أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - فؤاد قنديل - أغبياء .. من يكرهونها















المزيد.....

أغبياء .. من يكرهونها


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 22:55
المحور: عالم الرياضة
    


صحيح أن من يكرهون كرة القدم من بين البشر قلة من بينهن بالطبع نساء العالم العربي ؛ لكن ذلك لابد له أسباب ، منها أنهم في مناطق نائية جدا ومحرومة من كل شيء وقليلة السكان ، أو تسللت الكراهية إلى البعض بسبب عقدة شخصية ، ومنهم من تغيب عنه تماما قيمتها وهدفها وجدواها ويرفضون فكرة أن يتصارع نحو ثلاثين رجلا في محاولة قد تبدو سخيفة لتسكين الكرة في المرمى، وأيا كان السبب فالأمر المؤكد في اعتقادي أن من يتجنبون مشاهدتها ومتابعة أحوالها وتأمل خططها وتقنياتها والأداءات الخارقة لبعض اللاعبين الأفذاذ يخسر كثيرا ، وليس من شك أن هذه اللعبة الشعبية الأولى في العالم تؤثر بشكل أو بآخر على الحياة والفكر ، وقد تتفوق على كل الألعاب دون استثناء لأنها ملعب للحرية في الهواء الطلق بحضور ومشاهدة عشرات الملايين ، وصدق من سماها الساحرة المستديرة ، والاستدارة وحدها مصدر من مصادر السحر والجمال أكثر من الشكل الهرمى الشهير لأن الاستدارة حرية بلا حدود وبلا بداية أو نهاية.
وبعض المثقفين يتصورون أن كرة القدم لعبة جسد فقط كما كان ينظر إليها توفيق الحكيم وغيره لكنها لغة فكر بامتياز ، وليس متوفقا فيها من يعتمد فقط على القدمين ، بل لابد من التفكير وكلما كان اللاعب مثقفا كان بارعا فلابد من تمتعه بالخيال وبالتوهج العقلى والدهاء والميل للاختلاف والتجديد ،ولا غضاضة في القول أنها تتفوق على كل الألعاب بأهمية ودور الذكاء ، وليست مثلها التنس أو المصارعة أو ألعاب القوي أو السباحة أو الملاكمة ولا البنج بنج وربما اقتربت منها كرة السلة واليد ، كما أن كرة القدم لغة فن وعلم وصناعة وتجارة واستثمار واقتصاد ، ويتعذر أن نتجاهل دورها وكثير من الألعاب الرياضية في توفير اللياقة البدنية والحيوية الجسدية فضلا عن تأثيرها على بناء شخصية متماسكة وخلق حالة من التوازن النفسي الناتجة في الأغلب من فرص تحقيق الذات والتمتع بالشهرة والمال خاصة مع التألق.ومن المهم الإشارة إلى أن لكرة القدم ثقافة ربتها اللعبة ولاعبوها وانتشرت إلى حد كبير بين المشجعين ومنها السمات الأخلاقية وفي مقدمتها الروح الرياضية والتسامح والتعاون والانتماء والبعد عن التعصب والالتزام واحترام اللاحق للسابق والصغير للكبير وللقيادة.
لقد تحققت مكانة عالمية كاسحة لكل القدم بما يفوق كثيرا غيرها من الألعاب بسبب الحركة الدائمة للاعبين والعمل الجماعي الذي لا يحقق النتائج الطيبة فقط ولكنه شكل من أشكال الفن والإبداع وصورة من صور العمارة المتماسكة بسبب حسن التصميم والتناغم الذي لابد منه وكم من مدربين يفشلون في تحقيق هذا الانسجام بين اللاعبين ولذلك مهما كانت براعة اللاعبين الأفراد فلا يمكن أن ينتصروا ، وهي أهم رسالة يجب أن يعيها كل المسئولين ، كما أن كرة القدم نموذج رفيع من نماذج علم الإدارة ومن يتجاهلها أيا كان عمله حتى لو كان بسيطا أو منفردا يفقد القدرة على تحقيق الأهداف . كل نشاط في الوجود هو في الحقيقة تحرك على رقعة بأدوات وفكر من أجل تحيقيق أهداف ، ومثالها الأعلى هو لعبة كرة القدم .. يتجلى ذلك في الحروب وفي المطابخ وإصدار الصحف وإنتاج الأفلام والمسلسلات ورئاسة الوزراء بل والإجابة في الامتحانات وإنشاء المدن والطرق وفي الأسواق والتجارة والبورصة بل وفي كتابة الرواية والقصيدة وبإمكاننا إذن دون مبالغة اعتبارها ظاهرة اجتماعية وسياسية فكم ساهمت في الصلح بين الشعوب والجماعات وقربت بين المتنازعين ، كما أنها ظاهرة فنية ووسيلة من وسائل العلاج النفسي .
ويمكننا القول أن كرة القدم مختصر بديع للحياة .. فيها كل ما في الحياة وتزيد عنها بأنها تقدم المتعة وتنسي الهموم وتوفر النزهة وتحفز للتنافسية فلا شك أن كثيرا من المشاهدين يشاركون اللاعبين التفكير في كيفية التمرير ولمن وكيفية إجراء المناورة
والتفكير في إعادة الكرة للخلف طلبا للأمان أو طلبه بقذفها إلى أبعد نقطة في اتجاه الخصم ..والكرة مفيدة للأعصاب والقلب حتى للمشاهد خاصة غير المتعصب ، كما أنها مشجعة على التمنى والسعى الجاد لتحقيق الأماني والانشغال طويلا بالأحلام حيث الآفاق مفتوحة للشهرة والعوائد المجزية والحب الجنوني الذي تكنه الجماهير للاعبى الكرة المشاهير مثل ميسي ورونالدو وروني وزيدان روماريو وبيكام وقبلهم بيليه ومارادونا وبوشكاش ومولر وبلاتينى وغيرهم. ولعل تخلف الكرة العربية عن نظيرتها العالمية في مراحل كثيرة وعدم ثبات المستوي المتألق يرجع السبب فيه دون شك إلى تجاهل العنصر الذهنى والتركيز على الأقدام وتواضع مستوى اللياقة البدنية وعدم ممارسة بعض الألعاب الأخري وتواضع خبرة المدربين وتحيزاتهم الشخصية الملتبسة .
من تحصيل الحاصل القول أن معظم القراء يتابعون أخبار اللاعبين وخاصة بورصة أجورهم العجيبة ، وتغلب الدهشة الجميع عندما يعلمون أن ميسى أجره مليار جنيه ومثله رونالدو وغيرهما وتتعدد الأسماء التى تتلقى الأموال الطائلة عند البيع إضافة إلى أجورهم السنوية ، ومكافآت الفوز.
في مصر خلت المدارس من ملاعب كرة القدم والموجود منها لا يشهد ممارسة للعبة واعتقدت بعض القيادات أن ذلك من أجل التعليم ، والنتيجة واضحة ، لا تعلم الصبية والفتيان الكرة ولا حصلوا التعليم ، لأن دروس كرة القدم غابت عن المسئولين .. وقد أغرمت مثل نجيب محفوظ بكرة القدم منذ نعومة أظفاري لكنى بقيت ألعبها وأشاهدها حتى تزوجت وأنجبت وقمت في عام 1964بتأسيس فريق لاستديو مصر حيث كنت أعمل ، وحتى الآن إذا مررت بالشوارع ولمحت أية كرة أسرعت بانتزاع ذراعي من ذراع زوجتى القابضة عليه واندفعت أقذف الكرة بكل قوة وكثيرا ما طارت بعيدا جدا والأولاد يرقبونها بفرح ثم بغيظ لأنهم يجدون صعوبة في استعادتها .
لا ينكر إلا القليلون فضل كرة القدم في تحقيق المجد لدول صغيرة غير معروفة بأي نشاط ولا دخل أو ثروة أو صيت سياسي .. لكنها يمكن أن تحقق المكاسب من شهرتها وترفع عدد السائحين القادمين إليها بفضل أخبارها التي تطيرها فرقها الكروية وشهرة لاعبيها ، فكرواتيا جلبت الكرة لها الصيت ، ولأورجواي شبه المجهولة ومثلها تشيلى ، ومعظم دول أفريقيا لا خبر عنها يلفت الأنظار بعيدا عن الفقر والنزاعات الداخلية غير لعبة الكرة مثل الكاميرون وغانا والسنغال وساحل العاج فضلا عن دول مجهولة مثل موزامبيق وزامبيا وغينيا والجابون وتوجو والكونغو وغيرها.
لقد صدرت في الغرب كتبُ عديدة عن اللعبة لأدباء ومفكرين مثل ألبير كامى الذي كان حارسا لمرمى فريق جامعة الجزائر وباموك ونابوكوف الذي كان أيضا حارسا للمرمى وجورجى أمادو وسواهم ، لكن أشهر الكتب كانت قصة " اكتئاب زيدان " للكاتب البلجيكى جان فيليب توسان عن ظروف حادثة ضرب اللاعب الفرنسي للإيطالى ماترازى بالرأس في مونديال 2006 ،ورغم ممارسة نجيب محفوظ للكرة إلا أنه لم يكتب عنها ، ولم أكتب شيئا رغم غرامي بها منذ نعومة أظفاري وبقيت ألعبها وأشاهدها حتى تزوجت وأنجبت وقمت في عام 1964بتأسيس فريق لاستديو مصر حيث كنت أعمل ، وحتى الآن إذا مررت بالشوارع ولمحت أية كرة أسرعت بانتزاع ذراعي من ذراع زوجتى القابضة عليه واندفعت أقذف الكرة بكل قوة وكثيرا ما طارت بعيدا جدا والأولاد يرقبونها بفرح ثم بغيظ لأنهم يجدون صعوبة في استعادتها . وأعترف بأني بعد أن بلغت الأربعين وأصبحت صاحب كتب ومؤلفات ونلت بعض التقدير الأدبي بفضل القصة والرواية إلا أنى تمنيت لو دام لعبى كرة القدم التي كان يمكن أن تحقق لى شهرة كبيرة ومالا كثيرا بديلا عن جنيهات قليلة تطرق بابى على استحياء ، فقد كنت معروفا بملكات كروية كالسرعة والمناورة و" التغزيل " وحسن التمرير لولا أن حادثا مؤسفا لا أنساه جري أول الستينيات حيث ارتطمت قذيفة شحتة لاعب الاسماعيلى برأس حارس مرمانا في فرقة شباب بنها ولم يستطع إكمال المباراة وأصر المدرب أن أقف مكانه ، وسرعان ما انهمرت الكرات على مرماي الذي منى بعشرة أهداف ، ومن غيظى أخذت الكرة وحدى ولم أمررها لأي زميل وغزّلت كل فرقة الاسماعيلى بمن فيهم رضا والعربي وميمى وأحرزت هدفا وحيدا ولم يكن أحد هناك ليصور تلك اللحظة التاريخية التي لا يدانيها أداء ميسي أو فيجا أو دي ستيفانو أو الخطيب.



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أكتب ؟
- ماذا نريد من السيسي ؟
- قلبى حمامة شقها سكين
- هل حقا هناك احتلال إسلامي وشيك لأوروبا؟
- هل طرد عبد الناصر اليهود من مصر ؟
- أحزان شجرة البرقوق
- رجال ضد الإنسانية - أبو حمزة المصري
- الكتابة .. زوجتى الحقيقية
- ملامح المشهد الثقافي في مصر الواقع والمأمول
- وقائع موت معلن - لرجل عجوز جدا بجناحين عظيمين - بعد أن عاش ط ...
- سقطة فادحة لتشومسكى أهم مثقفي العالم
- الفكرة المدهشة والنص البديع رواية- حُسن الختام - نموذجا
- رصاصات قليلة تمنع كوارث كثيرة
- الحدأة ابتلعت سحابة
- قوس قزح يغازل أماني فؤاد
- المثقف المصري .. طموحات وأشواك
- شذوذ قطر (2)
- شذوذ قطر (1)
- سد الفراغ
- جراتسي


المزيد.....




- الأندية المتأهلة إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي
- صلاح يهدر فرصة تسجيل هدف محقق برعونة في ليلة خروج ليفربول من ...
- الدوري الأوروبي: ليفركوزن يواصل انتفاضته الكروية المذهلة ويت ...
- أتالانتا يطيح بليفربول خارج الدوري الأوروبي
- لمحاربة الفساد التحكيمي.. شيفتشينكو يستعين بجهاز كشف الكذب
- شاهد.. تأهل أتلانتا وروما وليفركوزن لنصف نهائي الدوري الأورو ...
- ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي
- “ميسي ورونالدو ومبابي وهالاند“ تنزيل FIFA MOBILE 2024 بعد ال ...
- أول تعليق لهالاند بعد خروج فريقه مانشستر سيتي من دوري الأبطا ...
- شاهد.. المنتخب القطري يتأهل إلى ربع نهائي كأس آسيا تحت 23 عا ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - فؤاد قنديل - أغبياء .. من يكرهونها