أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل خليل الحسن - عودة الروح القدس إلى دنيا الكروب














المزيد.....

عودة الروح القدس إلى دنيا الكروب


اسماعيل خليل الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2115 - 2007 / 11 / 30 - 08:37
المحور: الادب والفن
    


هبط الروح القدس, وجد الأرض عامرة, لم يكن فيها قبل كل هذا الضجيج, كان الإنسان أكثر بساطة, أقل غطرسة, لم تبهره صروح الحضارة التي تراءت أمامه, قال في سره:
"لا بد أن خلف هذه العظمة تكمن مأساة ما, فلا غنى فاحش إلا و خلفه إملاق مدقع"

ساعة الجوع

شاهد من علٍ مقبرة, بحث فيها عن السكون المفتقد, لكنّه وجدها عامرة بعائلات فقدت المأوى و سكنت المقابر, أطلّ من فوهة قبر وسأل ساكنه الحي:
" ماذا تريد؟"
قال:" أريد أن أكون فقيرا"
"الست فقيرا اليوم؟"
"لا الفقر ترف بالنسبة لي, إنما شكواي من الجوع, الفقر يا سيدي أن لا يفيض عن حاجتك شيء, أو أن تحرم بعض الحاجات, أما أنا و عيالي فلم نذق الزاد منذ يومين!!"
"غريب أمرك أيها الإنسان فقدت فردوسك و ها أنت تعيش في دنيا من الكروب "
سقطت دمعتان من عيني الملاك وما إن لامستا تراب قاع القبر حتى استحالتا درّتين.

ساعة الفساد

لا حظ الروح القدس عائلة تفترش الأرض و تلتحف السماء, كان بيد رب العائلة رزمة من العرائض, سأله عن حاجته فقال: "هدم شارع, شيدته البلدية, بيتي, و وعدوني بتعويض أو بسكن آخر, لقد مرّ شتاءان و صيفان ولم احصد سوى الوعود, الجميع يتهرب من التوقيع على هذه العرائض, الجميع يقول هذه ليست مسؤوليتي".
"أنت تعاني إذن من سوء الإدارة"
"لا فسوء الإدارة ترف بالنسبة لي, أنا يا سيدي أعاني من الفساد, فقد عرض السماسرة علي التخلي عن نصف حقوقي لقاء وضع الأختام على هذه الأوراق المكدّسة".
"غريب أمرك أيها الإنسان فقدت فردوسك و ها أنت تعيش في دنيا من الكروب "
سقطت دمعتان من عيني الملاك وما إن لامستا الأوراق حتى استحالتا أختاما على الورق الأغبر.

ساعة الظلم

ثمة أنين تناهى إلى سمعه, لم يكن الروح القدس يتوقع أن بشرا يتنفسون تحت الأرض, كان الوصول إليه أكثر صعوبة بسبب الأبواب المحكمة الإغلاق, وكثرة الحـرّاس, سأل الملاك الرجل الذي يئن و هو يرفل بقيوده:
ـ:" من أنت؟" فقال:
ـ: " أنا بقايا إنسان أوصدت الأبواب عليه, منذ عشرين عاما, بلا تهمة و لا محاكمة!!
ـ: " وماذا تريد؟"
ـ: " أحلم بالدكتاتورية"
ـ: " كيف؟ ألست في حضنها؟"
ـ: " الدكتاتورية ترف بالنسبة لي, لأن ما أعانيه هو الاستبداد"
ـ: " ما الفرق؟"
ـ: " الدكتاتور يعصي أوامر المحاكم أو المؤسسات والمستبد يلغيها, هو يضيّق الخناق على المعارضة و المستبد يسحقها, وهو يعبّر عن مصالح شريحة والمستبد يعبّر عن مصالح عائلة, وقد يموت الدكتاتور فقيرا, أما المستبد فلا يفرق بين ماله والمال العام"
"غريب أمرك أيها الإنسان فقدت فردوسك و ها أنت تعيش في دنيا من الكروب "
عجزت دمعتان أن تذرفا من عيني الملاك, وعاد إلى السماء ليكتب تقريره و من ثمّ يتساءل:
" لماذا لم تحن الساعة حتى هذه الساعة؟!!"



#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البغل والناعورة
- ما بين التكفير و التخوين شعرة: في السجال حول مقالة ياسين الح ...
- في هزيمة أمريكا و انتصارها
- صفحات مجهولة من تاريخ الرقة: أرتين مادويان
- صفحات مجهولة من تاريخ الرقة: سلمان المرشد
- المصلحة الأمريكية في تشويه الديمقراطية
- موريتانيا الشامتة بالعرب!
- الرافضون
- من يوميات قرية محاصرة
- اعجبي من أرض العجائب!
- وليمة لطغاة العالم
- إلى الأخوة المفسدين
- الرجاء تركك رسالة بعد سماع الموسيقى
- حزب الله يتصرف وكأنها حربه الأخيرة
- المتفرجون على الحرب
- الى جورج دبليو. سي بوش
- تجول في اللاوعي
- الدولة وديعة استعمارية
- أفكار من عصر الذهول
- قاموس الهجاء ضرورة لا بد منها


المزيد.....




- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...
- تونس: مدينة حلق الوادي تستقبل الدورة الرابعة لمهرجان -نسمات ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسماعيل خليل الحسن - عودة الروح القدس إلى دنيا الكروب