستغلهُ لتحقيق أهدافها في السيطرة على الحكم ، لكنها لم تفهم وحتى لحظتنا هذه ، بأنها ليست سوى بيدق على لوحة الشطرنج ،يُحركها اللاعبون وفق ما يرتؤون . وهذا هو الحال مع حماس ، التي مزقت النسيج الفلسطيني ، وأضعفت حركات التحرر اليسارية العلمانية ،وأنقذت اليمين الإسرائيلي من كل ورطاته ، ولو لم تقصد ذلك !! لكن يبقى السؤال الهام ، هل تريد حكومات اليمين وحكومة نتانياهو خاصة ، السلام مع الشعب الفلسطيني بناء على قرارات الشرعية الدولية ، والإنسحاب إلى حدود الرابع من حزيران للعام 1967 ، وفقط حماس هي من تُعيق هذه الرغبة ؟؟ الإجابة واضحة لكل ذي عينين ، فإسرائيل تريد ان تُبقي على إحتلالها ، وتبحث فقط عمن يتنازل بإسم الشعب الفلسطيني عن حقه في دولة ذات سيادة !! وحتى عباس لا يُعطيها هذا التنازل ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نجاحات داعش ..
-
أُحرث وأدرس لبطرس..
-
اللغة والوعي
-
رمضان : ذكريات ، أزمات وحروب .
-
ألمرأة في فتاوى أليهودية الأُرثوذكسية ..
-
-علاج- الإلحاد..
-
الإسلام ألسياسي وفن ألمراوغة ..
-
ألأُنثى بين التبخيس والإستغلال في ألثقافة ألعربية ..!!
-
-ومن ألحب ما قتل- ..مُهداة للأستاذ محمد حسين يونس .
-
ألعائلة المثلية :جدلية أخلاقية ..
-
بين ألكيفية وألماهية ..
-
داعش تكشف العورات وتُمزق الأقنعة ..!!
-
ألتحرش ألجنسي : جدلية الإنتقام أو فكر ثقافي جديد ؟!(4)
-
ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :ألخوف الإجتماع
...
-
ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة :(ألبهمنة) ( 2)
-
ألتحرش هو منتوج جانبي (باي – برودكت) للثقافة (1)
-
المثلية بين البيولوجيا والتنشئة ..
-
المثلية ، السياسة والدين ..
-
-يعيش - الإحتلال ..!!
-
ألأخلاق وألسياسة..
المزيد.....
-
فوق السلطة: تل أبيب تهدر دماء شيخ الأزهر ونتنياهو آخر ملوك ا
...
-
وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي: أيام عدم مدافعة اليهود عن أنف
...
-
تحذير أميركي من تهديدات تستهدف اليهود بالإمارات
-
أمريكا تحث رعاياها بالإمارات على تجنب أماكن مرتبطة بالمجتمعا
...
-
جماعة الإخوان تدعو لدولة مدنية وانتخابات.. هل ينفرط عقد الأح
...
-
تحذيرات أمريكية لليهود و-الإسرائيليين- في الإمارات من هجمات
...
-
فيديو منسوب لدعوة شيخ الأزهر إلى مسيرات في مصر.. ما صحته؟
-
-أبو مينا- ينجو من الغرق.. كيف أنقذت مصر مدينة مسيحية نادرة
...
-
إسرائيل: اليهود المتشددون ينددون بـ-حرب- من الحكومة لفرض الخ
...
-
إسرائيل.. اليهود المتشددون يصعدون ضد الخدمة العسكرية
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|