أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - هل صيغة لا غالب ولا مغلوب صالحة للوضع السوري؟














المزيد.....

هل صيغة لا غالب ولا مغلوب صالحة للوضع السوري؟


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 09:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر الأيام وسورية غير قادرة على الخروج من محنتها, فقوى الاحتجاج تكتسب مواقعا في الشارع بمرور الوقت وتكتسب نقاطا جديدة في الاعتراف الدولي, كما إن النظام يراهن على نجاح الحل الأمني ويخسر نقاطا جديدة في الموقع الدولي, والنتيجة استمرار النزيف الداخلي الذي يستهلك الوطن أرضا وشعبا ودولة, وقد يمهد لتدخل للقوى الدولية يأنفه الجميع سلطة أو معارضة وطنية.
ويبدو أن سياسة كسر العظم بين الطرفين ليس لها نهاية, لأن أحدا من الأطراف المتصارعة لا يتواضع ويتنازل للآخر.
على قوى النظام أن تعترف بأن الأزمة خلقت واقعا جديدا, وأنه حان وقت التغيير, وأنه جاء وقت القرارات المؤلمة, ولا بد من الجلوس مع المعارضات بخلاف أنواعها على مائدة مستديرة بدلا من ضياع الوقت في مؤتمرات تدور حول الحل ولا تتجه إليه مباشرة, ولا بد من توقف اللعبة الإعلامية الفاشلة لتسويد صفحة الحراك الشعبي, عبر إعلام يعاني من تصلب شرايين مزمن, ولا بد من الاتفاق على مرحلة انتقالية محددة بفترة زمنية وبتوقيتات مرحلية والأفضل أن تقودها حكومة وحدة وطنية.
وعلى قوى الاحتجاج والمعارضة أن تطلق مبادرات معقولة وممكنة التطبيق من أجل تغيير سلمي ومتدرج وهادئ, مع أحقية مطالبتها بتهيئة الأجواء المناسبة للحوار, فلا حوار ممكنا في ظل صوت الرصاص وجريان الدم.
على النظام أن يعي أنه من المستحيل ثلم شوكة الاحتجاج وكسر الإرادة الشعبية, وأن الانفعال الذي تتميز به وتمتلكه القوى الشابة وهي أكثرية المجتمع السوري طاقة لا تنفذ, فليس من مصلحة النظام أن يضع نفسه هدفا لكراهية الشباب الذي لم يعد قانعا بمتابعة الوضع على ما كان عليه, من استمرار وقع الحياة البطيء أو الراكد, بل الاستنقاع اللانهائي, في الوقت الذي تقفز قدما ثورة الانترنت ووسائل الاتصال العصرية في العالم الذي يقيس العقل الشبابي نفسه عليها, إن الانترنت الأكثر بطأ وأكثر كلفة وأكثر حجبا هو الموجود في سورية, وسورية هي الأقل استجابة للمتغيرات الدولية والإقليمية وانعكاساتها المحلية.
لا بد من مخرج بديل عن تصارع الشرعيتين: الشرعية الفعلية التي يتمسك بها النظام والشرعية الثورية التي يطمح إليها شباب الاحتجاج في الشارع, ولا بد من إمساك العصا من الوسط, فلا يدعي أحد نصره على الآخر ولا يدعي أحد هزيمته للآخر في صيغة لا غالب ولا مغلوب, فتعترف السلطة بمشروعية الثورة وتعترف قوى الاحتجاج بأن لا ضربة قاضية لديها تطيح بالنظام.
مطلوب من قوى الشارع السيطرة على حدة الانفعال, ومطلوب من السلطة الصدق مع النفس ومع الشعب ومع المستقبل.
تبدأ الثقة بمد الجسور بين الخصوم عندما يشعر المحتجون أن الدولة الأمنية قاب قوسين أو أدنى من التفكك وإعادة الهيكلة والتأهيل بما يناسب قيم حقوق الإنسان وحق المواطنة وحين تخرج القوى الأمنية والنظامية وغير النظامية من المعادلة, ويتغلب فريق الحل السياسي حقيقة وواقعا لا أماني ووعودا.
لابد من حل جنوب إفريقي يجد فيه المعارض خلاصا له وجلاده, تستجيب له قوى الاحتجاج, مسقطة ادعائها الشخصي نحو مصالحة وطنية, وتستجيب له, بصدق, قوى النظام أو من بات منها مقتنعا بالتحول الديمقراطي من أجل هبوط آمن للوطن.
تبدأ إجراءات بناء الثقة بالإفراج الفوري عن معتقلي الرأي, وإطلاق العمل السياسي للقوى السياسية كافة, وتحرير الإعلام المكتوب والمرئي والالكتروني, والدعوة لهيئة تأسيسية تكتب دستورا جديدا ثم الدعوة لانتخابات مفتوحة تنتخب برلمانا حقيقيا يؤسس لسورية الجديدة التي سوف تكون للجميع بلا استثناءات أو إقصاءات.
العلاقة بين أبناء الواحد تقوم على التوافق أو الخصومة لكنها لا يمكن أن تبنى على العداء الذي يجب أن يكرس لمن يحتل الأرض أو يتعدى على حدود الوطن, فالعداء يستدعي الحرب, أما الخصومة فتستدعي الحوار الجاد والمثمر, بدلا من الحوار الداخلي حيث تحاور كل جهة نفسها بلا ثمرة.



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة للحوار الوطني في سورية
- سوريا: نحو هبوط آمن للوطن
- مصر المحروسة: أدخلوها بسلام آمنين(نوستالجيا)
- هل انطلقت ثورة الشباب العربي؟
- هنيئا للبشير بانفصال السودان
- ما لم يقله أبو الطيب المعري
- الواطي
- أنشودة الملل
- من يتذكر البيرسترويكا ؟
- جمر الكلمات
- حكاية سقطت سهوا من ألف ليلة وليلة
- يوميات السجن هو شي منه شاعراً
- ملامح من الفكر النقدي عند ياسين الحافظ ( منهج الشلف التأويلي ...
- لمحات حول المرشدية
- شهوة الشعار
- عودة الروح القدس إلى دنيا الكروب
- البغل والناعورة
- ما بين التكفير و التخوين شعرة: في السجال حول مقالة ياسين الح ...
- في هزيمة أمريكا و انتصارها
- صفحات مجهولة من تاريخ الرقة: أرتين مادويان


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسماعيل خليل الحسن - هل صيغة لا غالب ولا مغلوب صالحة للوضع السوري؟