أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - أفكار وسطور














المزيد.....

أفكار وسطور


حنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4490 - 2014 / 6 / 22 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


عندما تعترينا المشاعر , أعلمُ أن الله أودع فينا أشياء كثير لا يمكن عدها , فمن ضمنها المشاعر التي تبحر بنا إلى بحور لا عهد لنا بها , وترسوا بنا على شواطئ مجهولة , تقودنا أحلامنا إلى حيث القرار صعب والخطوة يتبعها ألف قرار وقرار , فلا نمتلك القدرة على جعلها تتحقق أمامنا , ونذق طعم عنفوان سعادتنا , اليوم كما هو كل يوم تشرق شمسه وتغيب , ونحن بمكاننا لا نحيد , على الرغم من قلة الزاد وطول السفر وبعد المسافة واستمرار الهروب مما يحيطنا , نجد أن العمر ما هو إلا لحظات تُعاش في مرها وحلوها , ورغم قسوة الأيام التي تغلف قلوبنا بأغلفة مختلفة وسميكة , نبقى نصارع من أجل الهدف الذي شاء الله أن يكون لنا , نستمر بتلك الروح الممزقة والتائهة والمصممة على تحقيق ذاتها بعيدًا عن ذاتها , فنجلدها تارة ونهون عليها تارة أخرى , ونمشي قدمًا مع الآهات والحنين والضوء والظلمة , لنكون هالة حولنا تميزنا عن الآخرين الذين بدأ يتشابهون في أفعالهم وأقوالهم , ولا أبرح أن أنفك عن ذاك الفكر الباحث عن الاختلاف في كل شيء .
أجد الحياة لا معنى لها من حيث هي حياة , لكنها تمتلك معاني كثيرة تفتح أذهاننا على أشياء كنا نراها صغيرة بأعيننا , ونعود من حيث انطلقنا لنركب عربة الديمومة الدنيوية التي تبعث في بعض الاحيان السلام في أرواحنا التعبة جدًا من الحول الذي زخر بأنواع العذابات المتلونة والمصنوعة بإتقان لتناسب وضعنا الذي اسميه بقايا هوامش نرضخ تحتها , بلا مقاومة تُذكر لا تلومني لفرط عشقي أو جنوني , فأنا مثل الشاعر الرومانسي الذي راح يجد في أحضان الطبيعة والأزهار الفواحة والحدائق الخضراء والينابيع الجارية ملجئ الأمان الباحث عنه , فتراه يهيم غزلًا بالطبيعة وبالجو والقمر والنجوم وكل شيء يجعله بعيد عن صخب الحياة وعنفها المستمر , وخلد كل هذا بنتاج حفل بتنوع راقي وتعدد الصور والرسوم الزخرفية التي تبلورت بالعبارات صاغها من وحي بنات أفكاره بلا قيد أطلقها وجردها من حبالها الوهمية التي نقيد أنفسنا بها , وإذا ما رجعنا للوراء وجدناها تافه لا تسوى أن نقضي رمشة عين من أجلها . تعب هي الأيام تجرنا إلى نفق لا نعرف هل النور يبزغ في نهايته أم الظلمة مستمرة في طريقنا .
لقد سرقتنا الحياة وجردننا من إنسانيتنا, ولا أعلم إلى أين المفر واللجوء , يا تُرى هل الوجود يبعث إلى هذه الأشياء أم النزعة الفردية التي يتمتع بها كل البشر هي من فرضت وجودها , فالكل يذهب وراء مصلحته دون الالتفات إلى الآخرين , كيف بنا نعيش مع حياة مثل هذه الحياة لا رحمة فيها ولا شفقة , في بعض الأحيان أكلم نفسي قائلة : هل هناك أيادي خفية وراء الذي يحدث في أيامنا وغياب الشيء الثمين فينا وهو إنسانيتنا التي إذا ما تعرينا منها نبقى بقايا إنسان أو هوامش مجرد هوامش لا تُقدر بقيمة التراب الذي خُلقنا منه , وأعود لألوم نفسي على ما جرى ويجري وسيجري في خضم الصراعات والخلافات التي لا تجعلنا نعيش بسلام وأذهب باحثة عن بصيص أمل يولد داخلي من جديد وأنزع الفرح من براثم الصدفة واسرق الضحكة من شفاه الاطفال حتى أنعم بحلم استخلصه لي وحدي ...

أنت حلمي



#حنان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفتقدك كثيرًا
- تعويذة
- وقفة مع الحياة
- راحلٌ أنت
- نجوى غروبك
- الأمل والوطن
- أنت
- غروب
- نافذة عيوني الشاخصة
- أنا بعض هذا العشق
- قدر
- وطن
- ظنون
- اتيتك
- فوضى مشاعر
- انتهاء لهفة
- تلك هي
- عندما أحببتُك
- كيف!
- قراءة لرواية الأسود يليق بكِ


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - أفكار وسطور