أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - فوضى مشاعر














المزيد.....

فوضى مشاعر


حنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 4436 - 2014 / 4 / 27 - 21:29
المحور: الادب والفن
    


يعجُّ صدري بنار لا تخمد ولا تبرد , وأنا على قيد الحياة لازلت , في أثناء تفاصيل القدر الموجعة ودقائق ساعاته التي تدفعني إلى حافة اليأس , تغرز فيّ كل يوم سكاكين التعاسة , وتطوقني بطوق الحزن الذي يخنقني , تهوي بي إلى القاع وتحط بي كأني بلا عقل ولا رأي ولا شعور , أبدأ بندب حظي وأضرب الدنيا كلها عرض الحائط , وفي نهاية المطاف أجد نفسي بنفسي بلا مُعين ولا صديق يهدأ من روعي ويواسيني .
أيام وأنا مع الأفكار التي أراها تكبر يومًا بعد يوم حتى أمنتُ بها حد اليقين , نَمتْ بداخلي كنمو الأشجار كأنها بذور أزهاري التي تعطر لي أيام مستقبلي القادمة , كنتُ ايجابية في معظمها ماهي إلاّ عشية وضحاها حتى استيقظ على واقع مختلف عما كنت به .... أقول لنفسي مهملاً مهلاً ليست الحياة هكذا , أغمضتُ عيناي لبرهة وعادت لي كل أفكاري كشريط فلم يُعرض عليك , رأيتُ لحظتها أنا لم أكن مخطئة بشيء وأقول لم أخطَ لأنني فعلاً لم ارتكب شيئا أعابُ عليه , سرتُ في طريق كأيِّ طريق يأدي بك لنهاية الأحلام التي ترافقك طيل ذاك المسير , وبجواري روحًا لازمتني ولم تفارقني , كنتُ اتبادل معها الحديث واعيش معها طول الوقت حيث كانت ملازمة لروحي تشدّ على يدي إذا أنا تراجعت وتزيد من عزمي ومن رباط جأشي على مواجهة كل الصعاب , تسير بجانبي لا تتركني وحدي , تواعدنا بالاستمرار وبإكمال المشوار ولا نعرف لفراق باب , كنا جسد واحد بروحين نواصل ونواجه الحياة , اندمجنا حتى اليقين , واصلنا السير أيام وأيام وايام ولم نخشَ شيء .
كنا معًا على قيد الحياة نرمي بأحزاننا في حاوية النسيان , ونزرع بذور الأمل والتفاؤل , نسقي نبتة الرضا في داخلنا , ونحاول التخفيف حتى نخرج من بركة اليأس والآلم , ونفتح بوجهنا باب الحياة ونوصد باب التعب , كنا نقتنع بأبسط الأشياء , ونسعد بالحديث لبعض ونصغي لكل الأزهار التي ذبلت اشتياقا لنا على طرفي الطريق , كنا نحفر بالصخر كي نثبت وجودنا وذاتنا , ونصرخ بملء اصواتنا نحن هنا أحياء , لم نكن كالأحياء الذين بنوا لهم بيوتًا في زوايا اليأس وأصبحوا كالأموات مع ذواتهم .
بعد كل هذا اعود لذاك الطريق وحدي بلا روحي , امارس طقوس الفراق واعاني لوعة البعد والضياع , اعود كأشجارٍ خاوية على عروشها , اتمسك بظلال الأشياء و تأخذني الذكريات بحنين مُوجع وشديد البساط على قلبي , ألاحق طيفك ورسمَ وجهك واشتكي العذاب , لم اعرف من قبله كيف يعاني المتعبة قلوبهم من بُعد الأحباب والضياع في زحمة الحياة وتفاصيل أيامها الموهنة بالتعب , جلستُ واضعة رأسي بين ركبتي أفكر للحظة واحدة واردد بصوتٍ خافض حروف اسمك الأربعة , أ من العدل تغادرني أنت بلا رجعة بلا أمل بلا لقاء يجمعنا بهذا الطريق الذي شهد أثار وقع اقدامنا , أ من الأنصاف تنتهي كل وعودنا بلا تنفيذها كأننا كنا طيور مهاجرة باحثة عن الدفء والغذاء , أم من الحق أنّ كلانا بعيدًا عن الآخر بلا وجه حق.
الآن أبكي بكاء الأطفال وأقول استيقظي من تلك الأوهام وعيشي الحياة وطرقي أبوابها , لا ذنبُ ذنبكِ ولا ذنبهُ , ذنب الاقدار التي فرضت كلمتها وبصمت على أيامكم بالانتهاء , شئتِ ذلك أم ابيتِ , (( الحياة يا عزيزتي ليستْ رواية بنهايتها يتزوج الأبطال)) .
الحياة هي الحياة بقسوتها ومرارتها وصبرها تحكم بأحكام جائرة بلا رقيب ولا محاسب , تقول ويُنفذ قولها وكلنا نمشي وفقها , لا نختار ولا لنا حق الاختيار , ما عليكِ إلاّ الصبر , أمّا تلك الروح فهي تبقى روحُ طيبة حنينة معكِ دائمًا , سأبقى أمشي وحدي مع كل الشوق لها , سأتبقى معي لنهاية المشوار , حتى وإنّ بَعُد الميعاد في اللقاء , أمنتُ بها وسوف أبقى مؤمنة حتى لحظة الخروج ليوم موعود بلا رجوع .





#حنان_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاء لهفة
- تلك هي
- عندما أحببتُك
- كيف!
- قراءة لرواية الأسود يليق بكِ
- حتى تعود
- أنتهيتْ
- مازلتُ في موضعي
- يا سنا الوجد
- رعشةٌ أنت في الأفق
- عيدُ أمّي
- كفاك
- لمّا رأيتُ القمر بازغًا
- في زمان جفاك
- حكايتي
- أوجاع قلم
- لقاء كان
- أبعدتنا الأيام
- أرحل ودعني
- قلبي ..... أنت


المزيد.....




- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - فوضى مشاعر