أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - زوال إسرائيل لم يعد معجزة














المزيد.....

زوال إسرائيل لم يعد معجزة


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 15:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تهشّم وثن القوة, وما كان بالأمس مستحيلا أصبح اليوم ممكنا, وقد ارتدّ الخوف إلى صدر أعتى قوة في العالم, وكلما دعت الظروف مستر أوباما (ووزير خارجيته المتكوّر على ذاته كتمثال من الشمع غير المنفعل وغير الفعال) لاستخدام آلته الحربية نجده يتردد وترتعد فرائصه, لقد ارتد سلاح الرّعب إلى صدر مخترعيه.
كان النظامان السوري والعراقي (السلف والخلف) فارغين من كل شيء ويتعوضان على سلطة القوة وحسب, في سبيل قهر مجتمعيهما، وخيّل إليهما أن الخلود ستكتبه الغلبة والتغلّب, وكلما دارت الدورة الدموية في أوصال المجتمع انبرت الأنظمة الاستبدادية إلى استئصالها.
وكانت الأنظمة القمعية تعتاش على عنصر التخويف من الإرهاب لتكسب نقاطا في محافل صنع القرار الدولي, فيسد المجتمع الدولي عينيه وأذنيه عن صريخ ضحايا الاعتقال والتعذيب والتنكيل.
لقد فوجئ الجميع بالانهيارات السريعة لأوثان القوة, فتآمر هذا الجميع لوأد الربيع العربي لجعله خريفا قاسيا, لكنه سيكون قاسيا ليس على الشعوب التي لم يعد لديها ما تخسره فحسب, بل على سدنة هياكل سلطة القوة العالمية ومصالحها بل بات الخطر يتهدد وجود هذه الهياكل نفسه!
يعتقد الكيان الإسرائيلي أنه يعيش أفضل حالاته وهو يلجم المجتمع الدولي عن التدخل ليسود على انفلاش الأنظمة المحيطة به, لذلك هو يدعم الأنظمة السائدة في متوالية الذبح والذبح المضاد, دون أن يعي أن تحوّل الكيانات التي تحيط به إلى كيانات فاشلة ـ ولا أقول دولا لأنها لم تكن دولا في يوم ما ـ سيتحوّل إلى كابوس يقضّ مضجعه.
سوف تنكفئ إيران وسوف ترتخي عمامة القوة لأن كلفة الحفاظ على المستنقع الإقليمي سيستنزفها ويلغمها من الداخل, بما أنها لم تعي بعد أن ما بنته في سبيل تثبيت أركان النفوذ والسيطرة بمسمى الهلال الشيعي قد أصبح عبئا ثقيلا وخاصة أنها أيقظت أحقادا ودمامل تاريخية كادت أن تندمل ولعبت على إحياء الغول الطائفي ووجدت في النظامين الطائفيين بامتيار ( السوري والعراقي) ضالتها المنشودة كأداتين محليتين لتنفيذ مشروعها القديم من عهد قورش الفارسي قبل الميلاد للوصول إلى البحر المتوسّط.
أما روسيا الباردة فسوف تظل باردة, فهي لم تعزز مرة واحدة مصالح إستراتيجية في المناطق الدافئة, وعوّلت دائما على أحصنة خاسرة هي أنظمة الحكم كتلك التي انهارت في مناطق نفوذها في أوروبا الشرقية وكانت كلفتها باهظة أدت إلى انهيار الاتحاد السوفييتي ذاته, وروسيا المتقلصة اليوم تحاول التمدد بالأخطاء التاريخية نفسها, ظنا منها أنها تبعد (الإرهاب) عن حدودها فستجد أن لهذا الإرهاب ألف حصان طروادة يسرح ويمرح ضمن ممتلكاتها الاستعمارية.
ونعود إلى صهاينة إسرائيل
عندما تصبح الفوضى هي السائدة في محيطها بدءا من لبنان وسورية والعراق والضفة الغربية وغزّة وستلحق بها الأردن وسيأتيها ( إرهابيو) سنّة العالم الإسلامي من كل حدب وصوب, سيرى حكماء صهيون أن إله القوة المعبود لديهم أصبح طوطما فارغا, وما سيجربونه في الشعوب المحيطة جربته أنظمة الحكم قبلهم:
طائرات, صواريخ, براميل, كيماوي, نووي, سواطير وماذا بعد؟
كل مجزرة يمكن تعويضها بآلاف المتطوعين من كل حدب وصوب, لكن هل يحتمل العنصر اليهودي فناء مئة بل خمسين ألفا؟ وهل يحتمل العالم مشاهدة فيلم رعب طويل إلى ما لا نهاية؟
إن اليهود في العالم, ناهيك عن المؤمنين بالفكرة الصهيونية منهم, في حالة ثبات عددي إن لم يكن في تناقص وثقافة القتل التي شيدتها آلتهم الحربية ستواجه بثقافة الموت, وما كان صعبا بل من ضرب المستحيلات أصبح ممكنا اليوم وأصبحت العين تقاوم المخرز وتنتصر عليه أو تثلمه في أقل حالاته سوءا, وقد أصبح احتمال زوال الكيان الإسرائيلي مفتوحا على التاريخ إن لم يكن على المدى القصير فعلى المدى المتوسط, كما إن تشكيل المنطقة سيتجاوز خريطة سايكس وبيكو ويلغيها, لقد أصبحنا على أبواب إعادة تشكيل المنطقة على أسس جديدة حيث تتوضّع عناصر القوة والضعف.
أما دول النفط المتكورة على براميل نفطها وصرّات الأموال التي لا تفنى والصروح شاهقة البنيان (طوطمها الجديد المعبود ) فهي تغطّ في شخير أبدي وحين تستيقظ على دوي الانهيارات الكبرى ستجد أن حالها حال أهل الكهف الذين لبثوا مئات السنين في نوم أبدي وقد استيقظوا مرة واحدة ليروا تغيّر ما حولهم ثم عادوا إلى الموت الأزلي الذي لا رجعة فيه.
كانت ومازالت الشعوب العربية والإسلامية بحاجة إلى إصلاحات عميقة في نظرية الحكم والسلطة وبدلا عن مساعدتها للخلاص من الفساد والاستبداد بمشاريع إصلاح عميقة, تركت ساحاتها مسرحا لدوائر الاستخبارات العالمية والمحلية للعبث بها وصنع المكائد والمؤامرات, وكانت النظرة الاستعلائية على هذه الشعوب إن من المركزية الأوروبية أو من الصهيونية العالمية أو من حاقدي إيران الفارسية المتدثرة بالمذهب الشيعي وأخيرا من المستبدين الداخليين المستأثرين بالسلطة والثورة, تحيل أي حراك لدى هذه الشعوب المبتلاة إلى نظرية الإرهاب وحسب.
لقد أصبح الرعب والعبث متبادلا وتركت الساحات لهذه التنظيمات الصغيرة أن تجمع عناصر القوة من حولها لتتحوّل إلى أنظمة يحسب حسابها ووصلت إلى حالة من التوازن لم يعد التدخل الخارجي ممكنا ومجديا معها, وستساهم هذه التنظيمات بتشكيل العالم الجديد, وسوف تتنازل قوى الاستحكام الدولي للتفاوض معها على المصالح وربما بدأ هذا التفاوض الآن, بل إن المارد المستيقظ في داخلها سيأكل العفاريت المخابراتية العابثة ليشلّها ويجعلها بلا فاعلية.
هذا ما أتصوّره عن مآل العالم في الحقبة القادمة وقد أكون مخطئا ولست لذالك داعيا ولا مبشرا ولا نذيرا.



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة في نقد بؤس الواقع
- لابد من ثورة .. وثورة واحدة لا تكفي
- انكشاف الباطنية
- سوريا: السلطة المعبودة والدولة المقهورة
- هل صيغة لا غالب ولا مغلوب صالحة للوضع السوري؟
- مبادرة للحوار الوطني في سورية
- سوريا: نحو هبوط آمن للوطن
- مصر المحروسة: أدخلوها بسلام آمنين(نوستالجيا)
- هل انطلقت ثورة الشباب العربي؟
- هنيئا للبشير بانفصال السودان
- ما لم يقله أبو الطيب المعري
- الواطي
- أنشودة الملل
- من يتذكر البيرسترويكا ؟
- جمر الكلمات
- حكاية سقطت سهوا من ألف ليلة وليلة
- يوميات السجن هو شي منه شاعراً
- ملامح من الفكر النقدي عند ياسين الحافظ ( منهج الشلف التأويلي ...
- لمحات حول المرشدية
- شهوة الشعار


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - زوال إسرائيل لم يعد معجزة